رسالة حب فى زمن الكتابة الإلكترونية ..

محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 01:45
المحور: الادب والفن
    

ها انا ذا
أكتب إليكِ في زمن الجمود
أكتب إليكِ بريشة وداوية دموع وبعض الأوراق
في زمن نفي فيه الحبر
وإستعمر الغبار فيه بياض الأوراق
وانتهت فيه صداقة الأقلام.

أكتب إليكِ على طريقتي
في زمن المعلوماتيه
وضبابية أكوانة الافتراضية
حيث الورود ترسل من الإفتراض للإفتراض
والمشاعر كلماتٌ صماء
نكتبها فوق قطعة بلاستيكية سوداء
لا مشاعر فيها ولا إحساس .


أكتب إليكِ في زمن البرجوازية
وعفونة الانتهازية
أكتب إليكِ على صفحات الثورة
وبألوان الوطن
بمشاعر كانت تسكننا
لكن إختفت مع صراع العيش
والمصالح الفوقيه


أكتبُ إليكِ بمشاع قلبي
أنتِ سيدة تستحق الكتابة
تستحق أن أملئ بمشاعري لها الأوراق والحيطان
وأعلق فوق كل النوافذ من أجلها رايات الإشتياق
تسحتق أن تكون لها أعيادا
وأياماً وصوماً وصلاةً
تستحق أن تكون سيدة النساء
أنقل إليكِ بعضاً من مشاعر الأقلام
وإرتعاشة الشوق على سطور الأوراق
أنقل إليكِ البسمة الخجولة عند الإعتراف
حين يتصبب القلب حبراً على الأوراق

أكتب إليكِ يا سيدتي
فى زمن نعطي فيه الحب مقابل المال
وأصبح فيه الزواج مشروع قائم على الأطماع

أكتب إليكِ يا حبيبتي على طريقة فرسان القلم
على خطى جنون قيس
وشجاعة عنترة
ويأس أنطونيو
وأملي انا,

أكتب إليك يا سيدتي
فى زمن صارت فيه الزهور زينة
والبساتين ملكية فردية
والعطر يباع لمن يدفع الثمن

أكتب إليكِ
فى زمن مشاعر الفراغ
فى فضاء المعلومات اللامحدود عن الحب والرومانسية
لكن دون مشاعر
دون إحساس

أكتب إليكِ رسالتي الأولى
فى ظل حرب الإنسان ليصير إنسان
فى ثورته البائسة لمطادرة الذات

أكتب إليكِ يا صديقتي
عن زمنٌ لا تفصلنا عنه سوى خطوات
فإما أن نبقى خلف شاشة صماء
نطارد الإشعارات
نلاحق لغة الجماد
ونحيا بعالم من ضباب
أو أن نخرج للواقع
نطارد البسمات
نشتمُ ونلمس الأمواج
ونحيا الحب كما بالروايات

وختاماً حمداً لإنعتاقي
حمداً لقلبي على حياتي
فهو سيبق حياً
طالما يكتب إليكِ أشواقي

سلامي سلامي

#محمد_السعيد_أبوسالم (هاشتاغ)       Mohamed_Elsaied_Abosalem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل