أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري














المزيد.....

الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإقتراح الروسي بأن تُخضع سوريا أسلحتها الكيماوية للمراقبة كان طوق نجاه للنظام السوري وللرئيس الأمريكي على حد سواء، فورطة أوباما كانت كبيرة لأنه، كما قال كثير من المراقبين، وقع في فخ نصبه لنفسه، أولا لانه أعلن، واوعز للمسؤولين الامريكيين أن يعلنوا، أن سوريا قد عبرت ما سماه ب "الخط الأحمر،" ومعنى هذا أنه سيفقد مصداقيته لدى الأمريكان والعالم إذا لم ينفذ الضربة، وثانيا لأنه بدل أن ينفذ الضربة من خلال ما يمكن أن نسميه "قرارا جمهوريا،" إختار أن يحصل على تأييد مجلسي الكونغرس، الشيوخ والنواب، فأيده الشيوخ ولكن لم يتضح إلى الآن أن النواب سيؤيدونه أيضا. وتبين أن تأييد النواب أمر صعب للغاية، وأن غالبية الشعب الأمريكي تعارض أي تدخل في سوريا، ومعنى هذا أنه إذا أصدر أمرا جمهوريا بالضربة فستكون هذه الضربة ضد رغبات الشعب، وسيكون لهذا تأثير أسوأ على مصداقيته داخل الولايات المتحدة وخارجها. أما ورطة النظام السوري فكانت أكبر لأن ضربة أمريكية معناها شل حركته وقرب انهيارة، وانهياره أيضا معناه كسر شوكة إيران وحزب الله وتهشيم سمعة روسيا كدولة عظمى.

والحقيقة أنه لو حاول المرء أن يجد تبريرا لاستعمال السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري فأنه سيصطدم بحقائق عدة، فالنظام كان في وضع عسكري جيد قبل 21 آب وكان للجيش السوري الغلبة على قوات المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية، ولذلك لم يكن بحاجة لاستعمال هذه الأسلحة. ولقد سقطت الصواريخ الحاملة للسارين على منطقة تعج بآلاف المدنيين السوريين من أطفال ونساء، والنظام السوري يعرف المنطقة أكثر من غيره، وإذا لم يكن النظام يتوقع ردة الفعل العالمية التي رأيناها على ما حصل، فسيكون أغبى نظام على الكرة الأرضية، حتى في منطقة الشرق الأوسط حيث يوجد كثير من الأنظمة الغبية، فالغرب كان ينتظر منه أن يقع في الفخ ويفعل ذلك. وهناك عامل مهم آخر وهو أن المراقبين الدوليين كانو قريبين من المنطقة التي سقطت عليها الصوارخ، فاستعمال سلاح كهذا كان عملية إنتحارية .

ما الذى حصل إذن؟

إنى أميل إلى الإعتقاد بأن ما حصل كان نتيجة لخطأ ما، مقصود أو غير مقصود. فإما ان تكون أوامر خاطئة، غير مقصودة، صدرت إلى الوحدات المسؤولة عن هذه الأسلحة وتسببت بما حصل، وإما أن يكون الأمر صدر من داخل حاشية الرئيس ليشوه سمعة النظام بعد خلاف عائلي أو غير عائلي، ونحن نعرف أن هذا الشيء يحصل في الأنظمة الدكتاتورية التي تحكمها عائلات، وإما أن يكون احد المسؤولين إنشق عن النظام ورتب مع آخرين خطة لتشوية سمعته، وفي جميع هذه الحالات، وبما أن الهجوم قد حصل، لا يستطيع النظام إلا أن ينكر أن الصواريخ هي صواريخه، وأن يتريث في الأستجابة للضغط العالمي للتحقيق في الحدث إلى أن يَضعُف مفعول السارين المنتشر، مع الوقت، وأن يدك المنطقة التي سقطت عليها الصواريخ لتدمير إي إثباتات يمكن أن يكتشفها المفتشون أو يجدها المحققون. والحقيقة أن هذا التريث وهذا الدك للمنطقة كانا السببين الرئيسين في توجيه التهمة للنظام. أما القول بأن الجهة التي أطلقت الصوارخ الحاملة للسارين لم تكن سورية فلم يجد من يؤيده، لا من المراقبين ولا من غيرهم، على الرغم من تشبّث محبي النظام بهذه الفرضية. ولو كانت الجهة الفاعلة غير سورية أو من المعارضة لاستدعى النظام المفتشين على الفور وترك الموقع كما هو.

أما الضربة الأمريكية فستكون ضارة، سواء أسْقطت النظام ام لم تسقطه. فسقوط النظام معناه الفوضى الشاملة، فهو الآن الجهة القوية الوحيدة التي يمكن التفاوض معها عل مصير سوريا الموحدة، والبديل هو مجموعات مسلحة متناحرة تبشّر أتباعَها بأن العودة للقرون المظلمة أصبحت قاب قوسين أو أدنى، ومجموعات أخرى تعيش خارج البلاد تدب بينها الخلافات بين الحين والآخر وتحاول الدول الغربية عبثا أن تجمّعها. ومن سخريات القدر أن الطريقة الوحيدة لحفظ سوريا موحدة الآن هي مساعدة النظام السوري على البقاء، وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل أوباما يكرر في كل مناسبة أن هدف الضرية العسكرية ليست إزالة النظام.

أما إذا لم يسقط النظام بعد الضربة فإنه سينكمش ويتقوقع في شمال غرب البلاد ويترك بقية البلاد نهبا للمنظمات المدعومة من دول الخليج التي لا قبل لها بإدارة البلدان والشعوب والتي تستعين بالغرب وبالأجانب في إدارة بلدانها.

والآن هل يقبل النظام مطالب أوباما بأن يسلم كل أسلحته الكيماوية؟ وهل سيصر أوباما على هذه المطالب؟ يظهر أن أوباما سيصر على ذلك وأن النظام سيبدأ بالقبول التدريجى، ومعنى هذا تسليم الأسلحة الكيماوية ثم البيولوجية ثم صواريخ (S300)، وعندها ماذا سيتبقى من نظام الأسد؟

خلال أكثر من سنتين ونصف من الحرب تم تدمير مدن وقرى سوريا كثيره، وجزء كبير من البنى التحتية، وشرد مليونا مواطن. لقد كان الأسد متكبرا وقصير النظر منذ بداية الإحتجاجات على حكمه، وكان عليه أن يعرف أن تركيبة سوريا وأوضاعها حساسة، وأن له أعداءا كثيرين داخل وخارج سوريا، عربا وغير عرب. وكان عليه أن يعمل إما على التصالح معهم أو تحييدهم بشكل مؤقت، ويبدأ بمحاولة إحتواء المعارضة وتقريبها منه. لقد كان باستطاعته أن يخلّد إسمه في التاريخ كرجل إستطاع أن يطوّر بلده سياسيا ويستوعب الهزات التي كانت تعصف ببعض الدول العربية، ويُدخل الديمقراطية إلى سوريا بالتدريج وينهى حكم عائلته الشمولي بطريقة مشرفة. أما الآن فعلى الذين يخافون على سوريا من التفتت أن لا يساعدوا المعارضة على الإطلاق، فمساعدتها تطيل أمد الحرب وتفتت البلاد، ووجود النظام هو عامل مهم من عوامل وحدة سوريا في الوقت الراهن.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس الربيع العربي
- الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!
- التغيير في قطر وحُكْمُ العجائز
- هل حسّن التقدم العلمي وثورة المعلومات والإتصالات الحديثة من ...
- هل سيتقرر مصير حزب الله في الحرب السورية؟
- الجمود ومقاومة التغيير وغياب المرونة أهم أسباب الفشل في حل ا ...
- أين وصل الإسلام السياسي؟
- كيف إستُخدمت قضية فلسطين أداة لفرقة العرب
- المصالحة الحقيقية الحلّ الوحيد لسوريا والعراق
- يا أسود يا أبيض
- من الغزو اللغوي إلى الغزو الثقافي
- أوقفوا تسليح المعارضة السورية
- هل قَتلُ الإرهابيين يقضي على الإرهاب؟
- هل بإمكاننا أن نكون أقل تشاؤما؟
- من قتل محمد سعيد البوطي؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
- فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر
- المعذرة يا -دكتور-
- الهجاء في الشعر .. والردح في السياسة
- كما تكونوا يولّ عليكم


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري