أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة (1-2)














المزيد.....

أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة (1-2)


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


نظّمت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن أمسية احتفائية للكاتب والصحفي أحمد المهنا تثميناً لدأبه وعطائه المتواصلين على مدى عقود عدة. وقد اشترك في هذه الأمسية ستة أدباء ومثقفين عراقيين وهم الكاتب خالد القشطيني، والشاعر فوزي كريم، والروائي عبدالله صخي، والشاعر عوّاد ناصر، والباحث غانم جواد وكاتب هذه السطور المتواضعة.
قبل أن نلج إلى المحاور الثلاثة التي ركّز عليها المُحتفى به لابد من الإشارة إلى أن أحمد المهنا قد جاء إلى الصحافة من عالَم اللغة العربية التي درسها في الجامعة المستنصرية وتفوق فيها على أقرانه، وكان من المفترض أن يواصل دراسته العليا ويتعمّق في هذا الاختصاص الذي أحبّه وتفوّق فيه. غير أن الظروف السياسية لم تكن تسمح بذلك فشدّ الرحال إلى بيروت عام 1979، ثم تنقّل بين دمشق ونيقوسيا ولندن وعمل في عدة صحف وقنوات فضائية قبل أن يقفل راجعاً إلى العراق عام 2004 وينغمس في العمل في أكثر من صحيفة كـ "المدى" التي كان يكتب فيها عموده اليومي "أحاديث شفوية" ثم صحيفة "العالم" التي رأس تحريرها وخلق منها أنموذجاً متحرراً يحترم ذهنية الإنسان العراقي الذي بدأ يتذوق طعم الحرية بعد ثلاثة عقود ونصف العقد من الاستبداد، ومصادرة الحريات الخاصة والعامة. أصدر المهنا كتابين الأول يحمل عنوان "الإنسان والفكرة" والثاني هو "الأمر رقم واحد" وهما أقل بكثير من الجهد الثقافي الذي يبذله على الأصعدة الفكرية والثقافية والصحفية.

باب الاضطرارات
ارتأى المهنا أن يسلّط الضوء على ثلاث مقالات كان قد كتبها في الشهر الثاني من عام 2012 ، حيث حمل المقال الأول عنوان "على بساط الريح" موضحاً فيه أن سبب مغادرته العراق عام 1979 هو هيمنة النظام الشمولي على بلد النخل ولجوئه إلى بلد الأرز الذي بدت فيه الحرب الأهلية "برداً وسلاما" على الفارين من جحيم الدكتاتور الذي بدأ يتغول على البلاد والعباد ولا يجد حرجاً في أن ينهش خاصرة هذه الدولة الجارة أو تلك، أجنبية كانت أم عربية. تتمحور مادة هذا المقال على الفرق بين صحافة المعلومات وصحافة الرأي،والفرق الكبير ما بين الصحافتين متخذاً من صحيفتي "السفير" و "النهار" اللبنانيتين مثالاً حيث تمثل الأولى "ناراً كبرى" بينما تمثل الثانية "رصانة كبرى". ولعل الفرق الرئيسي الذي لمسه المهنا بين صحافتنا العراقية المؤدجلة أنها تكبِّر الأشياء عشرات المرات، أما الصحافة الحرة الديمقراطية فإنها تصور الأشياء بحجمها الطبيعي الذي يحترم عقلية القارئ.
يكشف المهنا في هذا المقال عن السبب الذي دفعه لمغادرة بيروت إلى دمشق عام 1981 لكن السوريين شقّوا منظمة فتح عام 1983 فتعذر عليه البقاء بدمشق لذلك يمّم وجهه شطر نيقوسيا. لم يتخلص من العمل مع المنظمات الفلسطينية التي تبدو مثل قدر يلاحق المثقفين العراقيين أينما حلّوا أو ارتحلوا حيث تعرّف على مجموعة منشقة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة وعمل لمصلحتها حيث كان يدبّج لهم البيانات الساخنة خلافاً لطبعه الهادئ "فيرتد ذلك على معدته اختناقاً بالغازات، وعلى أعصابه اكتنازاً بالتوترات". وكان هذا العمل من باب الاضطرارات لا من صحافة المعلومات، وقد حمد الله أنها كانت آخر عهده بهذا النوع من الاضطرارات.

الشغف بالمهنة
يتمحور المقال الثاني على كلمتين لا غير وهما " الإثارة والرتابة" فالمهنا مدفوع بهاجس العمل ومنقطع إليه على الرغم من كل المتاعب التي يحصدها في نهاية النهار. فحينما يبدأ العمل تتقد في داخله 100 شمعة، وحينما ينتهي من عمله يعود بشمعة واحدة مضاءة. يصف المهنا مشقة عمله اليومي ورتابته في بعض الأحيان حينما يتوجب عليه أن يملأ كل يوم ثلاث صفحات فارغة بالأخبار والتقارير والصور. إذاً، ثمة صراع يعيشه المهنا بين الرتابة والإثارة، وبين الموت والتجدد، ونصيحته الأولى والأخيرة ألا يسقط الكاتب في خانق الاعتياد الذي ينقضّ على الروح ويقضي عليها تماماً. يرى المهنا "أن لكل مادة صحفية روحاً ما، وأن مهمة الصحفي هي اكتشافها، وعرضها بطريقة يستشعرها المتلقي". غير أن هذا الاكتشاف لا يتم ما لم يكن الصحفي شغوفاً بمهنته، محباً لها، ومنقطع إليها كليا. ثم يخلص المهنا إلى القول بأن الشغف هو صنو الإعلام الحر الذي نهفو إليه، وهو يولد، أولاً وأخيراً، من رحم الإثارة، لكنه يتلاشى ويموت كلياً إذا ولج إلى دروب الرتابة ومتاهاتها المؤسية.
ذكرَ المهنا "بأن زميلة مخلصة له نبهته من أجل سلامته النفسية في وسط يتوجس من الهمّة والجدية، إلى ضرورة الاقتصاد في إظهار مهارته! وهي دعوة لأن يعمل ليعيش في حين أن المطلوب من الصحفي أن يعيش ليعمل. فالصحافة طريقة حياة. لكنه كان ينسى تلك النصيحة فيرتكب الحماسة في ذلك الوسط المحكوم بالرتابة". ثم يختم مقاله الجميل بالقول: " إن الصحافة الحقة هي ابنة الحرية. وبغياب ملكوت الحرية تغيب عنها الفرحة. وكل عمل بشري من دون مسرّة دليل غربة وطريق وحشة. وباطل ثم باطل كل جهد وكل كدّ يسبب التعاسة"!

الإعلام الحرَ
لم يخرج مقال المهنا الثالث عن إطار صحافة المعلومات وصحافة الرأي، فهو يرى "أن صحافة المعلومات تقدم خدمة الحقيقة إلى المتلقي وتحترم عقليته أما صحافة الرأي، أي صحافة الحزب أو الحكومة، فمهمتها ترويج عقيدة أو فكرة، وهدفها اقناع المتلقي. الأولى تشتغل عند القارئ، والثانية تشتغل بالقارئ. صحافة المعلومات تعرض الحياة، ولك أن تتفكر وتتدبر معها أمورك بنفسك. وصحافة الرأي تقدم الفكرة أو العقيدة لتكون وسادتك الخالية من هم التفكير والتدبير".
يخلص المهنا إلى القول بأن صحافة المعلومات هي الاسم الآخر للإعلام الحر الذي مازال بيننا وبينه الكثير من المشقّات والأهوال. وعلى الصحفي الناجح أن يقدّم الحقيقة للناس وأن يقول ما يعتقد بصحته فقط.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (2-2)
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (1-2)
- هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟
- الحوار الإسلامي المسيحي
- قراءة أولية لوثيقة تيار الضمير البرلماني للباحث نديم العبدال ...
- مازن شيرابياني يصنع من الأفكار البسيطة عالما معقداً ومتشابكا
- منْ يحمل بيرق الشعر النبطي في موسمه السادس؟
- أزمة السكن في العراق: التحديات والفرص والحلول الممكنة
- توثيق فاجعة الأنفال سينمائياً
- الدنمارك في رواية عراقية
- الرحيل صوب الحب بحُلة سينمائية روائية
- متطلبات المترجمين في نقل الظاهرة الدينية-التاريخية إلى اللغا ...
- الصورة وتسويق المقدّس
- قرءة نقدية لسينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- المالكي وانقلاباته الدستورية
- المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي
- ترويض المبنى وتطويع المعنى في قصائد وسام الحسناوي
- الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة
- البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في -طعم العسل-
- لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات


المزيد.....




- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة (1-2)