|
منديلا والزعماء العرب - مقارنة رغم وجود الفارق -
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 21:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البارحة مساءا 05 دجنبر 2013 . رحل الإنسان مانديلا . المناضل من أجل الحرية والكرامة . إهتز العالم كله حزنا على الرجل الذي كان بالفعل رجلا حقا . إنسانا شريفا أعطى الكثير ولم يأخذ سوى 27 سنة من الإعتقال والسجن والمعاناة . هذا وبعد خروجه من السجن ترك وراءه كل ذلك . بقي فقط . محتفظا فقط . بالمحبة والسلام ولم يفكر قط في الثأر لكرامته ما دامت حرية شعبه قد تحققت . وكرامة شعبه قد تحققت . برحيله حل الحزن على العالم . لكن هذا الحزن لم يكن مثل الأحزان . الحزن على مانديلا حزن مختلف فيه كبرياء وفيه جلال وسعادة . حزن فيه من الأمل الشيء الكثير والعظيم . الرجل مانديلا كافح ضد العبودية تواقا للحرية وللكرامة لشعب جنوب إفريقيا ولشعوب العالم قاطبة . الإنسان الطيب إنتصر بطيبوبته على غلاظ القلوب . على الطغيان . على الفصل العنصري إنتصرعلى البيض وهو الزنجي الذي لم يكن يسمح له حتى بالتواجد معهم أو قربهم . لم يستعمل السلاح . فقط سلاح المحبة الذي كان لديه ففتك بأعداء الحرية وصناع الإستعباد للبشر أصحاب الأرض الحقيقيين . أما الغرباء المحتلين فقد سحقتهم محبة الرجل العظيم . هذا هو سبب محبة العالم لهذا الإنسان العظيم . كانت جنوب إفريقيا جنة للبيض الذين يحكمونها آنذاك . وجحيما للزنوج سكانها الأصليين . هذا الواقع المؤلم صنع الرجل مانديلا . صنع الحلم المنديلي حلم الشعب الفقير المستعبد على أرضه وهو سيد أرضه .أما القلة البيضاء التي كانت تحكم البلاد والعباد كنت جلودها لا تشبه لون الأرض السمراء . نيلسون مانديلا المعلم الذي علم شعبه قبل غيره . علمه الحرية كيف تكون بلا لون وبلا عرق أو جنس أو دين . الحرية هي الإنسان في كل مكان . هي الإنسان في كل زمان . أيضا . الرجل الذي حرر شعبه من ربقة العبودية ولم يكن إصراره واستماتته سوى إيمانه العميق بقضيته وقضية شعبه . والآ ن نظام الفصل العنصري يوجد في حاوية أزبال التاريخ . مانديلا كان يعرف أن هذا النظام النتن ذاهب إلى المزبلة . هذا المعلم أحبته كل الأجناس كل العالم رغم اختلاف الأنواع والأعراق والديانات والمفاهيم المتناقضة . هذا هو مانديلا المجيد . وقد كان له ذلك. كان له موعد مع المجد . مانديلا صمد 27 سنة وراء القضبان الحديدية . لكنه أذابها بحسه الإنساني العظيم . أذاب الظلم والحقد الأبيض بصبره والأمل الذي كان يطل من عينيه كما يطل البرق من السماء . فخرج منتصرا على جلاديه وسجانيه لينال وسام العالم وسام الحب والإحترام والتقدير حتى من طرف أعدائه . كل سنين الإعتقال الطويلة والمعاناة المكثفة لم تجعله ييأس أو يستسلم . كان هذا الرجل النادر قويا شامخا وجبارا بإرادته وبسمو أخلاقه وعدالة قضيته .فأعطى الدرس المفيد لكل الدنيا وللأعداء قبل الأصدقاء . وأصبح القدوة لكل الناس . ولما أصبح رئيسا لبلده بطريقة ديمقراطية . لم يتشبث بالسلطة بل سلمها لشعبه ليختار الشعب لمن هو من مدرسته . واعتزل السياسة وانغمس في الأعمال الخيرية والإجتماعية لبلده . ليت هؤلاء الحكام العرب يأخذون الدرس والعبرة والحكمة من هذا الرجل العظيم . وليت هؤلاء المتأسلمون الذين تصدعت آذاننا من فرط تذكيرنا بالإسلام وإطنابنا بالحلول الإسلامية التي لديهم كما يزعمون . ليتهم يقتدون بهذا الرجل العظيم الذي لم يكن مسلما ولكنه نال رضى جميع الأمم ورضى الله . ليتهم يزهدون في السلطة ويختاروا طريق السمو الأخلاقي ومحبة الناس ليرتقوا إلى هذا الفضاء المنديلي الرائع . فبالمناسبة نسأل شعوبنا العربية هذا السؤال / بالمقارنة رغم وجود الفارق هل لدينا نحن العرب قائد أو زعيم في مستوى هذا الرجل الذي يسمى مانديلا ؟ نحن لدينا ثوار يهتفون بالحرية والكرامة والمقاومة وكنا نثق فيهم واستطاعوا خداعنا بالشعارات الزائفة إلى أن إفتضح أمرهم .لقد شوهوا كل شيء وأحكموا قبضتهم على شعوبهم وقتلوا وأهانوا الشرفاء من شعوبهم ونهبوا خيرات الشعوب وأموالها و و و الخ .. منهم القدافي قائد الثورة الليبية ومنهم بنعلي زعيم الشعب التونسي الذي هرب بطن ونصف الطن من الدهب ولاذ بالسعودية التي استقبلته لدواعي إنسانية كما قالت السلطة السعودية . ومنهم علي عبد الله صالح الذي كانت عائلته تحكم اليمن وشعبه الفقير الذي لا يملك إلا الخناجر . ومنهم مبارك الذي حاول تسليم الحكم إلى إبنه . وآخرهم وليس آخرهم بشار الأسد الذي خرب البلد من أجل بقائه في السلطة وقتل نصف الشعب بكل أطفاله ونسائه وشيوخه ولا زال . ومنهم الأمريكي محمد مرسي وعصابته الذي جن جنونه من أجل السلطة ولم يصدق أنها فلتت من يده . فماذا يمكن أن نقول ونحن نودع مانديلا ونقارنه بما لدينا من زعماء عرب . أنقول / لا مقارنة مع وجود الفارق ؟ أم نقول / مقارنة رغم وجود الفارق ؟ فلكم الإختيار أيها العرب وهنيئا لكم بزعمائكم الذين ماتوا من أجل السلطة .ومن أجل عيونها الكحيلة .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ومضة خاطفة
-
الحكومة التي
-
هاتف الليل
-
حينما يدافع الفاشي عطوان عن الثورة المصرية بطريقته الخاصة
-
أنت الوطن الذي أحيا من أجله - إلى السيدة المحترمة -
-
بيت الله
-
أوتار الدخان والورد
-
عتمة ما هو موجود
-
من المسؤول عن تشويه العفو الملكي ؟
-
مطر الربيع
-
خدعة الكون
-
مصر والحرب الأهلية
-
شقاء الطيور
-
ثورة الحرية والكرامة
-
فقط نعرف ما لا نعرف .
-
عندما تقوم الديمقراطية بالإنقلاب
-
حتمية الدولة المدنية
-
سياج البخار
-
هذا كل ما في الموت
-
حكومة تعميق الأزمة
المزيد.....
-
9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف
...
-
سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا
...
-
الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم
...
-
إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ
...
-
حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
-
القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ
...
-
تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن
...
-
داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
-
وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
-
هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|