أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - الصديق بودوارة - فتوى مغرضة














المزيد.....

فتوى مغرضة


الصديق بودوارة

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 02:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



(1)
(( فتوى )) ، هو أول عمل سينمائي للكاتب ( سكوت شافر ) ، ويبدو أن ( أول القصيدة كفر ) كما يقولون ، لأنه استعان بالمخرج ( جون كارتر ) ليقدما فيلماً صادماً يختصر الإسلام بكل تراثه الكبير إلى مجرد مشهد مشحون لرجل نصف مختل يصارع حالته العصبية المتأزمة ليصنع قنبلةً يستهدف بها المدنيين .
(2)
ومكتوب شافر هذا يبدأ من عنوانه ، لأن اختيار كلمة ( فتوى ) بنطقها العربي دون تحريف ، وبما تحمله من مدلول ديني نعرفه جميعاً ، كان الغرض منه إقحام الإسلام في لعبة السياسة ، وربطه بمفاهيم لا يقرها الإسلام نفسه ، لكن سطوة الإعلام الغربي تظل دائماً تمسك بزمام المبادرة فيما نعتصم نحن بالأغاني الوطنية والأناشيد ، غارقين في ما يشبه ( المونولوج الداخلي ) الذي لا يؤدى إلى شئ ولا يعنى شيئاً بطبيعة الحال سوى اننا اصبحنا امة مغلقة على ذاتها تتلذذ بمذاق مآسيها دون أن تقيم للتواصل مع الآخر وزناً ولا أهمية .
(3)
الفيلم هو حكاية متخيلة لهجوم آخر يشابه ذلك الذى مرت ذكراه هذا الاسبوع ، ويلتقط الفيلم ( فتوى ) بن لادن المشهورة التى اطلقها عام 98 مسيحى بجواز قتل الامريكان وحلفائهم ، لكنه يتوسع في تفسيره لهذه الفتوى معتبراً اياها اذناً مقدساً يسمح بقتل كل من هو غير مسلم .
(4)
هكذا اذن تنعكس الصورة ، ونخسر مجدداً معركة اعلامية اخرى ، فبينما تعلن التوراة جهراً ودون مواربة ان على اليهودى ان يستعبد ( الأغيار ) من غير اليهود ، فيما يوصى الاسلام بحسن الجوار والمعاملة ، يتخذ الفيلم من تهمة ( الارهاب ) وصمة عار يدمغ بها المسلمين ، ويحملهم وزراً لا يد لهم فيه .
(5)
وليس صدفة ان يبدأ الفيلم بخطبة للرئيس الامريكى بوش يهاجم فيها المتشددين الاسلاميين ، وليس صدفة ايضاً أن يتضمن سيناريو الفيلم قيام امرأة هي سناتورة شابة تدعى ماجى بالطلب من الكونجرس ان يحتاط لمحاولة ( ارهابية ) من المحتمل ان يقوم بها احد المسلمين تهدد امن ( الأبرياء )
(6)
وهنا ( يتفنن ) المخرج في تصوير شخصية ( سمير الفايد ) الارهابى ( المسلم ) الذى يحاول صنع قنبلة مشعة ذات قدرة تدميرية عالية ، ويظهر هذا الشخص في الفيلم متسرعاً فاقداً لاعصابه متوتراً وغير متزن نفسياً ويبكى بطريقة مستفزة متفوهاً بكلمات عربية غامضة ، وزيادةً في تشويه الصورة يجعله المخرج يؤدى فريضة الصلاة بطريقة كوميدية فيها من السماجة ما لا يطاق ، حيث يسيل لعابه بشكل مقزز اثناء الصلاة ويرفع يديه إلى الأعلى ( باستعباط ) لا يليق إلا بأبطال ( أفلام المقاولات ) المصرية .
(7)
وهذا المشهد بالذات يعطينا الانطباع بان المخرج ( الكبير ) لم يشاهد في حياته مسلماً يصلى ، ولم يطلع ولو مصادفة على شئ من تراث الإسلام ، لكنه وجد في نفسه الجرأة ليقدم فيلماً ينتهك فيه حرمة دين كبير وشامل كالإسلام .
(8)
الفيلم في مجمله مشوش ومشاهده متداخلة وحواراته متقاطعة ، ويبدو وكأنه صنع على عجل على غير عادة الأفلام الأميركية الكبيرة ، لكنه وعندما عرض مؤخراً في مهرجان اطلانطا حظى بمشاهدة جماهيرية واسعة ، فالمشاهد الامريكى المستلب يريد عدواً جاهزاً ، والقائمون على سياسة الإعلام الغربي يصنعون له هدفاً سهلاً جاهزاً للكراهية والازدراء ، إنهم يصنعون له على مقاس مشاعرهم ديناً معادياً ويطلبون منه أن يشهر سيف الكراهية بوجه هذا الدين .
(9)
يحدث كل هذا بينما ننام نحن .. نمعن في الغيبوبة .. نستغرق في روتانا وقناة المنوعات ونترك رقابنا لسكين اعلام غربى مجتهد يخلق من الوهم واقعاً ، ويلون الدنيا بألوانه دون قيد ، ويصدر فتاويه السينمائية بلا حسيب ولا رقيب .



#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحومة .. جو!!
- الملك .. بلوتوث!!
- قصص
- عصر الالات
- دعونا ندخن
- امة الذين لايقرأون


المزيد.....




- مئات من كلاب -الداشوند- تتجمع في المجر في محاولة لتحطيم رقم ...
- أسطول الحرية لغزة: سفينة أطلقت نداء استغاثة بعد هجوم مزعوم ب ...
- فيديو يزعم أنه لاستهداف سفينة -أسطول الحرية لغزة- بـ-درون- ق ...
- من كاتس إلى -الجولاني-: عندما تستيقظ وترى نتيجة الغارة ستدرك ...
- غارة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي بدمشق ونتنياهو يهدد: لن نسم ...
- قبل أم بعد الفطور؟ ما هو التوقيت المثالي لتنظيف أسنانك؟
- بعد استبعاد زوج كامالا هاريس ..ترامب يعين نجل ويتكوف في متحف ...
- أستراليا.. شاحنة تسقط شظايا معدنية حادة على طريق سريع مسببة ...
- الاتحاد الأوروبي يدرس خطة بـ50 مليار يورو لتعويض العجز التجا ...
- الحكم على أردني بالسجن 6 سنوات في أمريكا بتهمة تنفيذ هجمات م ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - الصديق بودوارة - فتوى مغرضة