أنظر كيف يهدم العقل العلاقات الإنسانية الطيبة؟

تامر عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 07:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أنظر كيف يهدم العقل العلاقات الإنسانية الطيبة؟!

قبل أن تمتدحنى أو تذمنى .. قبل أن تشتمنى أو تحتفى بى، أرجوك .. أرجوك .. تجرد قليلاً من مشاعرك وحكِّم عقلك فقط. لا أريد منك سوى التفكير بالعقل والمنطق.
تعال على نفسك وفكر ...
* * *
الصديق لصديقه:
يا أخى هناك أشياء غامضة فى الدين لا أجد لها تفسيراً ..
ما هى؟
مثلاً، من هو الفرعون الذى غرق وهو يطارد النبى موسى عليه السلام؟
معروفة! إنه رمسيس الثانى ..
لكن رمسيس الثانى تاريخه معروف، وهو لم يمت غرقاً، وإنما مات على فراشه وهو فى الثانية والتسعين من عمره.
لا بأس، ليس بالضرورة أن يكون رمسيس الثانى، ليكن فرعوناً آخر، ما الفرق؟
لكن تاريخ مصر الفرعونية كله قد عرفناه، وليس فيه أى فرعون مات غريقاً مع جيشه؟!
يعنى يا أخى هل تريدنى أن أصدق التاريخ أم القرآن؟
طيب، هل تعلم حادثة إنتزاع الله لجبل الطور ورفعه إلى علو السحاب، وتهديده سبحانه لليهود بأن يسقط هذا الجبل على رؤوسهم؟
بالطبع أعلمها ..
جبل بهذا الحجم يرتفع إلى علو السحاب بالتأكيد رآه أهل مصر وفلسطين. لماذا لم يذكروا ذلك فى تاريخهم؟
قد تكون الواقعة حدثت قبل أن تكتب تلك الشعوب تاريخها؟
أبداً، إن الواقعة حدثت فى عصر النبى موسى، وقد كان المصريون وقتها يدونون الأحداث بدقة؟
.... ؟
طيب ما رأيك فى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم بالأنبياء وإمامته لهم فى رحلة الإسراء إلى القدس؟
مالها؟
هؤلاء الأنبياء الذين ماتوا قبل النبى، عندما ظهروا فجأة أحياء فى بيت المقدس، ألم يلفت ظهورهم أهل بيت المقدس وهم يعرفونهم عن ظهر قلب إذ عاش معظمهم على تلك الأرض، وأهل القدس يعرفونهم ويعرفون ملامحهم؟
من أدراك؟ ربما عرفوهم؟
إذا كانوا قد عرفوهم، ألم يكن من المنطقى أن تُكتب تلك الحادثة فى التاريخ الذى نعرفه؟ إنها ليست حادثة عادية، فأنبياء الله كلهم قد تجمعوا فى مساحة صغيرة أمام هل القدس كلهم؟ وإذا لم يكونوا يعرفوهم، أفليس من المنطقى أن يتساءل أهل القدس عن هؤلاء الغرباء الذين ظهروا من العدم ليصلوا صلاة غريبة جامعة خلف رجل هبط عليهم من السماء بحصان مجنح؟
... ؟!ا
طيب بلاش دى .. هل هناك مكان على الأرض لم تصوره الأقمار الصناعية؟
طبعاً لا ..
إذن فأين يأجوج ومأجوج الذين يفوق عددهم عدد أهل الأرض تسعة أضعاف ويخرجون فى نهاية الزمان؟
إسمع .. هناك أشياء فى الدين لا يجب التفكر فيها ..
أعلم ذلك، ولكننى أعلم أيضاً أن تلك الأشياء هى ما تتصل بعالم الغيب وليس عالم الشهادة ..
ماذا تقصد؟
أقصد أن الملائكة والشياطين والجن والملأ الأعلى هى ما لا يجب التفكر فيها بالعقل لأنها غيب، لكن ما أحدثك عنه ليس غيباً. أنا أحدثك عن أشياء وقعت فى عالم الشهادة .. هنا على تلك الأرض التى أقف عليها أنا وأنت، إذن فليس من الخطأ أن نفكر فيها بالعقل!!
فى الدين أشياء من الخطأ أن تفكر فيها بالعقل. المعجزات مثلاً ..
لكن حبس يأجوج ومأجوج وحجزهم خلف الجبل لم يكن أبداً معجزة. لقد كانت واقعة بشرية عادية قام بها شخص عادى، ولم يكن نبياً .. هو ذو القرنين، وهو ليس نبياً، هو مجرد ملك مؤمن صالح؟!
لكن القصة رويت فى القرآن .. إذن هى قصة دينية ..
هل أى أخبار يتناولها الدين غير قابلة للتفكير فيها؟ يا أخى الدين نفسه يأمرنا بإعمال العقل؟!
ليس فى كل ما يتصل به ..
نعم، ما يتصل بالدين من علم الغيب من العبث أن نفكر فيه، ولكن تلك حادثة لم تقع فى عالم الغيب!
مادامت مذكورة فى القرآن فهى قصة دينية وأنا مطالب بتصديقها حتى لو لم يبتلعها عقلى!!
أنت إذن مصاب بالفصام! تعتقد أن دينك يحضك على التفكير وإعمال العقل، ولكن الحقيقة أنك ترفض بشدة إعماله فى أمور تتصل بالعالم الحقيقى الذى نعيش فيه. كيف تزعم بعد الآن أنك تُعمل عقلك طبقاً لتعليمات الدين؟ الواقع يا صديقى أن عقلك معطل بالفعل، وأنك تخدع نفسك وتزعم أن الدين قد أمرك بإعمال العقل. ألا ترى يا صديقى أنك تعيش حالة من الفصام العقلى الصارخ؟!
إبعد عنى .. لا إنت صديقى ولا أريد أن أعرفك .....

* * *
تعال على نفسك وفكر: أرأيت كيف هدم العقل الذميم علاقة إنسانية طيبة؟!

#تامر_عمر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل