أحزان الولاية الرابعة

الصديق بودوارة

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(1)
لماذا أصر الجنرالات في الجزائر على أن يكون "بوتفليقة" رئيساً لفترة رئاسية رابعة ؟
(2)
السؤال نفسه ، ولكن بصيغةٍ أخرى ، لماذا اختارت المؤسسة العسكرية القوية في الجزائر أن تقوم بتحنيط النظام الرئاسي الجزائري باختيارها لعجوزٍ في الثمانين من عمره ، يجلس على كرسي المقعدين ، ومصاب بجلطةٍ دماغية ليصبح رسمياً الرئيس المنتخب لدولة يشكل عدد الأفراد الذين تقل أعمارهم على 14 عاماً نسبة 40% من عدد السكان ، فيما لا تتجاوز نسبة الذين يتجاوزون الستين عاماً نسبة 4% .
(3)
في الجزائر ، هل يمكن استيعاب دفاع السيد " عبد العزيز بالخادم " وزير الدولة الجزائري ، عن " فرض " ترشيح " بوتفليقة " بأنه الرئيس الذي أنجز للجزائر وعوده كلها بالاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي وتحسين صورة الجزائر في الخارج ، بعد أحداث العشرية السوداء سيئة الذكر .
(4)
هل يمكن الركون إلى هذا الدفاع ؟ الذي يرد عليه المنتقدون بأن هذه الانجازات كان يمكن المحافظة عليها بشخصية مرشح رئاسي أصغر سناً ، وتتمتع أيضاً بنفس ميزات " رجل الدولة الآمن " ، المتمثلة في السيد " علي بن فليس" وهو بدوره ابن جبهة التحرير العتيد ، بل أنه كان رئيساً للحملة الانتخابية لبوتفليقة عام 1999 م. وكان وزيراً للدفاع ورئيساً للوزراء في فترات متعددة من عمره السياسي الصاخب .
(5)
وهل يمكن الاطمئنان إلى دوافع المصممين لعملية إعادة انتخاب "بوتفليقة" ، والذين اعتمدوا على سياسة " ترهيب " الناخب من " المجهول" الذي يأتي عادةً مع التغيير ، وكان لهم في " مجهول " تونس وليبيا ومصر ، خير عبرة وأقرب مثال تم استغلاله على أكمل وجه ، كما أن النظام المسيطر كان حريصاً على أن تقتصر قائمة المتنافسين على أسماء تكررت وسبق للناخب أن رآها تتنافس من قبل ، وبالتالي فإن فكرة التغيير بحد ذاتها كانت فكرةً متهاوية وغير مقنعة ، فلماذا انتخب رئيساً جديداً ، مادمت أعرف أن كل المتنافسين هم وجوه مكررة ؟
(6)
أكثر من سبب ، لفوز واحد ، ولكن يظل الاستحقاق الأكبر الآن هو امتثال الجزائريين لمنطق صندوق الانتخاب ، حتى وإن كان هذا المنطق يبدو مغالطاً وبعيداً عن المنطق في أغلب الأحيان ، طبعاً عند العرب الأشاوس فقط .
(7)
ما ينتظره المنطق من الجزائريين الآن هو عدم الانسياق وراء ردة فعل جامحة ، قد تصل بالبلاد إلى ما هو أسوأ من اختيار كهل مقعد لولايةٍ رابعة !!

#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات