حكومة تعميق الأزمة

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 14:50
المحور: الادب والفن
    

حقيقة أن العالم كله يتعرض لضائقة اقتصادية باستثناء بعض الدول التي تعرف وتفهم الطريق الصحيح لتدبير أمور شعوبها . لكن ما يحدث عندنا في العالم العربي
عموما وفي المغرب على الخصوص . يدعو إلى الذهول وإلى العجب ولسيما مع حكوتنا الحالية التي إرتكبت ولا زالت ترتكب الأخطاء الفادحة غير عابئة بما آل إليه
الوضع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي من إنحطاط لا يختلف فيه إثنان .
الحكومة الحالية هي كوكطيل من حزب يدعي أنه إسلامي ديني بتقليعة سياسية مرتبكة ومنعدمة الكفاءة . وحزب محافظ تعرض لهزة صادمة لتركيبته السياسية . وحزب شيوعي
على الطريقة المغربية دوره للديكور وملء الفراغ .
هذه الحكومة يبدو أنها بدون برنامج سياسي موحد ومنسق بين مكوناتها المتناقضة . كما أن وعودها التي طرحتها أثناء حملتها الإنتخابية لم يتم الوفاء بها إطلاقا .
مشاكل البلد التي جاءت هذه الحكومة من أجل حلحلتها تتلخص في / محاربة البطالة والرشوة والتسيب الإداري والفوضى في التسيير ومحاربة هدر المال العام.
لكن على ما يبدو فإن الحكومة الحالية تبدو أسوأ حكومة في تاريخ المغرب . لماذا هي إذن الأسوء في تاريخنا ؟
أولا / في سياق محاربة البطالة والفقر فقد سبق للسيد رئيس الوزراء الأسبق أن قام بتوظيف مواطنين عاطلين من ذوي الشهادات العليا بطريقة مباشرة . لكن لما جاءت
الحكومة الحالية برئاسة السيد بنكيران كان أول ما قام به هذا الأخير هو إعادة هؤلاء المواطنين إلى الشارع . كما أن الوعود أو المحاضر التي تم توقيعها في إطار
الحوار بين الحكومة السابقة والمعطلين لم يتم الإعتراف بها إطلاقا .
ثانيا / ما قيل عن محاربة الرشوة والفساد أثناء الوعود التي أطلقت بسخاء قبل الحملة الإنتخابية فقد تم التنكر لها وأصبحنا أمام شعار حكومي ينم عن العجز وضعف
إرادة الحكومة وهو شعار / العفاريت والتماسيح وعفا الله عما سلف /
ثالثا / وأخيرا وليس أخيرا / التسيب والفوضى في التسيير تفاقم أكثر فأكثر خلال هذه المدة التي مرت من عمر حكومتنا الموقرة . مشكل الموظفين الأشباح لازال
قائما ومشكل التسيب والفوضى إستفحل داخل الإدارات العمومية المختلفة والمواطن لازال تحت رحمة الإنتظار الطويل والتماطل والتلاعب بمصالحه وسين وجيم .
أما هدر المال العام فحدث ولا حرج فبمدينة تطوان كنمودج يقوم المجلس الحضري بالقضاء على معالم المدينة التاريخية واقتلاع رخام أرضية المدينة برمتها
وتغيير جغرافيتها ومقايضة هذه الأرضية بالحجارة ولا نعرف أبدا ما هو الداعي لاقتلاع الرخام الجيد والذي لا زال حديثا وجديدا وتعويضه بالحجارة . مما جعل
المواطنين يتحدثون عن صفقة مشبوهة بين مصدر التزويد والمسؤولين عن هذا الحراك الغير المفهوم بالمرة . أشياء أخرى تلفت الأنظار وهي الأعلام التي تعلق بالمدينة
عند زيارة صاحب الجلالة لتطوان تعرضت للتمزيق أثناء إقتلاعها بطريقة وحشية غير مبررة أو مقبولة . فبأم عيني رأيت عمال الجماعة الحضرية وهو يقتلعون الأعلام
المغربية وهي تمزق عند الإقتلاع .
أما ما تتحدث فيه الصحافة المغربية عن التشردم والتراشق بالشتائم بين أعضاء هذه الحكومة والإهانات والإتهامات المتبادلة داخل البرلمان وخارجه واللغة السوقية
المتبادلة في الحديث ليدل على أن حكومتنا المحترمة لا تفكر في مصالح الشعب المستعجلة بقدر ما تفكر في مصالحها الضيقة فأصبح الفشل والعجز هو ما نرى ولا نرى
أي بصيص من الأمل ينقذ البلاد من الهاوية .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل