أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نضال الربضي - ماري














المزيد.....

ماري


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 09:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ماري

لا فائدة من الكلام عن ماري الجميلة فقد قُتلت. أين كانت ذاهبة؟ لمن كانت تحمل المساعدة؟ ما هدفها؟ على أي مبدأ ٍ كانت؟ شعرها الجميل الذي يعانق ُ الهواء، صليبها، كله لا فائدة َ من الحديث عنه.

لا فائدة من البكاء، فستبكيها عائلتها، و سيبكيها 12 مليون قبطي، و سيبكيها قلبي، كما بكى بغداد، و دمشق، و بيروت، و القاهرة، و ليبيا، و اليمن، و السودان، و شباب العرب المغيبين، لكنه يبكيها حياة ً لا دما ً، لأن الدم انتهى فيه منذ أعوام.

من قتلها؟

قتلها شيوخ الكراهية.
قتلها شيوخ الفضائيات و مروجو الحقد.
قتلها من يعُطون الأطفال الصغار أكفانا ً بيضاء يلبسونها في رابعة.
قتلها من يعلمون الطفل أنه مشروع شهيد بدل أن يعلموه الأمل و الحب.
قتلها من يزرع في الشباب ثقافة كراهية الناس.
قتلها من يزرع في الشباب الخوف من رب الناس.
قتلها من يجعل الطريق إلى رب الناس شارعا ً مليئا ً بالجثث و الجماجم و الأشلاء.
قتلها من يُغيظه الناس حتى ليطلب َ شفاء صدره المؤمن بعذاب الناس.
قتلها كل ُّ من يكره الناس.

لم يقتلها الزومبيات أنصاف الأحياء الذين أحاطوا بسيارتها فهؤلاء مظهر المرض لا المرض ُ نفسه، هؤلاء هم وعاء احتضان الكره لا الكره نفسه، هؤلاء يمكن غسلهم مما بداخلهم و ملؤهم بالحب، فانظروا من يملأهم بالحقد، ذاك حاكموه، ذاك أبعدوه عن الفضاء ِ و الإعلام، ذاك قيضوا له منزلا ً معزولا ً يأكل فيها و يشرب و يصرخ و يسب ُّ و يلعن و يختصم ُ الأثاث َ و يُكفِّر ُ تراب الحديقة ِ و يلعن الأشجار، و أعطوه ُ سيفا ً من خشب ليضرب َ فيه الجدارن حتى إذا ما تعب َ خار و سقط َ ليعيد ذات السيناريو في يوم ٍ جديد، لكن بعيدا ً عن الناس.

لم أمر َّ يوما ً بجانب مسجد ٍ يوم جمعة إلا و حاولت ُ أن أجد َ طريقا ً آخر، فالشيخ مشغول ٌ بنا، مشغول ٌ بما نفعل، كيف نصلي، ماذا نلبس، ما رأي "عيسى" فينا لو عاد اليوم، هل سيعرفنا، الإجابة: لا. إبداع ٌ يُصنَّف ُ في أرقى ما توصل له الخيال العلمي الديني، باب ٌ هوليودي ٌ جديد ٌ يُتقنه شيوخ ُ المساجد. و بعد الإنتهاء ذات ُ الشيخ المبدع، المُستحضِر كل النبوءات ِ و الكتب ِ التي تُفندنا ينسى كتابه و نصه، لكن لا بأس ففصامه مفهوم، و يسب ُّ اليهود و بعدها يُعرِّج ُ علينا و يلعننا و يحدد لله كيف يجب أن يُنهينا بأن يحصينا عددا، ثم يقتلنا بالتفريق بددا، و يتأكد أنه أنهانا جميعا ً غير مغادر ٍ منا أحدا، و أسأل نفسي: من هو العبد و من هو الإله، لقد غدا اللهُ عبدَ الشيخ و غدا الشيخُ الإله َالذي يلقي بالأمر لله الذي عليه الطاعة، أي ُّ كفر ٍ بالإنسان، أي حماقة ٍ هذه؟ ثم تسألون َ: من قتل ماري؟

يا الله كم تمزَّق قلبي و أنا أرى سيارتها المحُاطة َ بذكور ٍ ليسوا رجالا ً، لا و كل ِّ إنساني ٍ مقدس ليسوا رجالا ً، أتلغون في دمها ولوغ َ الضباع ِ إلا ليس في جيفة ٍ لكن في سماء ٍ من عُطر ٍ أحمر منساب، من قلب ِ ماري.

يا قلب ماري ما أحلاك، من دل ضباع الأرض عليك؟ ذاك خصمي، ذاك غريمي، ذاك من سيضئ فوقه رغما ً عن سيفِه الصدأ ِ القلم ُ حتى تلفظهُ العقول و ترفضه ُ القلوب.

ماذا يُكتب عن ماري؟

و هل يُكتب ُ عن الحب؟ الحبُّ ربُّ الناس، سيد الناس، إله الناس، أستعيذ ُ به من أعدائه و أعداء الناس، قل للحب ِّ: يا حب ُّهل أنزلت نفسك علينا لِنشقى؟ كلا َّ إنها تذكرة، فمن كان له قلب ٌ ليبكي فليبكي، و من كانت له أذنان للسمع فليسمع!

ماري، يا كل َّ الحب، ارقدي بسلام.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سفر الإنسان – الوحدة الجمعية للبشر و كيف نغير المجتمعات 2
- خاطرة - قرف ُ المازوخية عند المُستسلمة
- عودة حركة 24 آذار – تعبير ٌ عن الرأي في الوقت الخطأ
- صور ٌ من الكراهية – عن الموقف من الأستاذ سامي لبيب
- قراءة في الوحشية – الوجه الآخر للإنسان
- قراءة في الشر – مباعِثُه، مظاهره، و ارتباطه بالدين و الألوهة
- في اللاهوت و حرية الإنسان
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟ - 3 (من وحي ال ...
- لماذا يُقتل رائد زعيتر؟
- قراءة في تحريم الخنزير
- في تحرير المرأة – مُمارساتٌ عملية للتمكين 2
- في تحرير المرأة – مُمارساتٌ عملية للتمكين
- قراءة في الإنسان.
- لما ضحكت موناليزا
- في تحرير المرأة – انتفضي سيدتي الآن
- داعش – فرض الجزية على المسيحين في الرقة السورية
- قراءة في القداسة – بين الجذر الديني و الاستحقاق الإنساني
- في نفي النبوءة - رؤية في الجذر النفسي للنبوءة و نقد آليات ال ...
- في اللاوعي الإدراكي و تأثيره على الإنسان – الحنين، و الجنة و ...
- في نفي دونية المرأة – التكاثر الجنسي كخيار الطبيعة


المزيد.....




- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- صفحات من التأريخ: الحزب الشيوعي العراقي ، 14 / تموز /1958 و ...
- محتجون في ميلان يطالبون بمقاطعة إسرائيل ووقف المجاعة بقطاع غ ...
- محتجون في ميلان يطالبون بمقاطعة إسرائيل ووقف المجاعة بقطاع غ ...
- الشرطة الألمانية توقف متظاهرين مؤيدين لفلسطين في برلين
- اعتقال متظاهرين مؤيدين لـ-بالستاين أكشن- في بريطانيا بعد تصن ...
- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نضال الربضي - ماري