أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دارين هانسن - بين تلك الخيم ألاف الحكايا














المزيد.....

بين تلك الخيم ألاف الحكايا


دارين هانسن

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 02:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


معاناة أخرى تواجهها النساء في المخيمات، لم يكن لقسوة الحياة من قبل وانقطاع الخبز والماء والكهرباء أي معنى، حيث كان يمكن لهن أن يغلقن الباب وينتظرن عودة الكهرباء والماء... أم فوزي وغيرها من النساء في مخيمات البقاع لم تكسرهنَ الحياة فكسرنَ الذل وبدأن بالحفر بأظافرهن على الصخور ونقش المستحيل بعدما تشردن بسبب الحرب والدمار الذي حل بحمص
ليس للمدى معنى أو للخفر البوليسي أي رهبة بعد اليوم، فقط أوراق الشجر تتساقط معلنة انتهاء هدنة وبدء أخرى أسوأ من سابقاتها، والسير يمشي بعكس التيار يدغدغ عالمنا بقنابل موقوتة بصوان لا رحمة له بعجز يولد فينا قوة الغجر بتحد ظروف الطبيعة
يسعدني أن أمشي بينهن و أسمع ألاف الروايات وأنا الضعيفة التي أتت من مسكنها في الغرب لتبحث عن أم بديلة بعدما قطعت الحرب الطرق بينها وبين امها فوجدت الألاف
غيرت توقيت العودة لبيروت حين لمعت عيناها من بعيد كانت تصرخ كالبركان وتحتضن بطفليها كنعجة غريبة ، سألت علي أين خيمتها وانتظرتها أمام الخيمة في المخيم البلاستيكي كما أراه بعض البلاستيك والقماش المهترىء يقف متهالكاَ على بعض الاخشاب يجمع في داخله حكايا نساء بابا عمر والبياضة وتلبيسة
يجمع بين خفاياه كبرياء النساء وعهر عروبتنا الذي أصبح جلياً
حيتني بحرارة لم أتوقعها ودخلنا وضعت القهوة على النار وهي تلعن الشرف العربي والمنظمات الدولية تلعن بشار والمعارضة فيسقط الفنجان من يدها وينكسر
تضحك وتضحك تجمع بقايا الزجاج بيد دامية وتخبرني لا عليك لربما ذهب الفنجان فدى شخص كان سيموت بعد لحظة في بابا عمر
شربنا القهوة لم تسألني من أنا فقط قالت لي رأيتك هنا من قبل سألتها عن مجيئها حياتها
كيف وصلت وأين كانت
ضحكت وضحكت وهي تلف ابنها بشرشف كتب عليه وبالأحرف الانكليزية الكبيرة علامة الأمم المتحدة
" حين قصفت بابا عمر انتقلنا إلى البياضة بعد عدة مرات نجوت فيها من الموت ولم أقتنع بمغادرة المنزل، لكن المرة الأخيرة كان ابني بين يدي، لم تصبني الشظايا ولكنها أصابته
تنادي عليه وهي تمسح العرق من جبينها بطرف العباءة تشرب قليلاَ من القهوة وتضيف سكر أكثر
" أعرف أن القهوة حلوة جدا لكن السكر في بعض الأحيان يؤدي إلى التخمة فبدل تناول وجبتين أتناول وجبة واحدة "
هزت المدفأة بيدها وأحضرت بوط رجالي قديم وضعته في المدفأة ، سألتها إن كان بوط زوجها لم تنظر إلي وهي تجيب " زوجي محاصر في حمص لا أعرف أين ولا أسمع أخباره منذ سنة ونصف ،أحياناَ أسمع بعض الإشاعات بأنه توفي وأخرى تكذب الخبر، لكن لا وقت للبكاء هنا لا وقت للتفكير بالغائب ونسيان طفلاي"
تركتها تتفقد المدفأة وأنا أنظر حولي رأيت رسمة قديمة رسمت بالفحم ليست واضحة بين تفاصيلها مأساة وغموض لم أشأ أن أسأل عنها لكنها وهي ترد على شكاوي الجارة التي بدأت تصرخ من الخيمة الأخرى بسبب رائحة البوط، تخبرها بأن لا حطب لديها وبأنها لن تترك طفلاها في البرد بسبب انزعاج الجارة من رائحة الأبواط، أعطتني طفلها وخرجت بسرعة نظرت في عينيه فرأيت ضياعي ووحدتي وخوفي
لم أسمع صوتها ظننتها ستوبخ الجارة لكنها عادت بكيس نايلون مبلل وضعته في المدفأة وهي تقول
" النايلون يسرع في إشعال النار، هذه الصورة رسمتها عندما وصلت إلى أول مكان في لبنان، لم يكن مخيم وإنما قطعة أرض تبرع صاحبها لبعض العيل السورية النازحة بقطع قماش كي تنصب خيم فوق أرضه، في البداية لم نعرف أنه يقوم بذلك كي يحصل على أموال من الأمم المتحدة بسببنا والمصيبة الأكبر لم نعرف بأن عدم عبور الطريق إلى غرفة نومه والإستلقاء فوق سريره سيحرمنا تلك الشقفة اللعينة من القماش المنصوبة فوق قطعة الأرض تلك، يعرف بأني أسكن لوحدي ، في الليل يحلو له التجول وسؤالنا عن حالنا، خيمتي ليست لها باب حقيقي مجرد قطعة قماش مخزقة، دخل بسرعة عرض عرضه بسرعة و بدأت أولول جارتي في الخيمة المقابلة مباشرة حضرت مرعوبة ، أخبرتها فقط بأنني رأيت عقرب قرب رقبة ابني فذهبت و أخبرته بأن الحمصيات لا تؤكل لحومهن! فبسكينه التي يحملها خزق طرف الخيمة وذهب مهدداَ وتركني لفراغي وخوفي. لم انم تلك الليلة وشغلت نفسي برسم هذا الشيء اللعين كي تبقى عيني ساهرة حتى أشرق الفجر حملت أولادي ومشيت"
تفقدت تلك الغرفة القماشية المظلمة الموحشة الباردة في المنتصف صوبيا خشب مهترئة فيها ثقب فتبلل السجادة الوحيدة التي تملكها والتي حصلت عليها من إمرأة لبنانية نظفت بيتها في الأسبوع الماضي
في الزاوية اليمنى غاز سفاري وبعض الكؤوس وإبريق شاي وطنجرة وفي الزاوية اليسرى بقعة إسمنتية لا تتعدى النصف متر فيها برميل مليء بالماء وبجانبه بيضون ماء أخر للشرب والباقي للدوش وغسل الملابس
أطعمت ابنها بسرعة حملته وأمسكت بيد الأخر وأخبرتني بأنه عليها الذهاب لتنظيف الشارع المقابل لبيت صاحبة الأرض حيث مسكن الأغنام
مشينا معاَ وفي الطريق لم تكلمني فقط غنت لي
كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي ....
حين وصلنا مسكت بيدي أخبرتني بأن القهوة الصباحية غداَ في منزلها حيث ستقرأ لي الفنجان هذه المرة
حواجز الامن في ذاك اليوم جعلت الطريق بين البقاع وبيروت يستغرق أكثر من ثلاث ساعات
أعطتني المجال الكافي لأدندن الأغنية نفسها وأذكر أمي وأفكر ماذا ينتظرني فيما وراء الفنجان في الغد



#دارين_هانسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاسك سورية من الحدود
- بحضور سرير ميت
- لا للعنف ضد المرأة
- هو الوطن
- سقط الإله
- حيث بائع القهوة بانتظارهن
- كاسك يا أيقونتي الجريحة
- موعد مع الجنون
- مساماته ميتة الأن
- مشيت رغم ذلك
- خطر تفكك المجتمع السوري الأن
- وطن وأنثى وحلم مشترك
- حان الوقت لإنتفاضة المرأة العربية
- أنا هي وهي أنا
- لاجئات لا سبايا
- مجرد فيلم أوقظكم
- طوبى لياسمينك الطاهر
- مفردات يومية 1
- سيدهم البطة تهنئتنا لك باتت قريبة
- دمشق تضع النقط على الحروف


المزيد.....




- اليمن.. مظاهرة نسوية وإضراب لعمال النظافة تنديدا باغتيال مسئ ...
- وفد دولة فلسطين يقدم تقريرا للجنة التحقيق الدولية في جنيف حو ...
- 65,174 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال حصيلة استمرار حرب ا ...
- “ما فينا نحكي”.. صمت النساء في سوريا تحت سطوة الخطف والاغتصا ...
- أفغانستان تحظر التدريس بكتب ألفتها النساء
- فيضانات باكستان .. النساء تدفع ثمن التغيرات المناخية باهظاً ...
- اليمن.. اغتيال عضوة تكتل نساء السلام افتهان المشهري
- رموز الصمود.. وجوه من حركة -المرأة - الحياة - الحرية-
- ماكرون يعتزم تقديم -أدلة علمية- لإثبات أن زوجته بريجيت امرأة ...
- الخليلي تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا خاصة الن ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دارين هانسن - بين تلك الخيم ألاف الحكايا