أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة غانم - التجربة الجمالية والزمن في الرواية العربية















المزيد.....



التجربة الجمالية والزمن في الرواية العربية


أسامة غانم
ناقد

(Osama Ghanim)


الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


قلة من النقاد تناولوا بالبحث والدراسة تجربة الزمن في الرواية العربية الحديثة والقصة الحديثة، لهذا تكون مهمة الباحث شاقة وصعبة عندما يحاول ان يتناول الزمن الروائي، كان عليه الدخول الى قبو مظلم منصوبة فيه مصائد ملونة، لا يعلم على اي لون يدوس، او كأنه موجود وسط غرفة المرايا العاكسة لتضعه أمام مواجهة شاملة وحادة مع الأزمنة المتعددة.
بداية ليس من الممكن ابداً عزل الكائن الإنساني- فكرا وجسدا- عن الزمكانية، لان الإنسان- الزمان- المكان يشتركون بشمولية التعايش معاً والتوحد مع بعضهم، وعلينا ان نفهم ان صيرورة اللحظة لا تتكون الا بوجود إنساني ومكاني رغم ان العلاقة الزمانية- الإنسانية أكثر صميمية وعمق والتحام- الذاكرة التي تؤسس لتاريخ شخصي او جماعي- من المكانية- الإنسانية، فالإنسان اساساً مخلوق زماني، وذلك لانه، يتجدد كل لحظة "(1).
وان الثورة الزمانية انبثقت في القرن العشرين مع نشوء وعي زمني في الرواية، فكان لهذا الوعي تأثيره، تحولاته، انعكاساته، عمقه في العمل الأدبي، وهذا بدوره أحدث ثورة فكرية في البنية الآنية، لان الرواية كما يقول باختين " منهمكة في آنية الحاضر غير الشامل"(2)، وزمن الرواية هو مغامرة الرواية، وعلى القارئ ان يشترك بهذه المغامرة.
هنالك زمن مطلق- لا تاريخي- يكون خارج العقل والمنطق والواقع يتصف بصفة السكون والثبات، وزمن وجودي" ماضي- حاضر- مستقبل" يكون متفاعلاَ مع الإنسان والعالم، يمتلك تاريخآ صفته التحرك والتغير، عكس الزمن المطلق الذي" ليس في ذاته زمان، لذلك ليس له تاريخ "( 3)، وهو يقع ضمن حدود الوهمية الزمانية الميتافيزيقية، الغيبية واستحالة الوصول اليه الا عبر بوابات الخيال والحلم.
ودراسة الزمن يقودنا الى حقيقة جوهرية بأن الزمن يشترك في تشكيل الحياة، وفي هذا يقول غاستون باشلار في كتابه "جدلية الزمن": للزمن عدة أبعاد، وللزمن كثافة وهو لا يبدو متصلاً، الا في ظل كثافة معينة، بفضل تراكب عدة أزمنة مستقلة، عكسيا تكون
بسيكلوجيا زمنية موحدة ناقصة بالضرورة، جدلية بالضرورة " (4).

كما يشترك في تشكيل النص الأدبي، وهذا ما أشار اليه توماس مان حينما تحدث عن روايته " الجبل السحري" :
الزمن يمثل وسط السرد، مثلما هو وسط الحياة (5)
وقبل الخوض في مسألة زمن الرواية، علينا توضيح نقطة في منتهى الأهمية، الا وهي العلاقة الجدلية بين الأزمنة، ومفهوم باختين للزمن الروائي/ حوارية- الأزمنة، فزمن باختين " لا يستطيع الا الدخول في علاقات حوارية وارتباطات مختلفة"(6) وان قراءة النصوص الروائية الحديثة في ضوء هذه العلاقة وضمن هذا السياق تعمل على إضاءة الكثير من جوانب العمل الأدبي، اذ لم يكن كله، وتعمل على تفجير بواباته المغلقة، ولهذا يتصف زمن القراءة بطابع الجدلية- الحوارية، لان هذا الزمن "لم يعد الوقت المخصص لقراءة الرواية فترة استرخاء، ولكنه أصبح وقتا للتفاعل والتنقيب " (7)، وأصبح ممارسة ومشاركة فكرية، ويصبح تعدد الأزمنة خليطا عند الكتابة، وإعادة تركيب عند القراءة حسب المفهوم الباختيني.
ويعتبر الزمن محكا لاختبار الديالكتيك التاريخي الحقيقي، وانطلاقا من هذه الإستراتيجية، تكون الجدلية- الزمنية باستطاعتها ان تخلق مفهوما حقيقيا ثوريا للعالم، تتم فيه إمكانية تغيير الواقع، واحتواء الكلية الزمانية ولان " الجدلية التاريخية وحدها تخلق وضعا جديدا جذرياً" (8)، لكن هذا لا ينفي ان "احد السمات البارزة في عصرنا هي ان التاريخ يصنع نفسه بدون وعي ذاتي"(9)، لكون الإنسان داخل حدود الزمن، بينما يكون الزمن خارج حدود الإنسان.
يؤكد الناقد جيروم ستولنيتز : ان التجربة الجمالية تحدث في الزمان، وخلال الزمان، مهما كان الموضوع"(10)، ولو لم تكن التجربة الجمالية زمانية لافتقرت الى الحيوية والإثارة والتذوق، والبعد الزمني له علاقة حميمية وعميقة بالجمال، ويلعب الزمن الدور الكبير في عملية بناء التجربة الجمالية في العمل الأدبي او الفني(ملحمة كلكامش- الأوديسا- المهاراباتا- معبد أثينا- المعابد البوذية- الأهرامات- تاج محل- جنائن بابل- رسومات بيكاسو) بمعنى ان الجمالية جزء لا يتجزأ من تشظي الزمنية، مع تجسد زمكاني، وتاريخ الجمال يبين لنا هذا المنحى، ومدى اتساع علاقته بالجدلية الزمنية، فيكتب في ذلك جورج لوكاش:" إظهار الأساس التاريخي والاجتماعي الذي أعطى للجمالية، للوعي النسبي للفن، أهمية شاملة فلسفيا"(11).
وان الزمن يشكل ذاته جماليا، في التفاعل مع الوعي الإنساني- التاريخي- الاجتماعي، لان غاية الجمالية تأسيس المعنى " المعنى الجمالي" من اجل الوصول للحقيقة، ويشترك في ذلك الوعي الإنساني، وهذا المعنى يتحقق في القراءة(رواية- قصة- قصيدة) او يتحقق من خلال المشاهدة للأعمال الفنية (نحت- رسم- بناء – زخرفة) وفي المعنى توجد جدلية ومنها تتشكل جدلية المعنى، وكلهما يعتمد على الرؤية البصرية والوعي، ليصبحا واقعا عقلانيا إنسانيا، متجسدا عينيا وانطولوجيا، وهذا بدوره يكشف عن وجود الإنسان وفاعليته المتطورة في هذا الوجود، فالروائي او الفنان يناضل ويعمل ضد الانزلاق او الانحراف عن الجوهر الإنساني.
وهنا تكون التجربة الجمالية او التجربة الزمانية متأصلة في الوعي المعرفي، ولكنها تحيل العمل الأدبي او الفني بوصفه ظاهرة جمالية- زمانية الى شيء ما خارجه، وهذا يعطيها تعددية في الرؤية الجمالية- الزمانية، التي تتكامل من خلال التداخل والتفاعل والجدل بين الوعي القصدي والزمن والجمال، وقصدية الوعي هنا تشكل المعنى الجمالي وتشكل وظيفته- التي هي الكشف عن العلاقة بين الوعي والحياة وان كان هذا الوعي متأخر عن الحياة- كبنية مستقلة غير منفصلة، واقعة تحت وجهة نظر معينة وفي اللا محدودية، ومن هنا تنبثق زمنية المعنى الجمالية.
ويتصف الفن/ الوعي والحياة عند باختين بالحوارية، بينما يعيد هيجل الصلة بين الفن والعمل الإنساني- بتعبير آخر الحياة- في علاقة جدلية، فتكون الأزمنة عندهما مفتوحة على كافة المجالات، وخاصة في العمل الأدبي يظهر ذلك جليا، فعند قراءة النص قراءة عميقة، يتكشف الضوء عن أساطير النص وبنيته، وبنية المعنى الجمالي الأدبي.
وقد وصف دوستويفسكي الجمالي- رغم اني لا أود ان أتناول مفاهيم الجمال المختلفة هنا- على لسان ميتياكرامازوف في رواية (الأخوة كرامازوف) وصفا انسانيا رائعا وعميقا حينما قال:
"ليس الجمال شيئا مخيفا فحسب، ولكنه شيء غامض والشيطان يصارع الإله فيه وساحة المعركة هي القلب الإنساني".
انه ثنائية مزدحمة بالخير والشر، بالجميل والقبيح، بالضوء والظلام، حسب مقولة دوستويفسكي، ولكن من العتمة والقباحة ينبلج النور والجمال بالضرورة، وإلا لساد الوجود الظلام والظلم، ولقام مخلوق نيتشه من كتابه الأسود، ليسود زمن قوانينه وشريعته البربرية الفاشية الحديثة، ولكن الجمال والزمان لا يظهران لنا إلا من خلال الإنسان الحقيقي، ولتبقى الرواية الجزء المضيء في العالم، والجزء المضيء في ذاكرة الإنسان.
ويرى باختين ان الأجناس الأدبية، ومنها الرواية، أشكال جمالية، فالأشكال الجمالية هي لحظات جمالية، وهذه اللحظات- الجمالية باقية فيها ما دامت الأشكال- الجمالية باقية، وتعطي للمتذوق الشعور بالجمال عبر العصور، ورغم ان اللحظة الجمالية تستحوذ على الصفة المستقبلية دائما، والرواية هي أساسا نص مستقبلي لان القراءة دوما تحمل في طياتها لحظة تعمل على فتح بوابات الزمن الآتي، لذا فان اللحظة- الحقيقية في الواقع، هي غير اللحظة – المتخيلة في الرواية، ولا يمكن ان تتطابق اللحظتان لان" الزمن الأدبي ليس الا عرفا ولا تتطابق قوانينه مع قوانين الزمن في " الحياة الحقيقية"(12) (فكتور شكلوفسكي)، وبعض النقاد العرب كالناقد غالي شكري، يعتبر الروائي حنا مينة، قد عمل على موازاة الزمن الروائي بالزمن الواقعي في روياته- المصابيح الزرق- الشراع والعاصفة- الثلج يأتي من النافذة- واعتبر هذه الموازاة تشويه للشكل الفني لديه(13)، واعتقد ان وجهة نظر الناقد غالي شكري، قد كانت ذاتية أكثر مما هي موضوعية، وهناك أعمال روائية كثيرة تستعير زمن الواقع، دون ان تؤثر على التقنية الفنية للنص الأدبي- رواية نجمة أغسطس للروائي صنع الله إبراهيم، ورواية وليمة لإعشاب البحر للروائي حيدر حيدر- ونحرص مع الناقد محمد برادة على القول بأن " الاستقلالية الذاتية للرواية تستدعي الابتعاد عن حصر الجهد النقدي في تأكيد تماثل النص بالواقع"(14)، ويبقى زمن الرواية غير زمن الواقع، ومهما حاول بعض النقاد ان ينظروا في تطابق الزمنين، فهذا غير ممكن ابدا، لان الرواية ليست صورة فوتوغرافية تعمل على تجميد اللحظة التاريخية الراهنة بالة ميكانيكية عالية التقنية، بل الرواية "هي الشكل النوعي للحظة تاريخية يسائل النظام (القائم) خلالها نفسه، ولكنه يستمر بعدا سائدا"(15) (جاك لينهارد).
ومن اختلاف المفاهيم ووجهات النظر هذه، ندلف الى زمن السرد الروائي، ونقوم بالاطلاع على مفهومه وتعريفه، فلقد عرفه دكرو وتودوروف عام 1972 في " المعجم الموسوعي لعلوم اللغة" بأنه " نص مرجعي يجري تمثيله زمانيا" (16)، ومن هذا التعريف نستنتج بانه يوجد زمن خارج زمن السرد، زمن يتعلق بعملية الكتابة او بمغامرة الكتابة، ويتفاعل ويتحاور معه، وان الزمنين يخضعان لعلاقة جدلية- حوارية، ولحظة الكتابة تكون ثرية بالمرجعية والمعرفية والثقافة، وهي بدورها تنقلها لزمن السرد، وتكون سلطة زمن الكتابة مهيمنة على سلطة زمن السرد، لحين انتهاء العملية الكتابية فتبدأ سلطة زمن السرد او النص بالتحرر والاستقلال عن زمن الكتابة، والشروع برسم حدود صيرورتها، وبناء زمنها الخاص بها، وذهب رولان بارت عام 1966 الى ان "السرد متعال على التاريخ"(17)، ومقالة بارت " موت المؤلف"تستند على هذا المفهوم ,وتقوم على الغاء زمن مغامرة الكتابة "اللغة ...هي التي تتكلم وليس المؤلف "(18) ، ولتفتح زمن النص على زمن القاري، ولتعلن عن تنحية المؤلف او إبعاده قسراً ،او حجزه في زنزانة اللغة، وليكون هو" الثمن الذي تتطلبه ولادة القراءة"(19)، وليحل محله القارئ وزمنه، مع منح القارئ سلطة هائلة تجعله ملكا على الأزمنة المتعددة وعلى النص، ومنتجا للمعاني.
المؤلف- النص- القارئ، هذه هي المقومات الثلاث الأدبية، وبعد ان ألغى بارت ركنا من المقومات الثلاث، الا وهو المؤلف وزمنه، يأتي كرشنارايان في مقالته " موت القارئ" عام 1998، متبنيا وجهة نظر مغايرة تماما لبارت، بإلغائه ركناً آخر هو القارئ وزمنه، معللا ذلك لتفشي زمن الثقافة التجارية- الاستهلاكية، التي تخلق قارئا سلبيا بدلا من القارئ المشارك المتفاعل، ويشمل الموت القارئ" المتفتح الذهن، والمتنور الحساس، والقادر على التمييز"(20).
ان لكل مقومة من المقومات الثلاث التي تشترك في انتاج الرواية زمنها الخاص والذي يمثلها افتراضيا، فالمؤلف / الماضي، النص/ الحاضر، القارئ/ المستقبل، وتكون هذه الأزمنة متداخلة- زمن الكتابة والنص والقراءة- مع بعضها البعض ويكون كل واحد منها مستقلا بذاته وبتوجهاته وبمواصفاته، بعيدا عن وجهات النظر والسلطة الأيديولوجية الشمولية للروائي التقليدي الذي" يعرف ماضي وحاضر ومستقبل كل مغامرة"(21)- الان روب غريبه، فما بين هذه الأزمنة المتعددة علاقة جدلية- حوارية متأثرة بالعوامل الاجتماعية- التاريخية- الاقتصادية- الثقافية، وان الزمن ليس مغلقا ولا دائريا، انه بعدا رابعا يمتلك خاصية الحداثة.
وإشكالية الزمن في الرواية تبرز من خلال وجهات النظر المتعددة والتفسيرات المتباينة حوله، وكان البعض يربط الزمن باللسانيات، وخاصة تقسيماته الثلاثة، ويعتبروها تقليدية ميتافيزيقية الى ان جاء" لاينس " ليقرر ان الزمن "لا يوجد في كل اللغات، وان تلك التقابلات الثلاثة ليست زمنية محضة، وان الاعتقاد بها سببه الاعتقاد الخاطئ بالتقسيم الطبيعي للزمن الواقعي الذي اسقط على اللغة"(22) وحاول ان يربط لحظة الحدث بلحظة التلفظ لإلغاء الماضي والمستقبل، اما بنفست فيقسم الزمن الى زمن واقعي- لغوي وزمن لساني في كتابه " قضايا اللسانيات العامة" وجان ريكاردو في كتابه " قضايا الرواية الحديثة" يقسمه الى زمن السرد وزمن القصة ويعتبرهما متوازيين، ويأتي ميشل بوتور في " بحوث في الرواية الجديدة" ليقول بأن زمن الرواية هو زمن الكاتب وزمن الحكاية، ثم يخرج الناقد العربي سعيد يقطين مبلوراَ وجهة نظر مستمدة ومستندة على أراء تمام حسان وجيرار جينيت، بأن الزمن الروائي ينقسم الى ثلاثة اقسام هي: زمن القصة ويكون صرفي، زمن الخطاب ويكون نحوي، وزمن النص ويكون دلالي، ويقوم بتطبيق ذلك على رواية جمال الغيطاني " الزيني بركات"(23).
تشكل التقنية الزمنية احدى الأسس للبنية الروائية ومادتها، لان عملية الكتابة تخيل مستمد من الواقع، وعملية القراءة واقع مستمد من التخيل، ويكتسب " الزمن السردي" فيها جمالية في ذاته مع إضافة معنى" عقلانيا نقديا ثوريا" (24) له، من هذا ينبثق وعي جمالي – زمني داخل النص وخارجه وأحيانا يتأخر تكون الوعي الزماني عن الحس (او الوعي) الجمالي، عندئذ علينا القيام بمراجعة نقدية فورية لرؤيتنا عن العمل كله , وان تكوُن الوعي الجمالي – الزماني يتكوًَُن " داخل نطاق نمو قدرة الإنسان على الطبيعة" (25)، وعلى ذاته وعلى الأشياء، ويتحقق ذلك عن طريق تزاوج الزمن مع "الشكل الجمالي دوما هو شكل الوعي الذي سوف يلتقط"(26).
ويتسم زمن الروائي بالخصوصية، وزمن النص بالإخبارية، وزمن القارئ بالتاريخية، ويكون القارئ محطة لاستقبال أزمنة الكتابة وأزمنة النص مشاركا في مغامرة اكتشافه للنص.
احيانا يلجأ بعض كتاب الرواية الى استخدام الرمز للدلالة عن الزمن والإشارة اليه، ويبتعدون عن استخدام الزمن بطريقة مباشرة لان المباشرة تضعهم في صورة شكلية ضعيفة الصياغة، وتكون تجربة الإنسان الزمكانية غير تامة المعنى، ورؤية مبتورة، بينما الزمن الرمزي يمنح الرواية جمالية شفافة، مع جعل زمن الرواية غير متطابق ولا متماثل، لأن زمن الرواية يعني قراءة زمن السرد الذي تحتشد وتتفاعل فيه الجدلية- الحوارية المتضمنة التفسيرات المختلفة والأزمنة المختلفة التي تخلق السرد لانها كما يقول باختين:" اولا وقبل كل شيء في الوعي الخلاق عند الناس الذين يكتبون الروايات"(27).
لقد كتب الروائي دانييل ديفو عام 1719 رواية" روبنسون كروزو" وكان موضوع الرواية الرئيسي صراع الإنسان مع الطبيعة، صراع الإنسان مع الزمن، وتبرز الدلالات الرمزية عن الزمن في أشكال عديدة منها، تحطم السفينة في بداية الرواية، معناه تحقيق آنية النص عند انفصالها عن آنية الواقع، وتسود حالتان زمنيتان في آن واحد، حالة اللازمنية خارج ذات الشخصية الرئيسة والوحيدة، وحالة الزمنية داخل ذاته، لانه ملقى وحيدا ضد الطبيعة، ووحيدا مع الزمن، فيكون منفصلا عن الزمن خارج ذاته، ومتوحدا مع الزمن داخل ذاته، ليصبحا زمنسانياً مطلق على الجزيرة المعزولة النائية المهجورة، وللدلالة على وجود الزمن في وعيه بكثافة عالية، ومحاولة بقاءه على صلة بهذه الكثافة، وللدلالة على وجود الزمن في وعيه بكثافة عالية، ومحاولة بقاءه على صلة بهذه الكثافة، هي صنعه لروزنامة خشبية مستطيلة يسجل عليها الزمن الذي في وعيه، ولإدامة وشحذ وعيه الزمني لئلا يفقده، او ينفصل عنه وهذه الوضعية تخلق غرابة في الرؤية وواقعية في الوعي ولم "يكن بالإمكان الفصل بين الوعي والواقع الزمكاني"(28)، وتكون الغرابة- الزمنية في رواية "روبنسون كروزو" ضعيفة التوتر، غير حادة ، بعكس الغرابة- الزمنية في روايات فرانز كافكا، فتكون عالية التوتر، حادة، تصدم، تدهش، تضع القارئ في حالة انبهار، يحول الواقع في العمل الدبي الى خرافة، وليشعرك بان العالم" الحسي ، عالم الطبيعة والتاريخ ، وقد نفي تماما... وحتى النظام الزمني والمكاني تنفك عقده في بعض القصص"(29) ليكون نموذجا شديد اللغز والغرابة.
اما الزمن عند عبد الرحمن منيف في " الشرق لمتوسط" فيكون مخيفا، فحالما تغادر السفينة " اشيلوس" الميناء ورجب على ظهرها تتفجر اللحظة- المجمدة التي سقط فيها،لتزداد كثافة في وعيه، ولتنخر فيه عميقا، وفيها يتعمق تواصله مع الزمن ومع العالم متجذرا في ذاته، رغم " انهم" في المعتقل حاولوا خصي تاريخه وأفكاره التي يؤمن بها، لكنهم لم يستطيعوا ذلك لان زمنه كان قبل لحظة الانهيار، زمنا إنسانيا شموليا بكل الصور الجميلة الشفافة، كان يعلم بان العصر الآتي معه وله، ولكن حين ينهار ، ينهار زمنه ويحس بموته ومعه يموت هو فعليا، ويأتي موته عند العودة من الخارج طبيعيا، لانه كان امتدادا لموت زمنه، ولانه لم يستطيع ا لتكيف مع التبريرات المختلفة والازمنة المتباينة، ويؤكد رجب وهو يستعرض تاريخ حياته، الصلة المتداخلة بين الذات والآخرين، ويرى ان زمنه الخاص وزمن الآخرين يتداخلان وهما لا ينفصلان ولا يتساويان، ولكنهما يتفاعلان،ولذا فان لحظة السقوط ما هي الا لحظة " ميتة" تقع بين اللحظات المتوهجة في تاريخه وزمنه.
لقد قسم ميشيل بوتور كما مر بنا زمن الرواية الى زمن الكاتب وزمن الحكاية "السرد" ليضيف زمنا أخرا اليهما هو زمن القراءة فيقول:
ما نكاد نتعرض الى نطاق الرواية حتى يكون من واجبنا ان ننضد ثلاثة أزمنة على الأقل: زمن المغامرة وزمن الكتابة وزمن القراءة(30).
ويعني بوتور بزمن المغامرة " البعد الزمني للقصة"(31)او هو زمن السرد للرواية، او الزمن الذي يتشكل بواسطة تعاقب السرد واللحظات الشعرية، ويسميه بول بيرون الزمن داخل النص، فزمن رواية " عودة الطائر الى البحر" لـ حليم بركات ، نكسة حزيران 1967، وزمن رواية " خمسة أصوات" لـ غائب طعمة فرمان ,قبل ثورة 14 تموز 1958، ولكن في رواية " القربان" يكون : زمن مؤول من أزمنة متداخلة" (32)، لان كل شخصية روائية تمثل فترة زمنية، وهذا ما نراه بدقة وعمق في رواية " اولاد حارتنا" لـنجيب محفوظ، وازمنة رواية" اولاد حارتنا" شكلت فيسفساء زمنية ملونة تاخذ الطابع الطولي لا المتداخل كما في رواية" القربان" او زمن مؤول فقط كما في رواية " شرق المتوسط"، وهذا يقودنا الى انه يجب ان " ندرك جوهر كل زمن من الأزمنة الروائية اكثر من استخدامنا لإزمنة قواعد اللغة " (33)، اما زمن رواية " موسم الهجرة الى الشمال" لـ الطيب صالح فقد تداخل الماضي بالحاضر حيث التقاء اللحظتين التاريخيتين تصادم الزمن الداخلي الذي يمور في ذات الشخصية الرئيسة مصطفى بنسائه الانكليزيات اللواتي يمثلن بالنسبة اليه، زمن الاحتلال الانكليزي لبلاده، فزمن مصطفى يعج بالإسقاطات التاريخية لبلده الذي هاجر منه الى عقر زمنهم ولينتقم منه برجولته، ويتمثل ذلك بقتله لعشيقته الذي يعني تحطيمه لزمن السلطة الاستعمارية- الذكرى، فيعمل مصطفى بتفجير اللحظة الراهنة باللحظة الماضية، ومن خلال الزمن الثنائي يبني الروائي زمنا متداخلا، يبني لحظة دائمة في " موسم الهجرة الى الشمال" .
اما زمن الكتابة هو الفترة الذي يكتب فيه النص، انه زمن الكاتب، ولا يمكن فصل الرواية عن العصر الذي تدون فيه، مهما كان موضوع الرواية، وان العصر الذي كتبت فيه سيلقي عليها ظلاله، وتتلقح بزمن ذلك لعصر، لان الموضوع الروائي في اية لحظة يتحدد ويتفق وشعورنا به، مع ذلك يخضع للتغير مع الزمن وطبقا لفهم النص تدريجيا في حين يرى سارتر ان وعي القراءة ووعي الكتابة يشيران الى ذاتيتين بعيدتين زمنيا واجتماعيا، ان رواية " عود الطائر الى البحر" مرتبطة جذريا بزمن هزيمة حزيران، وهذا " التاريخ هو مدار الرواية التي يعتبرها بعضهم تحقيقا لنبوءة " ستة ايام بالهزيمة" (34)، ان رواية حليم بركات ترتبط بفترة زمنية متسلسلة مع بعضها البعض ببعد طولي، فهي تخرج من فترة لتدخل فترة اخرى- القمم الخضراء، ستة ايام، عودة الطائر الى البحر، الرحيل بين السهم والوتر- وكلها تتشكل تحت جناح الزمان وشخصية المثقف العربي، وانها" لا تقصد استعادة الزمن بل الى تحريره" (35) على حد تعبير لورنس داريل.
وتحيلنا بنية زمن " نجمة اغسطس" الى خارج زمن النص، المتشكل من بنية زمنين، يتم تزاوجهما داخل زمن النص، ليكونا زمن النص السردي، وهما الزمن الحاضر- مرحلة بناء السد العالي- والزمن الغائب- تاريخ طفولته تاريخ رعمسيس، مذكرات مايكل انجلو- وهناك روايات لا تمتلك زمنا محددا ولا تمتلك فترة زمنية واضحة، ولكنها تمتلك تاريخا – انسانيا، كرواية" شرق المتوسط" التي ترتبط بزمن الارهاب والقتلة عبر العصور – يهوذا، ابن العلقمي، شارون- وتستمد الرواية زمنها الداخلي منه.
وفي رواية " وليمة لاعشاب البحر" تستفيد شخصيات حيدر حيدر من وعي كاتبها للزمن بحيث تنتقل عبر الأزمنة بسهولة، وتمتلك زمنا محددا، لان حيدر حيدر" ارخ كروائي للحظة في تاريخ العراق والجزائر " الياس خوري " القدس العربي 9 ايار 2000" وقام بتحويل اللحظة نصا ليعلن فيها ان الذاكرة مغمسة بالارهاب والدم، والحاضر مغمس بالخيبة واليأس، انها اشارة مضيئة لتاريخ منسي، انها لحظة مواجهة حقيقية مع لحظة انكسارنا لتجعلنا نتساءل كما تساءل القاص الكبير محمود جنداري في قصته " زو- العصفور الصاعقة"، هل الارهاب علامة؟ هل الكتابة علامة؟ وليعلن فيها كما فعل حيدر حيدر بان " المائة سنة المقبلة فيها مجاعات وطواغيت وطاعون وطوفان/ حرائق واغتيالات ونساء يحكمن بالخفية، واعتداءات وزنى بالمحارم وسرقات"(36)، وتشترك الروايات التي قمنا بتحليل زمنها جميعها بقاسم مشترك هو زمن إدانة للمرحلة الآنية، والملاحظ ان هذه الأبعاد منحت الروايات جميعا بعدا جماليا- زمانيا، لولاها لافتقرت الى هذا البعد والى الانسجام.
ان التجربة الجمالية- الزمانية، والرؤية الأيديولوجية، ووجهات النظر المختلفة، غاية في الأهمية، في كل الروايات السابقة، فهي لا تشكل اهتمامات الكتابة بالسرد وموضوعاته فحسب، بل تشكل مداخل القراءة التي تؤدي اليها ايضا.
ان زمن القراءة هو الفترة الزمنية الذي يقرأ فيه النص او إعادة خلق النص ذاته، ويسمي هذه العملية الناقد بول بيرونبـ الزمن خارج النص، ويكون الفاعل فيه القارئ، ويخضع هذا الفاعل الى العوامل التاريخية- الاجتماعية- الاقتصادية- الثقافية عند قراءته للنص، وان " الاختلافات الفردية تمارس تأثيرها بحيث تخلق كل قراءة ديمومتها الخاصة" (37)، فإن قارئ " أولاد حارتنا" لا يرى في الرواية الا دلالات وإشارات زمنية مبهمة، وتعاقب الأزمنة فيها، من خلال تعاقب الشخصيات الروائية، وتستند رؤية القارئ على مدى حدة موهبته الخلاقة، وذكاءه وثقافته ومرجعياته ورؤيته الخاصة، مع امتلاكه لرؤية تجاه النص، مع زمنه الخاص به، كذلك النص يمتلك رؤية تجاه الآخرين والعالم والأشياء مع زمنه الخاص به ايضا، وتتشكل رؤية جدلية- حوارية عندما يتفاعل زمن القارئ بزمن السرد ، وتكون مغايرة عنهما، وعلى هذا المنوال تتأسس علاقات جدلية- حوارية ثنائية" زمن النص- زمن الكتابة/ زمن النص- زمن القراءة / زمن الكتابة- زمن القراءة" او ثلاثية" زمن النص- زمن الكتابة- زمن القراءة" ولا يمكن تناول احدهم دون التطرق الى الآخر، او التعرض له، فالعلاقة بينهم متينة، والتداخل قوي جدا، رغم ان لكل منهم كليته المستقلة عن الآخر، وصيرورته الخاصة، وتتسم هذه العلاقة بالتعقيد، بما فيها من محتويات- تسلسل زمني طولي- تداخل الأزمنة- لا محدودية الزمن- زمن مؤول- زمن تاريخي انساني- ونتيجة الاختلاف في المعاني، ووجهات النظر من عصر الى آخر، ان معنى الشعور يختلف عند الشخصية الروائية، وعند الكاتب وعند القارئ، كل حسب زمنه، لذا فان معاني الزمن المتعددة يمكن ان تلعب دورها في نص واحد، وفي هذا الصدد يقول باختين" ان كل مدخل الى منطقة المعاني لا يمكن ان يتحقق الا من خلال بوابات الزمكان" (38).
ان الزمن يشترك في تشكيل الواقع، كما يشترك في تشكيل النص، وكذلك تشترك في تشكيل الحياة بالمقابل، لصياغة آراء ومفاهيم عند القارئ، وخلق رؤية نقدية عميقة عنده، تساعده في رؤية الزوايا المظلمة في الحياة، ومن خلال استجابته تتعزز عملية الجدل- الحوار الذي ينشأ ويتشكل في النص نفسه، وتكون وظيفة الرواية داخل المجتمع، هي إعطاء القارئ شكل لرؤية العالم، ولتحفظ لنا علاقة الفرد بالعالم.
لا يمكن إغفال العلاقة الوثيقة والمتداخلة بين الزمن والمكان في الرواية العربية المعاصرة، فان علاقتهما تنشأ منذ اللحظة الأولى والكلمة الأولى عند كتابة الرواية، عندها تصبح مكانا وزمنا على الورق داخل الكتاب، وتحكم هذه العلاقة جدلية بالضرورة، وتعتبر " العامل الأساس في تحديد سياق الآثار الأدبية، من حيث اشتمالها على معنى إنساني"(39)، ومن خلال تفاعلهما تتوضح الرؤية ويتنامى العالم والأشياء في النص الروائي، وفي الواقع الإنساني، ويلازمنا الإحساس بهما باطنا وخارجا، وفي بعض الروايات تطغي بنية المكان على الرؤية، ويلعب المكان دورا في تأجيج الذكريات وإدامة الذاكرة- التاريخية بالديمومة، وتكون ندا قويا للشخصيات الروائية وموازية لهم مثل رواية " حارة الطبلاوي" لـ جمال الغيطاني، ثلاثية نجيب محفوظ " بين القصرين- قصر الشوق- السكرية"، وثلاثية محمد ديب" الحريق- النول- الدار الكبيرة" ، ورواية " القربان" لـ غائب طعمة فرمان، وأحيانا يمنح المكان دلالة رمزية للزمان ولذاته، كما في رواية (ليون الأفريقي) ل أمين معلوف، ويعطي التداخل بين المكان والزمان، الرواية تناسقا وانسجاما وتكاملا، لان المكان اذا كان واقعيا ام خياليا، يبدو مرتبطا بل مندمجا وملتحما بالزمان، وهذا ما نشاهده في رواية" وليمة لأعشاب البحر" وليكون " قصدا لتوحيدها بالقهر والهزيمة والضياع" الياس خوري " القدس العربي 9 أيار/ 2000" وكذلك رواية " شرق المتوسط" لتتوحد بالقهر والإرهاب ومصادرة الآخرين وإلغاء زمنهم، رغم كون زمن الرواية مهشما، مغيبا، ومكانها بلا ملامح، بلا هوية، فقط نعرف ان المكان/ البلد يقع على البحر، ولكن السرد يشتمل على المكان والزمان المتحققين داخل النص، ومن خلال زمكانية الواقع، وفي بعض الروايات يتداخل الزمان والمكان عبر التداعيات والاسترجاع والاستذكار عند الشخصية، كما في رواية" نافذة بسعة الحلم" لـ عبد الخالق الركابي، فقد جعل زمن الرواية نهارا واحدا مقسما الى الصباح- الظهيرة- المساء، والمكان سريره الذي يرقد عليه ولا يغادر الا بالكاد، يماثله زمن اخر ومكان اخر في الذاكرة عبر التداعي للشخصية، وهما في حالة مجاورة وموازاة، وهما في اللحظة ذاتها يقوما بنسج النص الروائي، ويدلل ذلك على إمكانية ان " تترابط الأزمنة والأمكنة بوساطة النقاط الانية المتداخلة بينهما، بحيث نحصل في النهاية على الزمان المكاني"(40).
وهذه العلاقة تقوم بتوسيع البنية الجدلية – الحوارية، ولتعد مدخلا ظاهراتيا لها، لما فيها من وجهات نظر متباينة، وتفسيرات متعددة، ومنظورات مختلفة" تتشكل بموجبها السرديات"(41)، ولا يمكن القيام بدراسة البنية الزمنية دون البنية المكانية" فلكي نستطيع دراسة الزمن في استمراريته، اي لكي نستطيع إظهار ثغراته من الضروري ان نطبقه على مسافة مكانية"(42).
وما يجسد هذا التلاحم في العلاقة الزمانية- المكانية في الرواية، هو جمالية هذه العلاقة التي تتسم بها، وبروزها بشكل ملفت للقارئ ، فكلما كانت العلاقة أعمق كلما كانت الصورة الجمالية أقوى وأكثر انسجاما وتناسقا، فان " اللعب بالأزمنة داخل القصة عمل جمالي"(43)، بالإضافة الى تطوير رؤية التاريخ الجمالي للطبيعة، وتغيرها أثناء التطور الذي يصيب الرؤية، فان التاريخ الجمالي ما هو الا ذاتية الإنسان الذي يخلق خلال نشاطه، وعمله ووعيه، وذلك يتحقق في ان الرواية تعمل على بعث الجمال الإنساني.
لذا تقع على الروائيين العرب مسؤولية جليلة وجسيمة في آن، تجاه الزمن العربي الآتي، والعمل على الخروج من الزمن- المأساة، بواسطة الزمن الروائي، الذي يحطم أغلال بروميثيوس لان باستطاعة النص الروائي العربي ان " يحاور الأزمنة العربية المتداخلة"(44)، لان هذه الأزمنة لا تتخذ معنى وحياة الا بواسطة المستقبل، وعلينا ان ندع" الموتى يدفنون موتهم" وليعمل هذا النص الروائي على انتشال الأزمنة "العربية التي يجلدها التاريخ" "الطاهر بنجلون"










الهوامش والإحالات:
1- ادونيس- الصوفية والسوريالية ص70 دار الساقي ط بيروت 1995.
ستيسي بيرتن- باختين والزمان السردي الحديث ت د محمد درويش ص44 مجلة الأقلام العدد 6/ 1999.
2- ادونيس- المصدر السابق ص72.
3- شاكر النابلسي- مذهب للسيف ومذهب للحب ص155 المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1985.
4- ستيسي بيرتن- المصدر السابق ص35.
5- المصدر السابق ص41.
6- مصباح احمد الصمد – الرواية الفرنسية الجديدة ص190 مجلة عالم الفكر- المجلد العشرين العدد 4 الكويت 1990
7- جورج لوكاش- التاريخ والوعي الطبقي ت د حنا الشاعر ص164 دار الاندلس ط2 بيروت 1982.
8- جان بول سارتر- نقد العقل الجدلي- ت د. عبد المنعم الحفني ص46 المركز العربي للثقافة والعلوم بيروت.
9- شاكر النابلسي- المصدر السابق ص180.
10- جورج لوكاش- المصدر السابق ص123.
11- ستيسي بيرتن- المصدر السابق ص25.
12- شاكر النابلسي- المصدر السابق ص185.
13- د. محمد برادة- الرؤية للعالم في ثلاثة نماذج روائية ص131ضمن كتاب (الرواية العربية: واقع وآفاق) دار ابن رشد بيروت 1981.
14- المصدر السابق ص131.
15- بول بيرون- السردية: حدود المفهوم ت د. عبد الله إبراهيم ص27 مجلة الثقافة الأجنبية العدد 2/ 1992.
16- المصدر السابق ص 27.
17- رولان بارت- نقد وحقيقة- ت د. منذر عياشي ص17 مركز الإنماء الحضاري دمشق.
18- المصدر السابق ص25.
19- كرشنا رايان- موت القارئ ت د. زيد نعمان ماهر ص 84 مجلة الأقلام العدد 4/ 1999.
20- مصباح احمد الصمد – المصدر السابق ص188.
21- 23 عبد الله إبراهيم – التركيب والدلالة في التخيل السردي ص33- 35 مجلة الأديب المعاصر عدد 42/ 19990.
24- هنري لوفيفر- علم الجمال ت محمد عيتاني ص 24 دار الحداثة بيروت.
25- 26 المصدر السابق ص 45 ص 114.
27- ستيسي بيرتن – المصدر السابق ص38.
28- بيتر سويغارت – الزمن في روايات وليم فوكز – ت د. نجم عبد الله كاظم ص 91 مجلة الاديب المعاصر العدد 42/ 1990.
29- فيلهلهم امريش- الفن القصصي في القرن العشرين ت ناجي نجيب ص 39 مجلة فكر وفن العدد 23/ 1974.
30- رولان بورنوف وريال اونيليه – عالم الرواية ت نهاد التكرلي ص118 دار الشؤون الثقافية بغداد 1991.
31- المصدر السابق ص119.
32- اسامة غانم- جدلية الرمز المحتجب والواقع المكشوف ص38 مجلة الرافد / الشارقة العدد 38/ 2000.
33- رولان بورنوف – المصدر السابق ص 121.
34- محمد كامل الخطيب- الرواية والواقع، ص65 دار الحداثة بيروت 1981.
35- شاكر النابلسي – المصدر السابق ص 179.
36- محمود جنداري- العصفور الصاعقة ص155 مجلة الأقلام العدد 11- 12/ 1988.
37- رولان بورنوف وريال اونيليه المصدر السابق ص132.
38- ستيسي بيرتن- المصدر السابق ص37.
39- د. صلاح فضل – نظرية البنائية ص326 دار الشؤون الثقافية ط3 بغداد 1987.
40- د. علي عبد المعطي محمد – تيارات فلسفية معاصرة ص339 دار المعرفة الجامعية الإسكندرية 1984.
41- ستيسي بيرتن – المصدر السابق ص35.
42- مصباح احمد الصمد – المصدر السابق ص195.
43- موريس ابو ناصر – الألسنية والنقد الأدبي في النظرية والممارسة ص85 دار النهار للنشر بيروت 1979.
44- ألياس خوري - الذاكرة المفقودة ص 194 مؤسسة الأبحاث العربية بيروت 1982.
• نشرت هذة الدراسة في مجلة الرافد الشارقية العدد 61 سبتمبر 2002 ضمن ملف العدد الخاص /الرواية العربية









#أسامة_غانم (هاشتاغ)       Osama_Ghanim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية الجسد وشفراته السرية
- شعرية التجريب في رؤية الانثى لجسدها
- سلطة الجنس
- الرؤية الغرائبية في سوسيولوجية الجسد
- رواية - برهان العسل - قراءة سوسيوثقافية
- اللعبة الايروتيكية وتحولات التخييل السردي
- واقعية المتخييل السردي في التاريخ المؤول
- تحولات حداثية السرد في المتخييل التراثي
- قراءة في -جمهورية البرتقال-


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة غانم - التجربة الجمالية والزمن في الرواية العربية