أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة















المزيد.....

الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


ضيّفت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن البروفيسور سليم الحسني في أمسية ثقافية تحدث فيها عن المعرض الجوال المعنون "ألف اختراع واختراع". وقد ساهم في تقديمه وإدارة الندوة الدكتور جعفر هادي حسن. استهل الحسني محاضرته بتقديم نبذة تعريفية عن نفسه وعن مراحل تحصيله الدراسي التي تُوجت بحصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية. ثم تفرغه التام لمعرضه الجوال الذي حقق شهرة عالمية واسعة، كما أعاد الهُوية المفقودة للشباب الإسلامي الذين يشعرون بعقدة الدونية والخذلان لتغيّيبهم المتعمد عن المشهد العالمي لأكثر من ألف سنة متواصلة.
لم ينبثق هذه المشروع الحضاري من فراغ وإنما جاء من نصيحة مهمة أبداها البروفيسور البريطاني دونالد كاردويل الذي أخبر الحسني بأنه قرأ التاريخ جيداً واكتشف أن هناك ألف سنة مفقودة تتوافق مع فترة الحضارة الإسلامية وقليلاً من الحضارتين الهندية والصينية، وهذه الحقبة الطويلة غائبة من المناهج الدراسية ومن عقول الناس وذاكرتهم الجمعية، ويُطلق عليها بالعصور الوسطى أو العصور المظلمة أحيانا. وبما أن الحسني لا يحب التاريخ الذي درسه في المناهج المدرسية لأنه لا يخرج عن إطار الدم والقاتل والمقتول فقد نصحه البروفيسور كاردويل أن يركّز على تاريخ العلوم وسوف يرى قصة مختلفة تماماً لأن ما درسه في العراق هو تاريخ الدين وتاريخ السياسة.
كان الحسني في ذلك الوقت تحديداً مُصاباً بنوع من الاضطراب النفسي فلقد أمضى في المملكة المتحدة أكثر من نصف قرن وحصل على أعلى الشهادات العلمية في الهندسة الميكانيكية ثم أُحيل على التقاعد وبدأ يفكر في إمكانية العودة إلى العراق أو العمل في إحدى البلدان العربية. وبما أنه متزوج من امراة سورية فقد قرر أن يزور دمشق ويقضي بعض الوقت مع عائلة زوجته. وخلال تواجده في دمشق اصطحبه عمه بعد صلاة الفجر إلى منزل الملا رمضان البوطي الذي سيغيّر مجرى حياة الحسني تغييراً جذرياً بواسطة جملة واحدة لا غير. فحينما عرف البوطي أن الحسني يعيش ويعمل في مدينة مانجستر البريطانية فقال له:"إذا أردت أن تعرف مقامك فأنظر أين أقامك؟". لقد كانت هذه الجملة المُستفِزة بمثابة الصفعة القوية التي وجهها الشيخ البوطي إلى البروفيسور الحسني الذي انتبه فجأة إلى أن الإنسان ينبغي أن تكون له رسالة في الحياة، وعليه ألا يكتفي بالأكل والشرب وأن يكون مجرد رقم عابر في السرب البشري الكبير.

السنوات الألف المفقودة
تذكّر الحسني ملاحظة البروفيسور كاردويل عن الألف سنة المفقودة في التاريخ واكتشف أن كلامه صحيح وأن هذه الفترة تمتد من القرن السابع الميلادي حتى القرن السابع عشر وأن العلماء المغيّبين هم من العرب والأتراك والفرس والهنود والصينيين. ثم عرض لنا الحسني قائمة تضم 600 اسم غالبيتهم من المسلمين واليهود والنصارى والصابئة، ومن الجنسين الذكور والإناث، ولو كانوا موجودين على قيد الحياة لحصلوا على جوائز كبرى لاكتشافاتهم العلمية المهمة التي غيّرت مجرى العالم.
لم يتوقف الحسني عند نظرية المؤامرة التي قد تقول إن الغربيين كفار وهم أعداء لنا، ويتآمرون على العالمين العربي والإسلامي وما إلى ذلك. وإنما ركّز كثيراً على الألف سنة المفقودة التي تسبب عقدة التفوق والاستعلاء عند الشباب الأوروبي والأميركي أو منْ يتثقف هذه الثقافة وينهل منها لأنه يشعر بأنه مساهم في بناء هذه الحضارة فيما يشعر الطرف الآخر بعقدة الدونية والخذلان لغيابه من المعادلة الحضارية.

عقدة التفوق الحضاري
أشار الحسني إلى ملاحظة شديدة الخطورة مفادها أن عقدة التفوق الحضاري قد تعطي الأحقية باسم الحضارة لأن ندمِّر الآخر باعتبارة وحشاً أو غير مثقف تماماً كما يفعل الكاوبوي الذي يقتل الهندي الأحمر بينما كنا نحن المشاهدين نصفق لهذا الكاوبوي الذي جاء من مختلف الأصقاع الأوروبية وأباد نحو عشرين مليون هندي أحمر وحاول أن يطردهم بحجة الثقافة والتحضر. وهي ذات الأسباب التي دفعت أميركا لأن تقصف هيروشينما ونكازاكي بالقنابل الذرية، وأن يظهر شخص متعجرف مثل هتلر لأنه يعاني من عقدة الاستعلاء. وبالمقابل حينما يقرأ الناس من الثقافات الأخرى مثل المسلمين العرب أو الأتراك أو الفرس أو الهنود ويجدون أنفسهم مغيّبين لمدة ألف عام وبعيدين جداً عن المنجزات الحضارية فإنهم يشعرون بعقدة النقص والتصاغر، ويحسون بالدونية والخذلان. فلابد لنا أن نملأ هذه الفجوة بعطاءات واسهامات وإبداعات الحضارات الأخرى وعلينا أن نعترف بإنجازات الأمم الأخرى سواء أكانوا أسيويين أم أفارقة لأن هذا حق من حقوقهم الطبيعية.

غضب عمدة المدينة
توقف الحسني عند محاضرته التي قدّمها في جمعية الأدباء والفلاسفة في مانجستر فازدادت ثقته بنفسه على الرغم من أنه كان يتحدث خارج اختصاصه. ثم تشجّع حينما طلب منه دكتور مصري أن يلقي محاضرة عن الحضارة العربية والإسلامية في تجمع لحزب العمال في واتفورد وحينما انتهت المحاضرة وقفت مديرة الجلسة، وهي عمدة للمدينة ذاتها، وقالت أنا غاضبة لسببين: الأول، لماذا لا يتحدث لنا العرب والمسلمون بهذه اللغة بدلاً من الحديث في الدين والسياسة ونحن دائماً على خلاف وضد بعضنا بعضا. فحينما نستفيق صباحاً ونستعمل فرشاة الأسنان ونكتشف أنها جاءت من عندهم، ونستعمل معجون الأسنان وقد جاء من مضاربهم. نشرب القهوة ونتذكر أنها جاءت منهم، نقرأ الجريدة فنعرف أن ورقها جاءنا من الصين بعد أن مرّ ببلدانهم الإسلامية، نشاهد الصور التي في الجريدة فنعرف أنها من اكتشافات الحسن بن الهيثم. نشاهد الأرقام العربية فنعرف أنها تعود لهم على الرغم من أنها هندية الأصل لكن العرب أتوا بها ولا نزال نسمّيها بالأرقام العربية. ثم نجلس لنكتب رسالة فنتذكر أن قلم الحبر قد صُمم وصُنِّع في مصر في زمن الحاكم بأمر الله. نستمع إلى الموسيقي فنكتشف أن السلّم الموسيقي دو ري مي فا صو لا سي هي مرتبطة بـ "دال، راء، ميم، ياء، فاء، صاد، لام". لماذا لا يتحدث لنا العرب عن هذه الأشياء التي نستعملها دائماً في حياتنا اليومية ومدارسنا ومستشفياتنا. أما السبب الثاني لغضبي الشديد فهو: لماذا لا توجد هذه الأشياء في مناهجنا الدراسية حتى يتعرّف عليها أولادنا ويكتشفوا أن الآخرين مساهمون في صنع هرم الحضارة الإنسانية.
لقد شعر البروفيسور الحسني بالخوف حينما قالت العمدة أنها غاضبة جداً فمن المحتمل أن المحاضرة لم تعجبها، لكنه تبيّن لاحقاً أنها أحبت المحاضرة جملة وتفصيلا، وأعجبت بالمعلومات العميقة التي وردت فيها، بل أنّ سببيّ غضبها قد أصبحا هدفين إستراتيجيين لأن يضع اللبنات الأولى لمؤسسة العلوم التكنولوجية والتمدن، مؤسسة تتكلم بذات اللهجة التي وردت في تعقيب العمدة، فهي مؤسسة ثقافية حضارية وليست دينية أو سياسية. كما دفعته هذه المحاضرة لأن يُطلق موقعاً إليكترونياً أسماه بـ http://www.muslimheritage.com
وأصبح هذا الموقع من المواقع الإليكترونية الرائجة بحيث بلغ عدد المتصفحين خمسين ألف متصفح في اليوم الواحد.

أبرز العبقريات الإسلامية
عاد الحسني إلى ملاحظة البروفيسور كاردويل وفحص تاريخ الهندسة على اعتبار أنه مهندس ميكانيكي فاكتشف أشياء عجيبة لم تخطر في الحسبان. وأول هذه العبقريات التي اكتشفها هو بديع الزمان الجزري(1136-1206) الذي يُعد أعظم المخترعين والمهندسين الميكانيكيين في عصره فقد ألّف كتاباً يضم مئة ماكينية فيها ساعات ورجال متحركين وروبوتات. وتعبر ساعة الفيل الضخمة من أهم اختراعاته ومصدر فخره. وفي هذه الساعة بحسب الحسني أول إشارة في تاريخ الصناعة لتحويل الحركة الدائرية إلى حركة أفقية أو عمودية. أشار الحسني إلى أن ساعة الفيل عجيبة حقاً لأن مخترعها يعترف بفضل خمس حضارات في تلك المنطقة. فالفيل يشير إلى الحضارة الهندية والأفريقية، والتنّين يحيل إلى الحضارة الصينية، والعنقاء هو شعار الحضارة الفرعونية، والمياه يونانية، والعمامة تمثل الثقافة الإسلامية.
تحدث الحسني عن ساعة الزورق وعن آلة الوضوء الأوتوماتيكية التي صُنِّعت على شكل طاووس يأتي الضيف فيضرب على منقاره فيعطية ماءً إلى أن ينتهي من الوضوء، وفي النهاية يستدير الطاووس ليعطي الضيف منشفة.
توقف الحسني عند ماكينة أخرى تعطي الماء للحيوان بشكل أوتوماتيكي. فحينما يأتي الحيوان ينفتح البرميل أوتوماتيكياً لأنه يدوس على نابض تحت رجليه. وحينما ينتهي الحيوان من الشرب يعود الماء إلى مستواه الطبيعي. أما إذا شربت بقرة كمية كبيرة من الماء فإن البرميل يتوقف ولا يدع الحيوان يشرب أكبر من الكمية المخصصة له. وذكر الحسني بأنهم اكتشفوا سرّ الماكينة الهندسي ووجدوا فيها فوائد كبيرة من بينها رعاية الحيوان والإفادة من وقت الإنسان، والشيئ الأهم هو العدل بين الحيوانات، ثم المحافظة على الماء.
أشار الحسني إلى بعض منجزات العالم الفلكي والمهندس وصانع الساعات الحائطية واليدوية تقي الدين محمد بن معروف الشامي وشرح كيفية عمل الساعة الحائطية. وجدير ذكره بأن تقي الدين الشامي قد ألّف تسعين كتاباً في مختلف العلوم ولم ينجُ منها سوى أربع وعشرين كتاباً فقط.
للمرأة العربية دورها المتفرد أيضاً، ففاطمة بنت محمد الفهري بنت جامع القرويين الذي يعد أول جامعة حديثة في التاريخ لا تدرّس الدين فقط، وإنما تختص بكل العلوم. وقد بنت هذه الجامعة وهي في سن الثالثة والعشرين. وقد أصرت ألا تأخذ ماءً وتراباً وحجراً إلاّ من الأرض التي اشترتها، وقد صامت طوال مدة البناء التي استغرقت ثلاث عشرة سنة.
أثنى الحسني على الطبيب الأندلسي البارع أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الملقب بأبي الجراحة وصاحب الاكتشافات العظيمة من بينها الخيط الذي صنعه من أمعاء القط واستعمله في خياطة الجروح ولم يسبب أية التهابات. ومن أهم كتبه "التصريف لمن عجز عن التأليف" وهو موسوعة تتألف من ثلاثين جزءً.
ذكرَ الحسني بأن كتاب "ألف اختراع واختراع" قد طُبع ثم أخذت الناشينال جيوغرافيك حقوق هذا الكتاب وأصبح منتشراً في جميع أنحاء العالم. وقد قدّم للطبعة الأخيرة جارلس، أمير ويلز وهذا مؤشر جيد على نجاح الكتاب وذيوعه، وقد صدر بثلاث لغات وهي العربية والإنكليزية والتركية. كما استخلصت منه الناشينال جيوغرافيك كتاباً مبسطاً للأطفال باللغة العربية. أما موقع "مسلم هرتيج" فيحتوي على سبعين ألف مصدر يتيح للباحثين والدارسين ما يحتاجونه من معلومات.

المعرض الجوال
تجوّل معرض "ألف اختراع واختراع" في أكثر من عشر مدن كبرى في العالم وهي واشنطن، نيويورك، لوس أنجيليس، الدوحة، أبو ظبي، إستانبول، الظهران، كارل ستاد، جدة، كوالا لامبور إضافة إلى لندن وقد شهد هذا المعرض الجوال إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وحماساً منقطع النظير، إذ وصل هذا الحماس أحياناً إلى حد البكاء من قبل الشباب المسلم الذين يعتقدون أنهم وجدوا في هذا المعرض هويتهم الضائعة منذ ألف عام. وقد ذكر الحسني أن شاباً بنغالياً عمره سبع عشرة سنة كان ضعيفاً، فاقد الأمل، وعلى وشك الانتحار، وحينما تصفح كتاب ألف اختراع واختراع في المعرض الصغير الذي أقيم في مانجستر سحب كرسياً وصعد عليه قائلاً بصوت عال: "أشعر الآن بأنني إنسان". لقد حلّ هذا الكتاب مشكلته ومنحه هوية كانت ضائعة بالنسبة له. ترى ما الذي يشكِّل هوية الإنسان؟ يعتقد الحسني أن الهوية تعتمد على ما هو موجود في ذهنيتنا من أفكار ورؤىً، وذلك التاريخ الذي درّسونا إياه في مراحل الدراسة المتعددة، إضافة جينات الوالدين، والماء الذي شربناه، لكن كل الأشياء الباقية تعلمناها من الخارج وشكّلت شخصيتنا الجديدة. فحينما أرجعنا هذه الألف سنة المفقودة صار عندنا جميعاً نوعاً من التوازن.
نوّه الحسني إلى أن العلماء والمفكرين من أمثال ابن سينا والبيروني وحتى الإمام جعفر الصادق وكل هؤلاء العظام يكبرون في علومهم لأنها تقرّبهم إلى الله، وتعمّق من نظرتهم إلى البشرية لأنهم يرتفعون فوق المستويات الإقليمية والطائفية.
أجاب الحسني على سؤال مُفترض مفاده: لماذا لا ندرس أسباب تراجعنا وانتكاستنا؟ وقال بأن الأميركيين أو الإنكليز هم الذين يجب أن يدرسوا هذه الظاهرة لأنهم الآن في حالة انتكاس وهم أجدر منا ومن غيرنا بدراستها. فكل أمة أو شركة أو مؤسسة أو حتى ثقافة ما تمر بمراحل متعددة، وتصعد حتى تصل إلى القمة، لكنها لابد أن تنتكس في يوم ما لأن هذا هو قانون الحياة وسنّتها الدائمة. أما نحن الساقطين في قاع البئر فلا نستطيع إلاّ أن نفكر في كيفية التخلص من المحنة التي نحن فيها ونخرج من هذه البئر العميقة.
يتساءل الكثير من الشباب الإسلامي مستفسرين: إذا كان أسلافنا قد أنجزوا هذه الاختراعات العظيمة فلماذا لا نقتدي بهم ونبدع مثل إنجازاتهم؟ وهو تساؤل مشروع خصوصاً أنهم بدأوا يشعرون أن عندهم إرث علمي وحضاري وأنهم جزء حيوي لا ينفصل عن الحضارة العالمية، ويستطيعون التعامل مع العلوم والتكنولوجيا المتطورة بجرأة كبيرة لأنهم جزء فاعل منها وبإمكانهم أن يرفدوها بإنجازات علمية وحضارية جديدة.
لابد من الإشارة إلى أن مشروع "ألف اختراع واختراع" قد انطلق في عام 2006 على شكل معرض جوّال صغير أول الأمر ثم توسع شيئاً فشيئاً. وقد تمّ عرض هذه المخترعات العلمية في عدد من الأماكن المهمة من بينها "متحف مانجستر للعلوم والصناعة" و "بيرمنغهام ثنكتانك" و "مركز غلاسكو للعلوم" و "المتحف الوطني" بكارديف، و "متحف غرويدن". كما ذهب هذا المعرض إلى البرلمان البريطاني بلندن، والبرلمان الأوروبي ببروكسل، والأمم المتحدة بنيويورك قبل أن يبدأ جولاته العالمية عام 2010 إلى البلدان التي أشرنا إليها سلفا. وقد قوبل هذا المعرض الجوال بالإعجاب من قبل الزوار ووسائل الإعلام العربية والأجنبية ولكن هذا لا يمنع بعض الكُتاب والعلماء والصحفيين الأجانب من إبداء اعتراضاتهم وحقيقة مشاعرهم تجاه توصيف واحد وهو "العلوم الإسلامية" وحجتهم في ذلك بأن "العلم لا دين له، كما أنه لا ينتمي إلى ثقافة محددة". وهذا صحيح جداً، فليس بالإمكان أن نقول "علوم مسيحية" أو "علوم يهودية" أو "علوم بوذية" وهلّم جرا. كما نفى العالم الفيزيائي البريطاني من أصول عراقية جيم الخليلي وجود ما يسمّى بـ "العلم الإسلامي" لأن "العلم هو أكثر الأنشطة الإنسانية كونية". كما انتقد الأمر ذاته الكاتب آدم دِين حينما قال بما معناه أن الأمر لا يقتصر على المسلمين حسب فهناك في منطقة الشرق الأوسط، تمثيلاً لا حصراً، الطبيب واللاهوتي اليهودي موسى بن ميمون، وبالتأكيد هناك علماء آخرون يهود أو من ديانات أخر.

إعجاب القادة والسياسيين
حظي المعرض وكتاب "ألف اختراع واختراع" تحرير البروفيسور سليم الحسني بإعجاب بعض القادة والشخصيات السياسية المعروفة الأمير جارلس، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وهيلاري كلنتون، وزيرة الخارجية الأميركية، والأمير السويدي كارل فيليب وغيرهم. بل أن الأمير جارلس نفسه قد كتب مقدمة للطبعة الأخيرة من كتاب "ألف اختراع واختراع" وأعرب "عن سعادته بهذا المشروع الذي يجمع التطورات العلمية والتكنولوجية والإنسانية المشتركة بين العالم الإسلامي والغرب". كما وصف الأمير السويدي كارل فيليب هذا المشروع بأنه "جميل ومفيد".
لابد من التنويه أيضاً إلى الفيلم الوثائقي التعليمي "ألف اختراع واختراع ومكتبة الأسرار" من إخراج ألِن ديكنز، وتأليف توم فيكلينغ، وتمثيل سير بن كنغسلي وسامانثا إدموندز الذي يتمحور حول عدد من هذه الاختراعات قد حصد العديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي تعليمي في مهرجاني كان ونيويورك. وهو يرافق كل معارض "ألف اختراع واختراع" ومدته ثلاث عشرة دقيقة. وقد تم تحميله على الإنترنيت أكثر من 22 مليون مرة وهو من الأفلام النادرة التي ينتصف الغرب للمنجزات العلمية التي تم اختراعها في القارتين الأسيوية والأفريقية.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في -طعم العسل-
- لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات
- توثيق الثورات العربية بعيون عربستانية
- سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة ل ...
- بلاد الثلوج. . . تُحفة كاواباتا الأدبية
- الدكتور لؤلؤة يترجم -غنائيات- شكسبير ويعزّزها بشروح مستفيضة
- المناهج البحثية عند الدكتور علي الوردي
- رؤىً مستقبلية للنظام الصحي في العراق
- الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق
- بؤر المهمشين والخارجين على القانون والحالمين بمستقبل أفضل في ...
- الآمال الكبيرة لكيوان مجيدي
- قراءة نقدية في فلم -رمضان في الأطراف- لفتحي الجوادي
- البنية المجازية في فلم -فتاة عُرضة للخطأ- لكونراد كلارك
- السينما العالمية من منظور ناقد عربي (3-3)
- دليل السينما العربية والعالمية 2013 (2-3)
- قراءة نقدية لدليل السينما العربية والعالمية 2013 لمحمد رضا ( ...
- العدالة الانتقالية وآليات تطبيقها
- سطوة الواقع وسحر الخيال العلمي المجنّح
- معرض استعادي في -بيت السلام- للفنان شاكر حسن آل سعيد
- د. علي علاوي يستقرئ العلاقة بين مفهومي الأخلاق والسياسة


المزيد.....




- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة