|
استراتيجية لعبة الاسطورة المعولمة
أسامة غانم
ناقد
(Osama Ghanim)
الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 12:56
المحور:
الادب والفن
وهكذا ،ففي الاستخدام الاسطوري- الرمزي في قصة " قلعة المجانين " لزهيرغانم ، او استــعارة الاســطورة لقراءة الواقع الحديث ، يجري " تكوين وضعية إسـتثنائية غير ممكنة في الحياة الاعتيادية "(1 ) ، ففيها يتداخل الناس والافكار ،على مسـتوى جدلي ،فعندما يسـود اللاحكي ،عندئذ يكون بديله الحكي الممتليء بالرمز ، أي أن يرتدي الواقع اقنعة ألاسـطورة ، لتجسـيد الحاضر ، تجسـيد شكله المدمر ، وتصوير براعته ، وفي هذة العملية ينشأ حاضر موازٍ له ، ولكن خارج النص ، بمعنى انه مسألة ادراكية قرائية ، يتفجر من النص لتشكيل ملامحـه ، فان تكوين الحاضر هو الإمر المهم والضروري كما يقول بارت فــي الاسـطورة اليـوم ، وتتم " صياغة الاسـطورة بناءً على متطلبات الحاضر ، وان الاسـطورة هـي الصوت الذي يتحدث بـه العصر الى نفسـه " (2 )، والاشـتغال على الخيال الحر ، واللغة المرمزة ، وحــدة الوعـي الذاتي للرؤيا ، وتكون غائية القصة من الصعب الامساك بها ، لاول مرة ، لانها تحمل معاني متعــددة لامحددة عن قصد ، وتهكمية مبطنة بالعنصر السياسي –السوسيولوجي ، والبنية السوسيولوجية فيها " بنية انشقاقية لاحوارية"(3 ) ، والحقيقة التي تمتلكها ، حقيقة مطلقة ، وماعداها مزيفة ، لذلك يغيب الحوار ، ويغيب معه الصوت الاخر ، وتصل الى حد التهكمية بالزمـن ، حيث تكون عند البرجوازية قضية تفتقر الى المصداقية ، فلذا لازمنية القصة تأتي منسـجمة ومتلائمة مـع البناء الفني للعمل ، ومــع شـمولية التجربة الانســانية . والارضية التي تسـتند عليها القصة ، هـي ازمة الانسان العربي المعاصر ، مع ذاته ومـع العالم ، وتسـطير الواقع وتوظيفه لتعميق واثراء الواقع ذاته ، عند تسليط الاضواء على الانسـان الذي يولد وهو مكبل باغلال الحكومات القمعية ، ومصادرته فكراً وجسـداً ، واحياناً كثيرة الغائه عن طريق تغيبه عن الوجود ، ويتم ذلك عند قيامهم بصناعة اسـطورة الوهم ، لتكريسـها كحقيقة مطلقة ، لينفذوا بها مخططاتهم ( بصورة غول يتربص ) بهم ، وهذا مما يجعل الشـخصية فـي القلعة ، تلتقي بالصورة الجماعية دون المساس بجوهر النص ، فاللسان المقطوع للــراوي فـي بداية القصة ، يتحول بعد عدة اسطر الى لسان بحجم الانسان ، ويتكلم ، ليقص احداث القصة للنهاية ، هنا فانتازيا تخترق الصورة العادية ، لاحلال صورة خيالية معها ، مظللة بالرمزية ، مشحونة بمناخات الف ليلة وليلة ، تعمل على تغريب النص ، فـي سبيل اعطاءه ابعــاد انسـانية معاصرة ، وكثافة فـي الرؤية ، واستيعاب لتاريخ اللحظة ، عبر عالم غرائبي ينقل " الامكانات الكلية للوضع الانساني "(4) قرائية النص . والشخصية الرئيسة هـي القلعة ، ولكن يلتبس وجودها من عدمه عند القاريء ، رغـم أن النص كله ، يدور ضمن دائراتـها ، ولايخرج عن نطاقها ، ولكن الى الاخير لانعرف أي شــيء عنها، ولاعن سـكانها ، ولاعن لغتهم ، او عاداتهم او ثقافتهم ، وبالتدريج تتحول القلعــة الــى جحيم لأهل المـدن ، فبسببها تجبى الاموال ، ويجند الناس ، وتكون البلــد فــي وضـــع طـارىء ،وتتحول " الحياة الـى بؤرة لا خروج للفرد منها الا بالموت "(5 ) ، والقاريء لايتمكن من الوصــول الى التأويل العام لقلعة المجانين ، بدون تثبيت مفارقة المعنى ، المتواجدة فـي النص وهذا يتم عند قيامنا بقراءة النص ، قراءتين مختلفتين ، لأن القراءة الثانية المختفية تعمل على هــدم القراءة الاولــى الظاهرة ، وبهذا يطفو المعنى الباطني ليغطي المعنى الظاهري ، المسـتمد الياتـه منـه، وهنا يتكون هدف القراءة ، فهو " التعبير الصادق عن الواقع الذي خارج النــص"(6 ) ، فـالقراءة تعني ايجاد المعاني ، تعني حصول القاريء على حريته فـي القراءة ، ومـن الممكن قراءتها علــى مستويين : احدما سوسيولوجي والاخر اسطوري ، المرتبطان معا بجدلية المعنى ولامحدوديتها ، وفـي ذات الوقت تعمل القراءة الثانية على تفكيك جدلية المعنى ، لتحـدد قصدية النص ، لأنها " تكشف عن وجود أجزاء وعقد ارتباط خفية ضمن الاجماليات الوحدوية الظاهرية – بول دي مان " ، وعنـد البحث عن الصراع لانعثر عليه ، فالصراع اساسا هو صراع وهمي ، يختلقه الولاة مـع القلعـة ، رغم أن القلعة مقفلة ، مغلقة ، والصراع لاينشــأ الابوجود طرفين متعارضين ، ولكن الصراع مع مـن ؟! هذا هو السـؤال المهم فـي " قلعة الجانين " ، فالولاة يصنعون اسـطورتهم لتكريس سـلطتهم ، والغاء الحوار ، وبث الذعر ، بينما القاص زهير غانم يصنع اســطورة مضادة فــي داخل نصـه لكشف الزيف والكذب ، ولتحرره خياليا ، فـي تفجير الرمز – الدلالي داخل النص لتبين اليات عمل القص فيه ، ولتبين كيفية صناعة الاسطورة المرمزة الواقعة ضمن استبطان الذات للفرد واستبطان الذات للاخرين ، ويبقى الانتماء الـى العصر ، عصرهم ، وتتحكم فـي هذة العلاقة المتداخلة بيـن المؤلف والنص علاقة حدليـة- دلاليـة ، ومهما كان النص الادبي غامضا يستطيع المرء أن "يجعله ذا دلالة : بان يعده اولا دليلا لتجربة من ثــم يحدد المرء معنى تلك التجربة " (7 ) ،كما يقول الناقد الامريكي ستانلي فيـش . والمفاجأة غير المتوقعة تاتي في السطر الاخير على لسان اللسان عندما يعلن للناس : - هو يريد أن تصدقوا أن في القلعة حياة . هذا ينسف كل توقعاتنا واستنتاجاتنا ، وليضع الوالي امامنا عاريا ، ولاعادة القراءة مرة ثانية ، رغم ابتعاد القاص زهير غانم عـن ادلجة النص ، بل طرح رؤيته على شكل قصة الـتي هـي اساسا تهكمية ، تعبيرية عن القوى الشـريرة ، مــع احتواء النـص على الكثير مــن الاستشراقات والتوقعات ، وهو لم يستلهم اسطورة بل قام باسطرة الواقع المأسـاوي ، لتعميـق خطوط المأساة اللامرئية وابراز حجمها اللامحدود ....وهذا يجعل القاريء والنـص امـام مفـترق طرق صعبة . ويلتقي الوالي مـع دون كيشوت فـي طواحينه ، عنـدما يحارب الاثنان عدواً وهمياً ، ولكنهما يفترقان فيما عدا ذلك ، وخاصة في الهدف ، والقوة المسـتمدة منه ، فكلما تزداد وحشــية الوالـي تجاه القلعـة ، كلما يزداد قمع الناس ، فتصبح المسـألة طردية ، ولا نسمع بقية الاصوات الا في الحالات التالية : تابعـة- خائفـة – مرعوبة – ذليلة ، فالصوت الوحيد هو صوت الوالـي/ القائد العام للجيش ، ومايقوله لايأتيه الباطل ،وبقية الشـخصيات : الحاجب –القادة – السـحرة- العلماء- الحكيم – الشـابندر – النخبة - ، حتى الهمس ممنوع عليها، رغم انهم يعرفون أن " كل الافعال والاعمال القذرة التي تنسب " لقلعة المجانين " هي من فبركة ، خيال الوالي الشيطاني " ، فاقترنت هنا القلعة بالوالي ، ومادامت موجودة فهو موجود ، كوجيتو يتغذى على الواقع والوهم ، وبالذات عندمـا يتم تحويل الاخرين الى دمى ، ومهرجين ، وببغاوات ، وكلما توغلنا فـي فهمنا للنـص ، تتكشـف لدينا ازدواجية اللعبة ، وتاخذ اللعبة مسـارين ، الاول : لعبة القاص بالنص الغائب ، الثاني : لعبة الوالي فـي النص الحاضر ، ومابينهما من خطوط تماس وتداخل ، عليه تبقى الادانـة صامتـة ، غائبـة . وعند محاولتنا للتفتيش عن الاسباب التي تدفع بالولاة الى محاولة قضم قلعة المجانين ، تتوضح عندنا الاسـاليب ، وتحديد المعنى ، وتتسع الرؤية الشـمولية ، في الغـاء تجربة الاخر بالكامل ، في اطار القراءة التحليلية ، التي تعمل على تركيب المعاني المفقودة من اجل توصيـل الصورة الكاملة الى القاريء ، في رؤية تسـلط جبروت القوة على مباديء وحقوق الانسـان ، بمعنى : استغلال الاخرين وخبرتهم لمصلحة ( المركز) ، انها اممية بلا اخلاق ( 8 ) ، وعلينا أن نعلم أن صور القصة رغم ماتحمله من غريب غير مألوف ، فانها تستخدم الرمز والمجاز ، لذا وجب أن نتأملها مجتمعة في مجالها التعبيري الخاص وهذا مانشـاهده في اسـتخدام الوسـائل المختلفة من : الجنـس- المـال – المعرفة والتقنية ، المرفوضة من الاخر ، لاكتفائه الذاتـي ، ومعرفته التامة بخطورة هذة الوسائل ، ولكن المحاولات لاتتوقف في سبيل اقتحام القلعـة باحدى هـذة الوسـائل : 1 - ( هاهو والينا يرسل اليكم احسن الحسان ....هدية لكم ) ( لا والي عندنا ، او علينا وحياتنا ماشية على أحسن مايرام بصورة لامثيل لها فوق الارض ، ومن ثم فهديتكم مرفوضة لان لدينا من النساء ما هن اجمل وافضل واروع ، فضــلاً عـن أن اعرافنا تمنع ادخال الغرباء ..) 2 – ( يااهل القلعة جئتكم بالذي يسر الحال ويخلق الجاه ويحقق الاماني ويزيل الغــم والــهم ، جئتكم بالمال والثروة ) . ( لن نقبل الهدايا ..فهي تحمل في باطنها الرغبة الدموية لتصفيتنا ، ونحن لســنا بحاجة الى المال لاننا لانتعامل به ، فهو بذرة الخطيئة ، ونسغ الفساد ، ومكمن الشـر ) . 3 – ( ارسلوا اليهم مخطوطاتنا المدونة فيها نوميسنا وعقائدنا وقوانيننا ..وادابنا وحكايتنا ) ( لغتنا تختلف عن لغتكم ... ولاتستغربوا أن تحدثنا معكم بلغتكم ، وبالتالي فنحن على النقيض منكم ، واذا قبلنا بما ارسلتموه فاننا قد حكمنا على انفسنا بالزوال ، وذا مانرفضه ... لان في كل الاحوال ... نريد مايمثلنا ) . ولكن لاستحالة الوصول الى القلعة ، لموقعها فوق قمة الجبل ، ووعورة المسالك اليـها يمنع عنها الغرباء موقتاً ، ولا امل للقلعة على مايبدو من توازن عادل امام منطق المصلحـة والنفوذ والقسر والقهر لانه هو الذي يحكم منطق العالم . وتستمر سـردية القصة في اطار هذا الخطاب القصصي ، الذي رسمه القاص زهير غانم ، وهو خطاب خاص له قوانينه وتعابيره الخاصة ، وكيانه المترابط الخاص ، وليـس مجرد صورة لتجربة واقعية ، وليس مجرد مجموعة من الاشارات والرموز ، فالصور تحمل معناهـا ، ولكنهـا لاتمثل معنى خارجاً عنها . تعمل قلعة المجانين على تجاوز البنية التقليدية للسرد ، لتكوين صيغة جديـدة لاليـة القص، تخترق افق الحداثة القصصية ، عندما نجد الاشياء اليومية والعامة تتحول الــى اشياء اسطورية، باسلوب يمتاز بالغرابة والانحراف ليدعو القاص فيه الى وضع العمل فـي اطــار الوعي الانساني: وقد قطع لسانه الذي وصفه بالملعون بامر الوالي ..وقد علق فوق باب المدينـة الكبير على عامود طويل ، ورجا الناس أن يقصدوه ليروا مصير من تجرأ واطلق للسانه العنان،استغرب المتفرجون من مشهد اللسان الذي طال وكبر واصبــح بحجم الانسان ، وازدادت دهشتهم عندما بدأ هذا اللسان بالكلام . هنا كلمة قطع تعطي بعداً مهماً للنص ، فيه الكثير من الدلالات الرمزيـة ، والدلالات الانسانية ، مـع احتوائه على صور "عمل " الاخر ، وبشاعة هذا العمل ، وفيها يكمن شعورنا بالاتصال الباطني ، ليكون لنا دليلاً في قراءتنا ومفتاحاً لها ، عندما يتحول اللسان الــى ذاكرة سردية ، والى مركز للصراع الدائر الذي هو احد قطبيه ، كرمز وبنية وانسـان . الهوامش والاحالات : 1 – م. باختين –قضايا الفن الابداعي عند دستويفسكي .ت :الدكتورجميل نصيف ، مراجعــة الدكتورة حياة شرارة ، ص 217 ، دار الشؤون الثقافية ،بغداد 1986. 2 – وليم رايتر – الاسطورة والادب . ت: صبار سعدون السعدون ، ص 156 ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد 1992 . 3 – ادونيس –النظام والكلام ، ص 46 ، دار الاداب ، بيروت 1993 . 4 – وليم رايتر- م س، ص 92 . 5 – ادونيس – م س ، ص 46 . 6 – وليم راي –المعنى الادبي :من الظاهراتية الى التفكيكية . ت : د. يوئيل يوسف عزيز، ص 177 ،دار المامون ، بغداد ، 1987 . 7- م س ، ص 174 . 8 – مقولة يطلقها عالم الاجتماع الفرنسي سيرج لاتوش على العولمة . زهير غانم – قلعة المجانين – جريدة الزمن البغدادية ،العدد10 في 16/5/2000 . نشرت في مجلة ضفاف ، النمسا - فينا ، العدد 11 – ك2 / 2003 .
#أسامة_غانم (هاشتاغ)
Osama_Ghanim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بنية الوعي الطبقي في الصورتين الواقعية والحلمية
-
ازمنة السيرة المتداخلة في ذاكرة النص والجسد
-
التجربة الجمالية والمكان في الرواية العربية
-
التجربة الجمالية والزمن في الرواية العربية
-
ازدواجية الجسد وشفراته السرية
-
شعرية التجريب في رؤية الانثى لجسدها
-
سلطة الجنس
-
الرؤية الغرائبية في سوسيولوجية الجسد
-
رواية - برهان العسل - قراءة سوسيوثقافية
-
اللعبة الايروتيكية وتحولات التخييل السردي
-
واقعية المتخييل السردي في التاريخ المؤول
-
تحولات حداثية السرد في المتخييل التراثي
-
قراءة في -جمهورية البرتقال-
المزيد.....
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|