أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أسامة غانم - حوار - في الملحق الثقافي لطريق الشعب















المزيد.....

حوار - في الملحق الثقافي لطريق الشعب


أسامة غانم
ناقد

(Osama Ghanim)


الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 15:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


ـ ما مدى عمق تاثير النشأة في التكوين ؟
ولدتُ في مدينة الموصل سنة 1954 ، في محلة باب لكش في بيت شرقي متكون من حوش كبير ‘ تقع في صدر البيت " رهرة " – غرفة تنزل اليها بدرجتين أو بثلاث - فوقها غرفة ، والايوان وغرفتين متقابلتين يمينه ، مع شجرة توت عملاقة يتمدد ظلال اغصانها على الحوش كله وجزء من السطح ، ومعانقة شجرة توت بيت الجيران ، وهي تقع امام الباب الثاني لقنطرة طولها حوالي الثلاث امتار تتصل مباشرة بباب البيت الرئيس يسار واجهة البيت ، ومن المفارقات التي كانت مألوفة وقتذاك أن المحلة كانت محاطة من ثلاث جهات بمقابر ، فتداخل البيوت بالقبور كانت مسألة اعتيادية ، هنا نشأت وتعلمت القراءة والكتابة في المدرسة الابتدائية المسمى " الوطن " الملاصقة للمحلة من جهة الشمال ، وعلى يسارها سينما " الجمهورية " التي تبعد عن المحلة بحوالي خمسمائة متر والتي تقع بداية شارع الدواسة المليء بالسينمات والبارات ومخازن الملابس والاحذية ، من هنا بدأت اقرأ مجلات " سوبرمان والوطواط وميكي ماوس وسمير "، ثم اتجهت الى قراءة " الف ليلة وليلة " في الصف الخامس ابتدائي ـ ففي فصل الشتاء كانت والدتي تقرأها لجدتي والتي هي امها ـ كنت اقرأ السرد واترك الشعر الا ماندر وخاصة الابيات الماجنة ، فكنت استلذ بها ، بعدئذ قمت باقتناء روايات ارسين لوبين وشرلوك هولمزوسلسلة روايات الجيب ولكن تبقى مكتبة والدي هي المنهل والنبع الاول ، مكتبة ملات غرفة صغيرة بصناديق الكتب والمجلات ففيها قرات روايات الهلال وسلسلة كتابي التي كان يصدرها حلمي مراد والاعداد السنوية من مجلة العربي الكويتية ومجلة آخر ساعة و روز اليوسف وروايات احسان عبد القدوس ويوسف ادريس ونجيب محفوظ والكثير الكثيرمن الكتب ، هذه القراءات ظلت راسخة في ذهني وحفرت عميقاً لتشكل مخيلة جامحة غير محدودة . في المتوسطة تعرفت على جان بول سارتر من خلال شقيقي الكبير زهير الذي كان يكتب القصة ثم اتجه الى الصحافة ، ولازلت اذكر الكتاب الذي قراته " الوجودية فلسفة انسانية " وهو عبارة عن كتاب دعائي تعليمي لشرح الوجودية ، ولكن رغم ذلك لم استطع ان استوعب الكثير من الكتاب لصغر سني الا بعد سنوات ، واخذت قراءاتي تتنوع وتتعدد بمرور السنين ، من كتب فلسفة وعلم نفس وسياسة واقتصاد وادب وسيرذاتية الخ ، وفي تلك الفترة كان المد اليساري في الوطن العربي وفي العالم متزايد ومنتشر ، وكانت تباع الكتب الماركسية في مكتبات الموصل المزدحمة بها ، واتذكر اني كلما ذهبت الى العاصمة بغداد كنت امر بالمركز الثقافي السوفيتي في شارع ابي نؤاس لجلب الكتب الماركسية ، وبمرور الايام اصبحت امتلك مكتبة صغيرة منتخبة ذات مسحة يسارية ، وتميزت قراءتي منذ البداية بتنوعها ولم احصر نفسي في قراءة معينة وهذا الشيء لازمني ليومنا .
هذه المتراكمات من القراءات الثقافية المختلفة ذات البعد الشمولي ولدَ لدي ذائقة نقدية ، مع رؤية صائبة في الاختيار، اختيار نوع الكتاب ، واختيار اسم الكاتب ، في القراءة والكتابة، ومتابعة كل معاصر وحديث من اسماء وعناوين في المكتبات ، والاطلاع عليها، فمنها توسعت حدود الحلم والخيال والمعرفة، هذا كله وضعني امام تحدي لم اختاره انا ، ولكني اخترت التجربة ، لانطلق منها، أي من تاريخانية التجربة الذاتية المغمسة بالاكتشاف والمعرفة والخيال، يتقدمها وعي حاد بما يدور حولي وما يدور في العالم ، وما يدور فيَ، لاصبح فيها مهووس بــ " انقاذ الانسان . وإعادة اكتشاف الانسان داخل الانسان " كما قال ميشيل فوكو .ولكني متاخراً اكتشفت بان هذه المقولة تنتسب للخطاب الميتافيزيقي ، وبان الانسان يحب أن يخلق " وهمَ " ـه.
ــ ماهي العلاقة بين الابداع والنقد ؟
حقيقة هذا التساؤل مهم، فالكثير من الادباء والبعض من نقاد الصدفة يعزلون النقد عن الابداع ، والتعامل معه كأنه موبؤء ، وهذه الرؤية متخلفة ولاتقر بها السياقات الحديثة ، رغم أن في تراثنا يوجد مايدحض هذه الرؤية ، فالجرجاني في كتابيه " دلائل الاعجاز " و " اسرار البلاغة " ، قد طرح مفاهيم تعتبر اليوم من المفاهيم الحديثة ، فـ معنى المعنى الذي يقابله فهم الفهم لــ غادامير ، لذا فالابداع ليس محصوراً في الرواية والقصة والشعر ، بل اصبح يشمل الفنون التشكيلية جميعها من ضمنها الخط والزخرفة ، بالاضافة الى السينما والمسرح والرقص ، الموسيقى، والازياء والموضة والخ ، فكيف بالنقد وهو كتابة على الكتابة ، كتابة متوازية مع الكتابة الآخرى ، كتابة تهدم / تبني و تفك / تشد ، لكي تنتج نصاً نتيجة الحفر في النصَ الآخر ، المملؤء بأقوال متجمعة عن ألف مركز من مراكز المعرفة والثقافة .
بل أن البعض من الكتَاب يذهب الى الكتابة النقدية- التنظيرية أو من الكتابة الفلسفية والفكرية الى كتابة الرواية والمسرحية، ولدينا اسماء كثيرة جداً ، منها : اليوت ، فرجينيا وولف ، سارتر ، سيمون دي بوفوار، وادونيس ، فالقنوات الابداعية تصب الواحدة بالآخرى ، والتداخل فيما بينها لاحدود له ، وهذا يعزز على ماقلناه بإن النقد محسوب على الابداع وهو جزء مهم منه ، ولكن ليس من الوجوب أو من الفرض أن يقوم الناقد بكتابة الرواية أوالقصة أو أو، وبالعكس .
ـ مالذي تقصده بعبارة ( النقد محسوب على الابداع ) ؟
بل النقد هو عين الابداع . فهو في التماثلات الابداعية الادبية ( = الكتابة ) يكون في مقدمتها ، والنقد الحقيقي يحسب له ألف حساب من قبل الآخرين ,ويوخذ به كأنه سفر من اسفار الالهة ، لا بل له مشروعية الحكم على العمل الادبي ، بينما العمل الادبي يفتقد هذه المشروعية ولايحق له أن يجهر بها . لذا نرى النصَ المجنس يحاول اخذ مشروعيته من النصَ النقدي الرصين .
ـ ماهي المحرمات الثقافية التي تحد من اعمال العقل الناقد ؟
او كما يسميها المفكر بوعلي ياسين في كتابه " الثالوث المحرم " : الدين – السياسة – الجنس ، فهذه التابوات تنطلق من الخطابات الدينية والسياسية والسوسيولوجية ، بل وتتكيء عليها في تعميق وتوسيع نفسها ، فالمحرمات الثقافية مفهوما هي نسق القيم السوسيولوجية المتزمتة حد الجمود التي تحافظ على الوضع القائم ، وتمنع المبدع الذي يسعى لتغييره لتحقيق الانفتاح والافضلية لمواطنه ، وليس ذلك فحسب فعندما سئل د,مراد وهبة عن المحرمات الثقافية قال عنها " اقصد الاوهام التي تاخذ طابع القداسة ، والتي تمنع من التفكير ، وتمنعك عن التسريع " ، أي تحويل الاوهام والخرافات في الخطاب اللاهوتي الى عقائد مقدسة ، ممنوع التفكير فيها ، وهذا ماحصل مع الفيلسوف ابن رشد عندما وضع قاعدته الذهبية التفكير قبل التكفير ، والتأويل يمنع التكفير، في عصر الانحطاط والتخلف ، وانعدام الاجتهاد، فنفوه الى قرية منسية في المغرب واحرقوا كتبه ، بينما كانت اوروبا تقوم بترجمة كتبه في ذات الوقت ، ووضعها مناهج دراسية للجامعات الاوروبية ، مفارقة تؤدي بالانسان الى الجنون ، رغم أن ابن رشد هو قاضي ومسلم يؤدي الفرائض ، ولكن غير مسموح له بتغليب العقل على النقل .
اما السياسة ، فلايحق لأي مواطن مهما كان أن يقوم بانتقاد السلطة / المؤسسة ، أي الحاكم وبطانته ، وهذا الفعل يؤدي بالمواطن الى قطع راسه ، وليس ذلك فحسب فمن كان يرغبون بالتخلص منه يلصقوا به فعل المحاولة لقلب نظام الحكم كما فعلوا مع الحسين الحلاج حينما اتهموه بالتجذيف اول الامر ولم يفلحوا قالوا بانه متعاون مع القرامطة لاسقاط الحكم ، وجعلوا الخليفة المقتدر يوقع بالاكراه المقنع رغم انه توقيع شكلي ، هذه حال الانطمة العربية قديما وحاضرا . فمن الطبيعي ان تتاثر عملية النقد ، وتكون " نقد جرائد" وانطباعيات واخوانيات ،وهذه العقلية تكونت نتيجة التراكمات السوسيولوجية والفقهية والسياسية عبر مئات السنين .
ـ ماتقييمك للنقد الأدبي العراقي الآن ، وهل هناك مدرسة نقدية منهجية مثلما نراه في مصر والغرب العربي ؟
سؤالك هذا يتكون من سؤالين مختلفين ، اود اولا أن اوضح نقطة جوهرية الا وهي انني منذ ان بدأت بنشر دراساتي النقدية ، كانت دراسات تحتوي على رؤيتين نقديتين هما: النقد الثقافي والنقد الادبي، لم تتوضح في البداية ، ومع مرور الايام اخذ مشغلي النقدي الثقافي يتشكل ويتبلور وصورته تتجسد ، الى ان حقق هويته الكاملة في اثبات وجوده ، فالنقد الثقافي يعمل على تقويض النقد الادبي والبلاغة معاً ، بغية بناء بديل منهجي يهتم باستكشاف الأنساق الثقافية المخفية غير المعلنة ، ودراستها في سياقاتها السوسيولوجية والتاريخية والسياسية والثقافية فهماً وتأويلاً .
وقد تأثر النقد الثقافي بمنهج جاك دريدا التفكيكي القائم على : التشريح والتقويض والتشتيت ، لاستخراج الأنساق الثقافية عبر الخطابات والنصوص سواء كانت تلك الأنساق مهمشة أو مهيمنة ، وكذلك تأثر بالماركسية ، والتاريخانية الجديدة ، والمادية الثقافية ، والنقد النسوي الذي يعمل على ترسيخ هوية التأنيث ثقافياً في مواجهة موسسة الذكورة . ويتميز النقد الثقافي باعتناءه بالمؤلف ، والقاريء ، والناقد ، وبالسياق ، والقصدية ، وكذلك استفاد من كافة حقول المعرفة والثقافة : البلاغة – الاداب – الفلسفة – والنقد –
كل ناقد له هويته ومنهجه الخاص به ، وله مساره ، وفي هذا خْلَق تيارات متنوعة متعددة ، قسم منها تعتمد على مدارس نقدية مختلفة : التاريخية والانطباعية والظواهرتية والنفسية وغيرها، والقسم الآخر انطلق من تجربته ومن مدى عمق استيعابه للنقد الحديث الما بعد حداثي والذي يعتبر النقد الثقافي جزءا منه ، بهذا تكْوَن منجز أو مشغل نقدي جديد ، وهنالك الكثير من هولاء النقاد المنتشرين في العراق ولكنهم متفرقون لهذا لم تتبلور رؤية نقدية من اجل استقطاب مدرسة نقدية مثل مدرسة بيل (= جامعة بيل الامريكية ومن اشهر نقادها ستانلي فيش – بول دي مان )، ولو تقرأ كتابي " غائب طعمة فرمان الحاضر في الذاكرة الذهبية " تشاهد ان النقد الادبي له المساحة الواسعة فيه ، رغم وجود النسق المشتغل على " النقد الثقافي " ، الذي كان بدوره يعمل بالظل وبنشاط غير طبيعي ولكن بالخفاء لان النص يتطلب منه ذلك في دفع الادبي على الثقافي ولكنه لم يستطع ان يلغيه لان النقد الادبي تابع للمسمى النقد الثقافي ، ولم يستطع ان يتجاوزه .
ــ كتبت في النقد دراسات نقدية عدة تتناول كتاب عرب وعراقيين ، وتناولت في احد كتبك الروائي العراقي " غائب طعمة فرمان " ... لماذا وقع اختيارك على فرمان دون غيره ؟
كثير ما أسأل هذا السؤال الذي اصبح بالنسبة لي متكرر ومتعب ، كتبت عن فرمان لأسباب كثيرة ، منها انه اول من كتب الرواية الفنية في العراق ، وبقى مستمرا في كتابة الرواية التي تتناول الهم العراقي والوضع العراقي رغم انه يعيش خارج العراق في موسكو الى ان وافاه الآجل ،ثم وهو الروائي العراقي اليساري الذي ظلم مرتين ، مرة من قبل الحزب في عدم كفاية تسليط الاضواء عليه ، وعدم تناوله كروائي يساري ، وعندي مثال على ذلك ، فإن مجلة الاقلام كانت قد نشرت ملفا عنه في التسعينيات بينما مجلة الثقافة الجديدة لم تقم بنشر ملفاً عنه تستكتب فيه اصدقائه واهله والنقاد ، فــ فرمان قامة روائية عراقية حفرت بصَمتْها في الرواية العراقية والعربية ، ففي رواية " خمسة اصوات " التي صدرت عام 1967م نرى اسلوب تعدد الاصوات الذي بعد سنوات طويلة وعندما ترجم باختين ، عرفنا ان باختين قد اسهب في دراسة تعدد الاصوات ، واعتبرها - أي الرواية المتعددة الاصوات - : " النموذج الفني الأكثر تعقيداً" ، وفي روايته الآخرى "آلام السيد معروف " 1982م التي يتناول فيها انسحاق الانسان من قبل المؤسسة / السلطة وعبثية وجوده في هذا العالم ، فلقد اعتبرها الروائي الكبير عبد الحمن منيف ( من أكثر الشخصيات نضوجاً واكتمالاً في الرواية العربية ) ، لهذه الاسباب وغيرها وقع اختياري على الروائي غائب طعمة فرمان . ولي امنية لو يقوم الحزب بأنشاء مركز غايته جمع كل مايتعلق بـ فرمان من : دراسات كتبت عنه ، وصور ، والرسائل المتبادلة مع الاخرين ، كتبه واشياء آخرى لاتحضرني .
ــ كيف تقومون الرواية والقصة العراقية المعاصرة مقارنة بالرواية والقصة العربية؟
المسألة ليست مسألة تقييم بل مسألة هل وصلت الرواية والقصة العراقية الى القاريء في خارج العراق ، واذا وصلت كيف كان استقبالها من قبل النقاد والقراء العرب والاجانب ؟ السرد العراقي لايقل ابداعاً عن السرد العربي في القصة والرواية ، ولكن كيف يسوق وكيف يعرض في معارض الكتاب التي تقام في عواصم العالم العربي وفي خارج العالم العربي ؟ هنا تكمن المشكلة الرئيسية مابين الكاتب العراقي وبين القاريء العربي ، وأن اغلب السرد الذي عرف خارج العراق كان لكتَاب عراقيين يعيشون في الخارج ، رغم وجود كتَاب عراقيين عرفوا بكتابتهم المتميزة والمتفردة والناضجة والمختلفة في داخل العراق ، وحتى لو وصل سرد هولاء الكتَاب الى الخارج فهو لم يصل بصورة صحيحة أو بطريقة واسعة ليطلع عليها اكبر عدد ممكن من القراء ، لذا بقى السرد العراقي – أي الكتب - مركوناً في مخازن دار الشؤون الثقافية ، وهذه مشكلة آخرى ، بالاضافة الى أن الكتب المطبوعة اصبحت على اناس معينين ، لاتتلام مع ذائقة القاريء ، وبعيدة عن السائد الحديث . واختلاف أماكن طبعها في بقية الدول وسوء توزيعها وعدم جود دعم حقيقي لها ، لكن رغم كل ذلك لم يتوقف عطاء السرد العراقي وخاصة في مجال الرواية .
ــ واقع الثقافة العراقية الراهنة ، اهم سماتها وابرز خصائصها واشكالها ؟
باختصار ، واقع الثقافة العراقية الآن مزري وبائس ، فالثقافة العراقية غير معزولة عن الواقع الذي يمر به العراق بنيوياً ووجودياً وسياسياً واقتصادياً ، وتتاثر به وتتفاعل معه ، الامية متفشية هناك 9 ملايين امي لايقرأ ولايكتب ، انعدام الامن ، القتل على الهوية، تفشي الفساد المخيف، العمل من قبل بعض الانتهازيين على ترسيخ المذهبية والعرقية من اجل الحصول على المكاسب الشخصية وسرقة المال العام ، المسؤولون عن الثقافة ليس لهم علاقة بها لامن بعيد ولامن قريب ، لذا من المستحيل أن يقوموا بنشر الثقافة الفاعلة والمتفاعلة في اواسط الشباب ، والقبول بالراي الآخر، والاعتراف به ، وفي خضم هذا الذي يجري لم يكن للمثقفين العراقيين أي دور في المجتمع ولا أي تاثير على السلطة الحاكمة ، ولم يحسب لهم أي حساب ، دلالة على استهانة السياسي بالمثقف وعدم الاعتراف به ، وهنا تحضرني مقولة للمفكر الفلسطيني " ادوارد سعيد " : ( من واجب المثقف أن يكون معكراً لصفو السلطة ) ، بمعنى أن يكون ناقدا للفعل السلطوي غير السوي ، ولكن للاسف أن المثقف الذي يكون منتمياً لاحزاب السلطة نراه يصبح مدافعاً ديموغوجيا عنها ويتحول الى بوق لها حاشرا الوطن في زاوية النسيان وذلك من اجل المكاسب المادية والشخصية ، وبهذا لايكون هنالك صوتا للمثقف العراقي مسموع أو مؤثر ، غير صوت السياسي الذي يعيد الى الاذهان هيمنة الحزب الواحد والاستبداد في القرار والرؤية الوحيدة الصائبة ، رغم اننا بحاجة ماسة الى تعددية الاصوات والمشاركة الفاعلة مع الاخرين في القرار، وفي هذا تتحقق الهوية العراقية بتميزها وتفردها عن الغير، وتتوضح هوية الوطن العراق .
ــ النقد / القراءة و الثقافة / الدراسة – التجربة انها معادلة تحتاج الى عملية تفكيك ؟
لا نقد بدون قراءة معمقة واستيعاب كامل للذي تقراءه، ليكون الفهم الوسيلة في تفكيك الكلمات ، لذا بهذه العملية يتحول النقد الى احد مكونات الثقافة المتاتية من تفاعل الواقع مع الفكر ، وليشكل النقد مع الفلسفة ركن اساسي في المعرفة الكونية ، ومن خلال هذه الخارطة احدد موقعي عليها ، لكي اسطر دراساتي ، بــ انا متوحدة متوثبة لكل مختلف ومغاير . وفي النهاية سيكون هدف النقد/القراءة هو التعبير الحقيقي عن الواقع الذي يتواجد خارج النص .
ــ ماحكاية السرد الايروتيكي ؟
انها ليست حكاية ، فكل الامر هو انني منذ سنوات قمت بالاشتغال على كتابة دراسات نقدية تتسم بالمغايرة والاختلاف ، تناولت فيها سبع روائيات عربيات : عالية ممدوح- سهير المصادفة - رجاء عالم – فضيلة الفاروق – حنان الشيخ – فضيلة الشابي – سلوى النعيمي ، لدراسة رواية واحدة لكل منهن ، وهذه الروايات السبع تشترك بقاسم مشترك واحد ، هو وجود الطابع الايروتيكي فيها ، لذا لم اتناول الكثير من الروايات النسائية ، بسبب عدم توفرها على الطابع الايروتيكي ، الحقت بها مدخل اسميته " سلطة الجنس " ، يشتمل على ثلاثة محاور : اشكالية المصطلح – تاريخية الايروتيكية العربية – فتنة الجسد والكتابة الانثوية – لــ ادفعه الى الهيئة العامة المصرية للكتاب للطبع ، تحت اسم " الانثى والسرد الايروتيكي في الرواية النسوية العربية " ، وهو حاليا في المطبعة ينتظر دوره في الطبع ، اعتقد انه سيترك علامة او بصمة في المشغل النقدي العراقي . لما يتمتع به الكتاب من شغل جديد ومختلف ومغاير وبما تميز به من جدة وعمق وجرأة ، لروائيات عربيات اتسمت نصوصهن ايضا بانها جرئية وعميقة تضاهي اية رواية نموذجية كتبت في هذا المجال ، لان عنصر الجنس استخدم كعنصر انساني في الادانة والكشف والتغيير .



#أسامة_غانم (هاشتاغ)       Osama_Ghanim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصْ المتشظي في السرد المتجانس
- سلطة الواقع في تحولات الانا / الضوء
- سردية الرمز الغرائبي في جدلية الأنثى والذكر
- رمزية الصورة الشعرية في تجربة معد الجبوري
- قراءة سوسيوثقافية للحلاج
- استراتيجية لعبة الاسطورة المعولمة
- بنية الوعي الطبقي في الصورتين الواقعية والحلمية
- ازمنة السيرة المتداخلة في ذاكرة النص والجسد
- التجربة الجمالية والمكان في الرواية العربية
- التجربة الجمالية والزمن في الرواية العربية
- ازدواجية الجسد وشفراته السرية
- شعرية التجريب في رؤية الانثى لجسدها
- سلطة الجنس
- الرؤية الغرائبية في سوسيولوجية الجسد
- رواية - برهان العسل - قراءة سوسيوثقافية
- اللعبة الايروتيكية وتحولات التخييل السردي
- واقعية المتخييل السردي في التاريخ المؤول
- تحولات حداثية السرد في المتخييل التراثي
- قراءة في -جمهورية البرتقال-


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أسامة غانم - حوار - في الملحق الثقافي لطريق الشعب