أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - ثنائية الأقلية والحلم















المزيد.....

ثنائية الأقلية والحلم


الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 17:54
المحور: الادب والفن
    


قد تدفعك غرائبية العنوان ،وحصول الكاتب علي الجائزة التشجيعيه لروايته السابقة ،إلي استباق السطور للكشف عن الملائكة ومحاولة التنبؤ بأعمال الصياد ، فتفاجأ بهيدرا جرجس يخفي نواياه وتيار الوعي يحاورك ،والاستمرار في القراءة يخالف توقعاتك مع ظهور الأسد والثعبان ..
ولكن يظل النقد خطابا منتجا للمعرفة، وهو مطالب بإثارة الأسئلة حول وضعية الأدب في الممارسة والقراءة، في التعليم والثقافة، في السياسة والمجتمع ..
..النقد موكول له أن ينتج الأسئلة التي ترافق حالة الأدب وأسلوب التناول، فالكتابة الأدبية حالة متطورة ، لا تعرف الثبات في بنائها ونظام عناصرها، لكونها ذات علاقة بتحولات المجتمعات والحضارات .. ربما يكون عنوان الدراسة مستوحي من عنوان فرعي داخل الرواية (ملائكة الشرفة وشياطين السطوح ) وأحداث الرواية التي تتناول جانبا من حياة الأقلية المسيحية ببلدة بصعيد مصر ..
القراءة النقدية ، وليس النفعية ذات العلاقة بجني المتعة الجمالية ،هي التي تمنح للنص هويته الوجودية ، بالمفهوم الفلسفي وهنا يبرز السؤال مع العنوان ومن أين يلتقط الروائيون المادة.. ؟
بالتأكيد من كل حدث ومكان.
فمعني النص يمتد ويعيش مع زمن القراءة وحيوية الذاكرة .. ما تعتقده حادثة بسيطة يتحول إلى قصة وحوار وقراءة أفكار . فإذا ما كنت تظنّه عجينة بسيطة، يصير قطعة حلوى يسيل لها اللعاب أو تثير التساؤلات .
ولأن الحدث مثير، وجب الوقوف عنده، من باب منطق الأدب، وليس من خارجه ..
تبدو براعة الأديب هيدرا جرجس والتقاط الحدث والمكان ليتحرك بلغة أدبية وإن كانت اللغة الحياتية أكثر ملائمة بين هاجس الكتابة وجمالياتها حيث تكمن الرغبة في التعبير، وهي واحدة من الأسس الذاتية والنفسية لدى المبدع ،لتحريك الساكن والثابت في مجال التجربة الإبداعية ،من خلال عالمه الخاص ، ومن جراء تأثر كتاب الرواية العربية بالزمن النفسى، نجد أن الرواية المعاصرة "كثيرا ما تعتمد على المناجاة النفسية وعلى التداعى النفسي الحر ، للمعانى والمونتاج الزمانى ، والمكانى ، والمونولوج الداخلى المباشر وغير المباشر
والسؤال عن النجاح لنص ما وإغراء التكرار يبدو ملحا هنا ، ففي روايته السابقة "بالضبط كان يشبه الصورة"، الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية (2011 )،
التحق "منصور" حارس الجبانة بخدمة الدير القديم منذ كان (أطلالا غير محددة المعالم، تختلط فيه الرهبان مع بقايا أثر فرعوني قديم).
كان "منصور" يجلس تحت نصف مسلة من بقايا المعبد القديم، يتحسس نقوشها البارزة ويحاول فك شفرتها، وأن يجد تفسيرًا للدائرة التي تتوسطها نقطة.
كان حارس الجبانة يعشق الدوائر، ويحلم بأن يرسم دائرة كبيرة تحوي الكون بداخلها؛ يحتضن إطارها شتى أنماط البشر وأحلامهم من شتى الأجناس واللغات..
هنا في روايته الأحدث "صياد الملائكة" (2014) يواصل الكاتب اشتباكه مع أسئلة الكون الكبرى ، وتفسير الوجود، في قرية بجنوب مصر،من خلال شخصيته المحورية "حنا"، شاب انطوائي، أعزب، يحتفظ ببرائته بينما يتغير دور منصور إلي دور شيطاني ،يسوق الملاك البرئ حنا إلي الخطيئة ليتعلم كيف يدخل دنيا .. تُستهل الرواية من منتصف الحدث الروائي، لحظة دخول الفتاة دكان "منصور"، صديق "حنا"، بينما هو جالس عنده: (وجدها تقف قدامه بالنقاب والإسدال الأسود الفضفاض، وهذا لا يعني له شيئًا، وإذا كانت عند دخولها قد شغلت حيز تفكيره للحظة، لحظة صغيرة وخاطفة، فهذا من دواعي الفضول والمفاجأة، ولا يمُتُ إطلاقًا لموقف ما تجاه هذه النوعية من الملابس، فهو لا يهتم بمثل هذه الأمور، وفي الواقع هو لا يهتم بأي أمور من الأصل). نقول في لغتنا الحياتيه أنه خام يحتاج لدروس الدردحة أو اكتساب الخبرة ..
واذا كان النقاب لا يعني له شيئا فله مدلولاته بلاشك لدي القارئ .. هنا تأتي الاحداث إلي كف الكاتب ، ملأ يده منها، وهو يعتقد أنها رسالة من السماء ليقول كلمته ..
كانت معها ملامح فتنة طائفية ،غير متوقعة لبطل من الأقلية ،والفتاة من الأكثرية المسلمة ..
رد الفعل جاء مع العادات والتقاليد وبصرف عن طرفي الخطيئة وديانتهم فالمسألة أخلاقية لا خلاف عليها ..
تعدد الاسئلة هنا حول اختيار هذا الحدث ليتصدر الحكاية مع الاحتفاظ بحق الكاتب في الاختيار ..
هل كان اختيار حدث آخر يمتاز بتفاهته ، وهي كثيرا ما اثارت شهية التطرف ،وأصحاب الفتنة الطائفية ، كان سيغير من بنية السرد الروائي .. ويصبح التركيز علي حديث التطرف أكثر واقعية ..
حدث الخطيئة منفردا كان البطل لروايات عديدة .. هنا يتحول لحدث يفتقر إلي عناية الكاتب السارد لتتقدم عليه الأحداث الطائفية كما خطط الكاتب ..
طبعا تم سحل هنا وقام البوليس بحبسه محاولا وأد الفتنة .. في السجن يتبادل حنا صياد الملائكة الدور مع منصور حارس الجبانة ويبدأ في الحلم أو الجنون ..
وهل الجنون ملازم لهذه الموضوعات ،فقد كتب فؤاد قنديل حكمة العائلة المجنونة عن موضوع حب طرفاه مختلفا الديانة .. وهل يمثل وسيلة للهروب يستند اليها الكاتب ..
وفي مشاهد استرجاعية يضئ السرد الخطوط المتوارية لشخصية "حنا"، كما تلقي تعليقات الراوي بأضواء كاشفة ، بينما كان بطله "منصور" يفكر هناك وهو يرسم بقلمه دوائر وخطوط ويكتب كلمات.
وهنا حيث اختلفت الاراء ينتهز الراوي الفرصة ليكشف الخطوط المتوارية لشخصية "حنا":
بلغته الأدبية (كان يفكر، لكن بطريقته، فهو من هذا النوع الذي لو أعطيته قلمًا، وهو يفكر، فإنه سيملأ لك الدنيا رسمًا وتخطيطًا، بحيث يمكنك أن ترى عقله، بالكامل، مفتتًا على الورق، ففي تلك اللحظة اللاشعورية من التفكير، لم يخط منصور، بنفسه هذه الخطوط، إنما فعلها منصور الآخر، القابع في العمق، وراء طبقات وطبقات من الزيف المرتب، ولذلك، كانت هذه الطريقة تعجب حنا، الذي كان اللاوعي – هو الآخر – يُمرر له القصص عبر الأحلام، ويرى أن التفكير بهذه الصورة هو أصل الإبداع، وما دونه ليس إلانوعًا من الترتيب، أو التنميق.. كما تتحول الحرارة إلى ضوء، تتحول الشهوات إلى فضائل، وكما تتحول الحركة إلى كهرباء، يتحول الجنون إلى إبداع).
هل هي ازدواجية الشخصية أم الشيزوفرانيا يغذيها الكاتب ..
وبالفعل تنتهي الرواية بأن يخرج "حنا" من زنزانته التي قضى فيها سنوات، وقد ظهر بمظهر المجنون الغائب عن العالم، ولكنه في الواقع يترنح على خيط بين الجنون والإبداع
كيف عالج الروائي الموقف وهو يكتب بلغة مشوقة وتيار الوعي والفلاش باك ..
وما سر الملائكة والأحلام
ويأتي سؤال الرواية .. وهل كان هيدرا في رؤية بطله حنا للملائكة من النافذة يستند إلي تحليل اللاهوتى البارز «جورج حبيب بيباوى» عن عقلية الأقلية، وكيف أنها تجعل من الأحلام التى تشير إلى دعم الله لها فى مقاومة الضغوط، وخلق مجتمع جديد، يختفى فيه التمييز الدينى، بطله يتخيل العالم بلغة واحدة بدون اختلاف ، فهل هى رؤى ذات دلالات سياسية واجتماعية وثقافية، تمثل هروبا من الواقع الحالى بضغوطه إلى مستقبل مثالى بأحلامه .. ولكن سؤال الرواية والحدث الرئيس في الرواية وهو الخطية بين حنا وصفية مع فلسفة الكاتب هل سيصبح مشروعا ولا يستدعي ضرب حنا وسحله وسجنه ..
تتعانق الأحداث وتتصارع بصراع الشخصيات، إلا أن المكشوف أو الذي يفتحه الروائي الممسك بالخيوط يعطي المخيال فرصة للتنحي عن الحقيقي ، ليدخل في حيز الأحلام والتمنيات فيما ستؤول إليه الأمور، وهنا نبحث عن الحوارية التي تتم في مطبخ الشخصية نفسها قبل أن تكون شخصية تتكون بالتزاماتها تجاه الآخر ، زمانا ومكاناً، مايعطي المتلقي انطباعا أكيدا أن المادة الخام للحدث تختلف عن مادة الرواية ..
الكتابة ليست طوفانا لامرئيا يأتي إلينا ليطوح بنا بعيدا في غيابات النفس .. أفراحها وأحزانها .. أصفادها وحريتها ..المسافة بين تكبت (بمعني التحليل النفسي للكلمة) وتكتب ولا تتضح بمجرد تغيير ترتيب الحروف ..
هل الاختلاف يكمن، كما يقول البعض، في اللغة المستعملة، وفي نسبة المتخيل هذا الخلط يعود بنا الي أسلوب التناول وثنائية الأزمة والرؤية تكاد تكون متلازمة فى فكر الأقلية والمسكوت عنه ..



#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوني والناي المكسور
- النوم في العسل بين نظيف ونبيل
- مقهي بشارع الفوضي /الضرورة والصدفة
- مقهي بشارع الفوضي /حلاوة روح
- بأي ذنب قتلت ماري المصرية
- في ذكري احمد ياسين
- الرجل الذي مر علي الميدان
- مصر والسبكي في البير ..
- مصر التمرد والتيه
- ادب الطفل رؤية مستقبلية
- من يغرد خارج السرب
- الخروج من الأزمة المصرية
- أنا والثورة والاغتراب
- ازدواجية المعايير وهل هاجر سيدنا موسي
- انتهازية الجماعة سلبا وايجابا
- مصر بين الدقنوقراطية والعسكوقراطية
- رابعة بين مفتاح الببلاوي وقفل البرادعي
- الابداع والنشر في مرآة النقد
- عباس يطبخ ومشعل يطفئ شعلة الربيع
- عرائس اوباما تفتتح المسرح


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - ثنائية الأقلية والحلم