أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تناقضات البناء














المزيد.....

تناقضات البناء


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أي دولة عربية خليجية تشكو من خلل التركيبة الاقتصادية– السكانية، فقد كان ثمة أعدادٌ معينةٌ من السكان، ذاتَ أشكالٍ من العمل والحِرف والإنتاج، وجاءتْ فوائضٌ ماليةٌ كبيرة غيّرتْ الأبنيةَ الاقتصادية بأشكالٍ غير مدروسة، وتشكلت أسواقٌ كبيرةٌ فهائلة أكبر من مستويات العمالة كمًّا وكيفاً.
القطاعاتُ العامةُ لجأتْ إلى جلبِ العمالة الأجنبية بمستوى معين، والقطاعات الخاصة لجأت إلى ذلك بمستويات أكبر.
السكان العرب الخليجيون استفادوا من الفوائض المالية بطرق وكميات مختلفة، الذين في القمم استفادوا كثيراً وحصلوا على مليارات ووجهوها إلى الغرب والشرق، حيث المحافظ النقدية والأسهم والشركات، باحثين عن الأمان النقدي والدفء السياسي.
الذين في الوسط حصلوا على مئات الملايين ووظفوها في الداخل والخارج، وحيث يكون الربح هم معه، فإذا كان الربح لا يتناقض مع عروبية وخليجية العمالة فلا بأس وإذا كان يتناقض معها فالأمر غير ذلك.
العاملون والحِرفيون والفئات الوسطى الصغيرة حصلوا على ما يسد رمقهم ويشكل بيوتهم ويواصل نمو نسلهم ويمتعهم قليلاً.
جرت الأمور بعفوية واسعة، وكانت وفرة النقد تُصلحُ بعضَ الأخطاء، وتسدُ بعضَ الأفواه، وتخفي بعض السلبيات، وظهرت دولٌ مهمة، وصعدتْ اقتصادياتٌ بصور لم يسبق لها مثيل.
لكن الوفرة لم تبق، أُفتعلتْ حروبٌ، واتسعتْ النفقات العسكرية وتضخمت الأجهزة، وبدأتْ تلوحُ الأزماتُ الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وكانت الدول الصغيرة ذات الميزانيات الأقل، هي الأكثر احتداماً بالصراعات.
الدول الخليجية الكبيرة بميزانياتها أو بجغرافيتها، تأتي مشاكلها من الغزو الخارجي غالباً، فليس الغزو العراقي أو هجوم القاعدة سوى أعمال حربية من الخارج. فهي ليست من نسيج البلد ولا من تطور أو تراجع في نموه الاجتماعي السياسي، بل هي أعمالٌ مغامرة لشخصيات مصابة بجنون العظمة وبغياب العقل، لكنها قد تتوالى مع عدم فهم البُنى الاقتصادية الاجتماعية ومعرفة الاختلالات فيها وتغييرها.
وكانت الحروب هي الأكثر استنزافاً للميزانيات الخليجية وما يترتب عليها من عسكرة ومن توجه رساميل كبيرة إلى غير ما يصبُّ في نمو الاقتصاديات التي تضمرُ شيئاً فشيئاً.
ويغدو(التحدي) الإيراني هو حلقة أخرى من جنون العظمة السياسي، مترافقاً مع طائفية شعبية مُستغلَّة من قبل دكتاتوريات وقوى غربية، تتوحد في الرغبة بالتهام النفط العربي الخليجي. هي هنا مُبرَّرة أكثر من الغزو الإرهابي، ومستندة على ادعاءات حقوق، دون أن تهتم بحلول عقلانية لأن غرضها هو الاستنزاف المالي.
لكن الاستنزاف الأعمق يأتي من داخل البُنى الاقتصادية– الاجتماعية: هياكل إدارية متضخمة، تعكس خللاً في قوى العمل العربية الخليجية، عبر نشوء عمالتين مختلفتين: عمالة عربية خليجية ذات قيمة أكبر، فتصطدم بأجور أقل، العمال الخليجيون يجعلهم مستوى المعيشة والتربية وطبيعة الحياة أن يرفضوا أجوراً تتناقض مع هذا المستوى، مع سوقهم الخاصة. وهذه العمالة تستوعبها أكثر أجهزةُ الدول توظيفاً فتتضخم وتؤزم، وتتوجه إلى العمل الصناعي الحرفي اليدوي بشكل قليل.
في حين تغدو العمالة الأجنبية ذات القيمة الأقل قابلة بأجور أقل، وتغدو مُستنزِفة للاقتصاد والجهود لتطوير الحياة الاقتصادية والعلمية والمهنية والوحدات الوطنية ووضع البيئة وسلامة اللغة العربية وتعاضد الأمة العربية.
سوقان متضادتان، سوقٌ عربية خليجية هادرة للمال، سوق أجنبية دقيقة مُستنزفة للمال.
تغدو هذه الاختلالات في الأبنية الاقتصادية اختلالات في السياسة حين تتداخل عمليات استنزاف الاقتصاديات الخليجية مع الطائفية السياسية، والعسكرة، ومطامح الدول المصدِّرة للعمالة، والسلع. وقوى الاستنزاف والاستغلال حراكها سريع في حين جهود الإصلاحات والتغييرات لمصلحة الناس والتطور غير متسارعة كتلك.
هي مشكلاتٌ مركبةٌ محتاجة إلى عقلياتٍ جدلية استيعابية إصلاحية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فروق عجيبة بين رجالِ دينٍ
- أهمية وجود تحالف شعبي مستنير
- سقوطُ دكتاتوريةِ الرجال!
- كيف ماتت الكلمة؟
- ثقافتان استئصاليتان
- غصصُ الشبابِ الخليجي
- وثيقةُ المنامةِ: زبالةٌ!
- حال أمة الشعراء
- قوة الكلمة
- تطورٌ حديثٌ حقيقي
- الانتهازيون والفوضويون
- العقلانية والتراكم الديمقراطي
- الانتهازيون والحقيقة
- ذكرياتٌ سياسية (2)
- كوابيس الثقافة الأمريكية
- مشكلات عمال القطاع الخاص
- حروبٌ طائفية
- الحزبُ الديني يرفضُ فهمَ العصر
- مهدي عامل والوعي بالتاريخ
- مسائل اقتصادية واجتماعية


المزيد.....




- مصر وروسيا.. تعزيز الشراكة إقليميا ودوليا
- الوحيدة في أوروبا.. 3 قرود ذهبية قادمة من الصين تحط الرحال ف ...
- عاشت 103 أعوام - وفاة مارغوت فريدلاندر الناجية من المحرقة ال ...
- ميرتس يطالب ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية وجعلها -صفرية-
- روسيا ومصر.. شراكة بالنصر على النازية
- بيسكوف: لم يناقش بوتين والسيسي الملف الأوكراني
- معهد البحوث الفلكية في مصر: لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأض ...
- بيسكوف: روسيا ممتنة لترامب على جهود التسوية السلمية في أوكرا ...
- وكالة: مدن في البنجاب وراجستان تتعرض لهجمات بمسيرات جوية
- حوار عسكري مصري تركي رفيع المستوى في أنقرة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تناقضات البناء