أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الأنقراض الناعم














المزيد.....

الأنقراض الناعم


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 18:08
المحور: الادب والفن
    


الأنقراض الناعم
د.غالب المسعودي
تعرف موسوعة الوكيبيديا الانقراض هو توقف وجود أي نوع أو مجموعة من أنواعها وتقليل التنوع الأحيائي.تعد اللحظة التي يموت فيها آخر فرد من نوع ما لحظة الانقراض رغم أنه عادة تكون القدرة على التكاثر قد فقدت قبل وفاة آخر فرد في هذه الفصيلة.وتعرضت الارض الى موجات متتالية من الانقراضات وهو ما يسمى (الانقراضات الكبرى) وبعد كل موجة تتغير التشكيلة العجيبة من الكائنات على بساط الريح ,وكل الكائنات تجمع فيما بينها قصص نادرة الوجود, ويبدو ان لا خيال فردي ولا جمعي يمكن ان يستجلبها الى الواقع كي تكون نتاجا ثقافيا لسلوك الطبيعة ازاء ظروف جيوسياسية غير صحيحة.
ونستنتج من التعريف ان شهود الحوادث لا زالوا مغيبين بسبب الانقراض نفسه, لكن رويت لنا محكيات ووضعت نظريات عن دوربانوراما الجنس والجوع, تستمد جذورها من الارث الانساني الذي لم تتناوله ايادي التجار. ان بنية الفضاء المكاني للكون لم تنضج بعد وانها في تحولات مستمرة تتخفى في جلباب اسطوري تارة وواقعي تارة آخرى,وتأسيسا على هذا فالانقراض هو بوابة هروب وامان, تبلور على علاقات استلاب وعدم تشيؤ تفرزها تحديات كوكب شبه بدائي ,لم تكن فيه التموضعات الطبيعية قد نضجت بعد, لان الكائنات كانت تفكر في كيفية الحفاظ على الجسد على المستوى الجنسي والوظيفي وعندما ينتصف الليل فالطبيعة كفيلة بتعيين الحاكم الاكبر, ولذا كانت هي الحاكم المستبد, ويلعب النشاط الجنسي والجوع كمصدر للمقاومة وخزان ضخم للطاقة الخلاقة التي تورث الحساسية جينيا, وبالتالي وعي الوجود يقاوم الانقراض, ان وضع الانسان في آنية الجوع الجنسي فقط, ستتفجر مرضيا وعدوانيا وتهدم السلطة الانسانية على النوع ,والمتابع لنظريات الانقراض قد يدرك مافيها من شطحات الخيال لكننا نجد احيانا بعض السلوى في تفسير بعض الانقراضات بسبب الحروب العبثية ,بين الوجود والكائنات والحروب البينية بين المجموعات البشرية , والتي تتسم بصفة ثابتة,و هي اصطدام الفضيلة بانحطاط القيم ,وعندما تزأر الطبيعة لاتسمح للكائنات الضعيفة بنسمة ضوء وإن كانت بريئة. إن عدم معرفة الانسان بمصيره يفرض عليه سلوكا شعائريا ,يؤطره الخوف بشكل مرعب ومقدس وذلك لان الخارق, لكي يبدو أليفا في نظر البدوي ,لابد له أن يكون استثنائيا لا تدركه الافهام,ولذا وضع له الاسماء, لجعله معلوما ,ولو كان مجهولا لكان اشد فتكا من الخوف ,ولا شك ان البشر يحملون في اذهانهم وعيا ولو بسيط بالبنية الاجتماعية ,التي تقف بالمرصاد لخروقات الطبيعة, ومن آلياتها الانقراض الناعم الذي لا يتعارض مع المباديء الاخلاقية للمجموعات بل يتموضع في داخلها مستخدما اساليب الانقراضات القديمة, كالحروب البينية على اساس مفاهيم هلامية مثل الفضيلة والانحطاط, عندها تكون المجتمعات المستهدفة وهي ذات تدرجات اجتماعية وطبقية وطائفية ضيقة , يكون الآثم هو الضحية ,والضحية يطالب الثار بالاعتماد على الجماعات المنحازة اجتماعيا وطائفيا, ويكون الناس في هذه الحالة جماعات تنتظم لحماية افرادها, وتطلب الثار وبالتالي فهذه الممارسات تطيح بمركز السلطة اي الدولة, وتركز سلطة القبيلة والطائفة على حساب النزعات الانسانية لبناء مجتمعات حضارية.ويمتليء المجتمع الهش بالجواسيس والبصاصين, ويصبح الدين شعار وظيفي ,وتسلب الحرية والكرامة تحت شعارات فضفاضة غير واقعية ,ويكثر الانحلال الاخلاقي, ويكون الاثرياء اكثر استبدادا وتكون الثورة مستحيلة ,لان المجتمع منغمس بالرذيلة, وعندما تنقرض الثورات في دهاليز المصالح والانتهازية ,نكون قد وقعنا تحت فضاء الانقراض الناعم ,حينها يدوزن المثقف قلمه على ايحاءات السلطة ,ويجعله اداة وظيفية تحقق للبطل ممثل السلطة السياسية والاجتماعية , مبتغاه ويكون الشعب كرعشة الجسد في قمة اللذة , ترتجف ايديه بالتصفيق للسلطان , الذي يصبح بدوره سرا مقدسا, و تستحيل علاقة الحب بين الكائن الاعلى والكائن الادنى و يتم استبدال خطاب الحب بخطاب القتل ,وهكذاتعمل آلية الانقراض الناعم ,كي تودي بالمجتمعات الى هامش الحضارة الانسانية.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعينيها تكتمل القصيدة
- شالا وغليوني وخمري
- غالب المسعودي .. الفنان الحقيقي والخروج عن التقليدي حاوره ز ...
- ومضات
- الحاجة بربع
- النقد السياقي وأزمة الثقافة
- إلى طفلتي ألشقية.......
- بؤس الواقع وجماليات الحضور
- تسأ لني منو انت.................
- الملك والبهلوان....الاحزاب الشيوعية وازمة العصر
- المثقفون العرب....مكارثية جديدة ام قلق وجودي
- طيف اللون الاسود
- الطمي والتراب في وادي الثقافة العربية المعاصرة
- ألعمى الثعلبي وعبقرية الرد بالكتابة
- الديموقراطية وثقافة (جبر)
- تدجين الثقافة ورعب المكان
- حروفية التحدي بين التشكيل والنص المعرفي
- الجينالوجيا وثقافة الاستبداد
- مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........
- جيفارا وثورات الربيع العربي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الأنقراض الناعم