أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي فهد ياسين - الأُمهات .. أكثر المتضررين من أخطاء قادة العراق














المزيد.....

الأُمهات .. أكثر المتضررين من أخطاء قادة العراق


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 18:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأُمهات .. أكثر المُتضررين من أخطاء قادة العراق
دعوني أزعمُ أن الحرب في كل العصور تستهدفُ الأُمهات تحديداً وقوداً لها , ليس في شخوصُهنَ, مع أن هناك نساء شاركنَ في الحروب مُنذُ بدء الخليقة بأشكالِ وأفعال خلدها التأريخ , لكني أستلُ خيطاً من نسيج الأُمهات يمثل خسارتهن للأبناء في كل الحروب لأنهم أساس طحنها ووقود نيرانها ومادة نتائجها في المقام الأول مع عُدتها , فهم عديدها وعلى أساس عزائمهم ومُتطلبات أُخرى تُكتب نتائجها ويُحتفى بقادتها المنتصرين , وتنتظر قيادات الخاسرين فيها الظروف التي لايُحسدون عليها .
ودعوني أزعمُ مرةً أُخرى أن الأُمهات في الدُنيا جُبلنَ من طينِةِ واحدِة مُنذُ بدء الخليقة , لأنهن أحواض الخلق وموفرات ظروف نجاح ( الزرع ) وحاضناته وساقياته نسغ الحياة , الراعيات له (نُطفةً ) , ومُحولاته لحماً ضعيفاً ومقوياته , الوالدات له يُسراً وعُسراً دون تكليفِ ومُنجباته , الناظرات له في الغد تاجاً بهياً يُكفكفُ دمعةً في النائبات , ويزرع وردةً في القلب تُشفي الجراح وترد على المصائب وتفتح باباً للحياة يوفر للأُمهات عيشاً كريماً لا منةً فيه ولاتشافي .
نحن نقرأ التأريخ بعينين مفتوحتين وبقلبِ بصير , ونعلن غير آبهين بالمطبلين وتجار الحروب والمدلسين على أكتاف الدكتاتوريين , أن الحروب كانت وستبقى وصمةَ عار على جباه مُشعليها في كل العصور مهما كانت مسبباتها ونتائجها , لأنها قرار للعاجزين عن الحوار, وهي في جميع جولاتها أسلوباً للقتل بدلاً عن الحياة , وأذا كان البعض لازال يعتقد بأن الحرب الفلانية كانت أدت الى نتائج يعتقد أنها ايجابية , فأن هذا البعض أسدل ستاراً على ضحاياها من الأبرياء الذين كانوا وقودها , ومهما كانت النتائج في أيًة حرب أيجابية لهذا الطرف وسلبية للطرف الآخر , هي قطعاً سلبية على أهالي الضحايا وبالأخص على أُمهاتهم التي قطعت الحرب آمانيهن في حياة أبنائُهن المقتولين فيها .
نحن في العراق ( أُخذنا ) الى حروبِ عبثية لاناقة لنا فيها ولاجمل , ( أُخذنا ) بقرار من جلاد كان مدعوماً من قادة العالم الأقوياء , ليُحارب بنا من أجل غدِ أفضل لشعوبهم , وحين أنكفأت أجنداتهم قلبوا صفحته وفتحوا صفحةً أُخرى , دون حسابِ لشعب متضرر من وحشيته وتخطيطهم , وبدلاً من تبييض صفاحهم الدموية , فتحوا لنا صفحةً جديدة للتجريب والفحص وأنتظار النتائج , ولازالت مختبراتهم تأخذ العينات وتؤجل الأعلان عن خيباتهم فيها , دون الالتفات الى حجم وعمق خساراتنا الكارثية , وكأننا حقل تجارب لايُكلفهم سوى فتح سفارات تسند قادتنا المنتخبين من الشعب لتجد المبرر القانوني لاستمرار وضعنا تحت طائلة الديمقراطية !.
الخاسرات في كل تأريخ العراق .. اُمهاتَنا , وأذا كان هناك نصيبٌ للأباء فهو مُكمل لخسارتهن , ونحن الأبناء والأخوات والأقارب والأصدقاء , ليس منا من ينكر لوعتهُن في فُقدان أبنائهُن , ومهما تذكرنا صديق أو جار بألم لايمكن أن يرتقي ألمنا الى خزين امه , فقد تعلمنا في العراق أن حزن الأم أبدي ويلتف معها في القبر , وأعفوني عن ذكر حزن أُمهات قتلهنً الحزن على أبنائُهن , لأني لازلتُ موجوعاً على صديقِ لايعُوض , التاعت أُمه بفقدانه وودعت الحياة , وهي ليست متفردة في اللوعة التي قتلتها , لأن أمهات العراقيين يعرفن طريقهن لوداع الحياة بفضل قسوة الجلادين ! .
لقد تعودنا على مصائب أُمهاتنا في زمن عصابات البعث المقيتة , هذه دُهس أكبر أبنائها على بُعد أمتارِ من بيته , وتلك قُتل أمام ناضريها , وثالثة أستُدعت لدائرة الأمن لتستلم شهادة وفاته , ورابعة أُهينت لأنها قدمت طلباً لمسؤول الحزب كي تستفسر عن مصيره , وخامسة وسادسة وألف وآلاف من أُمهاتنا تَجَلًدن على المصائب وتَحَزَمن بالصبر ونزلنه لسوق العمل رغم قسوته ليواجهن الجوع والذل المتعمًد من السلطة وينجحن في تأثيث الآمان لعوائلهن بعناد صامت قل نظيره في تجارب الشعوب التي سبقتنا في دكتاتورياتها , وليكتبن بأحرفِ من نور تجارب تنحني لها الأنسانية .
الأمهات العراقيات , لمن لايعرف أسرار بطونهن وعقولهن وسهام عيونهن , خبيرات بالألم والحزن والتعويض , والتعويض هذا الجديد على فضاءاتنا وهو مُرَكب , هو قُدرتهن على ( صناعة الفرح ) رغم أكداس الحزن المُنضًد في مخازن ذواكرهن الدفينة , خُذ ماشأت من أمثلة من طول العراق وعرضه , ستجد ضالتك في أُم تُدفًؤك بما تبحث انت عن الوطنية , دون أن تشعر هي بأن ماتًقوله يحفرُ في السياسة , هي تًخشى الحديث في السياسة لكنها تُطعِمُك بخيراتها !..
السؤال الأكثر أهمية الآن , هؤلاء الذين يقودون العراق مُنذُ أكثر من عقد , لماذا يفصلون بين أمهاتهم اللاتي نحترمُهُن وبين أُمهات العراقيين ؟ , لماذا يعيدوننا للمواجهة بين السلطة والشعب وهم يعرفون يقيناً أن أي مواجهة تعني هناك ضحايا , وأن لكل ضحيةً أم ؟ , وأن الأُمهات من طينةِ واحدة , وحُزنهن عظيم ؟ , ومن يتحمل منهم لوعةً أم على أبنها حين يُقتل في العراق وهم قادته ؟ وأي دَمِ يختلفُ لونه وشارته وقيمته وتعريفه عن دَمِ آخر في بلدِ واحد هو العراق ؟ .
أنا في هذا اليوم الجميل بنوروزه في كردستان وبمايسمى ( عيد الشجرة ) في وسط وجنوب العراق , أقول لأمهاتنا في كُل العراق , أن لقادة العراق أجنداتهم ولنا نحن أجنداتنا المُعارضة لهم , ليس على طول الخط , ولكن من أجل تصحيح مسارهم لبناء عراق جديد تكون فيه قيمةً حقيقية لكل أبنائه وفي مقدمتهم الأمهات التي تنجب الأجيال وتنتظر منها الحياة الكريمة .
لأُمهات العراق وأُمي باقات ورد من الرازقي والجوري العراقي الجميل في عيدهن .

علي فهد ياسين






#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هُم سُراق الأثار في ذي قار ؟؟
- الدرس البليغ في المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي العراقي في ...
- موازنة الشعب يُعرقلها ضُعف اتزان حُكًامه
- الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات
- اكتمل نصاب المنتخب الوطني ولم يكتمل نصاب البرلمان .. !!
- حصاد نوعي ل ( مناجل ) كاظم الركابي في الناصرية ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..7
- قادة العراق .. مائة عام من الانتصارات الزائفة ..!!
- الأرنب للشعب والغزال للحُكام ..!!
- بصمة ( داعش ) بين صيدليتين ..!!
- البصرة تعتزم شراء النخيل من فرنسا ..!!
- آمد كاوة كرمياني يولد في كلار
- فنان الشعب الذي يسمعه أعدائه سراً .. وداعاً فؤاد سالم ..!!
- رقابة الشعب ورقابة السلطات
- سباق الأنتخابات بين ابن الشعب وابن السلطة ..!!
- مجلس النواب العراقي واستمارة كشف المستور ... !!!
- الانتخابات العراقية والتلميع بالطين ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! / 6
- العلاقة بين الأنتخابات القادمة وتصاعد العنف في العراق
- تماس كهربائي بفعل فاعل ..!!


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي فهد ياسين - الأُمهات .. أكثر المتضررين من أخطاء قادة العراق