أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - عبد الفتاح السيسي.. أو خيار الأزمة














المزيد.....

عبد الفتاح السيسي.. أو خيار الأزمة


محمد عليم

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ثمة أعمى في مصر أو المهتمين بشأنها في العالم؛ من لا يرى انقسام المصريين، أيا كانت نسبيته أو خطورته، الانقسام الذي مهّد له وأصَّله ورعاه المدعون من جماعة الإخوان منذ ما قبل استفتاء مارس 2011، ثم الانتخابات البرلمانية من العام نفسه، ثم الرئاسية في 2012، ثم سقوطهم المدوي الأخير في 30 يونيو 2013، حتى خرج علينا في مصر وخارجها من أنصارهم المتعصبين من يختزل المصريين بين مؤيد لما أسموه بالانقلاب العسكري على "الشرعية الديمقراطية" ومعارض له، وبدا المشهد المصري على النحو الآتي:
- جماعة قررت الثأر ممن سلبها "ملكها" الذي لم يكد يشتد عوده، فأخرجت أثقالها في شوارع مصر وعلى أطرافها من تفجيرات واعتداءات وترويع، ظنا منها أنها ستسقط "دولة الانقلاب"، وفي سبيل ذلك تحالفت مع شياطين الأرض من أعداء مصر ممن لم يتورعوا عن المجاهرة بالعداء، ولم تكف الجماعة عن استعداء العالم على مصر لحظة واحدة منذ إزاحتها، وأحرزت بعض تفوق في أول الأمر، ولكنها سرعان ما اضمحلت ولم يتبق أمامها سوى استئجار اليائسين من أبناء مصر من الذين دمرهم مبارك وأيأسهم من حياتهم وقيمهم في زمن التهميش الكبير، ولكن ما لم تفعله تلك الجماعة أبدا هو رهانها على الشعب المصري في الداخل، وهو الخلل الكبير الذي كرس من نبذهم إلى الأبد من وجدان المصريين الطيبين، باستثناء فئة عاجزة عن الرؤية أو التفكير ما زالت تربط بين هؤلاء ودين الله على الرغم من سقوط كل الأقنعة، وما لم يستطع رؤيته هؤلاء وهؤلاء هو ذلك المشهد المهيب الذي خرج فيه المصريون في الثلاثين من يونيو يحطمون فيه صخرة عناد رئيسهم الذي ظلموه بالترشح ولم يكن أبدا جديرا بذلك ولن يكون، توقفت رؤية هؤلاء عند حدود ما كانت تبثه قناة الجزيرة من تزييف وسموم نعرف مصدرها وغاياتها.
- جماعة أخرى عارضت ما حدث في الثلاثين من يونيو ورأوا فيه ارتدادا إلى ما سموه "حكم العسكر" وإعادة الدكتاتوريات القديمة، وهذه الجماعة ضمت ما يعرف بشباب الثورة، وعلى الرغم من وجاهة هذا الموقف نظريا إلا أنه فارق خطورة الواقع وهو أن مصر كانت لا تزال مغروسة في وحل الفقر والفساد ولن تتمكن أبدا من الانتقال المباشر إلى الديمقراطية المثالية وهي على هذه الحال، وأن الأمر يتطلب الكثير من العمل والصبر حتى لو كان على رأس الدولة رجل عسكري تمنى عليه المصريون طويلا أن يرشح نفسه رئيسا، ولكن تلك الجماعة كسابقتها ظلت على عنادها وقررت المقاومة حتى آخر نفس، فانتهى بها الأمر أن سجن منها الكثير وحظر ما تبقى كي تتخذ البلاد مسيرتها نحو المخاض المنتظر.
- بعد أن استجاب عبد الفتاح السيسي للنداءات المطولة وترشح رئيسا وأوشك على فوز كاسح في ضوء مؤشرات انتخابات المصريين في الخارج، انحسر الجدل الأول وانتقل إلى العناية أكثر باحتمالات مستقبل مصر في ظل قيادة هذا الرجل، ولا أزعم أن المصريين الملتفين حول السيسي قد اختاروا الرجل عن دراسة متأنية ولكنهم اختاروه من بوابة الوجدان والوعي الجمعيين، إذ رأوا فيه الصرامة المطلوبة لوطن أوشك على الانفلات الكامل بالتزامن مع الفوضى التي أثارها الأخوان في مصر، ولعل من المفارقات التي ستتردد كثيرا لاحقا أن الأخوان بسلوكهم وسعارهم غير المسؤول على السلطة كانوا الداعم الأكبر لالتفاف المصريين حول السيسي وأنهم مع كل نقطة دم سالت في أروقة الشرطة والجيش المصريين كانوا يدفعون المصريين للالتحام أكثر حول الرجل.
شخصيا لست مفتونا بالسيسي رئيسا لمصر، وربما أفارق كثيرا من المصريين في دوافع تأييده في المرحلة الراهنة، ولكنني أراه، ويا لسخرية الأقدار، مفتاح مصر إلى الديمقراطية ولو بعد حين، فالمؤكد أن الرجل يأخذ في حسبانه جيدا أن الشعب الذي خلع رئيسين في ثلاث سنوات لن يعجز عن خلع الثالث إن هو غوى أو ركب رأسه بأخذ المصريين إلى حيث لا يريدون كما فعل رئيس الأخوان من قبل، ومن ثم فإن أمامه مسالك محددة: التنمية، العدالة، تأسيس مؤسسات قوية تكون مهادا للديمقراطية مستقبلا، تأديب الخارجين على القانون بإعادة دولة القانون لا القمع.
عندما التف المصريون حول السيسي التفوا حول رجل رأوه قويا وصاحب قرار، رجل يعرف كيف يدير الأزمات ويخطط لها ويصر على بلوغ هدفه، حتى وإن كان ليس بارعا في التحدث بالقدر الذي برع فيه "حمدين صباحي" صاحب الوجه النضالي العريق، وصل المصريون إلى حافة الفرق الواضح بين حلو الكلام وتحقيق الأحلام، يراهنون الآن على الخيار المتاح الأكثر طمأنينة من وجهة نظر حدسهم هذه المرة، ولا أقول وعيهم الكامل، وإن صحّت الأخبار الأخيرة بمحاولة الأخوان الصلح مع مؤسسة الحكم القادمة عبر "الغنوشي" فستكون تلك آخر المحطات التي يظهر فيها هؤلاء المدعون على ساحة مصر السياسية، لأنهم سيثبتون لتابعيهم قبل رافضيهم أنهم في الحقيقة طلاب سلطة لا دعاة دين أو مشروع إسلامي وهمي، ولا أظن المصريين سيقبلون بذلك بعد أن رأوا حجم الحقد والكراهية التي يكنها هؤلاء لهم، هؤلاء الذين لا تعرف لهم وطنا ولا وعدا ولا مستقبلا يمكن الاطمئنان إليه بعد تلال الأكاذيب التي راكموها.
إن السيسي وقد أوشك على الفوز برئاسة مصر عليه أن يستعيد الإنسان المصري قبل أن يفكر في استثماره، وعليه أن يدرك حجم التشويه الذي نال داخله الأعمق في سنوات الغبن لمبارك وصدمة الأخوان، وإن نجح السيسي في استعادة منابع الخير وحس المسؤولية والرغبة في تجاوز الضمور الذي كمن فيه المواطن المصري ما يزيد على الثلاثين عاما، فسيعرف من أين يمسك بمفاتيحه ويأخذه نحو العمل والعمل وحده، وإلى أن يفعل ذلك أنتظر اليوم الذي يقرر فيه مصريو الخارج العودة مبتهجين إلى مصر وهم مطمئنون إلى مستقبل أبنائهم.



#محمد_عليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يغيب الرجال
- في البرلمان والثورة والسلطة
- كم سندفع لتنظيف مصر؟
- هل يفعل العقلاء ؟
- شرعية الكارثة!!
- محنة ديدمونة وأحلام دولة العسكر!
- عن المصريين في الخارج و.. تصويتهم
- ما كان.. ما سيكون
- وأكثر من ذلك.. في مصر!!
- ماذا يحدث في مصر؟!


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - عبد الفتاح السيسي.. أو خيار الأزمة