أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - لماذا انهزمت السعودية أمام إيران














المزيد.....

لماذا انهزمت السعودية أمام إيران


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه أن الصراع الدائر حالياً على السطلة في سوريا يقوم على أسس طائفية جلية وموغلة في القدم فيما بين الكتلتين الإسلاميتين الأكبر: السنة والشيعة. ومما لا شك فيه كذلك أن مثل هذا الصراع ذو الأسس الطائفية ليس هو الأول، ولا يتوقع أن يكون الأخير في المستقبل المنظور. ومما لا شك فيه ثالثاً، أن القطبين الإقليميين الأكبر حالياً في هذا الصراع هما المملكة العربية السعودية ممثلة للإسلام السني من جهة، والجمهورية الإيرانية الإسلامية ممثلة للإسلام الشيعي في المقابل. ومما لا شك فيه رابعاً، أن في آخر صراع من هذا النوع- في العراق ما بعد الاحتلال الأمريكي- كان النصر الحاسم ولا يزال في هذه المواجهة الطائفية القديمة/الجديدة في صالح الجمهورية الإيرانية. كذلك معظم المؤشرات حتى الآن في المواجهة السورية تشير إلى الوجهة نفسها. ما سبب هذا الإخفاق السعودي البين والمهين على الصعيد العسكري أمام دولة أقل منها بشكل ملحوظ في أغلب ركائز القوة المادية والمعنوية إقليمياً ودولياً؟

أولاً، يجب التذكر أن في الحرب الإيرانية-العراقية الممتدة لنحو ثمانية أعوام من 1980 إلى 1988، لم تستطع دولة إيران تحقيق أي إنجاز أو تفوق عسكري يذكر على الجيش العراقي المدعوم من أطراف متعددة، على رأسها السعودية ذاتها. في النهاية انتهت الحرب بإنهاك كلا الطرفين دون نتيجة حاسمة لأي منهما. لكن الآن، بعد حل الجيش العراقي ذو الغلبة السنية عقب هزيمة صدام حسين، وفي مواجهتين أكثر أهمية بكثير للسعودية وللمنطقة العربية ذات الأغلبية السنية كلها- في العراق بعد صدام حسين ثم في سورية تحت بشار الأسد- أتت النتيجة حاسمة بما لا يترك مجالاً للشك في التفوق الإيراني.

مما سبق يمكن استنتاج أن السعودية، على صعيد المواجهات العسكرية النظامية المباشرة- لا تملك الكثير؛ أو أن السعودية بدون جيش حليف تدعمه ويخوض حرباً بالوكالة عنها، لا تستطيع أن تفعل الكثير رغم الوفرة الهائلة في قدراتها المادية والمعنوية. لماذا؟

بخلاف القوات المسلحة الملكية، لا تتبنى المملكة العربية السعودية فلسفة التجنيد الإلزامي والتعبئة العامة للمواطنين السعوديين حتى تنشئ جيشاً وطنياً محترفاً مثل ذلك الذي قد خاض به صدام حسين حربه ضد إيران في الماضي، أو الذي يخوض به بشار الأسد مدعوماً من الجيش الإيراني مواجهته الحالية ضد متمردين مسلحين لكن يفتقرون إلى النظام والاحتراف ومدعومين من دولة- السعودية- ليست أحسن منهم حالاً في هذا الشأن. قبل أن يتوفر للسعودية مثل هذا الجيش النظامي الوطني المحترف لتخوض به المواجهة مباشرة بنفسها أو بالوكالة عن طريق الدعم، لا يمكن التوقع بمعقولية إلا أن يكون النصر في صف إيران وسورية، حيث تتضافر جهود جيشين نظاميين وطنيين ومحترفين.

في الصراع السوري، وفي غياب جيش وطني نظامي ومحترف راغب في خوض حرباً بالوكالة عن السعودية وتكون له حدود مشتركة بميدان المعركة تمكنه من ذلك لو أراد، اضطرت المملكة إلى الاكتفاء بضخ الدعم المادي والمعنوي من دون وجود جيش وطني منظم يتلقى هذا الدعم ويترجمه إلى إنجاز ملموس على الأرض. في غياب قوات عسكرية نظامية على أرض المعركة، سرعان ما تأكدت السعودية أن هذا الدعم لن يؤتي المردود المأمول، علاوة على أنه سوف يرتد عليها نفسها بكابوس مدمر بعد عودة المقاتلين غير النظاميين من غير السوريين- غالبيتهم من السعوديين- إلى بلدانهم الأصلية. في غياب جيش محترف تعطيه الدعم لينوب عنها بالوكالة في المواجهة ضد إيران الشيعية في سورية، اكتشفت المملكة أنها تدعم في الحقيقة هلاكها نفسها بعد حين- فور عودة المقاتلين السعوديين بعد أن تكتمل فيهم حلقة التطرف الديني بالتدريب العملي على القتال.

هكذا بعدما خاب أملها في القوات غير النظامية، نقلت السعودية الأمل إلى تدخل الولايات المتحدة أو الغرب بقوات عسكرية لكي تحسم المعركة لصالحها كالعادة، وفي مقابل ذلك تكسب ما تشاء من دعم وامتيازات. للمرة الثانية يخيب أمل المملكة. الحليف الأمريكي حتى الآن غير راغب في مثل هذه المواجهة، أو لا يجد له مصلحة مباشرة فيها، أو أنه قد انهك بالفعل من كثرة المواجهات التي قد دخلها من قبل في هذه المنطقة بطلب أو بوكالة أو دعم من السعودية لكن من دون مغنم حاسم لأمريكا وحلفائها يستطيعون به إقناع ناخبيهم بجدوى مثل هذه المغامرات العسكرية غير المنتهية، أو أنه قد لاحت له حالياً مصلحة أكبر لدى غريمة السعودية اللدود- إيران.

للمرة الأولى منذ تأسيسها تقريباً، تقف المملكة العربية السعودية مقيدة اليدين، عاجزة، لا تعرف ماذا تفعل وهي تخسر يومياً تقريباً أصولاً جيوستراتيجية لا تقدر بثمن لغريمتها الشيعية المنافسة اللدود لها على زعامة الإقليم والعالم الإسلامي. السبب الظاهر والمباشر لهذا العجز السعودي يكمن في افتقار الدولة السعودية لجيش نظامي وطني ومحترف مؤسس على قاعدة التجنيد الإلزامي والتعبئة العامة كبقية الجيوش الوطنية لتخوض به حروبها بنفسها، أو في افتقارها لحليف-إقليمي أو دولي- يملك مثل هذا الجيش الوطني المحترف ويرغب في خوض هذه الحروب السعودية بالوكالة عن المملكة. وهذا يطرح سؤال آخر أكثر دلالة وأهمية وعمقاً في معرض تفسير هذا القصور الشديد في القدرات العسكرية السعودية قياساً بقدراتها المادية والمعنوية الأقوى بكثير إقليمياً وعالمياً: لماذا، كسائر الدول الوطنية حول العالم، المملكة العربية السعودية لا تزال لا تملك حتى اليوم جيشاً نظامياً محترفاً من مواطنيها السعوديين؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة الجهاد المسلح في سورية
- الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي
- الله الاجتماعي والله الفلسفي
- حين يمسي اليسار يميناً
- مقاربة الذيب في تفنيد الدين
- مُعلق تحت الأرض
- حين تتحول المساجد إلى سجون
- ما بين العنصرية العربية والمساواة الديمقراطية
- الإسلاميون بين التقية والتمكين
- الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان
- على ميزان القيمة الإنسانية
- السيسي وعنان، وبينهما الإخوان
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - لماذا انهزمت السعودية أمام إيران