أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حين تتحول المساجد إلى سجون














المزيد.....

حين تتحول المساجد إلى سجون


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 23:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل عام ينفق النشطاء الإسلاميين أموالاً وجهوداً طائلة على بناء وإعمار المساجد، ما جعل أعدادها في أي أرض إسلامية مهما صغرت أو كبرت تفوق بكثير أعداد الأبنية الخاصة بأي مؤسسة أخرى من مدارس أو جامعات أو مستشفيات أو جمعيات أهلية أو شركات أو مقرات حزبية أو نوادي اجتماعية ورياضية أو أقسام شرطية أو محاكم أو سجون أو وحدات عسكرية...الخ. من ناحية أخرى، لا يكاد هؤلاء الإسلاميون ينفقون شيئاً يذكر تناسبياً على تطوير المحتوى الديني الذي يتردد صداه بنفس حرفه ولفظه وفحواه تقريباً منذ أكثر من ألف عام. في النتيجة، هذه المساجد الإسلامية رغم كثرتها الهائلة قد تحولت إلى ما يشبه ’الغيتوهات‘ التي تعيش في عزلة شبه كاملة عن عالم الواقع المتغير من حولها.

حين خرج السكان الأصليون لهذه الغيتوهات إلى واقع الحياة القائمة بعد ثورة 25 يناير 2011 كان من المتوقع أن يصدموا به، ويصدم بهم؛ لا هم استطاعوا أن يتحملوا متغيرات الحياة الطبيعية المتطورة، ولا هي تحملتهم. وكان من المتوقع إن عاجلاً أو آجلاً أن يسفر هذا الصدام الحتمي بين عالمين متناقضين عن غلبة أحدهما على الآخر. وكما تتكشف الأحداث يوماً تلو الآخر، لا يمكن بأي حال اعتراض سنن الحياة المتغيرة والمتطورة على الدوام.

الهزيمة الساحقة في ميدان الحياة الحقيقية قد جعلت النشطاء الإسلاميين يستسلمون أكثر فأكثر إلى السكينة التي تضمنها لهم جدران المساجد من صراعات الدنيا وأطماعها وعذاباتها. لماذا اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة؟! كان- في رأيهم- ترك الدعوة والنزول إلى متطلبات ومعارك الحياة ومكائدها السياسة خطأ كبير يجب تصحيحه. لهذا السبب، قد شرعوا يلوذون من صخب الثورات والاعتصامات والاحتجاجات والانتخابات والعمل الميداني والأحزاب والمجالس السياسية إلى خشوع الصلاة وقاعات الدرس داخل حرمات المساجد، التي عادوا ينفقون كل أموالهم وجهودهم وتحركاتهم كما من قبل على بنائها وإعمارها.

لكن هم لم يسألوا أنفسهم بعد السؤال المطلوب: لماذا هم اصطدموا بالواقع أصلاً، واصطدم الواقع بهم؟ هل العيب فيهم، أم في الواقع؟ وهل المسجد يشكل فعلاً مكون متوافق مع الواقع، أم هو واقع آخر نقيض لكل ما حولهم؟

المساجد، رغم كثرتها المذهلة، في جميع أرجاء الدول الإسلامية هي في الواقع ’سجون‘ لروادها، تعزلهم خلال فترة تواجدهم داخلها عن جميع متطلبات العالم المعاش من حولهم، وفور خروجهم منها كأنهم لم يدخلوها أصلاً- ببساطة لأنهم إذا ما حملوا منها شيئاً ولو يسيراً سوف يصطدم حتماً بحقائق عالم مناقض، الذي سوف يغلب عليهم لا محالة في نهاية الصراع.

لماذا لا يحاول النشطاء الإسلاميين أن يفتحوا ولو قليلاً باب رسالتهم الدينية إلى متغيرات الواقع المتطور، بدل أن ينكبوا بدأب ونهم لا نظير له في تعلية وزخرفة أسوار من الحجر تتحول في النهاية إلى ’سجون‘ لهم، شيدوها بأنفسهم؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين العنصرية العربية والمساواة الديمقراطية
- الإسلاميون بين التقية والتمكين
- الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان
- على ميزان القيمة الإنسانية
- السيسي وعنان، وبينهما الإخوان
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة


المزيد.....




- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حين تتحول المساجد إلى سجون