أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال الربضي - داعش – فرض الجزية على المسيحين في الرقة السورية














المزيد.....

داعش – فرض الجزية على المسيحين في الرقة السورية


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 23:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


داعش – فرض الجزية على المسيحين في الرقة السورية

طالعتنا الأخبار بنبأ فرض تنظيم داعش الجزية على مسيحي الرقة، و هم حوالي 1% (واحد) من 300 ألف سوري هاجر معظمهم بعد احتلال هؤلاء البدائين للمحافظة السورية. الجزية المفروضة تؤخذ ذهبا ً تتراوح قيمته حسب الوضع المادي للمسيحي، فالغني عليه ضعفا ما على الفقير و ضعف ما على متوسط الحال، و على جميعهم الالتزام بإخفاء الصلبان في أماكن تجمع المسلمين و يمنعون من حمل السلاح أو اقتنائه، و عليهم أداء الصلوات في أماكن خاصة بهم محددة سابقا ً بدون استخدام مكبرات الصوت، و يُحرم عليهم ترميم ما تهدم أو توسيع أو تجديد دور العبادة، و تلتزم النساء بزي خاص يوضع لهن.

يعتقد هذا التنظيم أن تطبيق الأية التاسعة و العشرين من سورة التوبة و التي تحدد طريقة المعاملة مع أهل الكتاب:

"قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"

هو تطبيق ٌ دقيق لشرع الله و إرادته لإقامة الدولة الإسلامية و إحياء الخلافة، و هم بذلك متسقون مع منهجهم الإجرامي الذي لا شأن له بإنسانية أو عقل أو ضمير أو أخلاق.

إن معاناة مسيحي الرقة تفوق معاناة مسلميها لأن المسيحين يتحملون ذات ما يتحمله إخوانهم السوريون المسلمون بالإضافة إلى ما فُرض عليهم من الأمور السابق ذكرها، و تعظًم معاناتهم أكثر حينما نعلم أن هؤلاء الداعشين مقاتلون غير سورين من حثالة الأرض و زبالة مجتمعاتهم التي تقيأتهم فكان حلولهم في أرض أول الحضارات "أوغاريت" و شام الياسمين يعيثون فيها فسادهم و يمارسون شذوذهم النفسي الذي لا يعرف التاريخ الحديث له مثالاً سوى في معتقلات النازين.

لنا أن نسأل، ما معنى أن يصبح المسيحي مواطن "درجة ثانية" في أرضه التي تواجد فيها منذ آلاف السنين؟ ما معنى أن يصبح المسيحي "علامة ً متحركة" و "وشم عار يمشي" حيثما ذهب؟ ما معنى أن يصبح المسيحي "ذليلا ً" "صاغرا ً" يؤدي الأتاوة الى غريب ٍ يدنس أرضه و يتحكم في مصيره؟ ما معنى أن يتم اضطهاده و يُستحل دمه و ماله و عرضه إذا "خالف" التنظيم و أراد أن يعيش حرا ً كريما ً مثل باقي البشر؟

لنا أن نسأل أيضا ً: ماذا ينتظر بشار الأسد؟ ماذا ينتظر الجيش الحر؟ ماذا تنتظر الكتائب السورية المقاتلة؟ متى سيجتثون داعش؟ هل هم مهتمون باجتثاث ِ داعش أصلا ً؟ ربما أن المسيحي عنصر ٌ Nice to have بالمجتمع، له نكهة خاصة و جميلة خصوصا ً آخر العام حين يرتدون الأحمر و يدورون بأجراسهم و مرحهم المعتاد و هم يرددون Merry Christmas أو قُرابة نصف العام و هم يطوفون يتبادلون البيض الملون و يرددون "المسيح قام"، كويسين هالمسيحين ما أحلاهم!

لكن ساعة الجد و حينما تقع الواقعة يمكن تجاهل ما يحصل لهم فهم في آخر سلم الأولويات، و لا بأس، مش همو صارعين راسنا ليل نهار إنو المسيحية هيه دين الشًهدا؟ يا أخي يستشهدو زي ما بقلولو مش شغله جديدة عليهم!

ذات المأساة التي هجرت مسيحي العراق.
ذات المأساة التي هجرت مسيحي مصر.
لا شئ جديد، و أبو عيسى فوق، فوق، فوق، أبو عيسى، معلم، اصحى معانا شوي طنيب على عرضك!

بعيدا ً عن العاطفة، لنحلل الأوضاع قليلا ً، قطعت المقاومة السورية طريق الإمدادات من العراق على داعش و أنهكت مقاتليه، و وضعتهم في موقف ٍ حرج جدا ً، و تخلى عنهم تنظيم القاعدة ببيانه الذي أصدره على شبكة الإنترنت و الذي أعلن فيه أنه لا علاقة له بداعش و لم يُستأمر في تسميته و لم يوافق عليه، و فقد حليفه الأول "جبهة النصرة" و التي قد انبثقت عن التنظيم في الأصل، و يعاني أزمة ً حادة في عدد الرجال و الإمداد اللوجستي تجعله ينسحب أكثر و أكثر و يتقوقع نحو عقيدته و منهجه، فجاء رد فعله في الاستعجال بتطبيق الأحكام الشرعية مُخالفا ً سلفين يرون أن الأولوية لا تكون لهذه الأمور.

إن هذا الاستعجال يشي بالعصبية التي بدأت تنتاب هذا التنظيم، و بشعوره بالضعف، و بأنه أدرك أنه فقد حلفاءه، فكان لا بد أن يرشي الله بهذه الخطوة "المباركة" التي بلا شك ستستحضر البركة، و ستستنزل النعمة، و ستعجل في النصر، و ستضمن نزول الملائكة للقتال بعدما شحت الموارد و قُتلت الرجال من مبدأ "إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم"

و هذا هو بيت القصيد "يثبت أقدامكم" فالتنظيم الآن يحس أن الأرض تحت أقدامه لم تعد ثابتة و هو يحتاج الثبات، و أن النصر ليس في اليد، و لا في الأفق، فلا بد أن "ينصر الله" فتأتي الاستجابة الإلهية "بتحقيق النصر" واقعا ً ملموسا ً محسوسا ً.

و بين ضعف التنظيم و "فعفطة" طلوع الروح الحاصل عاجلا ً أم آجلا ً كما تُخبر المؤشرات، و بين السياسة على الأرض، و بين جنيف 1 و جنيف 2 و جنيف عشرتالاف، و بين روسيا و أمريكا و السعودية و قطر و إيران و حزب الله، تضيع سوريا، و يضيع مسيحيو سوريا، كما ضاع قبلهم مسيحيو العراق و كما يضيع مسيحيو مصر.

يبدو أن هذا هو طريقنا الذي نمشي فيه منذ ألفي عام إلى الآن، و يقولون أن الشكوى لغير الله مذلة، و إني أرى أن الشكوى لله نفسه قد أصبحت هي الأخرى مذلة، و لذلك لا أؤمن بالشكوى لا لله و لا لغيره، و أعلم أننا سنخرج مثل طائر الفينيق أقوى و أكثر شبابا ً من قبل، فهذا نُحسنه بتدريب ألفي عام إلى الآن، هذا أعرفه.

سلام ٌ لسوريا، سلام ٌ للسورين جميعهم، سلام ٌ لمسيحي سوريا، سلام ٌ لأهل الرقة مسلميهم و مسيحيهم، سلام ٌ لمسيحي الرقة ألف ُ سلام بعدد قطرات الدم التي نزفت من يد ابن النجار، ذاك الذي لم يكن يملك سوى ثوبا ً واحدا ً و قلبا ً واحدا ً يتسع للجميع، في قلبه أستودعكم جميعا ً.

إن قلبي مضروب ٌ بحزن ٍ شديد، هذه الأرض تأكل ُ أبناءها!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في القداسة – بين الجذر الديني و الاستحقاق الإنساني
- في نفي النبوءة - رؤية في الجذر النفسي للنبوءة و نقد آليات ال ...
- في اللاوعي الإدراكي و تأثيره على الإنسان – الحنين، و الجنة و ...
- في نفي دونية المرأة – التكاثر الجنسي كخيار الطبيعة
- في نفي دونية المرأة – بين داروين و العلم الحديث
- بين الإله الحُلولي و الإله الشخصي.
- من سفر الإنسان – قتل الأطفال باسم الحب
- الهوس بجسد الأنثى - بين فيمين و النقاب
- قراءة في شكل الاستعباد الحديث.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟ - 2
- من سفر التطور – في النظام داخل العشوائية.
- في الحب بين الذكر و الأنثى – نبؤات ٌ تتحقق
- من سفر الإنسان – الوحدة الجمعية للبشر و كيف نغير المجتمعات.
- من سفر الإنسان – الأخلاق و الدين
- من سفر الإنسان - خاطرة قصيرة في معالجة مشاكل الحياة و صعوبات ...
- الانعتاق من النص – إملاء الحاجة
- بين داعش و النصرة و الفصائل الإسلامية المقاتلة
- -ثُلاثيو القوائم- – حينما يخدم الخيال العلمي الواقع
- الرسالة إلى الدكتور حسن محسن رمضان
- دراما المشاعر – اللاوعي و ندوب نفسية


المزيد.....




- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال الربضي - داعش – فرض الجزية على المسيحين في الرقة السورية