أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب – ج4














المزيد.....

منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب – ج4


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 16:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب – ج4


خامسا، لاحظت في تعليقاتك، يا "سامي لبيب"، إصرارا غريبا على عدم الفهم، رغم أنّ معاني كلماتي واضحة وضوح الشمس... ومن هذه التعليقات التي توضّح هذا الإصرار المرضيّ بصفة لا لُبس فيها: "كتبت حضرتك أربع مقالات كاملة فى هذه القضية ولم يصدر منك حتى الآن إدانة للمذابح ولمرتكبيها أو إظهار أى لمسة تعاطف مع من يذبحون من المسلمين أفلم تلاحظ هذا فمتى تصدر موقف بعد كل هذه الجلبة" (تعليق 51) وهذا التعليق أيضا: "أما عن نقدى لمالك لكونه لم يعتنى بتحديد موقف من مصيبة ومذبحة وكارثة تحل بأبرياء ليمسك فى خناق الشيخ وحتى الآن بعد أربع مقالات له لم يذكر موقفه من مسلمى افريقيا الذين يذبحون!!" (تعليق 67). ولهذا سأعيد صياغة بعض كلامي الذي سبق وقلته، فقد أكون أخطأت التّعبير أو إستعملت خطابا "حمّال أوجه"، مثل القرآن، فأوّلته أنت على طريقتك ووفق أهوائك وأخطأت التأويل.
لقد قلت لك أنّ منطق القوالب لا ينفع في تصنيف النّاس، فما معنى كلامي هذا؟ معناه أنّ ما تعتقد أنت أنّه صواب، قد لا يكون كذلك عند الآخرين. والأفكار التي تتعلّق بها أنت وتزعم الدّفاع عنها (وسأبيّن لاحقا لماذا إستعملت هذا اللّفظ بالتّحديد) قد يكون للأطراف الأخرى آراء مخالفة لها. فالمشكلة هنا تتمثّل أساسا في كونك تعتقد إعتقادا جازما أنّك تحمل الحقيقة المطلقة وأنّ أفكارك صائبة ولا ترى أنّك لا تنظر للأشياء إلاّ بعينيك أنت وبالتّالي لا يخطر ببالك أنّ هناك زوايا أخرى يمكن النّظر منها لنفس الموضوع وأنّ الآراء الناتجة عن التفكير فيه من تلك الزّوايا التي تجهلها أو تتغافل عنها قد تكون مؤهّلة أكثر من أفكارك لأن تكون أقرب للحقيقة وللواقع. ولكنّ الأدهى والأمرّ أنّك لا تحاول فهم الآخر عندما يحدّثك فتتقوقع كالحلزون داخل أفكارك ولا تجد أيّة مشكلة في نعت الآخر بقصر النّظر أو ببلادة التّفكير لتصل في نهاية الأمر إلى التّهمة الأولى والأخيرة والوحيدة التي تُرضي نرجسيّتك: تسفيه الآخر. (وفي هذا، أنت لا تختلف كثيرا عمّن تزعم أنّك ناقد لأفكارهم ومتفحّص لـ"ـعقدهم النّفسيّة"...) لذلك أقول لك، يا "سامي لبيب"، أعذرني على صراحتي، لا أعتقد أنّ هناك بلادة في التّفكير أكثر من هذه...!
الواضح من كلامك الأخير أنّك تتعامل مع النّاس بنفس منطق الإسلام... "أسلم تسلم"... أو بالأحرى: "قل ما أريد سماعه منك وإلاّ فأنت مشكوك فيك وسأواصل مهاجمتك"، أو "قل ما أريد سماعه منك لكي أصبح لطيفا معك". أو "كن مثلي وإلاّ فأنت مخطئ". فمثلما يضع الإسلام نفسه كمحور لكلّ شيء وكمقياس ومثال يجب أن يتماهى معه الآخر لكي يتمّ الإعتراف به كإنسان، كذلك تضع أنت أفكارك الشّخصيّة كمقياس ومثال، فإذا لم تتماهى وتتطابق معها رؤية الآخرين للموضوع فهم مخطئون. وتضع نفسك كمحور لكلّ شيء، وما على الآخرين إلاّ الدوران في فلكك للحصول على "مصادقة" من عندك بأنّ رؤيتهم للأشياء "مشروعة" و"موضوعيّة"... فأيّ منطق نرجسيّ هذا الذي تستعمله وتُصرّ على فرضه على الآخرين؟ ثمّ أنّ إصرارك على "إنتزاع" موقف منّي بخصوص ما يحدث في إفريقيا الوسطى يبيّن ذلك. فأنت إنطلقت من مقال واضح لا غبار عليه ولا يقول إلاّ ما قاله فإتّهمته بما ليس فيه وواصلت دفاعك عن حقّك في إتّهامه وألححت في ذلك، وما زلت تلحّ... لماذا؟ لأنّك لا تقبل أن تكون قد أخطأت الفهم أو تسرّعت ولويت أعناق كلماتي وبالتّالي فأنت تحاول التّشبّث بشيء مّا (ولو كان بلا معنى) يُعيد إليك الثقة في أنّك فعلا "مركز" الكون ومحوره وأنّك لا تخطئ، لذلك تركّز على مسألة موقفي من الموضوع. لذلك، دعني أقول لك شيئا: حاول أن تُعالج تضخّم "أناك"، فلا أنت مركز الكون ولا فكرك معصوم من الخطأ.
ثمّ أنّي لست مطالبا بإصدار أيّ موقف من الصراع في إفريقيا الوسطى، لأنّي لا أكتب مقالاتي طبقا لإملاءات الآخرين ولا تحت أيّ ضغط، فما الذي يجبرني أن أقول لك أنّي معارض لأمر مّا أو مساند له؟ وما الغاية من ذلك؟ هل أفعل ذلك لكسب ثقتك وتفادي إتّهاماتك؟ هل أفعل ذلك لإظهار أنّي "إنساني"؟ لست ممّن يتعاملون بالمظاهر ولا يهمّني أن تتّهمني بأنّي "لاإنساني"، وكأنّك "الإنسانيّة" نفسها والمصدر الرّئيسي والشّرعي لكلّ تصنيف.
زيادة على كلّ ذلك، إسمح لي أن أقول لك أنّ لديك مشكلة كبيرة في رؤيتك للعالم وللأشياء. تتّهمني قائلا: "انت أمام مصيبة كارثة مذبحة بشعة فأول مهمة للكاتب أن يحدد موقفه منها بالإدانة أوالتأييد ولكن حضرتك كون المذبحة لا تعنيك فتتناول ما يفش كراهيتك ضد المتأسلمين"، فمن قال لك أنّ مهمّة الكاتب أن يُدلي بموقفه من الأشياء؟ الكاتب "يكتب"، ولا علاقة بالكتابة بالمواقف. فقد يخطر ببالي أن أكتب قصيدة في رثاء قتلى ذلك الصراع، أو مسرحية ساخرة تتناول تلك المجازر، أو مقالا في نقد مشاكل الطائفية في المجتمع الإفريقي من وجهة نظر سوسيولوجيّة، وقد أُدلي بموقفي من الموضوع في نصوصي وقد لا أُصرّح بأيّ موقف. أنت تقول أنّ المذبحة "لا تعنيني": منطقيّا هذا صحيح، وهذا طبيعي لأنّي لا أعيش في إفريقيا الوسطى. وأنت كذلك لا تعنيك تلك المذبحة، لأنّك لا تعيش هناك. إذن، فالفرق بينك وبيني يتمثّل في كلمات كتبتها أنت عن الموضوع مستنكرا فيها ما يحدث في إفريقيا الوسطى في حين أنّي لم أكتب شيئا لا لإدانة هذا الطّرف ولا لتأييد الطرف الآخر... الفرق بيني وبينك كلمات إستنكار... فمن الذي يضمن أصلا أنّ إستنكارك حقيقي ونابع من "مشاعر إنسانية" وليس مجرّد كلام تملأبه مقالاتك لغاية في نفسك أو تعبيرا خاضعا لإملاءات...؟ هل لديك مقياس يمكن أن نقيس به "صدق" المشاعر و"درجة إنسانية" موقف معيّن، خاصّة إذا كان الشّخص الذي يُصدر ذلك الموقف مثلك، بعيدا مادّيّا وجغرافيّا عن مسرح الأحداث؟
خلاصة القول: من يدين النّاس بناء على المظاهر وتأويلاته الشخصيّة لها يجب أن يقبل بأن يُدينه الآخرون بناء على نفس المقاييس وبنفس الطريقة.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب - ج3
- منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب - ج2
- منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب - ج1
- رسالة مفتوحة للداعية السعودي خالد بن عبدالرحمن الشايع: كيف ت ...
- خواطر لمن يعقلون - ج15
- الإسلام في ضوء المنطق والعقل: حين يزدري القرآنُ رسولهُ ويكشف ...
- الإسلام في ضوء المنطق والعقل: حين يزدري القرآنُ رسولهُ ويكشف ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة العقل
- يا شيوخ التخلف
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- خرافة الإسلام التّونسي الزّيتوني الوسطي: الطاهر بن عاشور أنم ...
- خواطر لمن يعقلون - ج14
- رسالة مفتوحة إلى عبد الجليل التميمي: متى يعتذر العرب المسلمو ...
- خواطر لمن يعقلون - ج13
- خواطر لمن يعقلون - ج12


المزيد.....




- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - منطق ماعز ولو طارت: فضح الأكاذيب في إنتقادات سامي لبيب – ج4