أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي سكين مسموم في الجسم العربي














المزيد.....

الإسلام السياسي سكين مسموم في الجسم العربي


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 00:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ وقائع ’الفتنة الكبرى‘ الجسام بين علي ابن أبي طالب ومعاوية ابن أبي سفيان، ودور الإسلام السياسي لا يقل عن وظيفة ’السكين المسموم‘ المغروس في لحمة الجسم السياسي العربي أياً ما كانت طبيعته. ولم ينقذ، في ذلك الزمان، الإمبراطورية الإسلامية الوليدة- كشكل من أشكال الأجسام السياسية المتعددة آنذاك- إلا نجاح الداهية معاوية ابن أبي سفيان في طرد المجادلات والاصطفافات الدينية خارج أصول لعبة السياسة والحكم وتطهير الجسم الغض من أثر فتنة كادت تعصف بمستقبله بعد سنوات قلائل من مخاضه. بعد هذا الترويض القاسي، اكتفى الإسلام السياسي طوال القرون اللاحقة بدور الخادم المطيع لكل من يعتلي سدة الحكم، بالإكثار من الدعاء له من فوق المنابر وتجييش مشاعر العامة في نصرة ادعاءاته وقضاياه.

ولم يجرؤ الإسلام السياسي على أن يُشهر سكينه مجدداً إلا من خلال ثغرة التعددية الليبرالية أواخر عهد الأسرة العلوية المالكة في مصر منذ عشرينات القرن الفائت. في ذلك الوقت عاد الإسلام السياسي بقيادة حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، يلعب نفس الدور القديم المفسد والمثير للفتن داخل الجسم السياسي القائم. في الواقع، حديثاً كما قديماً، ما كان الإسلام السياسي بأشكاله المتعددة يؤمن إطلاقاً بجدوى أو شرعية نظام الملكية الدستورية أو التعددية الحزبية، أو مبدأ الحريات العامة أو الخاصة. لكن كان يسعى بجهد دؤوب في سبيل مشروع آخر. في النهاية، من جملة عوامل هدامة أخرى، كان للإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين إسهاماً موثقاً في إسقاط النظام الملكي، بإيجابياته وسلبياته. لكن أمام هذه الجثة السياسية المصرية وقف الإخوان المسلمون عاجزون، لا يعرفون ماذا يفعلون بها، إلى أن خطفها منهم آخرون.

على جثة الملكية الدستورية البائدة، أقام جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار نظاماً جمهورياً تسلطياً مستند إلى شرعية الفرد- البطل المخلص- الواحد. كعادتهم، لم يجد ممثلون الإسلام السياسي من الإخوان المسلمون وغيرهم لأنفسهم وظيفة بناءة في مثل هذا الجسم السياسي الثوري الجديد. كان طبيعياً أن يعودوا أدراجهم بعد سنوات قليلة من عمر النظام الجديد إلى إشهار ’السكين المسموم‘. ثم بعد عدة جولات من الهجوم والهجوم المضاد، أصاب نصل سكينهم المسموم أخيراً جسم الضحية السياسية، التي كانت من التأسيس مسكونة بكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية. وظنوا أنها قد ماتت. ثم وقفوا، كعادتهم، لا يعرفون ماذا يفعلون. ولما طال بهم التردد والعجز عن الفعل الإيجابي، التقطت الفريسة بعض أنفاسها الخافتة واستجمعت بعض قواها المبعثرة لتنتفض فجأة واقفة في وجوههم مارداً مرعباً. ولا زال ممثلون الإسلام السياسي يجوبون أطراف الأرض فزعاً وهرباً من غضب المارد الذي ظنوا أنهم قد تخلصوا منه مرة واحدة وللأبد.

لا أحد عاقل يستطيع أن ينكر الدور البارز للإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين في إنجاح ثورة 25 يناير 2011 في مصر. لا شك هم قد لعبوا دور البطولة بامتياز ودفعوا أثمان ثقيلة في إسقاط النظام المباركي بعد أكثر من 30 سنة في الحكم. لكن حتى الآن هي عملية هدم فقط للنظام القائم، بصرف النظر عن طبيعته. ماذا بعد؟! ماذا عن البناء؟! السيناريو كان قد تكرر بتطابق عجيب في يوليو 1952. في ذلك الوقت، هم قد أبدعوا ودفعوا الأثمان أيضاً في خلخلة ثم إسقاط النظام الملكي القائم. وماذا بعد؟! لا شيء. في الحقيقة، كان الإسلام السياسي بقيادة الإخوان يلعب دور المفسد والهدام الأكبر داخل الجسم السياسي المصري الناشئ بعد 25 يناير. لكن هذه المرة بالذات كان هناك متغير جديد. لأول مرة في التاريخ الحديث، الإسلام السياسي يؤدي دوره المخرب والتدميري من داخل الملعب وليس من الخارج كالعادة. لذا، كان من المنطقي أن يكونوا أول المطرودين، وأن يهدروا فرصة قد لا تأتيهم ثانية أبداً.

يوجد الآن جسم سياسي آخر قد ولد من مخاض 30 يونيو 2013. وقد عاد اللاعبون إلى مواقعهم الكلاسيكية حيث يصطف الإسلاميون خارج الملعب، أو على هوامشه بعيداً عن المركز في أحسن الأحوال. ومن هناك، عادوا مجدداً لإشهار سكينهم المسموم إلى جسد النظام المتشكل، أياً ما يكون. لا هم ولا قضية للإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين الآن أعظم من إسقاط نظام 30 يونيو الذي لم تكتمل ملامحه الرئيسية بعد. في سبيل هذه القضية، هم مستعدين للتضحية بأنفسهم وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، وبحاضر ومستقبل البلد كله. بل هم حتى على استعداد للتضحية بالعالم أجمع في سبيل نصرة القضية. وما هي القضية؟! المعلوم والموثق تاريخياً أنهم، على صعيد العمل السياسي، لم يضيفوا سوى الفتن الدموية أو طعن نظم الحكم القائمة بسكاكين مسمومة تحت جنح السرية.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل العدو، الند، إلى الحليف
- المملكة والله والبترول
- إصلاح مراوغ تحت عباءة الدين
- تطور الدين مع الانسان
- المملكة المحافظة في واقع متغير
- لماذا انهزمت السعودية أمام إيران
- هزيمة الجهاد المسلح في سورية
- الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي
- الله الاجتماعي والله الفلسفي
- حين يمسي اليسار يميناً
- مقاربة الذيب في تفنيد الدين
- مُعلق تحت الأرض
- حين تتحول المساجد إلى سجون
- ما بين العنصرية العربية والمساواة الديمقراطية
- الإسلاميون بين التقية والتمكين
- الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان
- على ميزان القيمة الإنسانية
- السيسي وعنان، وبينهما الإخوان
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي سكين مسموم في الجسم العربي