أسامة غانم
ناقد
(Osama Ghanim)
الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 00:53
المحور:
الصحافة والاعلام
ان التحول الثقافي في أي بلد – وخاصة في البلاد العربية – محكوم بالتحولات السياسية والسوسيولوجية والاقتصادية والدينية ، وفي العراق انبثقت اشكاليات من هذه المحاور ، بل قل مشاكل مخيفة اوجدت في كل مفاصل المجتمع العراقي ، ومنها المفصل المهم والخطير وهو الثقافة ، ففي السياسة كرست المحاصصة الطائفية التي قامت بشق المجتمع الى اناس تملك المليارات واناس معدمين ، والى تعميق المذهبية ،والى القتل المجاني في جميع العراقيين ، وانتشار الامية ،ولكني اقول ان التجربة الروائية في العراق خلال السنوات العشر الماضية انتعشت وتطورت واصبح السرد الروائي العراقي يتفاعل مع التحولات والتجديد الذي طرأ على الرواية العالمية ، لتصبح اكثر نضوجا وفاعلية عما كانت عليه في العهد الشمولي ، وعما اصاب البلد من فساد وخراب ، وعدم وصول التغيير الى المسؤول في المؤسسة الثقافية حيث وضع السياسي بدلا من المثقف ، فـ عقلية السياسي المنتمي الى الاحزاب الدينية – السياسية غير عقلية المثقف الحر الذي يسعى لتحقيق الرؤية الانسانية والعدالة الاجتماعية في المجتمع العراقي ، نتيجة لذلك تقاطع السياسي مع المثقف ، واصبح السياسي كلما يسمع كلمة مثقف أو ثقافة يتحسس مسدسه – مقولة لغوبلز – واصيب المثقف العراقي بخيبة امل من السياسيين الذين لايؤمنون بالثقافة والمثقفين بل وصل الامر الى معادتهم ، لذا اخذ الروائي يعتمد على امكانياته الذاتية ، في النشر وفي التوزيع وفي الدعاية ، حيث انتجت هذه العملية روايات مهمة ورصينة وعميقة في النوعية بالاضافة الى ازدياد كتابة الروايات وطرحها في الاسواق ، والبعض منها وصل الى جائزة البوكر ... فقط تحتاج الرواية االعراقية الان الى القاء الاضواء عليها وتحليلها والقيام بدراستها ، من خلال كتابة الدراسات النقدية الحديثة عنها .
#أسامة_غانم (هاشتاغ)
Osama_Ghanim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟