أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - ماذا يحدث في مصر؟!














المزيد.....

ماذا يحدث في مصر؟!


محمد عليم

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قيام ما اعتقدناه ثورة 25 يناير في مصر، والمصريون يعيشون إيقاعا استثنائيا، كلٌّ على طريقته، ولأن مصريي اليوم ليسوا مصريي الأمس، أعني أمس ما قبل حقبة البليد مبارك، فإن التداعيات التي تلت ثورة يناير كانت مدهشة بحق، فبعد أن انصهر المصريون معا في الحالة الثورية منذ اندلاعها وحتى رحيل الرجل، سرعان ما تكشف الواقع عن حجم تراكمات الرداءة التي أفرزها عصره في الشخصية المصرية على مدار ثلاثين عاما مضت، ولأن الثورة المصرية ولدت منقوصة منذ تولى أمر البلاد المجلس العسكري، جاءت النتائج مدهشة في سرعة انحدارها بنفس المستوى الذي بدأت به.
لقد هيئ لكل شيء متطلبه منذ البداية، انحنى الجيش للموجة العاتية للشعب الثائر، وبالغ في تأييد الثورة التي لا يعترف بها أصلا، بل أعلن حمايته لها، ولكنه لم ينس أن يعد لكل شيء عدته، نجح في إشغال الناس بسفاسف الأمور عن صحة مبارك وأخبار أبنائه وطغمته الفاسدة، بل أكثر من ذلك أدخلهم السجن لاستيعاب غضب المنكوبين من أهالي الشهداء، ولكنه وهو يفعل ذلك احتفظ بأركان النظام القديم كاملا في مواقعه، وبدأ في إشعال حرائقه المحسوبة، فسلط العملاء والسفهاء بإشعال المطالب الفئوية، وأمعن في تجاهل بلطجية النظام السابق فعاثوا في البلاد فسادا، ونجح في تحقيق الغاية الجوهر بأن قسم المجتمع إلى فسيفساءات متناهية الصغر، ولم يعد أمامه بعد أن شل الحركة المصرية اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا إلا الضربة القاضية في الوقت المناسب.
أـفهم محاولات المجلس العسكري في تجميد الحالة الثورية والعودة بمصر إلى نقطة الصفر التي أوصلنا إليها مبارك بتأن شديد، وأتفهم أيضا استثمار حرافيش مصر وابتزازها لإجهاض الثورة، ولكن ما لا أستطيع تفهمه هو أن تكون النخب السياسية المصرية على هذا النحو من الضحالة وضيق الأفق، كيف تركوا العسكر يلعبون بالبلاد على هذا النحو الخطر واتخذوا موقف المتفرج أو غير المعني بما يحدث؟ كيف لم يقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم الحزبية الضيقة البالغة الضيق أمام رحابة بلد بحجم مصر؟ على الطرف الآخر من المشهد؛ اختفت الرموز الثورية تماما كما لو كانت كائنات فضائية حطت علينا بضعة أيام ثم غادرت بعد أن أحدثت دويها؟ أين هم؟ وما الذي يحدث في مصر حقا؟؟ وهل قمنا بالفعل بثورة في مصر أم أنها كانت أضغاث أحلام؟
كنت أعلم منذ البداية أن الثورة المضادة لن تكون إلا من الشعب نفسه، الشعب الذي أمعن مبارك وعصبته الشيطانية في تجويعه وتهميشه وتجريفه ثقافيا وأخلاقيا إلى أقصى حد، هذا الشعب نفسه هو طوق النجاة لأركان نظامه الفاسد، وحتى النخب السياسية لم تسلم من شره هذا الفساد وإن بطريقة مغايرة، فلم تتصد هذه النخب تصديا حقيقيا لمهزلة المحاكمات والعبث بالأدلة الثبوتية على النحو الفج الذي وقعت به، ولم تكن على الوعي الكافي بمخاطر التفتيت والتقسيم التي خطط لها ونجح فيها العسكر، ولم يتفقوا على خطة إنقاذ واحدة للوطن بالإصرار على تفعيل قانون الغدر، لم يحركوا ساكنا واحدا جديا أمام عبث العسكر بالمجتمع المصري بتجاهل قطاع الطرق وتواتر الجرائم البشعة التي ارتكبت من أقصى مصر إلى أقصاها، لذلك أنا لا أبرئهم من سنوات سوداء قادمة سيعيشها المصريون في ظل تجارب المغامرين الجدد الذين يريدون العودة بمصر إلى الوراء واختزال عظمة الدين في جلاليب قصيرة ولحى قبيحة شائهة في زمن الآي باد والجلاكسي في عالم يلتحم.
لم يعد بإمكاني كمصري تحمل المزيد من الشعور بالامتهان أكثر من ذلك، فلم يكن الهدف من ثورة يناير تحريك الحالة المصرية المشوهة منذ عقود وحسب، بل كان الهدف هو كنس كل هذا العفن ووضع البلاد على أول الطريق الصحيح الذي جمده البليد مبارك ثلاثين عاما.



#محمد_عليم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الحرب على مصر والسيسي بدأت-.. إعلامي مصري يشعل تفاعلا بتصري ...
- شهيدان أحدهما أميركي الجنسية قرب رام الله وتجدد الاقتحامات ب ...
- ضرب حتى الموت.. مقتل فلسطيني أميركي على أيدي مستوطنين
- مصر.. فيديو لحظة مقتل -جزار الهرم- وتفاصيل صادمة عن الشاب ال ...
- غضب من خطة نقل سكّان غزة إلى -مدينة إنسانية- جنوبي القطاع، و ...
- تقرير: عشرات موظفي الـFBI أمام جهاز كشف الكذب.. والسبب؟
- إنقاذ سائحة ألمانية بعد 12 يوما من الضياع في أدغال أستراليا ...
- تحليل لـCNN: ماذا سيحدث بعدما انقلب ترامب على بوتين؟
- تقرير أولي يكشف ملابسات تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية، لك ...
- قائد أركان الجيش الفرنسي : روسيا تعتبر فرنسا الخصم الأول في ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - ماذا يحدث في مصر؟!