أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة من سفر التطور – 3 – بين الجين و البيئة و السلوك بحسب الوعي















المزيد.....

قراءة من سفر التطور – 3 – بين الجين و البيئة و السلوك بحسب الوعي


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 18:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة من سفر التطور – 3 – بين الجين و البيئة و السلوك بحسب الوعي

يتميز الكائن البشري بوجود الوعي العاقل Sapience و الذي يميزه عن الوعي الحيواني الغريزي المُستجيب للمؤثرات الخارجية Sentience . و بحسب الأول Sapience فإن الإنسان قادر ٌ على التفكير المنطقي المتسلسل الذي يبحث في أصول الاشياء و أسبابها الحقيقية و هو ما نسميه الفلسفة، بينما تغيب هذه القدرة عند الحيوانات.

من أهم خصائص الوعي الإنساني هو قدرته على التفكير التجريدي Abstract Reasoning و هو التفكير الذي بواسطته نستطيع تخيل "عناصر" فعل غير موجودة في ذات اللحظة التي يتم فيها التفكير، و لا تؤثر على المُفكر لكنها إما موجودة في البيئة أو يمكن أن تكون موجودة، أو هي أشكال من عناصر موجودة تم تجريدها من شموليتها و البحث في بعض خصائصها و تفاعلات هذه الخصائص في بيئات مُتخيلة شبيهة ببيئتها أو في بيئات جديدة يتحكم فيها الخيال، للوصول إلى احتمالات حدوث تُستتبع من المنطق المحكوم بالقوانين الكونية (فيريائية أو بيولوجية أو كيميائية على اتساع طيف هذه القوانين).

و على قدر المسافة التي يُغادر فيها الوعي المبدأ البيولوجي ظاهريا ً (مع التركيز على كلمة ظاهرياً) يبقى ارتباطُه (أي الوعي) فيه كأحد الخصائص المادية للجسم البشري. فلا يمكن أن يوجد الوعي إلا بوجود العقل، و لا يوجد العقل إلا بوجود الدماغ، و لا يوجد الدماغ إلا ضمن منظومة الجسم البشري المبنية على اللحم و الدم، و التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا، و العلاقات ما بين أعضاء الجسم المشتركة، و السيالات العصبية الكهربائية الناقلة للإشارات.

و مما سبق نستطيع أن نقول أن الوعي البشري هو انعكاس البيولوجيا الداخلية للجسم البشري، و أن "ظاهرية مفارقة" الوعي لِـ "مادية البيولوجيا" و "استقلاله" عنها لا تجد لها أصلا ً في المنظومة الكائنة للإنسان. و نفهم من هذا أيضا ً أن الوعي هي خاصية تطورية مُميـّـِـزة للإنسان، لا يستغني عنها و لا يكون إنسانا ً بدونها.

و يبقى لنا أن ندرس العلاقة بين المنظومة البيولوجية و بين ما يصدر عنها من وعي، لنستطيع َ أن نفهم َ دور كل ٍّ منها في حياة الإنسان و تأثيرها عليه، و هو موضوع ٌ متشعب ٌ جدا ً، يكون المدخل لفهمه هو دراسة جزئياته ثم إيجاد الصيغة التوافقية التفسيرية التي تحكُمُها لرسم الصورة ِ الكاملة للبشري العاقل Homo Sapien.

يُخبرنا العلم عن وجود "الجين" و مجموعُه "جينات" و هي تبسيطيا ً جُزئيات ٌ (إن صح لنا استخدام هذا اللفظ) تحمل صفات الكائن الحي و تحكم طريقة استجابته للمؤثرات الخارجية في البيئة المحيطة، و النتائج المُترتبة على هذه الاستجابات، فتحدد الجينات الخصائص الجسدية للكائن مثل: شكله لون عينيه شعره طوله وزنه، و خصائصه النفسية، و مدى قابليته للاستمرار مُتجلية ً في رفع ِ أو خفض ِ احتمالات إصابته بالأمراض ِ المختلفة، و بالتالي إطالة ِ أو تقصير ِ عمره.و لقد اخترت ُ لهذا المقال دراسة حالة البروفسور ريتشارد دوكنز مثالا ً نستطيع منه أن نفهم أكثر العلاقة بين الجينات، و البيئة و السلوك بحسب الوعي.

قدم البروفسور ريتشارد سلسلة ً ثلاثية ً بعنوان: "الجنس، الموت و معنى الحياة" Sex, Death and The Meaning of life، يتحدث ُ فيها عن السلوك البشري و الموقف من العلاقات الجنسية ثم النظرة إلى الموت و كيفية تعامل المجتمعات معه ثم الحياة بمعناها و هدفها، و هي سلسلة متوفرة على اليوتيوب يمكنك أن تبحث عنها و تشاهدها عزيزي القارئ بطباعة العنوان السابق باللغة العربية.

في الجزء الثاني من السلسلة بعنوان: الموت، يقوم البروفسور ريتشارد بالذهاب إلى مركز ٍ مُتخصص بدراسة المجموع الجيني العام، و يظهر و هو جالس ٌ أمام الأخصائي الذي يسحب منه الدم، ثم بعد ذلك يتم تحليل جيناته، و يحصل على النتيجة. يُخبره الخبير ُ أن في مجموعه الجيني مئة 100 جين ٍ من الجينات التي أصبحت معروفة ً لدى العلماء بارتباطها بأمراض معينة، مما يعني أنه مُعرَّض ٌ للإصابة بها، دون أن يعني هذه حتمية الإصابة، لكن إمكانيتَها و قابليتها للتحقيق، و منها مرض الجنون الذي أصاب الملك جورج. يخبره الأخصائي أن المرض غير موجود لديه فيعبر البروفسور ريتشارد عن ارتياحه بقوله: I dodged that bullet، بمعنى: لقد تنحيت ُ عن هذه الرصاصة، أو لم تصبني تلك الرصاصة، في نبرة ِ ارتياح ٍ واضح. كما يخبره الأخصائي أن جيناته الرئوية تُعرِّضُه للإصابة بسرطان الرئة بنسبة تفوق المعدل العام بسبعين بالمئة 70% ثم يسأله إن كان مُدخنا، فيجيب بأنه لم يدخن قط.

من السابق و من مراقبة الواقع المُعاش نُلاحظ أن الجينات البشرية و إن كانت تُحدِّد طريقة الاستجابة للمؤثر البيئي و النتائج المُترتبة عن هذه الاستجابة إلا أن الوعي البشري و ما ينتج عن إرادة الكائن من سلوك هي العامل ُ المُكمِّل بل و المُـقرِّر لما سوف يكون ُ واقعا ً حيَّـا ً لهذا الكائن، فلو كان البروفسور ريتشارد من المدخنين لكان الآن و بحسب هذا التحليل العلمي مُصابا ً أو على وشك ِالإصابة بسرطان الرئة، لكن سلوكه بحسب الوعي و الخيار أبعده عن "عادة" التدخين، ليصبح وجود الجين في هذه الحالة أو عدم ُ وجودِه في جسده واحدا ً.

لكن الموضوع َ لا ينتهي هنا، فهذا الجين لم يأتِ إلى تكوين البروفسور زائرا ً أو طارئا ً، فهو موروث ٌ في عائلته، و سيقوم هو بتوريثه إلى نسله (إن شاء أن يتناسل). يوضح البروفسور هذا الأمر حين يأخذنا إلى إحدى الكنائس و التي يُعرِّفها على أنها كنيسة ُ "آل دوكنز" و هي الكنيسة ُ المفضلة لأجداده، حيث يرينا بابا ً ما وراءه هي مدافن ُ آل دوكنز، و يشير ُ إلى بلاطة ٍ نُقش عليها أسماء أجداده و جداته، و يأخذ في قراءة ِ أسمائهم، و يشرح كيف أن كُـلا ً منهم قد ساهم بانتقال هذه الجينات ِ إليه.

إن السابق َ عرضُه ُ يهدف ُ إلى تبيان ِ الهُويَّـة ِ الإنسانية ِ الفريدة، فهي و إن كانت هوية ً بيولوجية ناتجة نتاجا ً مُباشرا ً عن الخط التطوري لجنس الكائن البشري العاقل Homo Sapiens إلا أنها ليست هوية ً بيولوجية ً بحتة، فالبيولوجيا التطورية هي سمة ُ الجانب التطوري، بينما يشكل ُ الوعي الإدراكي السمة َ الأخرى التي تُنتج الفهم الذي يعرف الإرادة و الخيار و يعرف ُ -طالبا ً- الحرية َلتطبيق النهج "الفهمي" الفكري الذي يشكل رؤية الحياة و طريقة السلوك ِ فيها.

إي أن الإنسان َ لا يمكن ُ النظر ُ إليه ِ كناتج ٍ بيولوجي ٍ بحت فقط (و أشدِّد ُ على كلمة ِ فقط) ، فهذه سمة ٌ من سمات الهوية. وحتى تكتمل َ الهوية، لا بدَّ من أن تتـَّحد البيولوجيا اتحادا ً تاما ً لا ينفصل عن الفكر و المنطق الإدراكين، بالخاصية ِ الإنسانية التي يجب ُ لكي نُعرِّفها أن نستعير من علم النفس لفظي: الأنا، و الأنا الأعلى.

فالجينات تريد ُ أن نحيا و نستمر و نتكاثر، و العقل يريد أن يجد طريقة ً إنسانية ً حضارية ً لهذه الحياة و لهذه الاستمرارية و لهذا التكاثر، فنجد ُ أن الإنسان َ فد اخترع َ الأنظمة الاجتماعية َ المختلفة و مؤسسة الزواج و مؤسسات الدولة، و هذه كلها لم تنص على شكلها (أشدد على كلمة شكلها) جيناته، لكن وعيه قد أوجدها و اخترعها و رأى فيها أنماط َ تحقيق ٍ للحاجات البيولوجية التي أملتها الجينات.

قال الجينات: أيها الكائن ُ العضوي يجب أن تحيا. قال العقل: أيها الإنسان فكر ما هي أفضل الأساليب التي بواسطتها تستطيع أن تحيا. و قالت الجماعة ُ البشرية: سيكون شكل المجتمع ِ هكذا و ستكون لنا هذه القوانين، و سنقبل ُ من أفرادنا هذا السلوك، و سنرفض ذاك السلوك.

يُخطِئ خطأ ً شنيعا ً من يظن ُّ أن العودة للأصل التطوري البيولوجي هو ارتداد ٌ نحو البوهيمية ِ غير العاقلة، و هو بلا شك ٍّ قاصر ُ الإدراك عن سمات الهوية ِ البشرية ِ الكاملة، فلا يكون ُ الإنسان ُ إنسانا ً لو كان فقط مُستجيبا ً للغريزة، فبهذا لا يكون مُتميزا ً عن الحيوان إلا في كونِه يمشي على رجليه دون يديه. و هو تفكير ٌ يلتقي مع القصور ِ الإدراكي ثم يفارقُه ُ إلى عيب الاستنتاج ِ المنطقي المُتحيِّـز للمنطومة ِ الدينية التي ترى أن الأخلاق مُعطاة، و مُرتبطة بألوهة ٍ و دين، فإن غابت الألوهة و غاب الدين غابت الأخلاق و غاب الوعي.

إن المنظومة َ اللادينية هي منظومة ٌ إنسانية ٌ شاملة تهدف إلى معرفة ِ الأصول الصحيحة للوجود البشري، و تحليلها بهدف ِ فهم دوافع السلوك البشري على امتداد ٍ طيف ِ تنوِّع ِ السلوك، بإعمال ِ الفكر و المنطق و دراسة ِ حاجات المجتمعات، للوصول ِ إلى الطريقة ِ الأمثل و الأرقى و الأعلى التي تشبع ُ هذه الحاجات و ترتقي بالنوع البشري، بما يتناسب ُ مع وعيه المُميـّـَز عن باقي كائنات المملكة الحيوانية.

ترى المنظومة ُ اللادينية أن تعاضُد َ البيولوجيا و الوعي الإنساني هي السبيل ُ الوحيد لتحديد موقع الإنسان الصحيح من الوجود الكوني انطلاقا ً من حقيقتِه ِ ككائن ٍ بيولوجي تطور الوعي لديهِ انعكاسا ً عن هذه البيولوجيا مرتقيا ً عنها دون مفارقة ٍ لها، و يتمثَّل ُ أمامنا الإعلان ُ العالمي لحقوق الإنسان كأرقى ما توصلت له البشرية ُ في فكرها من سُـمُـوٍّ دستوري ٍ ضامن ٍ لحاجة الإنسان للبقاء و النمو و الرقي و التطور الحضاري.

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!

-----------------------------------------------------------------
لمزيد ٍ من القراءة:
قراءة من سفر التطور – من الكرومانيون حتى اليوم
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389100

قراءة من سفر التطور – كرة القدم شاهدا ً
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=408743



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الإنسان – 3 – في الهوية الدينية و الدفاع العصبي الم ...
- في نفي دونية المرأة – 3 – وراثة معامل الطاقة في الخلية البشر ...
- قراءة في الإنسان – 2 - وجها الوجود و الألوهة الناقضة لفعلها
- قراءة في الشر – 6 – الرجاء ُ في الألوهة، عتابُها و الدفاع ُ ...
- عندما ينتحب ُ هاتور
- قراءة في الشر - 5 - سفر أيوب نموذجا ً ثانيا ً.
- قراءة في الشر – 4 – سفر رؤيا أخنوخ نموذجا ً.
- على هامش إفلاس المحتوى – إضحك مع المناخ الروماني
- قراءة في الشر – 3 – الحكم البشري على أخلاقيات الألوهة
- قراءة في الشر – 2 - احتجاب الألوهة
- وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ
- عندما تجلس لتتعلم
- رسالة إلى رواد الموقع الكرام.
- قراءة في واقع المسلمين العرب – الكشف ُ عن جذر ِ التخلف.
- إلى الأستاذ غسان صابور – و إلى الحوار المتمدن من خلاله
- خاطرة قصيرة – من وحي الحب من فم القديس أنطونيوس
- من سفر الإنسان – قراءة في الموت.
- قراءة من سفر التطور – كرة القدم شاهدا ً.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار 4 (من وحي الألب ...
- ماري


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة من سفر التطور – 3 – بين الجين و البيئة و السلوك بحسب الوعي