أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان حسين أحمد - المالكي وانقلاباته الدستورية














المزيد.....

المالكي وانقلاباته الدستورية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 18:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعرف العراقيون غير الانقلابات العسكرية طريقاً لتغيير أنظمة الحكم منذ سقوط النظام الملكي عام 1958 على يد "الزعيم الأوحد" عبد الكريم قاسم كما لقّبه أبناء الرافدين الذين يغدقون على رؤسائهم هذه الصفات والتسميات والألقاب الخطيرة التي تنقلب وبالاً ضدهم فيما بعد. فالزعيم الأوحد يُصدِّق وحدانيته المقدسة ولا يريد لأحد أن يشاركه فيها، فيتوهم أنه فعلاً الزعيم الوحيد الذي لا يدانيه أحد في زعامته، ورجاحة عقله، وقدرته الفذّة في قيادة سفينة البلاد في أوقات المحن وإيصالها إلى ضفة الراحة والأمان.
وبما أنّ الشخصية العراقية في مجملها شخصية مزدوجة المعايير، كما ذهب عالِم الاجتماع الراحل علي الوردي، فإنه من السهل جداً أن يقتنع هذا القائد العراقي أو ذاك بأنه المنقذ الوحيد للبلد، والقادر على انتشاله من كل أزماته الداخلية والخارجية. فكل القادة الذين تناوبوا على حكم العراق في العهد الجمهوري باستثناء عبد الرحمن عارف الذي وفرّ "متسعاً من الحرية في وقت ضيّق" كما وصفه الوردي، كانوا مستبدين وطغاة أو منفرّدين في الحكم في أقل تقدير. من هنا فإن تغيّير هؤلاء القادة لابد أن يتم بانقلاب عسكري بسبب غياب الأجواء الديمقراطية، وتشبث القادة المرَضي بكراسي الحكم، وولعهم بالمواكب الرئاسية، وشغفهم بالسجادات الحمر.
وربما نجد بعض العذر لهؤلاء الرؤساء المصابين بداء السلطة لأنهم وصلوا إلى سُدة الحكم على ظهور الدبابات بعد أن دبّروا "مؤامراتهم" في ليالٍ حالكة الظلام، لكننا لا نستطيع أن نعذر منْ وصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات حتى وإن كانت مزوّرة أو غير نزيهة! فالدستور العراقي أو أي دستور آخر يحترم أماني الشعب وتطلعاته، يُفترَض ألا يسمح بالانقلابات "العسكرية" في رابعة النهار. فلقد نفّذ المالكي انقلابات "دستورية" عديدة خلال ولايتيه المشؤمتين ولعل آخرها وأخطرها على الإطلاق هي تجاوزه السافر في كلمته الأسبوعية الأخيرة على البرلمان العراقي وتطاوله على شخصية رئيس مجلس البرلمان أسامة النجيفي واتهامه بالتآمر على السلطة التنفيذية في محاولة يائسة للتغطية على فشل حكومته في تقديم أبسط الخدمات الضرورية إلى الشعب، هذا ناهيك عن الانهيارات الأمنية المتواصلة ببغداد وعدد من المحافظات العراقية وأبرزها الأنبار وديالى ونينوى وبابل. وأكثر من ذلك فقد تمادى المالكي حينما دعا بعض البرلمانيين ممن وصفهم بـ "الشرفاء" إلى العصيان والتمرد في سابقة خطيرة لم تألفها الدول الديمقراطية ذات النظم البرلمانية الأمر الذي يكشف عن حجم تدخّله السافر في عمل أهم مؤسسة دستورية أوصلته هو نفسه إلى رئاسة مجلس الوزراء.
نُذكّر المالكي بانتهاكاته المتواصلة للدستور وخرقه للقيم والثوابت الأخلاقية المتعارف عليها في العمل السياسي حينما أزاح إياد علاوي، رئيس القائمة العراقية، بعد فوزه بواحد وتسعين مقعداً متفوقاً على قائمة التحالف بمقعدين الأمر الذي دفعه في مشهد انفعالي لا يُحسد عليه حينما خرج على شاشات الفضائيات العراقية وهو يزبد ويربد مستجيراً بِبدعة القائمة الأكبر التي دعمها في حينه القضاء العراقي مع الأسف الشديد وسمح للخاسر أن ينقلب على الفائز في خرق دستوري سافر لكل القيم والثوابت السياسية المعروفة، وأن يضع اللبِنة الأولى في صرح دكتاتوريته الذي بدأ يشمخ يوماً بعد يوم. إن خلافات المالكي مع الأستاذ طارق الهاشمي والدكتور رافع العيساوي، والأستاذ مسعود البارزاني، والسيد مقتدى الصدر هي دليل قاطع على فشله في التعاطي مع غالبية الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي العراقي حيث يجعل منها غالباً شماعات لتعليق أخطائه السياسية الفادحة بسبب نزعته الدكتاتورية وميله للتفرّد الدائم بالقرار. وقد وصفته كل الشخصيات آنفة الذكر، إضافة إلى أخرى غيرها بالدكتاتور والمستبد والطاغية وإلى آخر هذه القائمة المقرفة التي ذُيّلت مؤخراً بـ "الانقلابي" من دون أن تحرّك الإدارة الأميركية ساكناً أو تعلّق بكلمات مقتضبة على صعود نجم الدكتاتور الذي يتطاول على البرلمان الذي أنجبه ولا يجد حرجاً في الانقلاب عليه في وُضُح النهار. وما هذا بمستغربٍ فلقد أصبح المالكي سيد الانقلابات الدستورية بلا منازع خلال السنوات الثماني العجاف من حكمه الطائفي التعسفي الظالم لبلاد ما بين النهرين.
لا يحتاج العراقيون إلى الإدارة الأميركية كي تقلّم مخالب الدكتاتور الجديد أو توقف سلسلة انقلاباته "الدستورية" غير المشروعة لأن هذه المهمة هي من اختصاص العراقيين قبل غيرهم فـ "أهل مكة أدرى بشعابها" خصوصاً بعد أن بلغَ السيلُ الزبي، ووصل السكين العظم، واقترب موعد تغيير الفاشلين والفاسدين والمستبدين والضالعين في الانقلابات الدستورية مُذكِّرين إيّاهم في خاتمة المطاف بالحكمة الكامنة تضاعيف في البيت الشعري الآتي:
"نَدَمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَنْدمِ * * * والبغيُ مَرْتعٌ مُبتَغِيهِ وخيمُ"



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي
- ترويض المبنى وتطويع المعنى في قصائد وسام الحسناوي
- الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة
- البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في -طعم العسل-
- لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات
- توثيق الثورات العربية بعيون عربستانية
- سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة ل ...
- بلاد الثلوج. . . تُحفة كاواباتا الأدبية
- الدكتور لؤلؤة يترجم -غنائيات- شكسبير ويعزّزها بشروح مستفيضة
- المناهج البحثية عند الدكتور علي الوردي
- رؤىً مستقبلية للنظام الصحي في العراق
- الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق
- بؤر المهمشين والخارجين على القانون والحالمين بمستقبل أفضل في ...
- الآمال الكبيرة لكيوان مجيدي
- قراءة نقدية في فلم -رمضان في الأطراف- لفتحي الجوادي
- البنية المجازية في فلم -فتاة عُرضة للخطأ- لكونراد كلارك
- السينما العالمية من منظور ناقد عربي (3-3)
- دليل السينما العربية والعالمية 2013 (2-3)
- قراءة نقدية لدليل السينما العربية والعالمية 2013 لمحمد رضا ( ...
- العدالة الانتقالية وآليات تطبيقها


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان حسين أحمد - المالكي وانقلاباته الدستورية