أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - رحلتي مع السياب / ج1














المزيد.....

رحلتي مع السياب / ج1


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


لابد من الاشارة والتوضيح في البدء انني لم التق السياب بشكل شخصي ابدا... وهذه مفارقة ربما تجعل من الموضوع اكثر اشتياقا للقراء الاعزاء... وعندما اقول رحلتي لأنني عاصرت هذا الرجل كشاعر منذ ان عرفت اسمه في منتصف الستينات وقد ملأ علي حياتي بحيث جعلني اشعر وكأنني اعيش معه وهو راحل... بدأت رحلتي في معرفة السياب ( الانسان / الشاعر) بالتحديد سنة 1966 من القرن الماضي، وكنت لا ازال صبيا تلميذا في المتوسطة، كنت وبحكم علاقة والدي بالمثقفين احضر جلسات ثقافية متنوعة الجوانب ولكن اغلبها ادبية، فالحضور الذين كانوا يتحلقون في مجالس لاحد اقاربي او لوالدي كانوا يميلون في حبهم الى الادب والشعر بالذات، الامر الذي حدى بهم الى ان يحفظوا لكثير من الشعراء وبمختلف المجالات والاغراض الشعرية، ما دفعني ان احفظ عنهم في المساء لكي اردده وانشده في الابتدائية صباحا بعد ان يشرف والدي على عملية حفظي للقصيدة... واتذكر انني يوما القيت مقطعا من قصيدة للسياب، حصلت خلال القائها على هدية غريبة انني وبخت من قبل استاذ العربية الذي عرفت فيما بعد انه كان يعتبر الشعر الحر ( حرام) وقد عرك اذني بصورة ليست طيبة ( رحمه الله)، هذا الموقف خلق مني محبا للسياب بشكل لا يمتلكه احد من محبي السياب او ربما اقاربه، جعل مني هذا الامر كالذي يقولون له لا تحب فلانة وهم لا يعرفون انهم دفعوه بشكل غير مباشر الى محبتها اكثر...الى ان التقيت سنة 1968 بجيران جديد حل بين ظهرانينا كان صديقا للسياب وملازما له في الرمادي فترة توظيفه ووجوده فيها حيث امتدت تلك العلاقة الى ان رحل السياب فوافاه الاجل في الكويت... وهذا الجار هو الذي حفظت عنه :
(يا ليتني أصبحت ديواني........ لأفر من صدر إلى ثان
قد بت من حسد أقول له.......... يا ليت من تهواك تهواني
ألك الكؤوس ولى ثمالتها.......... ولك الخلود وأنني فاني)
وحينها عرفت ان السياب كان بارعا في العمود وهذه الابيات قرأتها من ديوانه ( ازهار ذابلة ) كان قد اصدره السياب سنة 1947 وقدمه لي جاري ،كم كان يروي لي كيف كان السياب يعيش في الرمادي مدينة جاري التي تبعد عن مدينتي 60 كلم.. وكيف غادر يوما والقت السلطة القبض عليه في جيكور، وافرج عنه سنة 1949 وانتهت علاقته الوظيفية بالمعارف بعدها.. يقول جاري ان السياب كان دؤوبا في حياته منظما بشكل متميز، وكان يرسل قصائده من الرمادي الى الصحف في بغداد حيث يتم نشرها... وقد عرفت من جاري كيف انه سافر الى بغداد للقاء السياب بعد ان كان قد عاد إلى قريته يرجو شيئا من الراحة خصوصا انه تعرض الى معاملة قاسية في السجن ثم توجه إلى البصرة ليعمل (ذواقة) للتمر في شركة التمور العراقية، ثم كاتبا في شركة نفط البصرة، وفى هذه الأيام ذاق مرارة الفقر والظلم والشقاء ولم ينشر شعرا قط، ليعود إلى بغداد يكابد البطالة يجتر نهاراته في مقهى حسن عجمي يتلقى المعونة من أصحابه اكرم الوتري ومحي الدين إسماعيل وخالد الشواف، ثم زاره جاري في مكان اخر في بغداد حيث حصل على عمل بصفة مامور في مخزن لإحدى الشركات المهتمة بتعبيد الطرق والتي كان جارنا قريبا لصاحبها فساعده في الوصول الى الوظيفة تلك
باشرت القراءة عن السياب منذ ان كنت لم ازل غير عارف ببحور الشعر العربي ( العمود) لكني كنت احفظ فقط.. وحين بدأت اتعرف على بحور الشعر قبل سنة 1970 بشهور اهداني الله رجلا مخلصا يعتبر في ذلك الوقت كما يطلق عليه العارفون بأمره ( مصطفى جواد الصغير)... استمع الى ما كتبته من جملة بدايات كانت اذني وما احفظ من كم هائل من القصائد هي مصدري الوحيد في ان اضع الحكم على هذه المقطوعة وتلك الابيات لجملة ما اكتب.. وبعد ان اطلع هذا الرائع المخلص على بعض من محاولات ما كتبت، اخذ بيدي وزميل لي معرفا البحور لنا وشارحا بحالة من الابوية التربوية التعليمية كيف يُكتب العمود وماهي البحور وكيف يتوجب علينا قبل كل شيء ان نعرفها لكي يجوز لنا ان نكتب الشعر بما نشاء في حدودها، ومن هو الخليل وما هو علم العروض والتفعيلات وما شاكل من الاهتمام بهذا الشأن وما يتطلبه... وبقيت الحالة على ما عليه الى ان بدأنا ننشر في المجلات ونقرأ من شعرنا على زملائنا ونحضر ونشارك في نقاشات حادة واخرى حميمية وكلها تغرف وتنهل من معين واحد ( المعرفة) وتصب في رافد واحد باختلاف لون مويجات مياهه ( الابداع).. قرات عن السياب الكثير ولم تقع في يدي شاردة او واردة عنه تخصه او تقترب من الحديث عنه الا تلقفتها عيوني لكي التهمها...كنت ارى في هذا الانسان كيانا ليس كما يراه الآخرون حتما.. لان الذي امامي ( السياب) كنت اعتبره وبسبب ما عليه من حال مزري في تركيبته الجسمانية، ومرضه الملازم، ونحوله الغريب، وكأن الله خلقه هكذا لكي يميزه بشعره ونتاجه عن الذين يتميزون عنه بما لا يمتلك، فيشكل هذا الابداع حالة من السمو والعلو ترتقي به الى نسيان ما هو عليه من شكل ومظهر...وتوازن بينه من ناحية والاخرين الذين يريد ربما ان يكون مثل حالهم البدني والصحي... على انني الان اريد ان اكتب عن قدرات وطاقات السياب الابداعية، فيما لم يكتبه كثيرون عن السياب او ربما اجيز لنفسي القول مالا يعرفه الكثيرون، مركزا على تلك القدرات التي اعتز لنفسي انني احتفظ بكم ليس باليسير عن كتابات اخرى هي ليست شعرا للسياب وبالتأكيد هناك من يشاركني معرفة الامر هذا، لعلي اصيب واحقق جزءا من الوفاء لهذا العظيم الذي تركنا ورحل مخلفا لنا موروثا عظيما قيما وبامتياز، وان اخطأت فهذا لي وعلى الآخرين التقويم.. ثم ان الامر الذي دفعني الى ما انا ذاهب الى توكيده واستعراضه هو الفهم الذي ارى من واجبي ان يعم اغلب المثقفين ان لم اقل جميعهم وهذا حق السياب علينا وحق الناس في هذا العالم علينا نحن العراقيين ابناء جلدة المبدع الرائع السياب... وساحاول ان امر على ما انا بصدده بالشكل الذي انتظر من القراء ان يتفاعلوا اذا شاءوا وهذا شرف لي اعتز وافتخر به..
للحديث بقية



#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياب.. فراهيدي متجدد
- المتنبي ... الرؤى، النبوءة، والاستشراف
- ارنست همنغواي .... قنديل الادب الذي لم ينطفيء
- ارنست همنغواي ... قنديل الادب الذي لم ينطفئ
- لماذا ينعى العالم غابريل كارسيا ماركيز
- الايقاع والجرس في الشعر العربي 4
- الايقاع والجرس في الشعر العربي 3
- الايقاع والجرس في الشعر العربي 2
- الايقاع والجُرْس في الشعر العربي
- -اوديب- مفهوم العقوبة لدى سوفيكليس
- The voice-احلى صوت- صفعة جديدة
- مهم جدا (قبل الانتخابات التشريعية)
- في النقد الادبي – 10 –
- في النقد الادبي - 9 -
- في النقد الادبي - 8 -
- في النقد الادبي - 7 -
- في النقد الادبي - 6 -
- في النقد الادبي - 5 -
- في النقد الادبي – 4 –
- في النقد الادبي – 3 – الشعر


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - رحلتي مع السياب / ج1