نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 22:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الحب بين الذكر و الأنثى – نبؤات ٌ تتحقق
"إن تجودي فصليني، أسوة ً بالعاشقين"
http://www.youtube.com/watch?v=iT7h75ViPxQ
(لنبي الحب: صباح فخري)
في البدء كان الحب، حين لا الزمان ُ مُتحرك و لا المكان حال ٌّ، خلجات ُ النشوة ِ تتناقل ُ في كينونة ِ الحب، من داخل ِ رب الحب ِّ ذاتِه إليه و فيه و منه. هبـَّات ٌ من عشق ٍ لا سبب َ له و لا دافع َ خارج ٌ عنه موجود ٌ، فقط انسياب ُ كينونة ِ الحب ِّ في داخل نفسه من نفسه ِ إلى نفسه ِ من أجل الحب، بنفسِه و لنفسه ِ بذاتيته ِ العاشقة، ليس نرجسية ً محدودة ً لكن انطلاقا ً غير محدود يبغي الحب من ذاته لذاته الذي يصير ُ حين التجلي غيرَ ذاتِه ِ من ناحية الشكل ِ و الترجمة و الانعكاس و عين َ ذاتهِ من حيث الماهية ِ و المُكوِّن ِ و الأساس.
إذا انتفض َ الحبُّ في كيانه و صدرت منه و عنه الذكر و الأنثى، ثُنائي ُّ الحياة و أصل الاستمرارية ِ و ربَّا الكينونة ِ الأرضية في هذا الكوكب ِ على أطراف المجرة ، حين َ انقسم الجنس ُ من الواحد إلى الإثنين يبغيان ِ الواحد و يتحدان ِ فيه، كيانان ِ في كيان ٍ واحد، عندما حينها صدر عن الحب ِّ الرب ُّ "نفسُه"، صدر عنه "ذاتُه" في الذكر و الأنثى الذي هو ذات ُ الأنثى و الذكر، ذات ُ الحب ِّ في ذات نفسه و من نفسه و إلى نفسه، فيهما، بواسطتهما، منه إليهما، فمنهما، و منه، إليهما و إليه.
حينما اقترب َ منها في المرَّة ِ الأولى، فنظرت إليه و قد فهم كيانُها كل َّ ما هو كيانُه هو، حينما أحس َّ كيانُه أنَّه ُ يقترب ُ من نفسِه ِ في صورة الأنثى بكل رجوليتِه ِ كذكر ٍ عاشق. ذاك َ ما فهمت حينما اقترب َ الرب ُّ العاشق الأول من الرب العاشق الأول، ذكرا ً من أنثى، ربا ً من ذات الرَّب، ليعود الرَّب ُّ ربا ً، فقد طال َ الشوق و غزت اللوعة ُ قلب الإله، و إن َّ نفسه ُ تريد ذاتها في عين ِ شكلها الآخر و قد حان الوقت، "فصليني" قال َ لها، حينما أطرقت حياء ً و هكذا الآلهة ُ تخجل، فهل بعد خجل الآلهة ِ جبروت؟
يدان ُ اثنتان تحتضنانِه و هو بداخلها و قد عانقت الرجلان ِ ظهرُه حين احتضنت يداه ُ ظهرها و غاص َ فيها، و ذابت الشفاه في الألوهة ِ الأولى، حين تماهي الوجود في حركة الصمت و خدران الوجود الأولى، حينما امتزجت أمواه آلهة السومرين، قبل أن يولد مردوخ و بعل و زيوس، قبل َ أن ينطق َ يهوه "من ُأُرسل و من ينطلق لنا؟"، لم ستُرسل؟ و لمن؟ نحن المُرسَلون لأنفسنا نحن المُرسَل ُ إليهم! قبل أن ينطق َ يوحنا "هوذا حمل الله"، نحن الحمل و نحن الله! قبل أن يقول جبريل "إقرأ"، لقد قرأنا قبل أن تأتي! فغب يا إله النصوص ِ تلك َ القاصرة، فقد كُنَّا و نكوُن كما نحن في الحب.
حين يصنع ُ الحب أمواج قبوله بين الذكر و الأنثى، بين الأنثى و عاشقها، ذاك الرجل ِ و عاشقته، حينما يولد الرب، حينما يولد الحب، حينما يتحد الإنسان بالإنسان، تتصاعد الآه لتقول: أيها الحب أنت ربي!
هذا حق.
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟