أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - تامر عمر - دخول العرب مصر .. فتح أم غزو؟













المزيد.....

دخول العرب مصر .. فتح أم غزو؟


تامر عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 23:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل أن تمتدحنى أو تذمنى .. قبل أن تشتمنى أو تحتفى بى، أرجوك .. أرجوك .. تجرد قليلاً من مشاعرك وحكِّم عقلك فقط. لا أريد منك سوى التفكير بالعقل والمنطق.
تعال على نفسك وفكر ...
* * *
درجنا على تسمية دخول العرب مصر فتحاً، فنقول (الفتح العربى)، ولا نقول (الغزو العربى)، ذلك لأن الغزو عمل ذميم بغيض، ونحن كمصريين نحب أن نربأ بمن حملوا إلينا رسالة الإسلام أن نتصور أنهم يمارسون الغزو، مثلهم مثل أمم كثيرة مارسته فى عصور الهمجية والتوحش، فنقيم تمييزاً وتمايزاً بين هذا الفعل القبيح (الغزو)، وبين الفعل الآخر الذى هو ليس قبيحاً (الفتح).
على امتداد تاريخها الطويل السحيق، تعرضت مصر للغزو المتتابع. غزا مصر الهكسوس والفرس واليونان والرومان والعرب والأتراك والفرنسيون والبريطانيون والإسرائيليون. ومن بين كل تلك الغزوات التى يبغضها المصريون، يقف الغزو العربى وحده، ليس باعتباره غزواً، وإنما باعتباره فتحاً، ذلك لأنه حمل رسالة الإسلام إلى مصر.
والواقع، أنه بجانب إدخال العرب الإسلام إلى مصر، فإنهم مارسوا، بالضبط وبالدقة، كل ما مارسه الغزاة من قبلهم ومن بعدهم. وقبل أن تصرخ فى وجهى محتجاً، دعنا نحدد بموضوعية وهدوء ما هى الممارسات السيئة التى يمارسها الغزاة، ونرى: هل مارسها العرب فى مصر أم لا، ثم بعد ذلك، نحتكم إلى كتب التراث الإسلامى ذاته لنتحقق: هل وقعت تلك الممارسات السيئة أم لا؟ موافق؟ هيا بنا.
دعنا أولاً نحدد ما هى الممارسات السيئة التى يمارسها الغزاة بحق الأمم التى يغزونها. (1) هم يعمدون إلى (شفط) ثروات وخيرات هذه الأمة وتحويل خيراتها إلى بلادهم. (2) هم يعمدون إلى تسخير السكان الأصليين فى العمل، ليس لخير بلادهم وأرضهم، بل لخير الأمة الغازية وشعبها. (3) هم يعاملون أبناء الشعب المحكوم كمواطنين من الدرجة الثانية لا تتساوى حقوقهم مع حقوق الحكام الغزاة. (4) هم يقمعون الإحتجاجات على تلك الممارسات بالقوة والسلاح. فهل تحققت تلك الممارسات؟ دعنا نر. أولاً، وفيما يخص شفط الثروات والخيرات، خد عندك: (1) كتب الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك إلى مسئول الخراج بمصر أسامة بن زيد التنوخى، عن جمع الجزية والخراج ما نصه أن (إحلب الدر حتى ينقطع، وإحلب الدم حتى ينصرم). (أرأيت إلى أى درجة كان الإستغلال؟ إلى درجة مصّ الدم!!) (2) لم يكتفِ الخليفة عمر بن عبد العزيز بالجزية عن الأحياء، فأمر بأن تكون جزية موتى الأقباط (!!) على أحيائهم. (3) عندما فطن الحكام العرب إلى أن بعض الأقباط يتهربون من دفع الجزية بالإنخراط فى الرهبنة، عمدوا إلى منع الأقباط من الرهبنة بأن وضعوا حلقة من الحديد فى اليد اليسرى لكل راهب، لضمان عدم هروب المزيد من الأقباط إلى الأديرة.
وليس أدل على نظرة العرب الغزاة إلى مصر باعتبارها بقرة يحلبون خيرها من مقولة عمرو بن العاص للخليفة عثمان بن عفان، عندما عرض عثمان على عمرو أن يتولى حكم مصر ولكن بدون التحكم فى الأموال والجزية والخراج. قال عمرو: (أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها)، ورفض عرض عثمان وترك ولاية مصر. لماذا لم يفكر عمرو فى دوره المفترض فى نشر الإسلام والدعوة إليه فى مصر؟ ما معنى هذا الكلام إلا أن يكون ولاة مصر من العرب لا يرون فيها إلا لقمة طرية سائغة؟ تعال على نفسك وفكر ..
ثانياً: فيما يخص تسخير السكان الأصليين فى العمل:كان الأقباط يهربون من السخرة فى الحقول حتى اشتدت حركة هروبهم فى ولاية قرة بن شريك، فكانت أسرات بأكملها تنتقل من مكان إلى آخر فراراً من الضرائب والسخرة فى الحقول، الأمر الذى اضطر بن شريك إلى عمل إحصاء للناس لحصر الجزية الواجبة عليهم.
ثالثاً: فيما يخص معاملة المصريين كمواطنين من الدرجة الثانية: (1) كتب الخليفة عمر بن الخطاب إلى واليه بمصر عمرو بن العاص بألا يتشبه أهل الذمة (يقصد الأقباط المصريين) بالمسلمين فى مظهرهم ولباسهم، ولا يبقى من الكنائس إلا ما كان قبل الإسلام. (2) وأن يرتدى الأقباط زياً ذا لون مخالف للون ملابس المسلمين، وألا تعلو أبنيتهم فوق أبنية المسلمين، وألا تعلو أصوات نواقيسهم وتلاوة كتبهم، وألا يتجاهروا بشرب الخمر وإظهار صلبانهم، وأن يخفوا دفن موتاهم ولا يتجاهروا بندب عليهم ولا نياحة، وأن يمتنعوا عن ركوب البغال والحمير. (3) أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك بكسر الصلبان فى كل مكان بمصر، ومحو الصور والتماثيل التى هى رمز الكنائس. (يا من تنكر إضطهاد الأقباط فى مصر: إن لم يكن هذا هو الإضطهاد، فما عسى الإضطهاد يا ترى أن يكون؟! تعال على نفسك وفكر ...)
رابعاً: فيما يخص قمع الإحتجاجات بالقوة والسلاح: (1) عام 725 م، ثار الأقباط على الغزو العربى فى الوجه البحرى، فوجه الوالى العربى الحر بن يوسف إليهم جيشاً فقتل منهم نفراً كثيراً. (2) عام 750 م، ثار الأقباط فى سمنود، فأمر الخليفة عبد الملك بن مروان والى مصر موسى بن نصير بأن يجرد جيشاً لقتالهم، فقتل بن نصير الكثير من الأقباط. (3) فى نفس العام، ثار الأقباط برشيد، فبعث إليهم الخليفة الأموى مروان بن محمد جيشاً لقتالهم، وذلك عند دخوله مصر فاراً من ثورة العباسيين، فهزم الأقباط وقضى على ثورتهم. (4) فى عام 767 م، ثار أقباط سخا، فى ولاية الوالى العربى يزيد بن حاتم بن قبيصة، وانضم إليها أهل البشرود وبعض جهات الوجه البحرى، ونجحوا فى إنزال الهزيمة بالعرب.
ما الفرق بين ما فعله العرب بمصر وبين ما فعله أى غازٍ آخر؟ لقد تحققت شروط الغزو وممارساته القبيحة كلها، ومن مصادر التراث الإسلامى نفسه، فما هو الشىء الجيد الذى قدمه العرب للمصريين مقابل كل تلك البهدلة؟ هدايتهم إلى الإسلام؟ حسناً. إن لنا مع ذلك مقالاً آخر، ولكن حتى ذلك الحين، إقرأ هذا المقال مرة أخرى، وتعال على نفسك وفكر ....



#تامر_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد من رحلة الإسراء والعروج
- بأى جيش طارد فرعون موسى؟
- الإسلام أو الجزية أو الحرب .. ثالوث الإختيار الشهير بين العق ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - تامر عمر - دخول العرب مصر .. فتح أم غزو؟