الصحفيون الجدد

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( هدية ملكية ثانية لبنكيران وتمثيل أمير المومنين في تنصيب البابا )
هذا هو العنوان العريض الذي طلع لنا على الصفحة الأولى للجريدة المغربية - أخبار اليوم - بتاريخ 20 مارس 2013 . وكان جديرا ببوعشرين مدير
النشر أن يسمي جريدته هذه ب - أخبار السوق - لأن أسلوب هذه الجريدة لا يختلف عن أسلوب جريدة المساء وجريدة الأخبار . فهذه الجرائد الأكثر مبيعا وياللأسف لا تجيد سوى لغة السخرية من المواقف النبيلة والحكيمة التي لا يمكن لها إلا أن تكون مواقف صائبة وتخدم السلام في هذا العالم الذي عز فيه هذا السلام المنشود وأصبحت فيه كلمة السلام كلمة للنطق وللإستعراض المجاني فحسب .
فأخبار اليوم نفسها نشرت في السابق مقالا أيضا بمناسبة زيارة السيد بنكيران للكنيس اليهودي - صلاة الفاسيين - بالعاصمة الروحية للمملكة لتمثيل جلالة الملك خلال هذه المناسبة التي أحياها مواطنون مغاربة يهود في بلدهم المغرب . وقد وصفت الجريدة كعادتها هذه الزيارة من طرف رئيس
الوزراء بالهدية بالنسبة للرجل ( إستخفافا وسخرية ) بينما السيد بنكيران لم يقم سوى بواجبه الوطني والأخلاقي والإنساني كمسؤول أول بالحكومة المغربية
ونحن لا نملك سوى أن ننوه بالسيد بنكيران على هذه الخطوة الجميلة التي تعطي للعالم فكرة مفادها أننا كمغاربة نتمتع بحس أخلاقي وإنساني ونساهم في الحوار بين الأديان خدمة للسلام والأخوة والتعايش بين مختلف الأديان . عكس ما يريدونه لنا بعض المخروضين الذين لا يحلو لهم سوى
الصيد في الماء العكر عبر جرائدهم لإثارة الفتنة والنواعر وإذكاء العداء لكل مختلف عنا أو لكل من هو ليس منا ناسين بأن إخواننا المواطنين اليهود
هم مواطنون مثلنا يضمن لهم الدستور والقانون حرية التدين والأمن وكامل المواطنة .
نتذكر في الزمن الجميل الذي يبدو أنه ذهب مع الريح أيام كانت الصحافة بزيها الصحفي الصافي والنقي والنظيف . أيام كانت الصحافة بعيدة كل
البعد عن كل ما هو عقائدي وديني وكانت العقيدة والدين أيضا في أوج نقائهما داخل المساجد ودور العبادة حيث كان المقام الخاص واللائق بهما
أما اليوم فقد إختلطت الأوراق وأصبحت الصحافة تنسج لها سياسة جهنمية مستغلة سداجة الناس وأصبحت الدعاية للدين في كل مكان بما في ذلك داخل
الطوبيسات والطاكسيات وعلى طول الشوارع والصلاة في الطرقات وأينما اتفق لك المقام . حتى هذا الدين الحنيف لوثوه وسيسوه لمجرد جنونهم من
أجل الوصول للمناصب خدمة للأغراض الشخصية الضيقة والمأفونة وأصبح الجميع يتلفع بالدين لذات الغرض وليس إيمانا أو إبتغاءا لرضى الله وإنما
فقط طمعا مقرفا وانتهازيا في متاع الدنيا التي أصبحت بمكر هؤلاء وجلبتهم المشبوهة قذرة ومنحطة .
إن زيارة السيد بنكيران إلى الكنيس اليهودي كما زيارته يضا للفاتيكان لذات الغرض هو واجب وطني وواجب ديني أيضا وليس هؤلاء الصحفيون الجدد يعلمون ذلك . في نفس الوقت هو أيضا تطبيقا لشريعة الإسلام السمح والمتسامح عملا بالآية الكريمة ( وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتتعارفوا
إلى آخر الآية ) . لكن هؤلاء الصحفيين الجدد لا يحلو لهم إلا قلي السم للشعوب وإيهام الناس بعكس الفائدة . وذلك لإذكاء نار الحقد والكراهية ضد
كل من يختلف عنا خدمة لأمورهم التي على بالهم . فرغم مجيء الربيع العربي الذي فضح عددا كبيرا من البؤساء السياسيين فإن بعض الصحفيين
وغالبيتهم جدد إختار تسميم العقول الضعيفة بدلا من الأخذ بيدها وتصحيح أخطائها . لقد إختاروا الإغتسال بالماء العكر .
إن رجال الصحافة هم أول من كان يؤرمن بوحدة الإنسان هم أو من كان لا يؤمن بالفوارق بين الأجناس أو اللون أو العرق أو الدين . كانوا مثل الشعراء والأدباء والمفكرين والفلاسفة . لكننا اليوم أصبحنا لا نفرق بين محاضرة أدبية أو فكرية وبين محاضرة للوعظ والإرشاد والعبادات .
لقد صار الجميع يعزف على أوتار الدين وهو عدو له . باتت التجارة بالدين أمرا مطلوبا عند هؤلاء الصحفيين الجدد . اليوم لم نعد نفرق بين
الطالح والصالح واختفت تلك الروح المؤمنة والتقية والقنوعة والمترفعة عن طمع الدنيا . أصبحت في خبر كان .
الآن فهمنا السيد بنكيران لماذا يتحدث عن العفاريت والتماسيح والشياطين والسحرة . إنهم ليسوا ما كنا نظنهم كذلك . لا . إنهم الصحفيون
الجدد الذين يريدون تشويه كل شيء والقذف في أي كان . والتلاعب بكل شيء وخلق الفوضى التي ستودي بهم قبل غيرهم .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات