أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - عن المصريين في الخارج و.. تصويتهم














المزيد.....

عن المصريين في الخارج و.. تصويتهم


محمد عليم

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من عشرين عاما ساقتني الأقدار إلى القنصلية المصرية في الكويت بداعي تجديد جواز سفري، والكويت من الدول الخليجية الرائدة في انتهاج سياسة عمرانية متميزة، سواء في تقسيم شوارعها أو أحيائها أو شواطئها، وكانت القنصلية المصرية في أحد أهم الأحياء السكنية الراقية بالكويت، ولأن كل شيء حول القنصلية كان ينضح بالأناقة العمرانية؛ كان الشعور الأول صادما عندما هبطت إلى سرداب مظلم تم تخصيصه للمراجعين من أمثالي، أغرب ما لفت نظري هو القذارة البادية على المكان بدءا من الجدران ومرورا بالـ "زبالة" المترامية في الأركان وانتهاء بأكثر من ثلثي مصابيح السقف المهشمة أو المحترقة.
اتخذت مكاني في آخر الصف، ثم تبعني آخرون في انتظار فتح شباك الموظف المختص، انتبه الجميع على صوت عنيف للشباك المرتقب وأطل علينا موظف كريه المنظر، تجمعت في ملامحه البغيضة كل معاني الغطرسة والاشمئزاز والاستعداد التام لإهانة الجميع، شملنا بنظرة خاطفة كأنه ينظر إلى اللاشيء طالبا منا الاستقامة في الوقوف وعدم الكلام وتجهيز الأوراق المطلوبة، لم يسلم من سلاطة لسانه كل من تقدم بأوراقه إليه، فكرت أكثر من مرة في الانقضاض عليه وضربه دون كلمة واحدة ولكنني كنت أتراجع في كل مرة، يقف أمامي في الطابور رجل صعيدي في منتصف العمر يعمل ضمن طائفة المعمار، شرفاء مصر الذين أسهموا في إبداع المشهد المعماري الكويتي، لمحت ارتباكه يتصاعد كلما اقترب من الشباك، عندما وصل انهال عليه هذا الموظف بأقذع الكلمات بسبب نقص بعض الأوراق، ما أغاظني أكثر هو صمت هذا العامل المسكين أمام سطوة ذلك المتجبر، كنت قد استنفذت كل رباطة جأشي، جذبت الرجل الصعيدي من كتفه بعنف وأنا أقول له: ألم تسمع ذلك الحقير؟ كيف تقبل الإهانة وأنت صعيدي حر؟ لم أمنح الجميع فرصة للرد أو التعقيب بعد أن ازداد صراخي على الموظف الكريه الذي تجمد في مكانه، أكثر من خمس دقائق وأنه أوجه له أقسى الكلمات، كانت القنصلية بكاملها في حالة صمت تام، خرج رجل رزين من الداخل واحتواني بسرعة كبيرة ونجح في إخراجي من القاعة إلى الدور العلوي، سألني هل أهانك الموظف؟ أخبرته عن كل شيء ، سألني عن حاجتي من القنصليه ثم أخذ أوراقي وجوازي القديم وأخبرني أن أحضر في نهاية الفترة الصباحية لأستلم الجواز الجديد المفترض أن أستلمه بعد يوم أو يومين.
وبعد الاعتذار عن الاسترسال في واقعة شخصية أقول: جلهم كانوا هذا الموظف المتغطرس السليط، وكلنا كنا هذا الصعيدي الصامت ، اعتادوا ذلك واعتدناه نحن أيضا كذلك، وبين الحالين تبدلت المفاهيم والقواعد والأسس ومن ثم التداعيات، فلم تكن القنصليات المصرية في كل الدنيا حسب ما نشر مؤخرا بحال أفضل مما حكيته، وبدلا من أن تكون السفارات والقنصليات في الخارج مراكز دبلوماسية مهمتها الأولى قضاء مصالح المصريين والمحافظة على حقوقهم، تحولت هذه المراكز الدبلوماسية إلى مراكز جباية وإهانة، وما المزابل التي كانت فيها إلا وجها آخر من القاهرة القبيحة في عهد مبارك، فإذا كان هذا حالهم وتلك نظرتهم فكيف يظن أحد أن يفكر أي منهم في قيمة أصواتنا في تقرير مصير مصر المتعثر أو المعثر؟
لقد أخذوا من مصريي الخارج كل شيء: الضرائب وعمولات التحويل، وسمسرة المواني الجوية والبحرية، والحدود البرية ولم يعطوهم شيئا أو يسهلوا أعمالهم إذا فكر أحدهم في الاستثمار في بالداخل، وأكثر من ذلك اعتبروهم كائنات هامشية في جسم الوطن المسلوب، فأصبحنا مواطنين ناقصي المواطنة أو الأهلية.
إنهم يعلمون تماما أن مصريي الخارج هم أكثر الفئات المصرية خطرا عليهم فيما يخص الوعي السياسي في سعة التجربة ونضج الرؤية، ولأن مصريي الخارج يزيدون عن سبعة ملايين صوت انتخابي فإن هذا العدد كفيل بإفشال أي حالة تزوير محتملة أو توجيه المسيرة السياسية بمصر إلى وجهة غير التي يريدونها ، لهذا وغيره فإنهم لن يسلموا بسهولة بحق المصريين في الخارج في التصويت إلا إذا اغتصب هذا الحق منهم اغتصابا من خلال جماعات الضغط في الداخل والخارج، وهو ما يجري الآن.



#محمد_عليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كان.. ما سيكون
- وأكثر من ذلك.. في مصر!!
- ماذا يحدث في مصر؟!


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - عن المصريين في الخارج و.. تصويتهم