أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - (صفحة من كتاب الرمل)















المزيد.....

(صفحة من كتاب الرمل)


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


تستقبل السماوة المسافرين ليلاً
افزعها عويل القطار
الظمأ يمسك بالحناجر
لمسافرين يعبرون المدينة
المدينة ترفد الطلائع بالماء المالح
الموت يقف على مسافة خطوة من الروّاد
نشيد الارض يغرق الرحاب حزناً
يرتفع الى اقاصي السماء
مثل وتر مذبوح
اصحاب القمصان البنّية
يثقبون عين زرقاء اليمامة بسهام الدعلج
ما رسمته المسيرة التقدّميّة...
موثّقاً بنبل , القيم ...
الاصابع القذرة تنشر الديدان والحشرات
لالتهام وثائق المستقبل ...
رمت بها الى اتون النار
من رمادها اقامت قبراً صغيرة للوطن اكبير
ما نسج من قيم على صفحات كتاب المستقبل ...
علّقها اولاد الامّهات ...
على شمّاعة اللسان المعقود
موسيقى الرماد تمهد للحصار العنكبوتي
امواج الخفافيش السوداء
تعوم في الدائرة الفلكيّة
المدن تستغيث ولا تغاث...
بدو همجيّون يرقصون في صالة حضاريّة
يغمرهم بريق ولمعان السيوف
رقصة لموت الآخر
الموت في الشوارع ...
الموت في الاقبية ...
الموت في كلّ مكان ...
الحيَّ يرجمُ على الصليب ...
المستنقعات تجتاح اليابسة
شتلات الحقد تتفتّح عن زهور عطورها قاتلة
ما يتّصل بالمقدّس ...
يحجر في المجهول
الشوك السام يغوص في باطن القدم
ينمو ويترعرع في الجراح
دور السينما , الفنادق
المدارس , الجامعات
خفّفت الزحام عن المعتقلات , والسجون
موسيقى الالم تبعث القشعريرة في جلود الطابور...
زرعوا الرعب في كلّ مكان
السور يفصل بين القرية والسجن ...
السنبلة التي انتزعت من حقلنا
تبعث نكهتها العطرة
اليقظة تفوّت فرص الاحلام البهيّة
الرعد , الاعصار
السحب الداكنة
المطر الاسود...
ارغم النخل على الركوع ...
بعد حين من الدهر
آلت تلك الفقاعات الى مستنقعها النتن
هؤلاء الذين ينشرون الجرب , والأوبئة
طواهم النسيان على الخطوط المجهولة
اقاموا معرضاً من لوح التوابيت
زجاجه شفّاف
يعكس ما خلفه
بساطاً من القنّب المنقوع بالبترول
تلعب فوقه القطط والجرذان
بمكعّبات من الكبريت
وآلهة محنّطة
قبالة وثن اقدم
تماثيل , وقطع شطرنج من العاج
وطاولة خشب من الابنوس
وحرس من الشمع الاسود
لطغاة كل الازمنة ...
في متحف الطين
الحزن يضرب نطاقاً رماديّاً...
حوذيّون يقودون المركبات
يضعون الاسطرلاب على غرّة الجواد
عيونهم سمّرت في الطين
سماء من النحاس
تتألّق تحتها النجوم العسكريّة على الاكتاف
عبد النبي مجيد ...
خالد حبيب ...
وغيرهم من الطيور الفضيّة...
كانت تحلّق قبل قص الجناح ...
غضبان السعد يترك تراثاً ضخماً ومميّزاً
(كوريا في موكب الحرّيّة)
الليلة الشهرزاديّة...
استهلكت الليالي الالف ...
والسيف ينتظر بفارغ الصبر ...
شهريار ينصت , وينصت , وينصت حتى اتعب الليلة الاخيرة ...
الفوانيس تكنس الظلام امام الموكب الحزين
متعبة وحزينة الخيول
تشقّ طريقها في محيط من الرمال
كما شقّت بالأمس الكثبان
تهبط من الاعالي
دوّامات من الرمال تذكّر...
بمحيط (الربع الخالي ...)
كالسفن في البحر المضطرب بالأمواج
بديع عمر نظمي ...
شعره غير مصفّف
عشب الامل ينبت على الصدور
في حقل من الشوك المسموم
الاقزام على طريق الزوّار...
يضعون ثمرات الحنظل المتفجّر
الّلقطاء والإخوة في الهويّة ...,...
يستكملون بنود الميثاق ...
ليدسّوا محّارة على عتبة الامام ابي حنيفة
و للحضرة القادريّة محارة اخرى
أبابيل البادية
صدّر منها الى العراق البابلي الآشوري السومري
والى عتبة ابي الفضل العبّاس ,
و لروضة الحسينى سيّد الشهداء ...ع
ومن العسكريّين ع
لصحن الجوادين...ع
يفسح الطريق امام الاقزام
في وطن العمالقة ...
للتاريخ شبهات , وعاهات :
كان القتلة خيوطاً من نسيجها
اعتقل الوطن في برج دبّابة يمتطيها احد ورثة هولاكو
الجراد والخنافس تكرّر خدعة عمرويّة ...
تلك ترفع القرائين ...
وهذه ترفع صور الشهيد عبد الكريم قاسم...
هذا الماء الآسن العفن
من ذلك المستنقع النتن
الممثّلون المموّهون يجولون على خشبة مسرح الغاب ...
يلعبون برشاقة في السيرك الروماني...
اقزام الالفيّة الثالثة
(((تشاوروا , واعتمروا , واقسموا ان يذبح العراق
من الوريد للوريد يذبح العراق
في فتوة شرعيّة يصدرها الحاخام ...
جباههم كانت مداساً فوقها الاقدام
في صالة للرقص
ورشفة من فم
فالتشربوا , والتمرحوا لكم مزيداً عندنا
هذي دنان الخمر...طافحة بالسائل الاحمر من دمائنا
تفيض في كؤوسكم , وصرخة الاطفال
نساؤنا انينهنّ ساعة التفجير
ينساب كالموّال
وصرخة العصور للأجيال

والذئب كان يقتفي رائحة الدماء...
والشاعر المقتول
يمرّ من حارتنا بهذه الاسمال ...
يطرد من صالونهم
ويرتقي المحتال...
وسارق الجيوب الجيوب , والكنوز , والآمال

يعيش كالديك السطوح
وهذه القروح
متى متى تستأصل القروح ...؟ )
في القلعتين , ومن خلف الاسوار , تغرّد البلابل
مظفّر النوّاب .
الفريد سمعان ..
سعدي يوسف ..
محمد الجزائري ..
خالد الخشّان ..
عبّاس باقر البدري ...
وغيرهم , وغيرهم
اطلقوا الاناشيد من الكوى والنوافذ
ومن خلف الاسوار
كان الصدى يتردّد
ليقتحم اذن الاعور الدجّال وزبانيته
لوحات مدهشة ...
يعرضها رسّامو السجن ...
بالأسود والأبيض
وبعضها (بالنمنم) الملوّن
تسحب الى الخلف شرطة السجن
ليحلّ مكانها ابناء الشيطان
الحوت يبتلع الجميع
السنبلة تحتقن بسبع وثلاثين حبّة سامّة ...
تزحف في عمقها الديدان , والعقارب الصفراء
الثعلب يقفز من التحت الى السطح بمهارة فائقة إإ؟
الكثير من النخل قدّر عليه التجريف
غزا القراد كلّ شبر من الجسد ...
القهر ليس له لون
الحزن تارة يستعير لون الرماد
(كافتيريا) الصحراء
يتسلّق على اسوارها العوسج
الصفّارات تجرح العيون ...
تطرد الاحلام الى جزر مجهولة
من مكمن الروابي وعيون الحرس
الايّام تمضي رتيبة تحت الابراج
الرياح القويّة تحمل حبّات الرمل الاصفر
تنهش الطيور السود وجنة قبطان البحر
بعد ان اقتحم الدائرة الرمليّة
كسرت حبّة رمل حاقدة
الزجاجة الواقية لعيون غانم حسن
امرأة من هناك اختطفتها عاصفة ثلجيّة ...
تجمّدت كتمثال (فينوس ...)
رجل طاعن في السن من اهل الجبل
جيء به من الاعالي مع اهل قريته
اسلم الروح في جوف الحوت
شيّع في موكب جنائزي مهيب وحزين
دفن خارج الاسوار
بالقرب من جثمان الدكتور الشهيد محمد الجلبي ورفيقيه ...
جوف الحوت :
تارة يتحوّل الى مقبرة
وطوراً يتحوّل الى معرض للإبداع
(يحى قاف) .. المعلّم الاوّل ...
يدرج محاذياً لاسوار الحوت
يصب اللعنات على الآباء
امام الابناء غير الشرعيّين
منذ ان دنّست تربة الحوت
اقدام اصحاب القمصان الرمضانيّة
يحي قاف ...
يسجّل حضوراً مشرقاً , وتحّدياً رادعاً
يطاول بقامته القمم
المحيط الاصفر يقترب من شكل المثلّث البرمودي
عبد الرزّاق غصيبة...
يكتب على الرمل فتهبّ الرياح لتدفن ماكتب
يبعث برسالة حمراء الى شاعرة حميمة ...
فتقع في وشاية سوداء...
طاعون الحرس ...
ينتشر في كلّ مدينة , وقرية , وقصبة
الاخطبوط يسقط في الشبك
يتلاشى فتلاحقه اللعنات
وعلى حين غرة : يظهر امام (الدكتور فاوست)
بشكله القبيح ...
يستنسخُ مع رتوش غاية في الدقّة
ما جفّ على جلده من دماء الضحايا
كان قبض الريح
نزع جبّته
ليدخل الحفرة وهو يردد
(عيب القائد يهرب)
كان يظهر بأجنحة وقمصان الملائكة
ذات الملمس الحريري الناعم
عند دخوله للقصر
لعبور جسر الشهداء ...
قبل ان ترصده العيون
كانت السكاكين السامة
تخبّأ في اصص الورد
لقتل (عروة بن الورد)
يرتدون قمصان الحمام
تحت جببهم صور الذئب
لطّخوا القميص ...
بعصير العندم
جاؤا بطاووسهم يوم باركته (العزّى...)
ترسّخت الاقدام
تحيطها اقزام العمالقة إإ ؟
ضخّ سحبه البيضاء على نكزاكي العراق
جرّف النخيل واقتطف خمساً وعشرين ثمرة
كانت امرّ من الحنظل
قبل ان تنضج ...
نضج اللقيط ...
ازهقه حبل المشنقة
قرب ماكنة الفرم وبالتحديد في ...,...
كان يدفع اليها
مواكب من الابرياء لا تحصى , ولا تعد
تشويه من استخلفه الله على الارض
حيث صاغه بكماله , وجلاله ...
منهم : من نهشته الكلاب الجائعة ...
الدم : يرسم العذابات على الواح القفص الزجاجي الشفّاف
تلك وصاياه العشر...
وقف عارياً ونادى
عدن (كونة صغيرةإإ؟)
وهو مع نفسه يهمس
من السفح ......................... للقمّة
هاجسه يردد
من القمة للمستنقع
ذيل الديناصور يترك ورأسه يحفظ
لأن يكون صندوقاً (للكشوانيّة)
بغداد تقصف بلا رحمة
الهزيمة في الداخل ... ... ...
الديناصور أعطى تأشيرة الاجتياح
طوفان من الكذب والمماطلات ...
ليهلك الحرث والنسل
سلّم المقاليد لأقفال مدن (القلعة الحصينة)
لبس جلد الحرباء
امام المحافل الدوليّة
اجتثّ الحرث والنسل
لم توسلم من شرور طائر البوم : حتّى بيوضه ...
هذا من حظّ ونكد طالع العراق وشعبه
وما خطّط له الذين يقفون خلف تمثال الحرّيّة
والأصابع تتحرّك
تحت المجهر.
فالبيض لا يفقّس الا نوعه
ونحن بانتظار رياح التغيير
و لما هو افضل ... ... ... ... ...
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون _ التوبة

شعوب محمود علي
23/5/2014



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهب ولم يعد
- رؤيا مشوشة
- لسلام للسيّد العراق
- في غرفة مغلقة
- رواية) ذهب ولم يعدإإ ؟الجزءالخامس 4
- بين الماضي والحاضر
- رواية) ذهب ولم يعدإإ ؟ الجزء الخامس 3
- بأنتظار التحول
- رواية) ذهب ولم يعدإإ ؟ الجزء الخامس 2
- رواية) ذهب ولم يعدإإ الجزء الخامس
- رواية) ذهب ولم يعدإإ ؟ الجزء الرابع
- ذهب ولم يعد إإ ؟
- رواية : ذهب ولم يعد إإ؟ 2
- ذهب ولم يعدإإ ؟
- الملك
- الصعود لبرج بابل
- (بانتظار القصاص)
- (جولة في حقول النوّاب)
- بين المسرح والقضبان
- مولد الرسول الاعظم


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - (صفحة من كتاب الرمل)