أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الحزبُ الديني يرفضُ فهمَ العصر














المزيد.....

الحزبُ الديني يرفضُ فهمَ العصر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتفجر كلماتُ المعلقين حول أحداث الربيع العربي فيطالبون بالعودة إلى الأنظمة السابقة ويصفون ما يجري بأنه فوضى كاملة.
ولا تتضحُ التحولات التي تجري حتى داخل الجماعات السياسية المؤثرة في الربيع العربي، فالوعي الإيديولوجي مسيطر، وخاصة بين المجموعات السياسية الثلاث: الدينية واليسارية والليبرالية.
مقولة الرأسمالية الحرة ونظامها مكروهان، فالعالم منقسم بحدة بين رأسمالية غربية حرة شائخة استغلت الدول النامية طويلا، ورأسمالية دولة شرقية تتحول إلى رأسمالية مفتوحة على شتى الاحتمالات في دول الربيع العربي، فتتطور في زمنيةِ أزمة التشكيلة الرأسمالية العالمية.
الدينيون يريدون رأسمالية مفصلة بحسب الثوب الديني التقليدي، فتُمنعُ الخمورُ والسياحةُ تُحجم، والثقافة الحرة في اللباس والفنون والآداب والعلاقات بين النساء والرجال تتحدد بدورِ الإفتاء ولجان المراقبة القوية وحتى العلاقات المصرفية يتم التدخل فيها.
يريدون رأسماليةً مفصلة أخلاقية مُسيطر عليها من قبل أجهزة الدولة، وهذا يؤدي إلى دكتاتورية أمنية وعسكرية.
وهذه العملية المهيمنة على المجتمع وتحكم الحكومة في الاقتصاد والإعلام والعلاقات الاجتماعية ليست سوى استمرار لرأسمالية الدولة السابقة مع طاقم ديني، فيحدث توجيه الفائض الاقتصادي للحزب الحاكم وجماعته عبر السيطرة على مفاصل الحكم والرأي العام.
لكنهم يرثون رأسمالية دولة مستهلكة رثة، لن ينفع فيها جلب الرساميل من الأصدقاء لكون شبكة الفساد سوف تبتلعها.
لو أن الحزب الديني نسف نفسه واعتبر المجتمع والشعب والاقتصاد حرا له قوانين مستقلة مرتبطة بتشكيلة اقتصادية عالمية تاريخية تتمظهر في كل منطقة بحسب تطورها فلا تستطيع القومية والدين وكل جبروت الأرض أن يوقفها، وأنها ظاهرة موضوعية، لكن الحزبَ الديني يعتبرُ نفسَه صوتَ الإلهِ المجسد في بيان، وعليه أن يتتبعَ ما نص عليه البيانُ من أوامر وأن تلك الأوامر خالدة، ولا ترتبط بوضع الإنسان في مكان أو زمان.
فهمُ البيانِ الديني في الحزب الديني لا تاريخي، فقد جرى في زمنِ مجتمعٍ إقطاعي، لم يُخترق بعد بالعلاقات الرأسمالية الحرة، وتجري المقاربة مع هذه العلاقات بشكل متذبذب، وتجريبي، ومنفعي، ويتم تقطيع أجزاء منها لا تناسب الحزب الإقطاعي هذا، فعلى الرأسمالية الحرة الحديثة أن تدخل زجاجةَ التنظيم لا أن يفهم التنظيم الظرف الموضوعي. وهذا جرى لعقود سابقة بالتركيز على الأشكال الخارجية للمجتمع والبشر: عبر اللباس الصارم، وديكور الوجه الخاص، وتحديد لباس النساء، والتركيز على العبادات السهلة التنفيذ، وتغييبُ الفكر والفلسفة، ثم الدخول الأكبر لتحجيم العلاقات البشرية، عبر الفصل وبتر الثقافة الحديثة وما فيها من حرية، وخلق هذه القلعة الاجتماعية العسكرية وكما تضربُ أقساماً من المسلمين فهي تتشكلُ في مواجهات قلاع أخرى: قلاع مسيحية ويهودية واشتراكية وليبرالية.
ولا تجد هذه القلعة نفسها التي تحدد كيفية نمو المال سوى خلق بطانة مستفيدة فيها متضررة خارجها فتحاربُ دفاعاً عن مصالحها.
رأس المال الوطني الذي هو ملك للشعب، ويتنامى عبر السوق الحرة، وهو القانون الأقوى من الجاذبية الأرضية، أما سيطرة الدولة فهي عبر الانتخاب وتحديد أي الطبقات المنتجة القادرة على قيادة السوق بين فترتين، وأي تلاعب في ذلك من قبل الدولة والمعارضة الدينيتين يدفع التطور الاقتصادي السياسي الأثمان الباهظة عنه بعد ذلك، لكن نمط إنتاج رأسمالية الدولة الشمولية المتخلف يعود إلى الوجود بسبب سيطرة الدولة، التي دامت سيطرتها عليه عقوداً، والحزب الديني يقوم بوكالة جديدة لإدارته. فيبدل الجداول التي يمشي فيها هذه النهر المالي، وبدلاً من أن يلف على الحزب الوطني يلف على الإخوان، وهذه تذكرنا بكلمة الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عن الجداول المنحرفة عن النهر. إن الدستور والقوانين وكلها تلهج بأهمية الدولة الإسلامية تحفرُ بقوة قنوات السيطرة بالإعلام والبيروقراطية والأمن.
إن الخطط الاقتصادية لإيجاد مؤسسات جديدة ومجيء فائض نقدي كبير سوف تحدث في المستقبل البعيد، ولهذا فإن الرأسمالية البيروقراطية الدينية تعمل الآن على تنفيع نفسها وأتباعها، وهو ما جرى سابقاً وكرس الهدر، وهنا لا يحدث تراكم لرأس المال الوطني ومراقبته وتوزيعه بحسب تطور الإنتاج بل بحسب هيمنة الاستنفاع التي تأكل رأس المال المنتج، فتغيبُ خططُ الإنتاجِ الموضوعية، التي لا تكرس الحداثة والحرية والتصنيع الشعبي لكل السكان، وتتجه بالبلد نحو الرأسمالية الحرة الغربية العدوة، مركز الفساد الأرضي!
لقد سلسل الحزبُ الديني نفسه بنص تكرس في شعارات خالدة، تمثل استراتيجية أنظمة وبُنى تاريخية.
النص الوهمي على طريقة الاشتراكية العربية وليد وعي تقليدي ذكوري محافظ على الناس والنساء والمال العام، يتجنبُ الرأسماليةَ الحرة لينتج رأسمالية الدولة الفاسدة، المؤدلجة بحسب المستولين عليها.
هذه كلها تصورات العرب وأنظمتهم بعضهم لديه وفرة مالية إلى حين وبعضهم بلا وفرة مالية، والكل في عالم التجريب في العصور الوسطى.
لكن على العكس فإن المفاسد تزيد على المستويين المادي وعلى المستوى الروحي الشعبي، يعضد ذلك إعلام وثقافة وعلاقات متخلفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي عامل والوعي بالتاريخ
- مسائل اقتصادية واجتماعية
- الإصلاحيون الإيرانيون(3)
- عيدٌ بأية بلوى عدتَ يا عيدُ
- بداياتُ الديمقراطيةِ وتصحيحها
- الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- لا يمكن العثور على الصندوق الأسود!
- الأدب العجائبي في الخليج
- ذكرياتٌ سياسية
- من ثمارِ معرضِ الكتاب
- عجزٌ سياسي
- مؤشرٌ سلبي
- هل فشلَ الربيعُ العربي؟
- انتهازية التحديثيين
- ارتباك قومي
- الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية
- رأسماليةُ دولةٍ وعجز عن التطور
- رياضُ الأطفالِ والتعليم
- الأزمةُ مرةً أخرى


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الحزبُ الديني يرفضُ فهمَ العصر