أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عدنان حسين أحمد - هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟














المزيد.....

هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 12:29
المحور: القضية الكردية
    


لم يتمتّع الكرد الإيرانيون بحقوقهم القومية في جمهورية إيران الإسلامية وهم لا يختلفون كثيراً عن أشقائهم الكرد في تركيا التي ضيّقت هي الأخرى الخناق عليهم وزجّت بقادتهم في السجون ويكفي أن نشير هنا إلى عملية اختطاف عبدالله أوجلان،زعيم حزب العمال الكردستاني، في أثناء تواجده في كينيا، حيث تمّ نقله بطائرة خاصة إلى تركيا التي حكمت عليه بالحبس مدى الحياة لأنها ألغت عقوبة الإعدام في أغسطس 2002، ووضعته في جزيرة آمرلي في قلب بحيرة مرمرة غير آبهة بعشرات المظاهرات التي اندلعت في عموم ما يسمّى بكردستان الكبرى التي تضم الأقاليم الكردية الأربعة في إيران وتركيا وسوريا والعراق.
على الرغم من أنّ ظهور كلمة كردستان كمصطلح جغرافي يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي إلاّ أن وجود الأقوام الكردية يمتد إلى أبعد من ذلك التاريخ بكثير حيث كان السومريون يسمّونهم "كوراقوتيوم" بينما يطلق عليهم الآشوريون اسم "كورتي"، أما الأغريق فقد كانوا ينعتونهم بالـ "كوردرين" وكل هذه الكلمات قريبة جداً من لفظ كلمة"كوردي" المتداولة في الوقت الراهن.
لم تعترف جمهورية إيران الإسلامية بالأمة الكردية ولم تستجب لمطالبهم الشرعية التي عبّروا عنها بمظاهرات سلمية تارة أو بانتفاضات مسلّحة تارة أخرى أوصلتهم لإعلان جمهورية مهاباد الكردية عام 1946 لكنها لم تدم، مع الأسف الشديد، أكثر من أحد عشر شهراً. فلاغرابة أن ينقسم كرد إيران إلى فريقين يحمل أحدهما السلاح بين أوان وآخر، فيما يرتكن الفريق الثاني إلى النضال السلمي المتمثل بالمظاهرات والاحتجاجات والمطالبات المتواصلة لتحقيق الحكم الذاتي في الأقل.
قبل إعلان جمهورية مهاباد بأربع سنوات تأسست "جمعية الانبعاث الكردي" التي أرادت أن تعبِّر عن تطلعات الكرد وأحلامهم بمستقبل أفضل، لكن سرعان ما انبثق الحزب الديمقراطي الكردستاني كبديل لهذه الجمعية بغية تعزيز الديمقراطية، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، لكن هذا الحزب قوبل بقمع السلطات الإيرانية واستبدادها ليس للكرد حسب، وإنما لبقية القوميات الأخر مثل الأذريين والبلوش والعرب والتركمان وما إلى ذلك.
لم يتضاءل وهج الأمل لدى قادة وأعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، ولم ينتكس مشروعهم النضالي على الرغم من ىالآلاف المؤلفة من الشهداء الذين قدّموهم فداءً للوطن وعلى رأسهم قادة الحزب فربما تكون إيران هي البلد الوحيد الذي اغتال القادة الكرد واحداً إثراً الآخر ففي 13 يوليو من عام 1989 تمّ اغتيال الدكتور عبدالرحمن قاسملو في العاصمة النمساوية فيينا من قبل المخابرات الإيرانية، فحلّ محلّه السيد صادق شرفكندي الذي أُغتيل هو الآخر ببرلين في أيلول من عام 1992 بعد أن ثبت تورّط الرئيس الإيراني السابق أحمد نجاد بتقديم الدعم اللوجستي.
لم يُترك الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران من دون قيادة، فالأمة الكردية شأنها شأن الأمم الأخرى ولاّدة للساسة والمفكرين والمثقفين المستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من أجل وطنهم وأمتهم الكردية حيث وقع الاختيار على الأستاذ مصطفى هجري (المولود في مدينة نقده عام 1945)، صاحب الأدوار المهمة في المظاهرات الجماهيرية التي انطلقت ضد نظام الشاه عام 1978 حيث أصبح القائد المؤقت للحزب لحين اقتراب موعد المؤتمر العاشر للحزب في عام 1995. وبين المؤتمر العاشر والثالث عشر أصبح هجري نائباً للحزب، لكنه تسلّم قيادة الحزب في المؤتمر الثالث عشر الذي انعقد في عام 2006، كما أعيد انتخابه في المؤتمر الخامس عشر عام 2012 لقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني لأربع سنوات قادمة.
لم تكف الحكومة الإيرانية عن مسلسل تصفياتها الجسدية فلقد تعرّض السيد هجري إلى محاولة اغتيال في عام 2007 لكنه نجا منها بأعجوبة. لقد عُرف عن هجري بأنه رجل مبادئ وقيم كبيرة لا يتخلى عنها بسهولة حتى لو دفع حياته ثمناً لها. وعلى الرغم من قناعته بحمل السلاح في بعض الحالات الاستثنائية دفاعاً عن النفس والكرامة والقيم الوطنية النبيلة إلا أنه يدعو بإخلاص شديد إلى تبنّي المفاوضات والحلول السلمية في الدفاع عن حقوق ومصالح الشعب الكردي في إيران وفي عموم المنطقة الكردية من دون أن ينسى أو يتناسى أن على حكومات هذه المنطقة أن تعترف بحقوق القوميات والأقليات والأطياف الأخرى التي تعيش في هذه المضارب، وهو يؤمن إيماناً قاطعاً بأن المفاوضات والحوارات السياسية هي الطريق الأمثل لإيجاد الحلول الشفافة للمشكلات المستعصية التي تضج بها المنطقة.
لقد شخّص هجري المشكلة الرئيسة التي تعاني منها حكومات الشرق الأوسط وهي الدكتاتورية لذلك دعا غير مرة منذ عام 2004 ولحد الآن إلى ضرورة ترسيخ الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية من خلال تحقيق الفيدرالية التي تضمن حقوق القوميات والأقليات الأخرى في إيران وتركيا وسوريا والعراق. وحينما لم يجد آذاناً صاغية دعا السيد هجري إلى أكثر من مؤتمر للقوميات غير الفارسية المتعايشة ضمن جمهورية إيران الإسلامية بغية تنسيق جهودهم ونضالهم من أجل نيل حقوقهم القومية والدينية والثقافية من هذا النظام الثيوقراطي الذي لا يتورع عن القتل والتصفيات وإبادة الآلاف المؤلفة من الثوار الكرد الذين يعيشون في إيران منذ آلاف السنين وكأنهم أناس طارئون حلّوا علينا من كوكب آخر بينما يشهد التاريخ أنهم قد عاشوا منذ أمدٍ بعيد بين أذربيجان ولورستان، وها هم يشكّلون الآن أمة كاملة حتى وإن تفرّقوا بين بلدان عدة. وأن مسلسل القتل، وحمّامات الدم، والتصفيات الجسدية لن يجدي نفعاً وأمثلة التاريخ أكثر من أن تُحصى. فيا تُرى هل يمكن فدرلة جمهورية إيران الإسلامية مثلما فُدرِل العراق أم أن إيران الإسلامية غير قابلة للقسمة على أربع قوميات في الأقل وعلى رأسهم الأذريين والبلوش والعرب والتركمان؟



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الإسلامي المسيحي
- قراءة أولية لوثيقة تيار الضمير البرلماني للباحث نديم العبدال ...
- مازن شيرابياني يصنع من الأفكار البسيطة عالما معقداً ومتشابكا
- منْ يحمل بيرق الشعر النبطي في موسمه السادس؟
- أزمة السكن في العراق: التحديات والفرص والحلول الممكنة
- توثيق فاجعة الأنفال سينمائياً
- الدنمارك في رواية عراقية
- الرحيل صوب الحب بحُلة سينمائية روائية
- متطلبات المترجمين في نقل الظاهرة الدينية-التاريخية إلى اللغا ...
- الصورة وتسويق المقدّس
- قرءة نقدية لسينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- المالكي وانقلاباته الدستورية
- المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي
- ترويض المبنى وتطويع المعنى في قصائد وسام الحسناوي
- الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة
- البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في -طعم العسل-
- لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات
- توثيق الثورات العربية بعيون عربستانية
- سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة ل ...
- بلاد الثلوج. . . تُحفة كاواباتا الأدبية


المزيد.....




- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عدنان حسين أحمد - هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟