من هم أعداء مصر ؟

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كل من يشاهد فضائية الجزيرة لابد له أن يلاحظ الحمى المفرطة التي أصابت إعلامها في حملة فريدة من نوعها على مصر وعلى الجيش المصري وشعبه . وقد إشتدت هذه الحملة مؤخرا
على خلفية ترشيح السيسي للإنتخابات الرئاسية . وعلى إثر المحاكمات الجارية للمخربين لأملاك الدولة المصرية وقتلة أفراد شرطتها وقواتها المسلحة والخارجين عن القانون من جماعة الإخوان الإرهابية .
ففضائية الجزيرة صعدت من أسلوب خطابها لتجعله شديد اللهجة وأعطته فسحة زمنية واسعة يكاد يكون هو المهيمن و الأكثر حظا في برامجها وأخبارها مع تكرار الصور السابقة واللاحقة بشكل
يثير الإستغراب حقا . وإطلاق المصطلحات المغرضة وتكرارها بمناسبة وبغير مناسبة للتأثير على المشاهدين السدج وإذكاء نار الكراهية والحقد والفتنة إن داخل المجتمع المصري أو خارجه في
الدول المحيطة والبعيدة . إنها حملة شادة محمومة من طرف قطر على الشقيقة مصر . ولا يمكن لهذه الحملة إلا أن تزيد من تأجيج الصراع داخل مصر وخارجها . مما يضع فضائية الجزيرة
كدراع إعلامي وسياسي لدولة قطر. محطة سافرة للتدخل في الشؤون الداخلية لمصر و محاولة يائسة للتأثير على المصريين وتشتيت المجتمع المصري ونشر الفوضى بين المواطنين . وقد لاحظ المشاهدون
اليوم كيف كان صحفي الجزيرة عند نقطة العبور رفح كيف يستجوب المواطنين الفلسطينيين والمصريين من مرضى وغير المرضى معلقا على عدم فتح الحدود متجاوزا سيادة مصر على حدودها وإشكال
المسألة الأمنية التي تأخذها مصر بعين الإعتبار بسبب ما جرى في السابق من مشاركة حماس للإخوان في تعريض أمن مصر للخطر . وكان الصحفي يتكلم بشكل محموم كأنه هو المتضرر من فتح الحدود
وليس المواطنين الذين كان يتحدث إليهم . فمن السهل أن يشعر المشاهد بهذا التدخل السافر وهذا التحريض القوي اللهجة التي تقوم به الجزيرة بأمر من صانعي القرار في دويلة قطر . فهذا البلد للأسف
نصب نفسه زعيما على المنطقة مصخرا من أجل ذلك ميزانية مالية كبيرة لخدمة هذ ه الأغراض السياسية المشبوهة ونصب نفسه وصيا على مصر راغبا في توجيهها نحو الوجهة التي تخدم
مصالح قطر الضيقة . فهي تعلق على ما تسميه انقلابا عسكريا متجاهلة ثلاثين مليون من المصريين حينما خرجوا لتصحيح ثورتهم وإسقاط الفاشي مرسي وحكم عصابة الإخوان يوم 30 يونيه . كما تتجاهل
إنقلاب الإبن على والده داخل قطر الذي أثار في حينه الكثير من اللغط والجدل . وتلاه إنقلابا آخر أبيض وصامت من طرف الإبن على أبيه كذلك . وتنسى أيضا معالجة مشكل اليد العاملة الأجنبية
التي تعمل في قطر في ظروف مشينة وبائسة تطلبت تدخل المنظمات الحقوقية من أجل الدفاع عن ضحايا العنصرية داخل بلد النفط والغاز . كما تتجاهل ما يشبه احتلال أرضها وبحرها عندما سمحت
للأسطول الأمريكي الرسو بمياهها الإقليمية ليحمي دول الخليج من تهديدات صدام . وكيف أن هذا الأسطول الضخم لازال جاثما على المنطقة رغم أن صدام صار في خبر كان . إن مصر هي دولة كبيرة
ولها وزنها في المنطقة وذي حضارة يعترف بها العالم بأسره . ولا يمكن مقارنتها مع دويلة صغيرة كقطر . وتدخل هذه الأخيرة في الشؤون الداخلية لمصر لهو أمر مستهجن وغير مقبول . والإخوة
المصريين سيحلون مشاكلهم عبر الحوار وصناديق الإقتراع . كما أن شعب مصر العظيم هو وحده من يخول له أن يقرر من هو رئيسه كما رفض أخونة الدولة واختار الدولة المدنية الديمقراطية.
والقضاء المصري هو المخول له محاكمة المجرمين والقتلة والحفاظ على أمن البلد وأمن المواطنين تحت راية الديمقراطية والحرية والكرامة . وأعداء مصر عليهم أن ينشغلوا بإصلاح عيوبهم قبل
أن يفكروا بالنيابة عن إصلاح عيوب غيرهم .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل