أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي














المزيد.....

-بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أر إهتماما إعلاميا، عربيا أو إسلاميا، بآخر أفعال بوكو حرام التي يندى لها الجبين، فالتقارير عنها قليلة والمقالات والتحليلات عنها شبه معدومة، وإذا وجدت فهي تبحث بقضايا جانبية تتعلق بهذه المسألة. بوكو حرام هي "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد" في نيجيريا، وهي جماعة إسلامية متطرفة مسلحة تدّعي، كغيرها من المنظمات الإرهابية، أنها تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، وهي معروفة في نيجيريا والعالم بإسمها المختصر "بوكو حرام،" ومعنا هذا التعبير أن أي شيء مأخوذ عن الغرب حرام، ومن ضمن ذلك نُظم التعليم، ولذلك فهم يهاجمون المدارس ويطالبون بإغلاقها. ولا أدري إذا كان هولاء سمعوا بالحديث النبوي: "أطلبوا العلم ولو في الصين."

أسس الجماعة في 2002 محمد يوسف، الذي رفض كروية الأرض ونظرية داروين والقول بأن المطر ينشأ من تكاثف بخار الماء في الجو. وقد قتل يوسف في أحد الإشتباكات. وزعيمها الحالي هو أبو محمد بن أبو بكر شيكاو. وتهاجم هذه الجماعة أهداف مسيحية وإسلامية وحكومية، ومن ضمنها الكنائس، والمساجد، والمدارس، ومراكز الأمن، وتخطف السياح الغربيين، وقد إغتالت عددا من الشخصيات الإسلامية لأنهم إستنكروا عملياتها. ويعتقد أن بوكو حرام لها علاقة بالقاعدة.

وسمى بعض المراقبين هذه الجماعة بـ"طالبان نيجيريا،" وكلمة طالبان باللغة الأردية الباكستانية هي صيغة الجمع لكلمة طالب العربية، لأن معظم أعضاء بوكو حرام هم من الطلبة المراهقين الذين تخلوا عن الدراسة واعتنقوا مبادىء الجماعة. وتنشر بوكو حرام الرعب في نيجيريا وبعض الدول المحاذية لها، وتقول الأنباء أن الجماعة ارتكبت قبل أسبوعين مجزرة في مدينة "غامبورو نغالا" أوقعت مئات القتلى من المدنيين "بعدما اقتحم مسلحون من الحركة يستقلون عربات مدرعة مطليّة بألوان قوات الأمن، المدينة ودمّروها." وقبل عدة أيام، هاجم رجال هذه الجماعة مدرسة للبنات واختطفوا 300 طالبة، مسيحيات ومسلمات، تتراوح أعمارهن بين 14 و 17 سنة، واحرقوا المدرسة. وهدد الخاطفون ببيعهن في سوق النخاسة، ولاحقا طالبوا بإطلاق سراح أتباعهم المعتقلين في نيجيريا مقابل إطلاق سراحهن. ثم عرضوا فيلما شوهد على كل وسائل الإعلام العالمية، ما عدا العربية، يظهرن فيه الفتيات باللباس الإسلامي.

وقد خرجت مظاهرات في نيجيريا وخارجها، ولكن ليس في العالم العربي والإسلامي، إحتجاجا على خطفهن، مطالبية بإطلاق سراحهن، وأعلنت الولايات المتحدة عن عزمها "مساعدة نيجيريا في العثور على الفتيات،" فقد أعلن الناطق باسم البيت الأبيض أن الحكومة الأمريكية قد ارسلت فريقا من 27 شخصا إلى نيجريا للمساهمة في انقاذ الفتيات النيجيريات المختطفات. القوة الأمريكية مكونة من جنود قوات خاصة وعناصر استخباراتية وعناصر استطلاع وتحليل معلومات، "وسوف تقوم هذه القوات إذا لزم الأمر بالهجوم على معسكرات بوكو حرام لتحرير الفتيات بالتعاون مع القوات النيجيرية."

في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية الموالية للمملكة العربية السعودية، أعلن المفتي العام في السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إستنكاره للعملية قائلا إن جماعة بوكو حرام "ضالة"، وأن أعمالها تسيء للإسلام والمسلمين، ووصف مختطفى الفتيات "بالفئة الضالة والحاقدة على الإسلام وأهله،" وقال إن العملية "مدبرة لتشويه صورة الإسلام، ويجب أن يُنصحوا ويبيّن لهم موقفهم السيئ".
إذن فالمفتي السعودي يدعو لإسداء النصح لهذه الجماعة لأنها "ليست على صواب،" كما قال، ولكنه لا يدعو المسلمين إلى المساعدة في تخليص الفتيات من خاطفيهن ويترك أمر محاربة الجماعة واجتثاثها من جذورها للدول الغربية، وكفي الله المؤمنين شر القتال. كل يوم تخرج علينا مجموعة جاهلة تسىء للمسلمين وللثقافة والدين الإسلامي. وكلما نفّذت مجموعة مسلحة تدعي أنها تدافع عن الإسلام وتكفّرغيرها من المسلمين فعلة محرجة للمسلمين، يدفن المسؤولون في العا لم الإسلامي، وحتى المثقفون والإعلاميون، رؤوسهم في الرمال وكأن الأمر لا يعنيهم. المشكلة أن مقاتلي الجماعة يؤمنون بما يفعلونه لدرجة أنهم مستعدون أن يموتوا في سبيله، وهذا معناه أن هزيمتهم شبه مستحيلة إلا إذا تغيرت معتقداتهم وطرق تفكيرهم."

كثيرون في العالم الإسلامي يتحدثون بغضب عما يسمونه "الصورة النمطية" للمسلمين في العالم ويحتجون على ذلك ولكنهم لا يصنعون شيئا لتغيير هذه الصورة. بعض العرب والمسلمين يتمنون أن يؤذوا الغرب بالنيابة، وبأية وسيلة، لسبب أو لآخر. صحيح أن هذه الحركات الإرهابية تشكل مصدر إزعاج للغرب وتلحق الخسائر به، إلا أن هذه الخسائر محدودة ويمكن لتلك الدول الغنية والمتقدمة أن تعوضها. الخاسرون الحقيقيون هم الشعوب العربية والإسلامية لأن الإرهاب المؤسس على قاعدة دينية يدمر المجتمعات ماديا ومعنويا، وها هي الحركات الإرهابية تفتت البلاد العربية بشكل يبدو معه ساكس وبيكو ملائكة.

إذا كانت الدول الإسلامية، ومن ضمنها الدول العربية، تود فعلا القضاء على الإرهاب ولا تريد أن تستغله لتصفية الحسابات مع بعضها البعض، وإذا كانت ترغب في تحسين صورة الإسلام، فعليها أن تعقد مؤتمر قمة من خلال منظمة التعاون الإسلامي، وتشكل قوة تدخل سريع للمساعدة في القضاء على أية حركة إرهابيه في العالم الإسلامي من اللحظة التي تظهر فيها هذه الحركة، وتمنعها من الإنتشار والتفريخ، وبذلك تمنع الدول الكبرى وغيرها من التدخل العسكري في شؤونها. إن تكلفة إنشاء هكذا قوة سيكون كبيرا ولكن حماية الدول العربية والإسلامية من الدمار والتفتيت لا يقدر بثمن. وعلى هذه الدول أن تؤسس لجنة إسلامية محايدة من كبار علماء المسلمين لتوضيح موقف الإسلام من المعتقدات التكفيرية التي تجعل من بعض الشباب المسلم إرهاييين.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة
- الضجّة حول البرنامج النووي الإيراني جَمّدتْ قضية فلسطين لمصل ...
- -الجزيرة- الأمريكية
- الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري
- دروس الربيع العربي
- الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!
- التغيير في قطر وحُكْمُ العجائز
- هل حسّن التقدم العلمي وثورة المعلومات والإتصالات الحديثة من ...
- هل سيتقرر مصير حزب الله في الحرب السورية؟
- الجمود ومقاومة التغيير وغياب المرونة أهم أسباب الفشل في حل ا ...
- أين وصل الإسلام السياسي؟
- كيف إستُخدمت قضية فلسطين أداة لفرقة العرب


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي