أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أما زلنا نسجن الأدباء ؟














المزيد.....

أما زلنا نسجن الأدباء ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 09:06
المحور: الادب والفن
    




لم يتعرض طه حسين للسجن بعد نشر كتابه في الشعر الجاهلي" عام 1926، وأغلقت النيابة التحقيق معه وبرأته. وحين كتب إسماعيل أدهم مقاله" لماذا أنا ملحد؟ " عام 1936 كان إلحاده واضحا بنص كلماته" خرجت عن الأديان وتخليت عن كل المعتقدات وآمنت بالعلم وحده". مع ذلك لم يطالب أحد بتطبيق حد الردة على الكاتب وهو مسلم، ولم يسجن، ولم يتم نفيه إلي الخارج، ولا جرت حتى مصادرة الكتاب! واكتفى أساتذة كبار بتفنيد رأيه مثل د. أحمد زكي أبوشادي في مقاله " لماذا أنا مؤمن؟". إلا أن ذلك الإيمان برد الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة سرعان ما انكسر حتى صرنا منذ السبعينات نطارد الكتاب بالقتل كما حدث مع فرج فودة بسبب كتابه" الحقيقة الغائبة"، أو بالطعن كما تم مع نجيب محفوظ، أوبالسجن مثلما جرى مع علاء حامد بسبب روايته" مسافة في عقل رجل" أو كحد أدنى بالتكفير في حالة نصر حامد أبوزيد بسبب "نقد الخطاب الديني". ولمعت في كل مكان تهمة " ازدراء الأديان" التي وجهت مؤخرا إلي كرم صابر بسبب مجموعته القصصية " أين الله ؟" فصدر عليه في 11 مارس الحالي حكم بالسجن خمس سنوات!
مجموعة " أين الله" لكرم صابر صدرت في 2010، وفي أبريل 2011 رفع المحامي سيد طنطاوي وآخرون بلاغا لنيابة بني سويف طالبوا فيه بمصادرتها واتهموا مؤلفها" بالتهكم على الشريعة الإسلامية وفرائضها .. والسخرية من أحكام الإسلام". ولاشك أن الباعث على التفسير المتعنت للمجموعة متوفر في قصصها الإحدى عشرة التي اقتصرت – لا أدري لماذا - على تناول الموضوع الديني بتجلياته المختلفة. إلا أن قراءة منصفة ستبين أن الباب كان مفتوحا دوما لتفسير آخر لكلمات الكاتب بدءا من عنوان المجموعة " أين الله" الذي يحتمل التفسير كنفي لوجود الذات الإلهية أو على العكس كنداء واسترحام لها لتشمل الجميع بعطفها، أو قوله " أيها الرب أنت الأمل.. عد إلينا". لهذا أشار تقرير لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بشأن الحكم الصادر إلي أن أدلة الثبوت التي استعانت بها المحكمة تكشف عن " غياب الفهم الدقيق لمعنى الأدب وجمالياته". ولست هنا في معرض الدفاع عن المجموعة كعمل فني، فهي ليست قصصا وإنما صور صحفية أدبية. الأهم من ذلك إنني رأيت ومازلت أرى أن الدين قضية بين الخالق عز وجل والمخلوق، أما المؤلفون الذين يتناولون تلك القضية بصفتها قضية مركزية، فإنهم يلتقون عمليا مع المتعصبين الذين يتخذون من الموضوع ذاته محورا للنضال. هنا وهناك يتم طرح هموم مصر على أساس ديني. وبالرغم من ذلك فإنني أستنكر صدور حكم بسجن كاتب، أي كاتب، أيا كان ما كتبه. وقد قدم المحامي حمدي الأسيوطي بهذا المعنى مذكرة دفاع مجيدة أبرز فيها تعارض الحكم مع المادة 67 من الدستور التي تنص على أن " حرية الإبداع مكفولة" والتي تنص أيضا على " عدم حبس مبدع عن كتاب أو فكر أو رأي". أما الشهود فكانوا مساعد شرطة وملازم شرطة ومفتش بالأوقاف! بوسعنا أن نختلف مع الكاتب إلي أقصى درجة وأن نفند ماجاء في عمله حرفا حرفا، أما المصادرة والسجون فقد أثبت تاريخ الفكر أنها بلا جدوى، وأنها لم تمنع أحدا من الإدلاء بما لديه سواء أكان مالديه يستحق أن يقال أو لا يستحق.
***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب باردة على القرم الدافيء
- خلطة حكومة - محلب - الجديدة
- سنة أولى إخوان لسعد القرش
- مصر وروسيا .. البحث عن الذهب !
- الرئيس المصري والصورة الجديدة
- الشتات لحظة الخطر
- أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات
- تفويض الجيش المصري للسيسي رئيسا
- قائمة للنسيان - قصة قصيرة
- مصر التي في خاطرك
- ثلاثون مليون زهرة
- ما يشغلني في موضوع الدستور ليس الدستور
- التمويل الأجنبي رصاصة في الضمير
- خبز أحلام لزمن قادم
- منى مينا .. انتصار الحقيقة
- لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي
- صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان !
- رقصة شرقية بين العلم والدولة
- بيت جدي - قصة
- قانون التظاهر إهانة بالغة لكرامة الشعب المصري


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أما زلنا نسجن الأدباء ؟