|
مصر والحرب الأهلية
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 03:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد إستطاعت جماعة الإخوان بمصر أن تشعلها حربا أهلية بين المواطنين - الإخوة الأعداء - الذين إنقسموا إلى شطرين أحدهما يريدها دولة مدنية حديثة وحرة ومتسامحة بينما الآخر يريدها دولة دينية مظلمة مستبدة وتكفيرية . هذه العصابة لا تريد حقن دماء المصريين بل زجت بأنصارها الشباب المضلل والمغرر به في محرقة سوف تسحق المواطن المصري سواء كان من هذا الفصيل أو ذاك . وما زاد الطين بلة حينما تجندت جهات خارجية لإذكاء وإشعال نار الفتنة وصب الزيت عليها لكي تحرق أكثر عددا ممكن من الشعب المصري المضطرب . وأصبحت كلمة الثورة هي الشماعة التي يعلق عليها غسيل الطرفين من هذا الطرف أو ذاك . فالثورة قامت من أجل تغيير الواقع الذي كان مأفونا ونادى الشعب المصري بالحرية والكرامة وضرورة القضاء على الإستبداد في حين جماعة الإخوان لا تريد أن تفهم هذا الأمر بل تهدف إلى تثبيت نوع من الإستبداد أكثر قتامة وقبحا باسم الدين .وكانت النتيجة بعد ثورة يناير 2011 إنقضاض هذه العصابة على السلطة وخانت مطالب الشعب وقد نجحت في ذلك للأسباب والملابسات المعروفة لدى الجميع . وقد إنتظر الشعب المصري سنة كاملة ليتأكد بأن هذه الجماعة تسير بالبلاد نحو الكارثة . ونحو الحرب الأهلية بعدم تلبية مطالب المعارضة الواسعة بكتابة دستور جديد يلبي مطالب جميع الأطياف السياسية بما في ذلك الأقباط وهم مواطنون يمثلون عشرين في المائة من المواطنين المصريين . عندئذ لم يكن هناك من بد سوى خروج المصريين عن بكرة أبيهم خلال 30 يونيه 2013 رافضين سياسة الإخوان والتأمت كل أطياف المعارضة للإطاحة بالرئيس الفاشل والمستبد وأصبح الشارع المصري يغوص بالمعارضة وأصبح المشهد يعطي انطباعا واضحا أكثر وضوحا من صناديق الإقتراع . وتضامنت همم المصريين من أجل إسقاط الإستبداد الجديد فكان لزاما على الجيش المصري أن يتدخل ليحمي البلد من الفتنة والحرب الأهلية التي تهدد الوطن . وتخليصه من الإرهابيين الذين يرغبون في التلاعب بمقدرات الشعب وحريته وكرامته . ومعلنا خارطة طريق واضحة المعالم ومحددة زمنيا كمرحلة إنتقالية يكتب فيها الدستور الجديد لدولة مدنية حديثة وحرة . وهذا ما لا يرغب فيه أنصار الجماعة التي لها خططا لا وطنية وإنما بأبعاد ودلالات دينية ودولية . وأصبحت بعض الجهات الخارجية مثل قطر بفضائيتها الجزيرة جزءا من المشكلة بدلا من إتخاذ سياسة إعلامية محايدة وموضوعية . وهذه السياسة الإعلامية العدوانية كانت واضحة في برامجها أثناء حكم الرئيس المخلوع فقد كانت تروج للفكر الإخواني بواسطة الفاشي المعروف أحمد منصور الذي كان يجتهد في تلميع الأفكار الفاشية للجماعة . فالأمير القطري لا ينفك يتدخل في كل كبيرة وصغيرة للدول المجاورة ويدعم حركة حماس والحركات الدينية المتطرفة بالمال ليوهم شعبه ويلهيه عن مراقبة ثروته أو إشراكه في حكم بلده . وهو الأمير الذي وضع كل مقدرات قطر في يد أولاده وأحفاده وأبناء العمومة فهل هناك نظام ملكي في العالم تقوده العائلة كما يحدث في قطر ؟ أمريكا أيضا التي صدعت رؤوسنا بالديمقراطية وحقوق الإنسان . وأطنبتنا بمحاربة الإرهاب وانتقاد المتشددين وتجار الدين أصبحت اليوم تدافع عن الإخوان بدعوى كونهم جاؤوا عبر صناديق الإقتراع بينما هي لم تكن تفعل من قبل وكانت تتعامل مع الطغاة العرب والديكتاتوريين بأمريكا اللاتنية والدفاع أيضا عن سياسة الأبارتايد بجنوب إفريقيا بل كانت دائما تحارب حقوق الإنسان في فلسطين وتدعم الصهاينة لقتل الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم المحتلة من طرف العدو الإسرائلي . الربيع العربي أربك حسابات أمريكا والغرب . وأصبحت تصريحاتهم مرتبكة لا تكاد تستقر على اتجاه معين وبين ساعة وأخرى تتحربأ بتغيير الأحداث وتسارعها . إن الغرب وزعيمته أمريكا هم من إختلق لنا هذه الحركات المتطرفة والمتجرة بالدين فقط لإلهاء العالم العربي وتوريطه في صراعات تافهة لا معنى لها ولا طائل من ورائها لتمزيق أوصال الأمة العربية وتفكيكها وزرع الفتن داخل ديارها وتحويلها إلى كيانات متقاتلة ومنقسمة فيما بينها كما يحدث في العراق وفي أفغانستان وفي باكستان وفي سوريا والبقية تأتي . هذا كله يصب في خدمة مصالح القوى العظمى التي تتصرف في شؤون الكون للإستفادة من الثروات العربية الفاحشة بينما الشعوب العربية تعاني مرارة الفقر والبؤس والجهل والأمراض المختلفة . إن الشرق الأوسط والعالم العربي برمته تحرك خيوطه السياسية أمريكا والغرب من جهة . وروسيا من ورائها الصين وإيران من جهة أخرى من أجل السيطرة على منابع النفط والخيرات الأخرى التي تزخر بها المنطقة . بينما الغالبية العظمى من الشعوب العربية تعيش بعقل خرافي لا يقودها إلا إلى أدغال الماضي السحيق ويحول بينها وبين الحداثة والتقدم والتفكير الذي يتوافق مع المستقبل . لكن مصر بصفتها رائدة هذا العالم العربي الذي يتوق إلى التقدم والحق في تبوء المكانة اللائقة به . سوف تنتصر بحول الله وبجهد شعبها العظيم ومثابرة أحراره . وبجيشها الوطني العظيم . وستتجاوز هذه المحنة بإبعاد عصابة الإخوان عن السياسة لأن مكان هؤلاء ليس في السلطة .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شقاء الطيور
-
ثورة الحرية والكرامة
-
فقط نعرف ما لا نعرف .
-
عندما تقوم الديمقراطية بالإنقلاب
-
حتمية الدولة المدنية
-
سياج البخار
-
هذا كل ما في الموت
-
حكومة تعميق الأزمة
-
إنهيار العلامات
-
رجل الثلج
-
حكومة سوقها خاوي
-
العلم الصحيح يحيي الناس ولا يفتي بقتلهم
-
وبكت الدالية
-
رد على مقال - كمال كبريال - مبارك ومقارنات لابد منها
-
دفاعا عن الناشط الحقوقي أحمد عصيد
-
ليل الحب
-
الإنفجار القادم
-
زوبعة في فنجان
-
قطار العفونة
-
من تكون ؟
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن سقوط طائرات مسيرة و-أجسام مشبوهة- في عدة
...
-
من أسرّة المستشفيات في طهران.. إيرانيون أُصيبوا بالغارات الإ
...
-
الجيش الإسرائيلي يكشف إجمالي عدد المسيرات الإيرانية على البل
...
-
-معركة شرسة- داخل الدائرة المقرّبة من ترامب بشأن التعامل مع
...
-
-حبوب منع الشخير-.. أخيرا قد يستمتع شريك حياتك بنوم هادئ!
-
الولايات المتحدة: خوف وغضب واحتجاجات ضد شرطة الهجرة -الملثمة
...
-
شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء
...
-
وسيم الأسد تاجر المخدرات الذي ساهم بقمع معارضي النظام السوري
...
-
هل تنهار إستراتيجية إيران العظمى؟
-
عراقجي يحذر من انضمام واشنطن للحرب وماكرون يتحدث عن تسريع ال
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|