أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - السيسي وعنان، وبينهما الإخوان














المزيد.....

السيسي وعنان، وبينهما الإخوان


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهر الثورة المصرية لا زال هائجاً. إذا بعد كسح الغث الإخواني وترويق بقية عكار الإسلام السياسي أعلى السطح، لا زال هناك الكثير في الأعماق الذي من المرجح أن لا يسلم من وطأة المد الثوري. في التحليل الأخير، الثورة لا تكون ثورة بحق إلا بعد اختراق الأعماق وتقليبها وقذفها إلى العلن، بما يحدث انكساراً تاريخياً يباعد ما بعده عن ما قبله. وكشأن الثورات العظيمة عبر التاريخ، الثورة المصرية الحالية لا يتوقع أن تهدأ بمجرد إزالة القشور مثل نظام مبارك ثم نظام الإخوان. هي، بخطوتها الوئيدة، سوف تشق طريقها لا محالة وصولاً إلى طبقات أكثر فأكثر صلابة لا يشكل منها هذين النظامين البائدين سوى قمة الجبل الثلجي.

أولى الخطوات باتجاه العمق الحقيقي سوف تتحقق إذا ما حسم رئيس أركان الجيش المصري السابق، الفريق سامي عنان، موقفه لصالح خوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة. إذ من المعلوم جيداً أن لا مرشح مدني على الإطلاق قادر على أن يشكل تحدياً حقيقياً أمام المشير عبد الفتاح السيسي، المدعوم بقوة من الجيش وكافة مؤسسات الدولة بلا استثناء. في حال عدم ترشح عنان، سوف تكون النتيجة محسومة سلفاً لصالح السيسي؛ لكن في حال خوضه الانتخابات سوف يكون المشهد مختلف تماماً، ومن شبه المؤكد أن يشهد جولة إعادة بين المتنافسين العسكريين.

التنافس الجدي والقوي بين مرشحين عسكريين بهذه المكانة العالية، وبمناطق نفوذ قوية لكل منهما سواء داخل المؤسسة العسكرية نفسها أو النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية محلياً، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي كذلك، لن يمر أبداً مرور الكرام ومن المؤكد أن تكون له تداعيات عميقة ودائمة على المشهد برمته. هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث الذي يتنافس فيها الجيش المصري علانية وفي وضح النهار ضد نفسه على المنصب السياسي الأعلى والأهم في البلاد.

الإخوان المسلمون، كعادتهم، لن يتركوا مثل هذه الفرصة السانحة تمر دون استغلال وتربح. ومن شبه المؤكد، فضلاً الإدارة الأمريكية وحكومة أردوغان وإمارة قطر وتونس وبعض الدول الأخرى بدرجات أقل عبر أفريقيا والعالم، أن يقف الإخوان المسلمون وبقية أطياف الإسلام السياسي بكل قوة ودعم خلف الفريق عنان. قد تكون الأغراض من وراء هذا الدعم مختلفة بين من يريد مجرد إبعاد السيسي من المشهد أو عودة الحكم في النهاية إلى المدنيين أو ارتباطات سياسية أو اقتصادية أو مصالح أخرى، بيد أن الغرض الأساسي وربما الأوحد من وراء دعم الإخوان وحلفائهم الإسلاميين لترشيح الفريق سامي عنان لن يتعدى: إبعاد ’عقبة‘ الجيش من طريقهم إلى الانفراد بالسلطة والحكم، حتى لو بثمن القضاء على الجيش الحالي كلياً وإعادة تأسيس آخر بديل منصاع لأوامرهم.

دخول الفريق عنان إلى المعترك السياسي الحالي ضد المشير السيسي، في ظل مصالح الإخوان المسلمين وحلفائهم وأصدقائهم أعلاه، سوف يشكل من حيث تداعياته على البلد والمنطقة والعالم موجة ثالثة أشد قوة وعمقاً من سابقتيها في 25 يناير و30 يونيو، وامتحاناً أشد صعوبة لجميع الأطراف بلا استثناء. في النهاية، أظن أن المزيد من تهوية وتقليب التربة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المصرية المتجرفة بفعل القمع منذ عقود طويلة يمثل أهمية عظيمة ومصلحة كبيرة لجميع الفرقاء والخصوم، بشرط عدم اللجوء إلى العنف الواسع وأن تتوفر في الجميع- بعد أن تهدأ ثورة الغضب في النفوس- الشجاعة الكافية للنظر مباشرة في عيون بعضهم البعض.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - السيسي وعنان، وبينهما الإخوان