أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هنية ناجيم - كفاحي - بين عشق الكتب وندرة المال














المزيد.....

كفاحي - بين عشق الكتب وندرة المال


هنية ناجيم

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 01:42
المحور: الادب والفن
    


النزهة التي قمت بها ظهيرة اليوم إلى مركز مدينتي سلطانة المدن العالمية، طنجة، كانت الروعة بما كان. خرجت الصبح بعد أن أعطتني أمي الحبيبة مبلغا من المال، وأنا أنوي زيارة المكتبة التي سبق أن ذكرتها، المتواجدة بشارع المكسيك.. نزلت من الحافلة في ساحة الأمم، ولهفة معانقة عبق الكتب يغزو فكري والإحساس، فلفتت نظري الأعلام المغربية الحبيبة. كم وددت لو طوقتها حبا بذراعي، لكني اكتفيت بالتوقف أمامها للحظات.. كنت أنظر إلى الشارع الذي يؤدي إلى البولفار، عساي ألمح سيارة صاحب الجلالة ملكي الحبيب محمد السادس، لكن لسوء حظي لم يمر من هناك لحظة تواجدي.. تساءلت في قرارة نفسي: "متى ألتقي بجلالة الملك وأهديه مؤلف من مؤلفاتي المستقبلية؟ بإذن الله عز وجل".
بعد نصف ساعة وصلت إلى المكتبة.. دخلت وأسعدني المكوث بها لساعة، أتفحص الكتب الجميلة، وقد لمحت كتابا لرينيه حيث كنت أنوي شراءه لما زرت مدينة الدار البيضاء، قبل أشهر، لكن لسوء حظي لا يسعفني ما بجعبتي من مال، كالعادة. وهو مؤلف فلسفي العنف والمقدس .. لكنه هنا أيضا بنفس الثمن المرتفع، فنظرت له بكل حسرة، أتوعده بالاقتناء عن قريب إن شاء الله.
ناديتُ الشاب الذي ينوب عن أمه، وسألته: "أريد صحيح البخاري". فرد علي أنه لا يوجد بالمكتبة وإنما بمحل آخر.. حزنت لوهلة لكن، في لمح البصر، لمحت صحيح البخاري في رف قبالة نظري، نسخة واحدة تنتظرني بنفس العشق، فقلت مستفسرة للشاب: "أليس هذا صحيح البخاري؟"، فرد: "بلى". قلت له: " أنجدني، ما ثمنه؟"، وكان بتسعون درهم، فاشتريته.. ثم في نفس الرف على جهة اليسار لمحتُ كتاب الرحالة ابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار . سألتُ عن ثمنه، فكان 111 درهم، لكن الشاب باعني إياه ب 90 درهم. وأخبرته أني قد سبق أن اشتريت من متجرهم رواية مائة عام من العزلة ، وكتاب عن النساء السياسيات اللائي تعاقبن على حكم المغرب أو كان لهن قبضة من حديد في القرار السياسي بشكل من الأشكال.. المهم، لمحت روايتين لدان براون الجحيم وأخرى لميخائيل وكذلك جزئي رواية الجريمة والعقاب وأكيد لم أستطع شراءهم هذه المرة، لكنهم على رأس لائحة المشتريات لدى زيارتي للمكتبة المرة القادمة. وقد اقترح علي الشاب الظريف اقتناء رواية عزازيل ليوسف زيدان، وأنها رواية ممتازة، فاقتنيتها بثمن 70 درهم.. وكتاب لمحته عن نساء فلاسفة ، شدني جدا، خصوصا أن أطروحتي حول النوع الاجتماعي، فاقتنيته هو الآخر.. فقلت للشاب في قرارة نفسي، عندما كان يعد الفاتورة لمقتنياتي: "إن اللصوص الذين يسرقون البنوك لأكبر الأغبياء، لو كنت زعيمة عصابة لهممتُ بسرقة المكتبات". أكيد لم أخبر الشاب بما وسوست لي أفكاري به، فلربما يظنني أنا الفاعلة لو وقع هجوم عليه. ناولته المبلغ ورحلت حزينة لأني لم أقتني كل مؤلفات المكتبة. ما أسعدني وأنا أكافح جاهدة، بين عشقي للكتب وندرة المال!






#هنية_ناجيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الأمطار
- انزواء
- والنافقات من الحروف معاني
- الطفولة ومستقبلها المغتال
- كاسف القلب
- جُثَثٌ
- سفن نبضي
- قرابين الأمل
- قرابين
- من أنا؟
- رسالة إلى نفسي -فلا تقرأوها
- صراع الأنا والآخر -جدلية تقبل الآخر
- جدلية تقبل الآخر
- التراث - بين الحق والإستيلاء
- جروحي
- برزخ - حياة الموت
- أنا البحر
- الأميرة تارودانت -أمازيغية خالدة الذكرى-
- إِحْتِيَارٌ
- أخيرا أفريقيا الوسطى تأكل اللحم !!


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هنية ناجيم - كفاحي - بين عشق الكتب وندرة المال