أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نضال الربضي - بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.














المزيد.....

بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 22:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.

سيبدو هذا المقال ضربا ً من الخيال، أو أشبه بمقتطفات ٍ من رواية ٍ علمية. أعترف أنني لا أملك دليلا ً على ما سأقول، لكنه يبقى تفكيرا ً و إعمالا ً للعقل في أرجاء المُمكن قياسا ً. لذلك عزيزي القارئ(ة)، اضحك إن شئت، أعرض عن كلامي إن شئت، فكر في الأمرِ أشجِّعُك! و تذكر أنني لا أطلب منك تبني كلماتي أو تصديقها، لكنها ممكن لا يمكن دحضه بنفس القدر التي هي فيه مستحيل ٌ لا يمكن إثباته. لذلك فهي بوح ٌ في "جدليات".

أغمض عيني المألوف، و اقرأ معي:

العلاقة بين الإلوهة و شيطانها علاقة غريبة، فالثاني تحت سيطرة الأول لكنه يتحداه و يبدو أنه ينجح في العصيان ثم في إفساد صنع الأول، دون أن يُظهر الأول القدر الكافي من الحزم لإنهاء فعل الثاني، أو الثاني نفسه. و توحي العلاقة بينهما بواسطة الطرف الثالث الإنساني أنهما يتسابقان للفوز برضى هذا الكائن و تبعيته لهما بفعل إرادته، في عملية ٍ شبيهة بالتسويق السياسي.

لو تقدمنا في التاريخ من نقطة الصدام الإلهي الشيطاني نحو بدايات تكوين المجتمع البشري سنلاحظ ظهور "أبناء الله" فجأة ً و بدون مقدمات، و الذين يتزوجون من "بنات البشر"، لينجبوا نسلا ً من "العمالقة" أو "الجبابرة"، و يتم تدوين هذا بصورته البدئية عند السومرين و البابلين بخلق الإنسان من دم الآلهة المذبوحة، و عند اليهود في التوارة القانونية في سفر التكوين، و في الأسفار غير القانونية مثل سفر "رؤيا أخنوخ".

هل تتحدث هذه القصص القديمة الأسطورية عن جنس ٍ من الكائنات الفضائية التي ظهرت على كوكب الأرض في بدايات الوعي عند الكائن البشري، و التي اعتقد الإنسان أمامها أنه يعاين "الألوهة"؟

هل تزوج هؤلاء فعليا ً من بنات البشر و أنجبوا منهن كما توحي حكاية أبناء الله و بنات البشر؟ أم كان الأمر ُ تلقيحا ً مختبريا ً و هندسة ً و راثية ً كما توحي حكاية ذبح الإله و خلق الإنسان من دمه؟

لو كان هذا صحيحا ً سيترتب عليه 1.تبعات 2. و أسئلة.

1. أما التبعات فكثيرة أتناول منها مثلاً: التطور الطبيعي للكائنات، و هو علم ٌ مُثبت لا يحتمل ُ النقض، لكنه في حالة الكائنات الفضائية سيتخذ بُعدا ً جديدا ً إذ نبدأ ُ بالنظر ِ إلى هندسة ٍ وراثية ٍ مقصودة، و أرجو من أنصار نظرية التصميم الذكي أن ينتبهوا أنني لا أقصد أبدا ً إلى تصميم ٍ ذكي هنا لأن التطور ينفيها جملة ً و تفصيلا ً لكني أقصد ُ إلى بذرة ٍ بدئية ٍ بثَّت روح الحركة في الآلية و أمضت بدايتها في الانسياب.

2.أما الأسئلة فأكثر، فمثلا ً: أين هم هؤلاء الفضائيون الآن؟ لم لم يعودوا؟ هل "أنتجونا" ثم تركوا إنتاجهم؟ أم هل يراقبون من بعيد بشكل "خفي"؟ هل هم من يملك مقاليد الحكم للكرة الأرضية في مجالس إدارات ٍ تكتنفها الغموض و لا يُعلم عن أسرارها شئ؟ أليست هذه النظرية تشبه الدين من حيث استحالة إثباتها و غياب حضور و إلحاحها على عناصر الإثارة و الغموض و التعلق بالغيبيات ممثلين وحيدين لتسهيل قبولها لدى الفرد؟ أليست في سذاجة ِ المنظومة الدينية لم تخرج عنها؟

بالمقابل، كيف لنا أن نقبل َ أننا الوحيدون في هذا الكون الشاسع باطمئنان؟ ملياراتُ مليارات ٍ من النجوم، أليس لبعضها (و بعضها هنا كثير ٌ كثير ٌ كثير) أن تكون لها كواكب ٌ تُشبه كوكبنا و تقبل ُ الحياة؟ ثم َّ من قال أن الحياة َ يجب أن تشبه الحياة َ على الأرض، لم لا تكون هناك "حيوات ٌ" مختلفة عنا؟ من قال أننا المعيار و المقياس؟

ألا يخبرنا العلم أن المرئي في الكون هو فقط 5% بينما 22% من الكون مادة غير مرئية و 73% من الكون طاقة داكنة؟ فإذا ً ما المانع من وجود كائنات "طاقوية" أو "طيفية" أو "موجية" تتسم بالوعي و الإدراك و الإرادة و القدرة على الفعل؟ ما المانع من وجود "حيوات" تفهم أبعاد الكون التي نجهلها و تستطيع "ثني" الزمان و المكان للـ "قفز" من النقطة أ نحو النقطة ب، قاطعة ً المسافات في "لا وقت"؟

حين بدأ الإنفجار ُ الكبير (بيج بانج Big Bang) أين كانت تلك النقطة البدئية متناهية الصغر، أليس معنى وجودها تأكيدا ً لوجود ٍ آخر كوني له قوانينه الخاصة و التي لم ندركها بعد؟ هذا الوجود الذي هو في خارج النقطة و الذي سيكون أيضا ً في خارج كوننا، و الذي سيعني أن قوانيننا خاصة بنقطتنا التي أصبحت كوننا صحيحة فقط عندنا؟ و أن كل ما نعرفه لا شأن له بكل وجود ٍ آخر خارج هذه النقطة البدئية التي هي الكون!

ما المانع من وجود ِ بوابات ٍ كونية تسافرُ من خلالها كينونات ٌ من كون ٍ لآخر؟

إن منتهى الغرور أن نعتقد بِفرِادتنا و تميزنا كبشر أمام هذا الكون الكبير، فنحن لا شئ، و يجب أن نتواضع جدا ً أمام الوجود، و ننظر إليه بعين الإعجاب و الحب، و بوافر ِ التوق لاستكشافِه و حل ألغازه، و يجب أن نرتقي بنوعنا بعيدا ً عن كل تفاهات الاختصام إلى المستوى الأعلى من الوعي، حين ننطلق َ بين النجوم، كم هو قدرنا، و هذا هو القدر الوحيد الذي أؤمن به، التطور!

سأعد للثلاثة و عندما أفرقع بأصابعي استفق عزيزي القاري(ة):
واحد
اثنين
ثلاثة
(صوت فرقعة أصابع)
أهلا ً بكم من جديد إلى الواقع.

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!

-----------------
ملاحظة: سأضطر ُ للغياب عنكم حتى منتصف الأسبوع القادم أو بعده، أستميحكم عذرا. و سأردُّ على تعليقاتكم عندها. مع الشكر الجزيل لوقتكم و تفاعلكم.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الوحشية – 2 – منهج الذبح عند السلفية الجهادية نموذج ...
- بوحٌ في جدليات – 3 – حين أنطلق
- قراءة في ظاهرة التنمُّر المدرسي – مريم المغربية و وليم الأرد ...
- قراءة في الإنسان – 4 – في الصواب السياسي و توظيفه لخدمة الإب ...
- البابا فرنسيس في عمان – انطباعات
- بوح ٌ في جدليات - 2 - عين ٌ على مستحيل ٍ مُمكن ٍ مستتر
- هل سنبقى ندور ُ في حلقة؟
- بوح ٌ في جدليات
- قراءة من سفر التطور – 3 – بين الجين و البيئة و السلوك بحسب ا ...
- قراءة في الإنسان – 3 – في الهوية الدينية و الدفاع العصبي الم ...
- في نفي دونية المرأة – 3 – وراثة معامل الطاقة في الخلية البشر ...
- قراءة في الإنسان – 2 - وجها الوجود و الألوهة الناقضة لفعلها
- قراءة في الشر – 6 – الرجاء ُ في الألوهة، عتابُها و الدفاع ُ ...
- عندما ينتحب ُ هاتور
- قراءة في الشر - 5 - سفر أيوب نموذجا ً ثانيا ً.
- قراءة في الشر – 4 – سفر رؤيا أخنوخ نموذجا ً.
- على هامش إفلاس المحتوى – إضحك مع المناخ الروماني
- قراءة في الشر – 3 – الحكم البشري على أخلاقيات الألوهة
- قراءة في الشر – 2 - احتجاب الألوهة
- وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ


المزيد.....




- بايدن لـCNN: ترامب لا يعترف بالديمقراطية ولن يتقبل الهزيمة ف ...
- البنتاغون: أمريكا ستبدأ بإرسال المساعدات لغزة عبر الرصيف الع ...
- البيت الأبيض: عملية عسكرية كبرى في رفح ستُقوي موقف -حماس- في ...
- رئيس الوزراء البولندي يعترف بوجود قوات تابعة للناتو في أوكرا ...
- إسرائيل تسحب وفدها من مفاوضات القاهرة لوقف النار مع حماس ومس ...
- بالفيديو.. -سرايا القدس- تستهدف جنودا من الجيش الإسرائيلي مت ...
- مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع ” الرمضاني” مساء يوم ا ...
- -محض خيال-.. تركيا تنفي تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيل
- RT تستطلع وضع المستشفى الكويتي برفح
- رئيس الوزراء: سلوفينيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول منتصف ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نضال الربضي - بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.