أياد السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 00:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المعلوم أنّ مهمات وأهداف مرحلة ما قبل الانتخابات , تختلف اختلافا جذريا عن مهمات وأهداف مرحلة ما بعد الانتخابات , سواء كان ذلك من حيث التكتيك أو الستراتيج , وهذا يعود إلى طبيعة كل مرحلة واختلاف أهدافها , وخصوم رئيس الوزراء نوري المالكي يتّبعون تكتيكا لمرحلة ما بعد الانتخابات يتمحوّر باتجاهين مختلفين , ولكن متناغمين ويصبّان في الهدف الستراتيجي المعلن , والمتمّثل في قطع الطريق أمام رئيس الوزراء في تشكيل حكومته الثالثة .
فالاتجاه الأول هو بخلق حالة من التشكيك في صحة نتائج الانتخابات , استباقا لفوز كاسح لائتلاف رئيس الوزراء باتت ملامحه شبه مؤكدة , ولأجل زرع هذا التشكيك في ذهن المواطن البسيط , بدأت الكتل السياسية الخاسرة تتحدث عن انتصارات انتخابية وهمية لا اساس لها إطلاقا على أرض الواقع , وفي نفس الوقت تروّج لوسائل الإعلام وبعض القنوات الفضائية الصفراء كالبغدادية وغيرها , عن أخبار ملفقة عن عمليات تزوير وتجاوزات كبيرة لصالح ائتلاف رئيس الوزراء , والهدف من هذا كله خلق مبررات لحالة من الفوضى والخروج على النظام والقانون , تخطط له الكتل السياسية الخاسرة بعد إعلان نتائج الانتخابات .
والاتجاه الثاني يتمحوّر حول إيجاد تكتل سياسي كبير لمواجهة تكتل رئيس الوزراء , من أجل تحقيق الكتلة الأكبر في البرلمان القادم , والتي ستناط إليها مهمة تشكيل الحكومة القادمة , فقد بدأ قادة الكتل المناوئة لتحالف رئيس الوزراء لقائاتهم ومشواراتهم من أجل تذليل العقبات التي تعترضهم , وتوحيد جهودهم في قطع الطريق على رئيس الوزراء في تشكيل حكومته الثالثة .
وبالرغم من إعلان خصوم المالكي لهذا الهدف , إلا إنّ هذا ليس بالأمر السهل والممكن , خصوصا بعد الأنباء المتواترة عن فوز مؤكد لتحالف رئيس الوزراء سيكون مفاجئة للجميع , واستعداد كل من قائمتي الاتحاد الوطني الكردستاني والعربية للدخول في تحالف مع رئيس الوزراء نوري المالكي في تشكيل حكومة الأغلبية السياسية , وخصوم المالكي يدركون قبل غيرهم أنّ مهمتهم في إبعاد نوري المالكي عن تشكيل الجكومة القادمة , أمرا ليس سهلا ويتطلب جهودا كبيرة على كافة الأصعدة , ولا بدّ من تسخير كل الإمكانات والأدوات لتحقيق هذا الهدف .
ويأتي الإعلام في مقدمة هذه الأدوات الفاعلة في زرع حالة الشك في نتائج هذه الانتخابات , وتأتي تصريحات بعض السياسيين في القنوات الفضائية الصفراء وبشكل يومي , لتؤكد أنّ هنالك نوايا مبيته لرفض نتائج الانتخابات وخلق حالة من الفوضى , بل أن البعض منهم قد ذهب إلى أبعد من هذا حين دعى الشعب للنزول إلى الشوارع , حتى وإن حقق المالكي فوزا كاسحا , واستنساخ تجربة مصر في الإطاحة بحكم الأخوان المسلمين , فالجهات التي تشكك بالعملية الانتخابية ونتائجها , ما تزال تعيش باطلال الماضي ولا تريد أن تتقبل الواقع .
#أياد_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟