|
عبدالملك السعدي وحماقات رجل الدين
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 19:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعرفني من يعرفني إذ ليس من طبعي ولا هي من عادتي ، ان أتحدث على شخص ما أو أذكره في مقال أو مجلس ، وحديثي دائماً عن السلبيات وحيثما كانت وعلى نحو مطلق ومن غير تخصيص ، لعلمي إن الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل - وتلك حكمة الخواجات - ، لكن عبدالملك رجل دين ولأنه كذلك فالواجب يدعوني للتوقف عند فتياه الجديدة ودعوته العلنية لمحاربة الجيش العراقي ، ولا أدري على أية مبدأ أستند عبدالملك في ذلك أو على أية شريعة ودين ؟ ، لتكون دعوته بمثابة الدعوة إلى الجهاد المقدس ، ولأن الأمر يخرج من أطار التنظير ويدخل في المجال العملي ، فالواجب يقتضي الرد على هذا التحرش وهذا الهذيان وتلك الحماقات التي لا تليق برجل دين كما نعتقد ، ويجب أن يعلم إن الجيش العراقي هو جيش الشعب بكل مكونات هذا الشعب وتضاريسه وأطيافه من الشمال ومن الجنوب من الشرق ومن الغرب ، إنه جيش الوطن وليس مجرد عابري سبيل أو غوغاء من المرتزقة أو من بلاد الواق واق ، والعقيدة الجديدة للجيش العراقي : هي حسن الإنضباط وعدم التعدي وعدم التدخل في الشأن السياسي ، والجيش صُمم للدفاع عن الوطن وحماية الشعب من الإرهابيين والتكفيريين وبقايا العهد المقبور . ولك أن تقول ان كل البلدات العراقية تحيّي هذا الجيش وتشدُ على أزره من أجل تطهير العراق من الإرهاب ومن يمده بأسباب الوجود ، وعليك وعلينا وعلى الجميع سياسيين وعمال وحرفيين وفلاحيين رجال ونساء ، ومن أي الطوائف والملل كُنا علينا نصرة هذا الجيش ودعمه والوقوف معه ليكون مستعد دائماً وجاهز دائما ، لا أن ننبري عليه بسذاجة وبتخلف و نفتي بوجوب محاربته ، فذلك أثم كبير لا يغتفر . ثم ليسأل هذا المفتي نفسه : ألم يكفِ كل هذا الحقد وكل هذه الجرائم والمصائب التي مزقت الإنسان العراقي ؟ ، فالتفجيرات اليومية في ساحة الوطن والمفخخات ، والعبث وتضييع الفرص والشحن الطائفي والدعوة للعصيان وتعطيل مهام الدولة كلها معوقات وآثام وذنوب كبيرة ، أليس في هذا دافع لكم ولمن في قلبه حب لله أن يقف مع هذا الجيش والقوى الأمنية لا أن يفتي بمحاربتها ؟ ، وهي تعمل ليل نهار لتزيح عن كاهل العراق كل هذا الضيم وكل هذا القتل ، وأنت تدري أن العراق لم يعش طعم الإستقرار والسلام منذ بدء الحرب على إيران ، والحرب على الكويت ، والحرب على الجنوب وعلى الشمال ، ولم تسلم من شر ذلك العبث مدينة الرمادي أو سامراء أو حتى تكريت ، فهل تريد لهذا العبث أن يعيش ويستمر على حساب الشعب وعلى حساب مصيره ومستقبله ؟ . وأرجوا أن لا تكون ضآلتك وقدوتك في هذا العبث القرضاوي ذليل قطر ! ذلك الفرد الذي ما فتئ يُنكأ الجراح بين أبناء الشعب الواحد حتى طرده أصحابه فداسوه ، وها هو ذليل يتملق ويتزلف لعل جماعة الخليج ترضى عنه من جديد ، وكما فعلت حكومات السعودية والإمارات والبحرين تستطيع حكومة العراق فعل ذلك ، ومن حقها ان تعامل الدول التي تحتضن مثيري الفتن والشغب كما فعلت دول الخليج بقطر حين طردت سفيرها وقلصت تعاونها ، وكذا العراق من حقه أن يطرد سفير الأردن ويمنع عنهم النفط والغذاء الذي يأتيهم من غير حساب ، العراق قادر وسيفعلها . ثم إن شعب الرمادي والفلوجة مع الجيش ومع موقفه الحازم ، وهم من دعوه لتخليصهم من هذا الكابوس وهذا الظلام ، وأقول لك : مهلاً مهلا لا تطش جهلا ، وتذكر أن رجل الدين مهمته تصحيح وإصلاح حال وخلق الناس ، لا تأليب بعضهم على بعض وخلق ما لا يحمد عقباه ، إنها يا شيخ - فتنة وقانا الله شرها - تأكل كل أخضر ويابس ، فأتق الله وأنا أعلم إن فيك خير كثير يمكن تسخيره لخدمة الإنسان العراقي ، ودع عنك الكلام في السياسة ، والكلام هنا لعامة رجال الدين من الشيعة والسنة - ليدعوا السياسة جانباً - فإنها ليس من شأنهم - اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد - .
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في فوضى التكتل والتحالف
-
ثرثرة على الرافدين
-
الليبرالية الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يجب ان يُنتخب
-
في ذكرى التاسع من نيسان
-
قمة الفشل في الكويت
-
في عيد المرأة العالمي
-
بيروسترويكا مقترحة
-
لازم الأمن في العراق ولبنان
-
ما بين الليبرالية الديمقراطية والإيمان
-
الثورة الإيرانية بعد 35 عاماً
-
معركتنا مع الإرهاب
-
مؤتمر جنيف 2 ليس حلاً
-
قصة رجوع الشمس لعلي علية اسلام
-
قراءة في كتاب ( الغلو والتطرف في الفكر الآسلامي - للشيخ آية
...
-
قراءة في كتاب ( الغلو والتطرف في الفكر الآسلامي - للشيخ آية
...
-
لماذا الضاحية الجنوبية ؟
-
أهلاً 2014
-
العراق بين إرهابين المطر والتفجير
-
قول في الشعائر الحسينية
-
جواب عن سؤال في الإنتخابات
المزيد.....
-
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
فتح: حماس تقدم نفسها كحركة إسلامية وهذا حكم إعدام على فلسطين
...
-
سوريا: مقتل 16 عسكريا على الأقل في انفجار ألغام واشتباكات مع
...
-
الهيئة الإسلامية العليا تكرم القنصل التركي العام في القدس
-
لأول مرة في مصر.. مؤشر بسوق المال للشريعة الإسلامية ورئيس ال
...
-
رئيس القضاء: لاتخاذ الدول الاسلامية اجراءات اكثر اتساقا لتخف
...
-
نيجيريا: لماذا تزايدت هجمات تنظيم -الدولة الإسلامية- وجماعة
...
-
24 ساعه افلام كرتون.. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 على ا
...
-
الأردن يطالب إسرائيل بالكف عن الانتهاكات بحق المسجد الأقصى و
...
-
590 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|