الصديق بودوارة
الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 14:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
ثمة جملة بليغة في منتهى الروعة تعني الكثير ، تقول الجملة " (( لا شيء يمكن أن يعلو مثل إنسان ، ولا أن ينخفض أيضاً . ))
(2)
الانسان وحده ، من دون مخلوقات الله ، يمكنه أن يعلو ليصبح قديساً أو نجمة متوهجة أو قدوة للملايين ، والإنسان وحده من دون مخلوقات الله يمكنه أن ينحط ليغدو قاتلاً رخيصاً أو منحرفاً شاذاً أو نكرة مليئة بالعقد والأحقاد والكراهية .
(3)
ربما هي معجزة أخرى من معجزات الخلق ، لكن السيد " كيم جونغ " ، رئيس كوريا الشمالية المبجل ، اختار الوجه المظلم من المعجزة ، ولنقل إنه اختار الدور الأسفل منها ، وتفحص خزانة جلاديه فانتقى من بينها اسلوباً كورياً يقال له " كوان جو" أو " العقاب المذل بالكلاب " !!
(4)
لقد انخفض ، ليس بمعنى انخفاض المكان ، لكنه انخفاض الاحساس البشري فيه ، واختار أن يختتم السنة الماضية بمشهدٍ انحدر به ومعه إلى حضيض الشعور الانساني ، وذكرنا من جديد بالحكايات المرعبة لدهاليز القرون الوسطى ،حيث يتفنن اشباه البشر في تعذيب أسراهم قبل أن يرسلوهم إلى العالم الآخر .
(5)
اكتشف الديكتاتور المريض أن عمه المدعو " تشانغ سونج " يتآمر على حكمه ويعارضه سياسياً ، فما كان منه إلا أن قام بتجويع ( 120 ) كلباً من الكلاب البرية الناهشة ، لمدة ثلاثة ايام ، ثم جرد عمه من ملابسه صحبة خمسة من أتباعه المتهمين معه ، وزج بهم في قفص حيث انقضت عليهم الكلاب الجائعة .
(6)
مشهد لا يحتاج إلى وصف ، لأنه يصف نفسه بنفسه ، وسقطة أخرى للإنسانية ، وعار جديد يضاف إلى عار المجتمع الدولي الذي لا يُمحى .
(7)
مشهد محبط بلا شك ، أعادنا إلى حضيض إحساسنا بالقرف من الموت الجماعي في سوريا والعراق ، ومن أكاذيب "أوباما" ونفاق الغرب ويأس المعدمين من كل شيء ، وكأننا لا ينقصنا الآن سوى كلاب السيد "كيم جونغ" لتنهش انسانيتنا من جديد !!
#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟