أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال الربضي - لماذا يُقتل رائد زعيتر؟














المزيد.....

لماذا يُقتل رائد زعيتر؟


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 22:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


رائد زعيتر قاضي أُردني غادر الأردن إلى نابلس لتحصيل إيجارات لدفع تكاليف علاج ابنه في المستشفى. و عند معبر الملك حسين حصلت مشادة كلامية بينه و بين جندي صهيوني، تطورت إلى تدافع بالأيدي بينهما لينضم جندي آخر للأول، ثم يقرر أحدهما سحب سلاحه و تلقيمه و إطلاق النار على صدر القاضي و إردائه قتيلا ً.

تطورت الأحداث لتخرج مظاهرات في عمان، و وقفات أمام مجلس النواب، و لتتابع حكومتنا الموضوع و يعد الإسرائيليون بتحقيق فوري، ثم ليعتذروا، حسبما أتحفنا رئيس وزرائنا اليوم بتعليقه، و يا دار ما دخلك شر، و قضاء و قدر، و إكرام الميت دفنه يا إخوان!

ماذا نقول؟ عن جد ماذا نقول؟

ما زال الجندي أحمد الدقامسة يقبع في سجنه على الرغم أنه قد أنهى محكوميته بسبب قتله لفتيات يهوديات أتين سائحات ٍ للأردن، و هو العمل الذي خرج به عن العُرف العسكري و الأخلاقي، و سبب فيه للأردن حرجا ً شديدا ً، و قد تعاملت حكومتنا مع الحدث بروح إنسانية رافضة لهذا العمل الإجرامي و الجبان، و هو كذلك عمل ٌ إجرامي ٌ جبان فلا هذه أخلاقنا و لا نحن قتلة سفاحون، و قد تم سجنه و قضى محكوميته، و آن له أن يخرج الآن لكنه لم يخرج، لماذا؟ الجواب عند الصهاينة.

أوردت القصتين لكي أُبرز التناقض الحاد بين الموقف العربي الذي نراه يحرص أشد الحرص على الحق الإسرائيلي و يتخذ طابعا ً شديد الإنسانية تجاه "حقوق" الدولة الصهيونية، بينما يبدو باردا ً بشكل فظيع و مُتسامحا ً إلى حد التفريض بالحق العربي. و في الوقت الذي يصنع المتطرفون اليهود من القتلة مثل باروخ جولدشتاين سفاح الحرم الإبراهيمي و إيغال عمير مُغتال اسحق رابين أبطالا ً، نتصدى نحن ُ لهم بمزيد ٍ من الإنسانية ِ في غير موضعها و الضعف في أبشع صوره ِ.

إن وحشية الجندي الصهيوني ليست لحظية ً أو آنية ً أو وليدة الموقف، لكنها نتيجة عقلية راسخة ترى لنفسها الحق في الكينونة و الوجود على الأرض التي تحتلها و إنهاء ساكنها العربي المُحتل لأرض العرق الأعلى، و لا أدل َّ على هذا من الاعتداءات المتكررة على العرب لمجرد الاشتباه، فقط الاشتباه، و الذي يُعطي الجندي الصهيوني مبررا ً للقتل الفوري بدون تردد.

سوف تتم محاكمة هذا الجندي و سيخلُص التقرير إلى أن أخانا رائد زعيتر قد قام بعمل شكل في تقدير الجندي "تهديداً" لحياته، و لذلك كان "واجباً" أن يدفع الجندي هذا الخطر، فكانت عملية التصفية "المُحزنة"، و إن "سوء تقدير" نوايا رائد يبدو مفهوما ً في ظل "الظرف" الذي تمت فيه المشادة بينهما.

و بهذا سيتحول الموضوع من وحشية ٍ مقصودة و عنصرية واضحة و تعال ٍ قذر و قتل ٍ بدم ٍ بارد إلى مجرد "سوء تقدير"، يستدعي عقاب الجندي بنقله إلى وحدة أخرى و ربما "تأنيبه" بتوجيه كتاب ٍ توبيخي يوضع في ملفه، و لينضم بعدها أخونا رائد إلى من سبقه على هذه الأرض.

لماذا يُقتل رائد زعيتر؟

الجواب:

- يُقتل لأن القوة الصهيونية تعمل في مساحة ٍ حرَّة لا تجد أمامها قوة مماثلة تفرض عليها شروطها.


- يُقتل لأننا فشلنا كأمة عربية أن نظهر أمام العالم بهذا المظهر، فنحن في الحقيقة شعوب ٌ متفرقة لا يجمعها شئ، فلا اللهجة واحدة و الرؤية السياسية واحدة و لا المذاهب الدينية واحدة، و لا تصور المستقبل واحد، و لا الهدف واحد، و لا شئ مما ذكر قريب ٌ حتى.


- يُقتل لأننا في القرن الحادي و العشرين ليس لنا أي مساهمة فاعلة في الحضارة فنحن مجرد مُستهلِكون مُتأثرون لا مُنتجون مُأثرون.


- يُقتل لأننا استبدلنا بقوميتنا العربية شعارات ٍ دمرتنا و أفظعها شعار "الإسلام هو الحل" فأصبحنا مشوهين لا نؤمن بعروبة و لا نجتمع ُ على إسلام.


- يُقتل لأن أحزابنا السياسية فشلت في أن تجد طريقها إلى أحلامنا و ترسم لنا مستقبلا ً يستحق النضال من أجله.


- يُقتل لأننا ببساطة: ضُعفاء، بدائيون، محدودو التفكير، أتباع ٌ لغيرنا.

ابن رائد في المستشفى يعاني غيبوبة ً لا نعلم هل سيفيق منها أم لا، و هب أنه أفاق ماذا سيقولون له، مات، قتله الصهاينه حين ذهب ليأتي لك بتكاليف علاجك؟ هل سيحمل ُ الولد شعورا ً بالذنب طوال حياتِه فهكذا يفكر الصغار بعقلهم البرئ الجميل؟

مات رائد، و يحمل ُ عار َ موته زومبيات ٌ ليسوا بالأموات و لا بالأحياء اسمهم: العرب.

أخي رائد، ارقد بسلام.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في تحريم الخنزير
- في تحرير المرأة – مُمارساتٌ عملية للتمكين 2
- في تحرير المرأة – مُمارساتٌ عملية للتمكين
- قراءة في الإنسان.
- لما ضحكت موناليزا
- في تحرير المرأة – انتفضي سيدتي الآن
- داعش – فرض الجزية على المسيحين في الرقة السورية
- قراءة في القداسة – بين الجذر الديني و الاستحقاق الإنساني
- في نفي النبوءة - رؤية في الجذر النفسي للنبوءة و نقد آليات ال ...
- في اللاوعي الإدراكي و تأثيره على الإنسان – الحنين، و الجنة و ...
- في نفي دونية المرأة – التكاثر الجنسي كخيار الطبيعة
- في نفي دونية المرأة – بين داروين و العلم الحديث
- بين الإله الحُلولي و الإله الشخصي.
- من سفر الإنسان – قتل الأطفال باسم الحب
- الهوس بجسد الأنثى - بين فيمين و النقاب
- قراءة في شكل الاستعباد الحديث.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟ - 2
- من سفر التطور – في النظام داخل العشوائية.
- في الحب بين الذكر و الأنثى – نبؤات ٌ تتحقق
- من سفر الإنسان – الوحدة الجمعية للبشر و كيف نغير المجتمعات.


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال الربضي - لماذا يُقتل رائد زعيتر؟