أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - إصلاح مراوغ تحت عباءة الدين














المزيد.....

إصلاح مراوغ تحت عباءة الدين


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 22:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


* بفعل طبقات كثيفة من التفاسير وتفاسير التفاسير، والشروح وشروح الشروح، والتآويل وتأويل التآويل المتراكمة جميعها فوق نص بدائي (القرآن والسنة)، قد تحولت العباءة الدينية بمرور الزمن من نسيج بسيط وشفاف إلى سد حديدي مانع لا يسمح برؤية ما بخارجه.

* من المفارقة أن معظم المفكرين العرب كلما تطلعوا إلى وسعوا في إصلاح واقعهم المتخلف مقارنة بالأمم المتقدمة، وبدلاً من محاولة قراءة هذا الواقع بذاته كما هو قائم ومحاولة تشخيص أفضل الحلول الممكنة في ضوء القدرات الفعلية والنصوص النظرية المختلفة ثم العودة إلى الواقع ثانية للحكم أي النصوص قد أفلحت فتعتمد وأيها أخفقت فتستبعد، كانوا يرتدون أولاً عباءة النص الديني الحديدية المانعة ثم يحاولون في عتمتها قراءة الواقع وتشخيص الحلول! لذلك كان منطقياً أن لا يروا الكثير، وأن تكون حلولهم غارقة في المثاليات النظرية وغير متصلة بحقائق الواقع.

* الله، بكافة صفاته وتعاليمه وإيحاءاته وتجلياته المتدفقة في ذهن الفرد المسلم فور استماع أو ترديد هذه اللفظة، هو منشأ اجتماعي خالص قد نشأ وتطور مع نشأة وتطور الجماعة البشرية، وليس العكس؛ الله الذي قد أرسل الرسل وبعث الأنبياء، وأنزل القرآن، وأوحى إلى نبيه محمد، وخلق آدم وحواء، وشرع للبشر كافة، ومسير الكون...الخ ليس أكثر من ’شخص اجتماعي‘، حيث تختزل درجة تطور المجتمع ومعارفه، ووعيه بذاته، ونظرته لنفسه والآخرين، وغاياته المنشودة من الوجود والحياة، وتوقعاته وأمنياته لما بعد الموت...الخ. أما عن فرضية أن يكون هناك بالفعل في مكان ما وفي شكل ما خالق للخلق ومدبر للكون رغم عجز الإنسان عن الاتصال به، فهذا سؤال فلسفي خارج الموضوع، ولا يمت بصلة للآلهة- ومنها الله- التي قد أقامتها البشرية ونسبت إليها هذا الدور منذ الأزل.

* تخيل وجود مثل هذا ’الشخص الاجتماعي‘ الخارق فيما وراء الطبيعة كحقيقة بصورة ما وفي مكان ما حول السموات والأراضين السبع، وقدرته إذا شاء على التواصل المباشر أو غير المباشر مع البشر، قد أدى إلى ’شخصنة‘ العقل العربي وطريقته في التفكير، بما جعله عاجزاً عن استقراء أو بناء شيء مستقل بمعزل عن الصفات الشخصية الطبيعية المرتبطة بالشخص البشري. من هذا النبع، استقت السلطات (المرجعيات) الدينية المستندة بدورها إلى شخصيات دينية أقدم، المتصلين بدورهم بشكل مباشر أو غير مباشر بالشخص الاجتماعي الأعظم أو بوحيه النازل من السماء، قوةً ونفوذاً داخل المجتمعات الإسلامية غير متناسبين مع قوتهم ونفوذهم الطبيعي الحقيقي لولا الوجود المتخيل لهذه المرجعية الإلهية الأعظم.

* الخروج من تحت سلطة النص المقدس وعباءة المرجعيات الدينية هو أمر لا بديل عنه قبل رؤية الواقع والقدرة على التعامل معه بفاعلية. فور التحرر من عتمة هذه العباءة الضيقة إلى الفضاء الاجتماعي والانساني الرحب، سوف يكتشف المصلحون العرب أن الدين بنصوصه ومرجعياته لا يشكل سوى رافد هزيل للغاية في نهر الحضارة البشرية المتعدد الروافد.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الدين مع الانسان
- المملكة المحافظة في واقع متغير
- لماذا انهزمت السعودية أمام إيران
- هزيمة الجهاد المسلح في سورية
- الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي
- الله الاجتماعي والله الفلسفي
- حين يمسي اليسار يميناً
- مقاربة الذيب في تفنيد الدين
- مُعلق تحت الأرض
- حين تتحول المساجد إلى سجون
- ما بين العنصرية العربية والمساواة الديمقراطية
- الإسلاميون بين التقية والتمكين
- الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان
- على ميزان القيمة الإنسانية
- السيسي وعنان، وبينهما الإخوان
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟


المزيد.....




- رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يصلون بالمسجد الأقصى
- بابا الفاتيكان يطالب رئيس الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار ف ...
- مشروع الكنيسة الرئاسية يثير جدلا دستوريا في كينيا
- السويداء: الشيخ موفق طريف يدعو أوروبا للتدخل ويقول لولا تدخل ...
- مصر.. الإفتاء ترد على سؤال -اذكر 3 خلفاء راشدين أو تابعين اح ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في حارس غرب سلفيت
- بابا الفاتيكان يناقش -الوضع في غزة- مع الرئيس الإسرائيلي
- الهباش خلال ندوة في الباكستان: فلسطين أمانة وحماية الأقصى مس ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإطلاق سراح الرهائن ويؤكد دعمه لحل الدول ...
- الهباش يطلع وزير الشؤون الدينية الباكستاني على الأوضاع في فل ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - إصلاح مراوغ تحت عباءة الدين