أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - الحوار الإسلامي المسيحي















المزيد.....

الحوار الإسلامي المسيحي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظّمت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن أمسية ثقافية انضوت تحت عنوان "الحوار المسيحي الإسلامي" تحدث فيها الأب حبيب هرمز النوفلي، راعي الكنيسة الكلدانية في بريطانيا والسيد وسام ترحيني، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بريطانيا، فيما اضطلع بإدارة الأمسية الأستاذ غانم جواد. استهل الأب حبيب النوفلي حديثه عن "دور المسی-;-حی-;-ی-;-ن الثقافي في بلاد ما بی-;-ن النھری-;-ن" مُركِّزاً على الجوانب الثقافية فقط كي يتمكّن من اختصار جهود شعب لمدة ألفي سنة في مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز نصف الساعة. ذكر النوفلي بأن الشخصية المسيحية مجبولة على الانفتاح وحب المعرفة والفنون، ويعتبر راعي الكنيسة مُعلِّم أبنائها، أما كنيستهم فهي مُعلّمة لشعبهم.

مقدمة تاريخية
أشار النوفلي إلى أن مقر الكرسي البطريركي لكنی-;-سة المشرق قد تمّ اكتشافه في منطقة المدائن عام 1929ضمن بقايا كنيسة مبنية على أنقاض كنيسة أخرى. يعود التواجد المسيحي في وادي الرافدين إلى القرون الأولى حيث أُنشئ أول مقر لكنيسة المشرق في سلمان باك واستمر حتى القرن الرابع، ثم انتقل في القرنين الخامس والسادس إلى الحيرة لكنه عاد إلى سلمان باك مرة أخرى في القرن السادس، ومنها إلى بغداد، ثم إلى سامراء منذ القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر حيث ازدهرت المسيحية إلى حد أنھا كانت تُرسِل بعثاتٍ تبشی-;-ری-;-ةً وصلت إلى الصی-;-ن في القرن الثامن المی-;-لادي، لكنها ما لبثت إن ضعفت خلال هجمات هولاكو وجنكيز خان عام 1258.
ذكر النوفلي بأن المسيحية قد عانت كثی-;-را بسبب الإحتلال العثماني الذي اعتبرھا طائفة معزولة، وأجبروا أتباعها على دفع الجزی-;-ة والإتاوات والضرائب. لم يسلم المسيحيون من المذابح في ظل الاحتلال البريطاني وما تلاه من عقود حيث هدم النظام البعثي عشرات القرى المسيحية منذ أواسط السبعينات حتى عام 1990. كما طالت الحرب العراقية الإيرانية أبناء هذه الطائفة، إذ ضحّى المسيحيون بفلذات أكبادهم أسوة ببقية العراقيين حيث ترمّلت النساء وتيتّم الأطفال الأمر الذي دفع مئات الآلاف منهم إلى الهجرة إلى أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا بعد الهجوم الإنكلو-أميركي على العراق في عام 2003 بحيث لم يبقَ من أصل مليون وربع المليون مسيحي سوى ثلث هذا العدد الذي لا يتجاوز الثلاثمائة ألف في أفضل الأحوال.

اللغة الآرامية
ذكرَ النوفلي بأن سكان وادي الرافدين والمناطق المجاورة له سواء أكانوا عبريين أم آشوريين أم فرس كانوا يستعملون اللغة الآرامية في نشاطاتھم الثقافی-;-ة وتعاملاتھم التجاری-;-ة وحی-;-اتھم الی-;-ومی-;-ة وظلت مهيمنة حتى مجيء الإسلام وحلول اللغة العربية محلها. فقد اقتبس النحويون المسيحيون من اللغة اليونانية عدداً كبی-;-راً من الألفاظ والمصطلحات الدی-;-نی-;-ة والعلمی-;-ة وسری-;-ّنوھا، كما أخذوا قواعد اللغة اليونانية وطبّقوها على اللغة السريانية، فاهتمت المدارس بدراسة اللغة الآرامية وخطوطها كالخط الكوفي الذي كان أصلا خطاً آرامياً ی-;-سمى بـ "أسطرنجی-;-لي" لأنه كُرس لكتابة الإنجيل. كما وجهوا عنايتهم صوب آداب اللغة اليونانية وشعرها فترجموا الإلياذة والأوديسة. كما برعوا في فن الترجمة من اليونانية تحديداً إلى العربية لدرجة أن خلفاء الدولة الأموية والعباسية قد استعانوا بهم في ترجمة الكتب العلمية والأدبية على حد سواء.

المدارس في بلاد ما بين النهرين
أشار النوفلي بأن بغداد في القرن الثامن كان فيها نحو 15 كنيسة، ولكل كنی-;-سة مدرسة مُلحقة بھا. كما نوّه المحاضر باكتشاف 33 دير وكنيسة خلال السنوات الأخيرة في مدينتي كربلاء والنجف. وخلص إلى القول بأن المدارس كانت منتشرة بالمئات في وادي الرافدين، وأن هذه المدارس كان فيها مكتبات تضم الكثير من الكتب المُؤلفة والمترجمة لأرسطو وجالی-;-نوس وأبقراط وكبار علماء ذلك العصر. كما توقف النوفلي عند خمس عشرة مدرسة معروفة منها مدريسة مار ماري، ودير مار عبدا، ودير مار متي والرها ونصيبين وغيرها.
قدّم الأب النوفلي قراءة تاريخية لدور المسحيين في العصور الوسطى لكننا سنكتفي بالإشارة إلى الفهرس الذي أعدّه بنفسه عام 2002 والذي يضم نحو 640 اسماً من الكُتّاب والمترجمين الكلدان والآشوريين السريان الذين ساهموا في نشر العلوم والثقافة منذ عام 1859 حی-;-ث تمّ طبع أول كتاب في مطبعة وحتى عام 2002 حيث بلغ عدد الكتب الصادرة نحو 2600 كتاب، هذا إضافة إلى أطاريح الماجستير والدكتوراه، وإصدار 20 مجلة ودورية من بينها "اكليل الورد"، "النجم"، "المشرق"، "الفداء"، "النور"، "ومجلة الكاتب السرياني" وسواها من المجلات. نوّه النوفلي أيضاً إلى تأسيس مطبعة الدومنيكان في الموصل سنة 1858.
أشار النوفلي إلى عدد من الرموز الوطنية التي برزت في الماضي القريب جداً فقد كان أول وزی-;-ر صحة هو الدكتور حنا خی-;-اط من مجموع تسعة وزراء، وكان أول عمی-;-دا لكلی-;-ة الطب في سنة1930/1931 كما كان أول مدرّس فی-;-ھا. نوّه المحاضر إلى روفائی-;-ل بطي، الأدی-;-ب والصحفي العراقي المعروف الذي أصدر العديد من الكتب الأدبية والثقافية، كما عمل رئی-;-ساً لتحری-;-ر جری-;-دة العراق منذ عام 1921 حتى عام 1924 ثم أصدر مجلة الحری-;-ة عام 1923 ثم تبعها بجری-;-دة البلاد الی-;-ومی-;-ة التي ظلت تصدر أكثر من ربع قرن. كما أنتُخِب نائبا على البصرة لست دورات ونقيباً للصحفی-;-ی-;-ن. وفي عام 1953 أصبح وزی-;-را للدولة مرتی-;-ن حتى وافته المنية في عام 1956. كما أشار إلى الدكتور متي عقراوي ويوسف غنيمة الذي شغل منصب وزير المالية في العهد الملكي، وحنا بطرس مؤسس الفرقة السمفونية العراقية، وبولينا حسون، أول امرأة عراقی-;-ة تصدر صحی-;-فة نسوی-;-ة ببغداد، ومی-;-خائی-;-ل تی-;-سي، صاحب أول نقد ھزلي صحفي وغيرهم من الأسماء الراسخة في ذاكرة العراقيين الجمعية.
أما في العقود الأخيرة فقد برع المئات من الأدباء والمفكرين المسيحيين منهم الأب الدكتور ی-;-وسف حبي، أستاذ اللاهوت والفكر والفلسفة، والأب فی-;-لی-;-ب ھی-;-لای-;-ي الذي كان من أبرز المھتمی-;-ن في الشأن الموسی-;-قي والألحان الطقسی-;-ة الكنسی-;-ة وتوثی-;-قھا والعمل على تنوی-;-طھا، والدكتور دوني جورج، والدكتور بھنام أبو الصوف، وعمو بابا. أما في المجال الفني فيمكن أن نشير إلى سلطانه ی-;-وسف، وزكی-;-ة جورج، وعفی-;-فة اسكندر، وسی-;-تا ھاكوبی-;-ان، وبی-;-اتری-;-س أوھانسی-;-ان والموسی-;-قار آرام أرمی-;-ناك بابوخی-;-ان والموسی-;-قار فری-;-د الله وی-;-ردي والمخرج عوني كرومي والمخرج عمانوئی-;-ل رسام، والشاعر جان دمو ،والشاعر سركون بولص، والشاعرة دنی-;-ا می-;-خائی-;-ل، والممثلة آزاودھي صموئی-;-ل. كما قدّم الأب النوفلي قائمة طويلة بأسماء العلماء خلال الألف الأول من الميلاد، إضافة إلى قائمة أخرى بأسماء الأدباء والمثقفين المسيحيين المعاصرين الذين أغنوا المشهد الثقافي في العراق.

السيد وسام ترحيني
ينتمي السيد وسام ترحيني، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بريطانيا، إلى عائلة لبنانية عرف عنها اهتمامها الكبير بالنواحي الثقافية والأدبية والعلمية. تابع ترحيني دراسته العليا في جامعة القديس يوسف، في دير الآباء اليسوعيين ببيروت، ونال شهادة دبلوم كفاءة عن أطروحته التي أشرف عليها الدكتور رفيق العجم، أستاذ الفلسفة الإسلامية في الجامعة اللبنانية. كما نال دبلوم الدراسات العليا بإشراف البروفيسور الأب سمير خليل سمير، أستاذ الدراسات الإسلامية في الفاتيكان، والبروفيسور محمود أيوب، أستاذ الدراسات الدينية في جامعة تامبل في الولايات المتحدة الأميركية. وفي السياق ذاته واصل دراسته الدينية في مدارس إسلامية متعددة حيث درس "المقدمات والسطوح" ولا يزال يتابع أبحاثه ودراساته الدينية بلندن. شغل ترحيني مناصب كثيرة لا يسع المجال لذكرها جميعاً.
تمحورت مشاركة السيد ترحيني في هذا الحوار عن دور "الحضور المسيحي في الثقافة العربية انطلاقاً من لبنان نموذجا". وقد وُفق الباحث ترحيني في تقديم صورة مميزة للحضور المسيحي في الثقافة العربية يرمي من خلالها إلى جعل هذه الثقافة مَعينًا فكريًّا لا ينضب للتأمُّل والنظَر في هذه البقعة الجغرافية المحددة التي نزلت فيها رسالات سماوية مختلفة كما بُعِث فيها عدد كبير من الرُسل والأنبياء.
يسعى السيد ترحيني إلى تنشئة الجيل الجديد تنشئة نموذجية متكاملة بعيداً عن ثقافة الإلغاء، والشمولية، وتطهير الأرض، وما إلى ذلك من أطروحات راديكالية متطرفة تشكِّل خطراً كبيراً على المجتمع البشري. كما ركّز الباحث على ثقافة التسامح والمجتمع المدني الذي ينشد رُقي الإنسان وانفتاحه على منظومة القيم الروحية والأخلاقية، والتزامه بالتكافل الاجتماعي، واحترام الحريات الخاصة والعامة. وختم الباحث مداخلته بضرورة التركيز على احترام حقوق الإنسان في كل مكان، والمحافظة على حرية الدين والمعتقد وممارسة الشعائر والطقوس الدينية لأتباع كل الأديان الموجودة على سطح الكرة الأرضية بغية تعزيز لغة الحوار الدائم بين الدين الإسلامي والمسيحي من جهة وبين هذين الدينين الكريمين وبقية الأديان الموجودة على أرض البسيطة من جهة أخرى.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية لوثيقة تيار الضمير البرلماني للباحث نديم العبدال ...
- مازن شيرابياني يصنع من الأفكار البسيطة عالما معقداً ومتشابكا
- منْ يحمل بيرق الشعر النبطي في موسمه السادس؟
- أزمة السكن في العراق: التحديات والفرص والحلول الممكنة
- توثيق فاجعة الأنفال سينمائياً
- الدنمارك في رواية عراقية
- الرحيل صوب الحب بحُلة سينمائية روائية
- متطلبات المترجمين في نقل الظاهرة الدينية-التاريخية إلى اللغا ...
- الصورة وتسويق المقدّس
- قرءة نقدية لسينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- المالكي وانقلاباته الدستورية
- المالكي وسياسة التعتيم الإعلامي
- ترويض المبنى وتطويع المعنى في قصائد وسام الحسناوي
- الشعوب الإسلامية تستعيد هويتها المفقودة
- البلاغة الفكرية و صدق التوثيق في -طعم العسل-
- لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات
- توثيق الثورات العربية بعيون عربستانية
- سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة ل ...
- بلاد الثلوج. . . تُحفة كاواباتا الأدبية
- الدكتور لؤلؤة يترجم -غنائيات- شكسبير ويعزّزها بشروح مستفيضة


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - الحوار الإسلامي المسيحي