صراع الاجهزه السياديه في مصر الان ؟!!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في مصر مراكز قوي متعدده للهيمنه علي السلطه ففي ايام مبارك الاخيره حدث صراع بين جهاز المخابرات والذي كان يرأسه الجنرال الراحل عمر سليمان وبين جهاز مباحث امن الدوله انذاك والذي كان يرأسه حسن عبد الرحمن بقيادة الوزير حبيب العادلي الاثنين كانوا يدفعون الرأي العام في الاتجاه الذين يرونه مناسب لمصالحهم الخاصه

فسليمان كشف لرجال الجيش عمليات التصنت التي كان يقوم بها العادلي ورجاله ضد رجال الدوله والمسؤلين ومن بينهم ضباط كبار في الجيش وعلي اثر ذلك قام رجال امن الدوله بتدبير لافتات تحمل اسم عمر سليمان منتشره في شوارع القاهره تطالب بترشحه للرئاسه في محاوله للوقيعه بين مبارك وسليمان وهكذا ترهلت الدوله ووصلت الي مستوي متدني نتيجة صراع الاجهزه السياديه !!

اليوم وفي هذه المرحله نجد نفس الصراع المكتوم والغير معلن بين هذه الاجهزه ولكن بصوره قد تُدخل اجهزه اخري الملعب نتيجة صراع السلطه والمصالح ففي الوقت الذي اعلن فيه المرشح الرئاسي السابق احمد شفيق رغبته في العوده الي مصر وبعد عرض الامر للوساطه للمشير السيسي كان للمخابرات الحربيه رأيا اخر حيث ابلغوا المشير عدم امكانية حدوث ذلك خوفا من البلبلله التي قد يحدثها

وجود شفيق في الصوره او قد يقع تحت ضغوط رجال الاعمال الكبار الذين مولوا حملته الرئاسيه فيفكر في العوده الي المضمار مره اخري وهو ما قد يسبب ازعاج للمرشح المحتمل السيسي او قد يؤثر علي شعبيته لصالح مرشح اخر من خارج نطاق العسكريين لم ينتهي الامر عند ذلك فقد فوجئنا بتسريب هاتفي للفريق شفيق يتحدث فيه بصوره سيئه عن المشير السيسي ويتهم العمليه الانتخابيه بانها ستقع تحت عملية توجيه

سياسي من مؤسسات الدوله لصالحه وان تصرف رجال الجيش حيال تفكيرهم في الدفع بالسيسي كمرشح في هذا التوقيت هو امر في منتهي الغباء نتيجة العداء الدولي لثورة 30 يونيو وهو ما يضع ثورة 30 يونيو تحت حصار ومعاملة المجتمع الدولي علي انها حركه انقلابيه للجيش ضد السلطه المدنيه

لايملك احد عمليات التصنت علي المكالمات الهاتفيه سوي اجهزه سياديه وخاصة ان الفريق شفيق يقيم في دوله عربيه مجاوره والهدف من التسريب كان واضحا هو عملية حرق للمرشح الرئاسي السابق في الشارع كنوع من تهيئة الاجواء للقادم

ايضا هناك ضربات داخليه يتم تحريكها بصوره غير طبيعيه ومعها خسر تحالف 30 يونيو كثيرا من رصيده في الشارع المصري مثل تحريك قضايا بسرعة البرق ضد النشطاء وشباب الثوره واحكام صدرت ضدهم في وقت زمني قياسي في حين ان قضايا القتل والتفجيرات بما فيهم العسكريين لم يتم الفصل فيها حتي الان !!

تفسر هذه الضربات الداخليه انها قادمه من رجال الامن الوطني وضباط كبار في وزارة الداخليه كنوع من الثأر من موقف الثوار من رجال الداخليه عقب الموجه الاولي للثوره في 25 يناير

المستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات فجأة اخذ حبوب الشجاعه واقام مؤتمر صحفيا منذ ايام كشف فيه عن فساد داخل وزارة الداخليه بالمليارات يتم نهبها من اموال الدوله التي تستدين وتستجدي الان لكي توفر رغيف العيش لمواطنيها في ضربه قويه لواحده من اكبر الوزارات واكثرها تحصينا من الاقتراب اليها ولكن لماذا في هذا التوقيت ايضا وراء الامر اجهزه اخري تحاول توجيه ضربات تحت الحزام في هذا التوقيت

بصوره مفاجئه تم استبعاد حكومة الببلاوي من المشهد عقب طفح لمظاهرات فئويه استشري في كل مكان في مصر تم تحريكه ممن ولصالح من ؟ وفي غفله من الزمن تم حل مشاكل الفئويات تلك ليعود الهدوء بعدها هذه ايضا امور تظهر الايادي التي تتحكم في توجيه اللعبه والصراع الخفي بين الاجهزه السياديه

ويبقي السؤال دائما المطروح هل هذه الاجهزه وصراعها لصالح الوطن ام للحفاظ علي امتيازاتهم ومكاسبهم الشخصيه التي جنوها ويجنوها مازالوا من مراكزهم ؟!! هل هم مدركون بالفعل حقيقة المخاطر التي تهدد الوطن في هذه المرحله ام انهم يصدرون الامر للغلابه ويكتفوا هم بتحريك الامور لصالحهم ؟ خاصة وان جزء كبير من كوارث اليوم كانت لها يد هذه الاجهزه في صناعته بالامس !!

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل